dimanche 12 janvier 2014

هذا جناه أبى علىَّ وما جنيت على أحد أبو العلاء المعرى


هذا جناه أبى علىَّ             وما جنيت على أحد
ثلاثةُ أيام هى الدهرُ كلهُ     وما هنَّ غير الأمس واليوم والغد
وما البدر إلا واحدٌ، غير أنه    يَغيبُ ويأتى بالضياء المجدد


إذا كان لا يَحظى برزقك عاقلٌ    وتَرزقُ مجنوناً وترزقُ أحمقاً
فلا ذنباً يا ربَّ السماء على امرىء    رأى منكَ ما لا يشتهى فتزندقا


هفت الحنيفةُ والنصارى ما اهتدت    ويهود حارت والمجوس مضللةْ
إثنان أهل الأرض ، ذو عقل بلا    دين، واخر دين لا عقل له


كأنَّ حواءَ التى زوجها     آدمُ، لم تُلقحْ بشخص أريبْ
قد كثرت فى الأرض جُهالُنا    والعاقل الحازم فينا غريب


يا ليت آدمَ كانَ طلقَ أُُمَّهمْ    أو كان حرمها عليه ظهارُ
ولدتهم فى غير طهر عاركاً    فلذاكَ تُفقدُ فيهُمُ الأطهارُ


عٍش بخيلاً كأهلٍ عصركَ هذا    وتباله، فإنَّ دَهركَ أبلهُ


وردتُ إلى دار المصائب مجبراً    وأصبحتُ فيها ليس يُعجبنى النقل
وللحىّ رزقٌ ما أتاهُ بسعيه    وعقلٌ ولكن ليس ينفعُهُ العقلُ

 
        أنا أعمى فكيف أهدى إلى المنــهج والناسُ كلهم عُميان
قدْ ترامت إلى الفساد البرايا    واستوت فى الضلالة الأديانُ


الأيام تفعلُ كلَّ نكر    فما أنا فى العجائب مستزيد
أليسَ قريشكم قتلت حُسيناً    وصار على خلافتكم يزيدُ


حوتنا شرورٌ لا صلاح لمثلها    فإن شذَّ منا صالحٌ فهو نادرٌ
وما فسدت أخلاقنا باختيارنا    ولكن بأمرسببتهُ المقادرُ
وفى الأصل غشٌ والفروع توابعٌ    وكيف وفاءُ النجل والأب غادرُ

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire