vendredi 20 décembre 2013

وثائقي بمناسبة مئوية الشابي



وثائقي بمناسبة مئوية الشابي
لم يعش سوى ربع قرن ولكنه يشغل الدنيا على مدى قرن كامل، ذلك هو ما فعله القدر بالشاعر أبي القاسم الشابي وما فعله هو بالشعر من بعده. حياته القصيرة المكثفة أنتجت شعرا غير مغاير  لما كان موجودا من نصوص، وحضوره استمر لليوم.
تحتفي شبكة الجزيرة بأبي القاسم الشابي وتخصص له وثائقيا. وويقول الصخفي جمال العرضاوي مخرج ومعد الفيلم، إنه حاول أن  يحاور في هذا الفيلم " الحضور الطاغي لنص الشابي والغياب الظالم لنصوصه". فحاول أن يستطلع آراء العديد من الأدباء والمفكرين حول إعادة قراءته وتخليص إرثه من الجمود الذي ضخم شيئا وغيّب أشياء. ويضيف العرضاوي إن "الشابي المجهول لا يقل أهمية عن الشابي المعروف".


صورة نادرة للشابي
كما تفرد الجزيرة في هذا الشريط الوثائقي مكانا لمن يريد أن ينظر إلى صورة الشابي باجتهاد، حيث يتحدث المسرحي والسينمائي التونسي المعروف الأستاذ الفاضل الجزيري الذي تصدى لصورة الشابي في فيلمه الأخير "ثلاثون" في مقاربة بعيدة عن التقديس يراها هو محاولة لأنسنة رجل لم يكن يستغرب أي شيء إنساني ويأخذ عليه البعض إسرافه في الاجتهاد.
ويتعرض الفيلم أيضا لإلهام نص الشابي للرسامين عبر إبداع الرسام العراقي فاضل العزاوي .ويعتبر البعض من النقاد والباحثين في الشعر أن الشابي هو أول من كتب الشعر المنثور في نصوص تركها لنا بعد وفاته.


 كما يلاحظ أن الشاعر أبا القاسم الشابي لم يعتمد المدح كغرض من الأغراض الشعرية التي تعوّد الشعراء العرب، من سبقه ومن عاصره، على طرق غرض المديح في دواوينهم. وكذلك فعل الشابي مع الرثاء إلا في مناسبات محدودة ومع المقربين إليه عائليا وفنيا، مثل موت أبيه ورثاء جبران خليل جبران الشاعر والكاتب اللبناني المغترب..
في المقابل هناك من يرى أن الشابي كان الشجرة التي غطت على غابة الشعر التونسي، وذلك نظرا لقوة حضوره الشعري والإنساني في الوسط العربي والتونسي، وهو حضور قد حال دون بروز مواهب تونسية  أخرى لأخذ حقها من الاهتمام والانتشار

صورة للشابي مع رفاق دربه
وفي معرض حديثه عن أهمية قراءة الشابي بعد مائة سنة على ميلاده يقول  جمال العرضاوي "الشابي حاضر بيننا الآن وكأنه قد رأى ببصيرته ما يحدث في عالمنا اليوم من ظلم واستبداد وفي المقابل ما تقوم به الشعوب من أجل كسر قيودها".

ويضيف "إن احتفاء الجزيرة بالشابي في مئويته هي دعوة إلى إعادة قراءة هذا الشاعر كاملا دون اجتزاء... كما هو لا كما أراد أن يراه البعض وهي في الوقت نفسه دعوة الشابي إلى أن يرى ماذا فعل ربع قرنه بقرن ممّا نعُدّ."
تردد الشعوب على مدى عشرات السنين إرادة الحياة ونشيد الجبار ولكنها أهملت ما يمكن أن نسميه مانيفاست الشابي الذي جاء في مسامرته الشهيرة "الخيال الشعري عند العرب" والتي تصدى فيها لأهم المقولات في الجماليات العربية وسبق غيره ممّن سيأتي من المحدثين العرب.
http://doc.aljazeera.net/cinema/2009/01/2009129134010487549.html

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire