vendredi 20 décembre 2013

أسباب طعني على علم الحديث.........الحلقة الثانية/


أسباب طعني على علم الحديث.........الحلقة الثانية/30

محو ما تمت كتابته على عهد النبي من السنة

لقد كانَ رسولُ اللهِ حريصاً على عدمِ كتابةِ أيِّ شيءٍ عنه سوى القرآنِ الكريمِ ، وهناك الكثيرُ من الأحاديثِ التي تؤكّدُ ذلك ، أختارُ منها الحديثَ التالي من صحيحِ مسلم ، رقم ( 5326 ) ..

[ حَدَّثَنَا ....... عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَكْتُبُوا عَنِّي وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ وَحَدِّثُوا عَنِّي وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ قَالَ هَمَّامٌ أَحْسِبُهُ قَالَ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ].

.. والحديثُ التالي في مُسندِ أحمد ، رقم ( 10670 ) ، يُبيّنُ هذه الحقيقةَ .

[ حَدَّثَنِي ....... عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كُنَّا قُعُودًا نَكْتُبُ مَا نَسْمَعُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ مَا هَذَا تَكْتُبُونَ فَقُلْنَا مَا نَسْمَعُ مِنْكَ فَقَالَ أَكِتَابٌ مَعَ كِتَابِ اللَّهِ فَقُلْنَا مَا نَسْمَعُ فَقَالَ اكْتُبُوا كِتَابَ اللَّهِ أَمْحِضُوا كِتَابَ اللَّهِ أَكِتَابٌ غَيْرُ كِتَابِ اللَّهِ أَمْحِضُوا كِتَابَ اللَّهِ أَوْ خَلِّصُوهُ قَالَ فَجَمَعْنَا مَا كَتَبْنَا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ثُمَّ أَحْرَقْنَاهُ بِالنَّارِ ....... ] ..

ـ ماذا ترك رسول الله من الأحاديث

.. والحديثُ التالي في صحيحِ البخاري ، رقم ( 4631 )، يؤكّدُ أنّ الحديثَ لم يُكتَبْ عن الرسولِ حتى تُوفّي ..

[ حَدَّثَنَا ....... قَالَ دَخَلْتُ أَنَا وَشَدَّادُ بْنُ مَعْقِلٍ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ لَهُ شَدَّادُ بْنُ مَعْقِلٍ أَتَرَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ شَيْءٍ قَالَ مَا تَرَكَ إِلَّا مَا بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ قَالَ وَدَخَلْنَا عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ فَسَأَلْنَاهُ فَقَالَ مَا تَرَكَ إِلَّا مَا بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ ] ..

.. والحديثُ التالي في صحيحِ البخاري ، رقم ( 6394 )، يؤكّدُ هذه الحقيقةَ ..
[ حَدَّثَنَا ....... قَالَ سَأَلْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ مِمَّا لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ وَقَالَ مَرَّةً مَا لَيْسَ عِنْدَ النَّاسِ فَقَالَ وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ مَ عِنْدَنَا إِلَّا مَا فِي الْقُرْآنِ إِلَّا فَهْمًا يُعْطَى رَجُلٌ فِي كِتَابِهِ وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ قُلْتُ وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ قَالَ الْعَقْلُ وَفِكَاكُ الْأَسِيرِ وَأَنْ لَا يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ ]

.. فوصْفُ عليٍّ رضي اللهُ تعالى عنه لما في الصحيفةِ : ( الْعَقْلُ وَفِكَاكُ الْأَسِيرِ وَأَنْ لَا يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ ) ، فوَضعَ حدّاً لأيِّ تأويلٍ تائهٍ قد يستشهدُ به الذين لا يعلمون، والمزيفين للتاريخ. ..

.. والحديث التالي في مسند أحمد ، رقم : ( 6686 ) ، يؤكّدُ هذه الحقيقةَ ، مبيّناً أنّ القرآنَ الكريمَ معيارُ الحلالِ والحرامِ بعدَ موتِه :
[ حَدَّثَنَا ......... خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا كَالْمُوَدِّعِ فَقَالَ ......... فَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا مَا دُمْتُ فِيكُمْ فَإِذَا ذُهِبَ بِي فَعَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ أَحِلُّوا حَلَالَهُ وَحَرِّمُوا حَرَامَهُ ] ..

بعضُ الأساتذة الذين يحسبونَ أنفُسَهم مدافعينَ عن السنّةِ الشريفةِ ، ذهبوا إلى أنّ الحديثَ كُتِبَ في عَصْرِ الرسولِ ، محتجّينَ ببعضِ الرواياتِ التاريخيّةِ، ومخالفين للبخاري ، فهم حينما يخالفون البخاري لا تكون هناك فتنة ولا بلبلة، أما حين نقول له انظروا فيه تقوم الدنيا ولا تقعد.

فهم يأخذون ما وردَ في سننِ الدارمي،(وهو ليس من كتب الصحاح الستة) حديث ( 484 )، أن عمرو بن العاص أومَأَ إليه النبيُّ بإصبعِهِ إلى فِيهِ وقال : ( اكتبْ فو الذي نفسي بيدِه ما خرجَ منه إلاّ حقّ ) .. وقد سمّى عمرو بن العاص صحيفتَهُ الصادِقَةَ ..

.. ولو كانوا من الباحثين عن السنّةِ الحقِّ لرسولِ اللهِ ، لعلموا أنّ هذه الروايةَ التاريخيّةَ ( حسبَ تفسيرِهِم لها ) تُناقضُ الكثيرَ من الرواياتِ الأُخرى ، التي تؤكّد أنّ الحديثَ لم يُكتَبْ أبداً في عصرِ الرسولِ ، ولا في عصرِ الخلفاءِ الراشدين .

فقد وردَ في تذكرةِ الحفاظ ص 5 جـ ا : [ روى الحاكمُ بسندِه عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : جمعَ أبي الحديثَ عن رسولِ اللهِ ، وكان خمسمائة حديث ، فبات ليلةً يتقلّبُ كثيراً ... فلما أصبحَ قال : أي بنيّة ، هلمّي الأحاديث التي عندك ، فجئتُه بها ، فدعا بنارٍ فحرقَها ].

ووردَ في تقييد العلم ص 52 من رواية محمد بن القاسم أنّ عمر بن الخطّاب رضي اللهُ تعالى عنه وقفَ يخطبُ في الناسِ قائلاً :
[ أيها الناسُ ، إنّه قد بلغني أنّه قد ظهرتْ في أيديكم كُتبٌ ، فأحبّها إلى اللهِ أعدلُها وأقومُها ، فلا يبقين أحدٌ عنده كتاب إلاّ أتاني به ، فأرى فيه رأيي – قال – فظنّوا أنّه يريدُ أن ينظرَ بها ، ويقوّمَها على أمرٍ لا يكونُ فيه اختلاف ، فأتوه بكتبهم ، فأحرقها بالنار ، ثمّ قال : ( أمنية كأمنية أهل الكتاب ) ، كما أنّه كتب إلى الأمصار : ( من كان عنده منها شيء فليمحه ) ] ..

.. ثمّ أين هو الحديث الوارد في كُتبِ الصحاح ، والذي تُشيرُ صياغتُهُ اللغويّةُ إلى أنّهُ نُقِلَ من أيِّ صحيفة من الصحف التي يُزعمُ أنّها كُتبت في عصرِ الرسولِ ، أو في غيرِه ؟!! .. إنّ البحثَ العلميَّ الموضوعيَّ الصادقَ الخادمَ للسنّةِ الحقِّ ، هدفُهُ تحرّي الحقيقة ، لا التلبيس عليها لإثباتِ عصبيّاتٍ مُسبقةِ الصنع، ولا لإرساء ثوابت من صنع البشر أضلت الناس وصرفتهم عن صحيح الدين.

ومما هو جدير بالبيان أن أصحاب الصحاح جميعا تزامنوا وعاصر بعضهم بعضا، ولم يعجب أحدهم جهد الآخر فقام كل منهم بتدوين صحيح خاص به على أسس خاصة به، بل إن الإمام مسلم وهو تلميذ البخاري لم يقنع بجهد استاذه فقام بتأليف مصنفه.

ولم يعتمد البخاري 615 رجلا من رجال الإمام مسلم، كما لم يعتمد الإمام مسلم 434 من رجال الإمام البخاري، بما يدلك على أن صناعة الحديث كانت تخضع للآراء فكيف يكون الحديث مصدرا من مصادر التشريع وهو إنما يعبّر عن أهواء وأسس مصنوعة بشريا؟.

مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض ومحكم دولي وكاتب إسلامي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire