mercredi 18 décembre 2013

بكائية على صدر الوطن مظفر النواب


بكائية على صدر الوطن






الحركة الثانية
في تلك الساعة .. حيث تكون الروضة فحل حمام
في جبل مهجور
وأضم جناحي الناريين على تلك الأحذية السرية
واريح التفاح الوحشي
يعض كذئب ممتلىء باللذة
كنت اجوب الحزن البشري .. الأعمى
كالسرطان البحري
كأني في وجدي الأزلي
محيط يحلم آلاف الأعوام
ويرمي الأصداف على الساحل
كم اخجلني من نفسي هذا الهذيان المسرف
بالوجع الأمي
كأني أتنبأ بذور اللذة مدت ألسنة خضراء
وشفرات في رحم الكون
وأعطت جملا أبدية
مولاي لقد عاد حمام الجبل المهجور
يمارس عادته النهرية
هل تعرف عادته النهرية؟
أما أنت فأصحرت وعرفتك لا تنوي الرجعة !!
أصحرت بلا أي علامات وبلا أي صور
وعرفتك لا تنوي الرجعة
فالقلب تعلم غربته .. وتعلم بالبرق
تعلم ألا ينضج كل النضج
فيسقط بالطعم الحلو .. و يسقط في الطعم الحلو
وأرق وامتنع النوم علي لأبواق أزلية
عرف المفتاح الكامن في القفل
وما يربطه بالقفل الكامن بالمفتاح
فباحت كل الأشياء
وتضجر قلبي بالأنباء
يا هذا البدوي المسرف بالهجرات
لقد ثقل الداء
قتر ربقك لليل
فلابد لهذا الليل دليل
يعرف درب الآبار
ويقبع بالحذو الناقة بالصحراء
يا هذا البدوي تزود وأشرب ما شئت
فهذا آخر عهدك بالماء
من مخبر روحي أن تطفأ فانوس العشق
وتغلق هذا الشباك
فإن الليل تعرى كالطفل
وان مسافات خضراء احترقت في الوعي
فأوقدت ثقابا أزرقا
في تلك النيران الخضراء
لعل النار أرى
ولعل اللحظة تعرفني
من ذلك يأتي
بين عواء النفس و بين عواء الذئب
وبين غروب النخل يرافقني نصف الدرب
وبعد النصف يقول يرافقني
ناديت بكلتا أذني .. فأوقفت مجاهيل الصحراء
وعيني في الطين
أعدل من قدمي الملوبة
و الأضواء افترستني
أمسكت على الطين لأعرف أين أنا
في آخر ساعات العمر
رفعت الطين الى الرب
بهذا الدين .. تقترب اليه
فأطرد عاطفتيه
وكانت قبضته تشتعل الآن بنيران سوداء
وكان المطر الآن صباحا
وانطبقت كل الأبعاد
وصرت كأني صفر في الريح
وصلت الى باب النخل .. دخلت على النخل
أعطتني احدى النخلات نسيجا عربيا
فعرفت بأن النخلة عرفتني
وعرفت بان النخلة في عربستان أنتظرتني
قبل الله
لتسأل ان كان الزمن المغبر غيرها
قلت .. حزنت
فأطبق صمت وبكى النخل
وكانت سفن في آخر شط العرب
احتفلت بوصولي
ودعني النوتي وكان تنوخيا تتوجع فيه اللكنة
قال الى أين الهجرة
فارتبك الخزرج .. و الأوس بقلبي
ومسحت التلقيط من الحبس
لئلا يقرأني الدرب
وسيطر قنطار وعاش الصبح
فجاء الله الى الحلم
وجاء حسين الأهوازي يفتش عن دعوته
جاء النخل .. وجاء التعذيب .. وجاءت قدمي الملوية
جف الطين عليها
في البرد .. وزاغ الجرح
وطارت في عتمات القلب
فراشات حمراء .. و أشجار الحزبية
قد شحنت بالحزن و بالنار
نزلت الى ذاتي في بطء
آلمني الجرح .. مددت بساقي
خرجت قدمي كالرعب من الحلم
وكان الابهام هي عين عمياء
تشم برودة ماء (الكارون)
وهذا أول نهر عربي في قائمة المصروفات
وشم الذئب الشاهنشاهي دمي
شم الذئب دمي .. سال لعاب الذئب على قدمي .. ركضت
قدمي
ركض البستان
وكان الرب أصغر برعم ورد
ناديت عليه فذقت الكر كمركض الرب .. الدرب .. النخل .. الطين
و أبواب صفيح تشبه حلم فقير
فتحت ووجدت فوانيس الفلاحين
تعين على الموت حصان يحتضر
عيناه تضيئان بضوء خافت فوق ألوف الفلاحين
وتنطفآن وينشج
لو مات على اليح
وبين لفيف الضوء البري
لكان الشعب سيحتضر
غطى شعب الفلاحين فوانيس الليل
برايات تعبق بالثورات المنسية
فاستيقظت الخيل .. وروحي
كالدرع ائتلقت وعلى جسر البرق
صرخت الهي هؤلاء الفلاحين كم انتظروا
علمهم ذاك حسين الأهوزي من القرن الرابع للهجرة
علمهم علم الشعب على ضوء الظلمة
كان حسين الأهوازي بوجه لا يتقن الا الجرعة
و النشوة بالأرض
وقال انتشروا فانتشروا
كسروا الأنهار كسورا مؤلمة برضاها
كسروا ساقيتين
أشاعوا الظلمة و الأرحال
وراء النخلة وانتشروا
لفوا جسدي بدثار زركش بالطير
أورثهم أياه حفاة الزنج
فقلت لهم لقد علمهم ذاك حسين الأهوازي
عشية يوم في القرن الرابع للهجري
كيف نسينا التاريخ ؟
دخان .. أمل أطلق فلاح في أقصى الحنطة نارا
فانقضت كل وطاويط الشاه هناك
وكانت قدمي الملوية قد تركت
بقع خضراء من الدم المخلص
واستجوبت الأشجار فلم ينطق حجر
كيف نسينا التاريخ ؟
وكيف نسينا المستقبل ؟
كان القرن الرابع للهجرة فلاحا
يطلق في أقصى الحنطة نارا
تلك شيوعية هذي الأرض
وكان الله معي يمسح عن قدمي الطين فقلت له
اشهد اني من بعض شيوعية هذي الأرض
ودب بجسمي الخدر
وغفوت وكان الفلاحين يردون غطائي فوقي
في العاشر من نيسان تفرد عشقي
أتقنت تعاليم الأهوازي
ووجدت النخلة .. والله .. وفلاحا
يفتح نار الثورة في حقل الفجر
تكامل عشقي
ما عدت أطيق تعاليم المخصيين
تفردت .. نشرت جناحي
في فجر حدوث
ووقفت أمام القرن الرابع للهجرة
تلميذا في الصف الأول
يحمل دفتره .. يفترش الأرض .. يعرف كيف تكلم عيسى في المهد
فإن الثورة تحكي في المهد
ويسمع صوت السبل النارية تبدأ بالخلق
اللهم ابتدئ التخريب الآن
فإن خرابا بالحق .. بناء بالحق
وهذا زمن لا يشبه إلا القرن الرابع للهجرة
او ما سمي كفرا .. زندقة .. او أدرج بالفتن
في طهران وقفت امام الغول
تناوبني بالسوط .. و بالأحذية الضخمة عشرة جلادين
وكان كبير الجلادين له عينان
كبيتي نمل أبيض مطفأتين
وشعر خنازير ينبت من منخاريه
وفي شفتيه مخاط من كلمات كان يقطرها في أذني
ويسألني:من أنت؟
خجلت أقول له :
"قاومت الإستعمار فشردني وطني"
غامت عيناي من التعذيب
رأيت النخلة .. ذات النخلة
والنهر المتشدق بالله على الأهواز
وأصبح شط العرب الآن قريبا مني
والله كذلك كان هنا
واحتشد الفلاحون علي وبينهم كان
علي .. وأبو ذر .. والأهوازي .. ولوممبا .. وجيفارا .. وماركس
لا أتذكر فالثوار لهم وجه واحد في روحي
غامت عيناي من التعذيب
تشقق لحمي تحت السوط
فحط علي رأسي في حجريه
وقال : تحمل فتحملت
وجاء الشعب فقال : تحمل فتحملت
و النخلة قالت .. و الأنهر قالت
فتحملت وشق الجمع
وهبت نسمات لا أعرف كيف أفيق عليها
بين الغيبوبة والصحوة
تماوج وجه فلسطين
فهذي المتكبرة الثاكل
تحضر حين يعذب أي غريب
أسندني الصبر المعجز في عينيها
فنهضت .. وقفت أمام الجلاد
بصقت عليه من الأنف الى القدمين
فقدت رأسي ثانية بالأرض
وجيء بكرسيّ حفرت هوة رعب فيه
ومزقت الأثواب عليّ
ابتسم الجلاد كأن عناكب قد هربت
أمسكني من كتفي وقال
على هذا الكرسيّ خصينا بضع رفاق
فاعترف الآن
اعترف
اعترف
اعترف الآن
عرقت .. وأحسست بأوجاع في كل مكان من جسدي
اعترف الآن
وأحسست بأوجاع في الحائط
أوجاع في الغابات وفي الأنهار ، وفي الإنسان الأول
أنقذ مطلقك الكامن في الإنسان
توجهت الى المطلق في ثقة
كان أبوذرّ خلف زجاج الشباك المقفل
يزرع في شجاعته فرفضت
رفضت
وكانت أمي واقفة أمام الشعب بصمت...فرفضت
إعترف الآن
إعترف الآن
رفضت
وأطبقت فمي ,
فالشعب أمانة
في عنق الثوؤي
رفضت
تقلص وجه الجلادين
وقالوا في صوت أجوف :
نترك الليلة...
راجع نفسك
أدركت اللعبة
في اليوم التاسع كفوا عن تعذيبي
تزعوا القيد فجاء اللحم مع القبد,
أرادوا أن أتعهد ,
أن لا أتسلل ثانية للأهوز
صعد النخل بقلبي...
صعدت إحدى النخلات ,
بعيدا أعلى من كل النخلات
تسند قلبي فوق السعف كغذق
من يصل القلب الآن!؟
قدمي في السجن
وقلبي بين عذوق النخل
وقلت بقلبي : إياك
فللشاعر ألف جواز في الشعر
ألف جواز أن ستسلل للأهواز
يا قلبي ! عشق الأرض جواز
وأبو ذر وحسين الأهوزي ,
وأمي والشيب من الدوران ورائي
من سجن الشاه إلى سجن الصحراء
إلى المنفى الربذي , جوازي
وهناك مسافة وعي ,
بين دخول الطبل على العمق
السمفوني
وبين خوج الطبل الساذج في الجاز
وقفت وكنت من اللّه قريبا.... 


الخوازيق
لله ما تلد البنادق من قيامه
ان جاع سيدها وكف عن القمامه
ان هب لفح مساومات
كان قاحلاً
قاتلاً لا ماء فيه ولا علامه
وهو السلاح المكفهر دعامة
حتى إذا نفذ الرصاص هو الدعامه
قاسى فلم يتدخلوا
حتى إذا شهر السلاح
تدخل المبغى ليمنعه اقتحامه
لا يا قحاب سياسة
خلوه صائماً.. موحشاً
فوق السلاح
فإن جنته صيامه
قالوا مراحل
قولوا قبضنا سعرها سلفاً
ونقتسم الغرامه
لكن أرى غيباً بأعمدة الخيام
تعرت الأحقاد فيه جهنماً
وتحجرت فيه الغلامه
حشد من الأثداء.. ميسرة تعج دماً
وحلق في اليمين لمجهض دمه أمامه
حتى قلامة أظفر كسرت
ستجرح قلب ظالمها
فما تنس الغلامه
وأرى خوازيقاً صنعن على مقاييس الملوك
وليس في ملك وخازوق ملامه
لله ما تذر البنادق حاكمين
مؤخرات في الهواء
ورأسهم مثل النعامه
ودم فدائي بخط النار يلتهم الجيوش
كما الصراط المستقيم
به اعتدال واستقامه
لم ينعطف خل على خل
كما سبابة فوق الزناد
عشي معركة الكرامه
نسبي إليكم أيها المستفردون
وليس من مستفرد
في عصرنا
إلا الكرامة....
الرحلات القصية
لكل نديم يؤرق.. والقلب ملّ نديمة
كأني عشق تذوق.. طعم الهزيمة
دخلت وراء السياج
فآه من الذل في نفحة الياسمين
زكي
ويعرف كل الدروب القديمة
وآه من العمر بين الفنادق
لا يستريح
أرحني قليلاً فإني بدهري جريح
لكم نضج العنب المتأخر
وانطرقت بعض حباته
كن يداً أيها الحزن
وأقطف
ولا تك ريح
رمتني الرياح بعيداً عن النهر
فاكتشفت بذرتي نهرها
غطت الدرب
والفتية المنتمين الى اللعب
والخطر البرتقالي في حدقات الزقاق
وتدخل غرفة نومي
وهذي رسومي.. وهذا صباي الحزين
وتلك مراهقتي في شبابيكها.. ولهاث السفرجل
والشوق قد كبر عشرين عاماً
وصار اشتياق
وما من دموع أداوي بها
حضرات الهموم
إلا قميصي.. وقلبي.. وكلمة حزن
نساها الرفاق
تفتق حزن غداة افترقنا
ولست على أحد نادماً
غير قلبي
فقد عاش حباً معاق
أحلق وحدي بطائرة
كل ركابها نزلوا في مطار غريب
وأعطس في البرد
لا طاقماً.. لا مضيفة.. لا مطارات حب سأنزل فيها..
ولا بلداً عربياً
يكون تبرأ مني الزمان الحبيب
لكم كان يكفي قليل من الورق الناعم البالي
أصنع طائرتي وأهيم بها في الطفولة
والناس مثل الطفولة صحو
يغني به عندليب
وتلك النوايا الصغيرة جداً
تمر البساتين فيها
وتبني قناطرها
والكلاب الصغيرة تركض في فروها الليلكي
وراء نحاس المغيب
وفستان نون على شفتي.. مراهقة قبلتني
لأني طفل ولا أفهم الرحلات القصية
ما زلت طفلاً تهجأت
أو يتهجأ قلبي طيب
وأتقنت أقرأ مثل الكفيف
بهذي الأصابع.. خصراً وكسراته
فإذا ضمني مثله لم أعد معرباً
بل بناء رهيب
لقد قدموني الحروف الى النون
ثم اكتفوا
فبقيت رضيعاً
وعين على الواو والياء أيتها الأحرف العربية
فالهاء حرف عجيب
وأمد الخيوط وطائرتي تسمع النبض
عبر خيوطي
وفي اللازورد سماوي
في طرب تستجيب
وقد يعلق الخيط بمدخنة لرخيص قديم
فيحفل من رقة الخيط
هذا زمان دنيء كئيب
وأخجل أسحب خيط حد الهزيمة
كفى تنفخين رماداً
تقصدت ان أحرق القلب مستعجلاً
فاني على النور بعض النميمة
لكم كنت كالورق الناعم البالي
حد الجريمة
لقد خربش الحب أمسي
وقد خرجت خربشات الهوى لغدي
والتقت عند تلك المصاطب والسوي
والحانة المستديمة
هنالك مصطبة في النوارس
يطمرها القش والليل
كنت أحب عليها.. وأنسى عليها
وأربط طيارتي والسياسة.. والعشق
وقد اقتلعتها الدهور الأثيمة
أعيد المصاطب قاطبة بيدي
اذا انتصر النهر والناس
أدهنها عبر مصطبتي
سوف أتركها مثلما هي كانت قديمة
كما وسختها العصافير
والنسنسات التي يترك العشق.. والسحر.. والصيف..
قبل نهايته
والقوارب بيضاء في آخر النهر
في مسحة من ضباب
رحيمة وأغفوا عليها
وزران قد قطعا من قميصي
ليخرج قلبي متى ما أووا
الى دجلة يتبرج ثم يعود
يمارس نفس الهوى الخطيئة
بل والجريمة
وأغسل عني الذي زور الملحقون بكل الدوائر
إذ وجدوا القلب
دائرتي وحده
وبه أتحدى ومنه العزيمة
وأقرأ ثانية بالأصابع خصراً
تعشقته والقراءة أتأتئ
وان كثر الكسر
والتأتآت سليمة.....
بيان سياسي
ليست تسوية.. او لا تسوية
بل منظور رؤوس الأموال.. ومنظور الفقراء
أعرف من يرفض حقاً
من تاريخ الغربة والجوع بعينيه
وأعرف أمراض التخمة
يمكنني أن أذكر بعض الأسماء
لن تصبح أرض فلسطين لأجل سماسرة أرضين
وان حمي الاستمناء
لا تخشوا أحداً في الحق
فما يلبس حق نصف رداء
ليس مقاتل من يدخل مشجب بأسلحة فاسدة
أو يجبن
فالثورة ليست خيمة فصل للقوات
ولا تكية سلم للجبناء
وإياكم أبناء الجوع فتلك وكالة غوث أخرى
أسلحة فاسدة أخرى
تسليم آخر
لا نخدع ثانية بالمحور او بالحلفاء
فالوطن الآن على مفترق الطرقات
وأقصد كل الوطن العربي
فأما وطن واحد او وطن أشلاء
لكن مهما كان فلا تحترموا
فالمرحلة الآن
لبذل الجهد مع المخدوعين
وكشف وجوه الأعداء
المرحلة الآن لتعبئة الشعب الى أقصاه
وكشف الطباخين
وأي حصاة طبخوا بالوعد وبالماء
هذي مرحلة ليس تطول
وأول سيف يشهر ضد الثورة
مشبوه عن تابع ظهر
من كل الفرقاء
لا تنسوا أن سلاح الكحالة ضد فلسطين جميعاً
جزءً أو أجزاء
كشف البطل اللعبة
أما التفتيش
فما كشف شيئاً في الأشياء
تتوحم هذي الرجعية ليلا نهارا
فلا تنسوا تزييت بنادقكم
أيلول الأسود ما زال هنا
يتربص في الأنحاء
الى دمشق
دمشقُ عدتُ بلا حُزني ولا فرَحي
يقودني شَبحٌ مضنى إلى شبحِ
ضَيّعتُ منكِ طريقاً كنتُ أعرفه
سكرانَ مغمضة عيني من الطفحِ
أصابحُ الليلَ مصلوباً على جسدٍ
لم أدرِ أيَّ خفايا حُسنه قدحي
أسى حريرٍ شآميٍّ يداعبه
إبريق خمرٍ عراقيٍّ شجٍ نضِحِ
دفعت روحي على روحي فباعَدني
نهدان عن جنةٍ في موسمٍ لقح
أذكى فضائحه لثماً فيطردني
شداً إليه غريرٌ غير مفتضح
تستقرئ الغيب كُفي في تحسّسه
كريزةٍ فوق ماءٍ ريِّقٍ مرح
يا لانحدارٍ بطئٍ أخمصٍ رخصٍ
ولارتفاعٍ سريعٍ طافحٍ طمح
"ماذا لقيت من الدنيا وأعجبه؟!"
نهدٌ عليَّ ونهدٍ كان في سرح
هذا يطاعنني حتى أموت له
وذاك يمسح خدي بالهوى السمح
كأن زهرة لوزٍ في تفتّحها
تمجّ في قبضتي بالعنبر النفح
دمشق عدت وقلبي كله قرحٌ
وأين كان غريبٌ غير ذي قرح
هذي الحقيبة عادت وحدها وطني
ورحلة العمر عادت وحدها قدحي
أصابح الليل مطلوباً على أملٍ
أن لا أموت غريباً ميتة الشبح
يا جنة مر فيها الله ذات ضحى
لعل فيها نواسياً على قدح
فحار زيتونها ما بين خضرته
وخضرة الليل والكاسات والملح
لقد سكرت من الدنيا ويوقظني
ما كان من عنبٍ فيها ومن بلح
تهرُّ خلفي كلاب الحيّ ناهشة
أطراف ثوبي على عظمٍ من المنح
ضحكت منها ومني فهي يقتلها
سعارها وأنا يغتالني فرحي
مرثية الى ناجي العلي
يسافرُ في ليلةِ الحزن
صمتي
غيوماً
تتبَّعته مُمطِراً
واشترَيتُ دروبَ المتاعبِ
ألوي أعِنّتها فوق رسغي
ليالي أطول من ظلمات الخليقة
<<خالٍ سوى من فتاتٍ من الصبر>>
في ركن زاويتي
والدجى ممطرٌ
****
أأنتَ الوديعُ كساقيةٍ
من خبايا الربيع
قتلت ؟!
وغصَّ بنعيك من قتلوك
كأنك مقتلهم.. لا القتيلُ
****
لِمَ استفردوك بقبر عدوٍّ ، وراء الضباب ؟!!!
وفيمَ تساءلت ذات مساءٍ من الحزن
عمَّن سيأخذ ثأرك !
هل كنتَ تعرف أن الرجال قليلُ ؟؟؟
هل التصفيات بديلٌ عن الأرض
والفشل المستمر؟!
وأيّ مقايضاتٍ تلك
خير الرجال
بشَرِّ النقود
ومَن شُركاء الجريمة ؟!!
ما هذه المسرحية بالدم والنار
تبكي التماسيح فيها ؟!
لقد طالت المسرحية
والصبغُ سالَ على أوجه البعض
****
ألا ننتهي ؟؟
صار صوتُ المُلقـِّن
أعلى من البهلوان المُهرِّج فوقَ رؤوس الجماهير
هل سوف نخرج مما على نفسنا
نتضاحك
أم ستعاد الفصولُ ؟؟!!
يقولون:
يا زهرة الحزن ! . مُتَّ
وضاع أريجك خلف الضباب
وأغُـلِق عمرٌ جميلُ
من الحزن والإحتجاج الطفولي
عمرٌ حكيمٌ من العشق
تحضن في جانحيك فلسطين دافئة
كالحمامة
تطعمها بشفاهك تسمع نبضاتها تتضَوَّرُ قبل
تضَوُّرِها
تحرث الأرض .. والطبّ .. والصيدليات ..
تبحث عما يداويكما
****
ترسمُ صمتاً نظيفاً
فإن المدينة تحتاج صمتاً نظيفاً
وترسمُ نفسك مُتجهاً للجنوب
البقاع
العروبة
كل فلسطين !!!
جسر المباهج القديمة
ملك العُمق..
أزور نجوم البحر
أزوّجها بنجوم الليل
أطيل لدى موضع أسرار الخلق
زياراتي
****
سوف أحدثكم في الفصل الثالث عن أحكام الهمزة
في الفصل الرابع عن حُكام الردّة
وأما الآن فحالات العالم فاترة
ملل يشبه علكة
لصقته الأيام بقلبي
****
يا صاحب هذا الكَلك المتعب
كنت تسميه سفينة عشق
أنّى أوقدت سيفقس هذا البيض الفاسد
أوساخاً
ألديك فوانيس ؟
زيت ما لمسته يدان ؟
روح تبصر في الزمن الفاسد ؟
أوقدَ بَحّارُ البَحّارين قناديل سفينته
أبقاها خافتة
بَحّار البَحّارين ومن جمع اللؤلؤ والأضواء وأصوات البحر
بخيطٍ لحبيبته
أبقاها خافتةً
تملك أحلى ميم أعرفها
ولها جسد مزجته الآلهة الموكولة بالمزج
فبالغ بالطيب وأربى بالحسن عليها ... إرتبكت .
****
توضأت بماء الخلق ،
أخذت بهذي القيثارة
دوزنت عقوداً أربعة
وشددت على وجع المفتاح الخامس والسابع
فاعترض النحو البصري عليَّ
كذاك اعترض النحو الكوفيّ
من لا أعرفه يعرف نحواً في الشعر
دع الريح يهدهدك الهدهدة الإهداء
نذرك كان كثير الشمع الأحمر والآس
ومرت كل شموعك من تحت الجسر
وأوغلت كثيراً في البحر
فأين البصرة ؟!
صحيحٌ أين البصرة ؟
البصرة بالنِيّات
لقد خلصت نِيّاتي
وتسلق في الليل عمى الألوان عليها
أين البصرة ؟
أين البصرة ؟ مشتاق
بوصِلتي تزعم عدة بصرات
منذ شهور قلبي لا يفرح إلا بين النخل
أتسير ببوصلة ؟!
- حين يكون لذلك فائدةٌ
ما دختَ ؟!
- إذا كنتُ بلا أملٍ
يا صاحب هذا الكلك المتعب
أنت تسمِّيه المركب ، لا بأس عليك
تفاءل ما شئت
أطلق ما ترتاح من الأسماء عليه
****
وأضاف قميءٌ عفنٌ كان يقوّق بين القوم
وكنت تفرِّغ شحنتنا الثورية !
يا ابن الشُحَن السلبية !
بطاريّة حِزبك فارغة ماذا أعمل ؟
والتفت الآخر لفتة من فاجأه الحيض وقال :
تفاهمت مع السلطة تشتمها وتورطنا
إربأ أن تسمع واتعذ الله
فمهما قيل فأنت تُعلِّمُ مثل نبيّ
سلمك المفتاح على ذمة بَحّار البحّارين وأعطاك السعفة
****
ولكن أين البصرة يا مولاي
وما شأني بالبحر
- لا يوصلك البحر إلى البصرة ؟
- بل يوصلني
- لا يوصلك البحر إلى البصرة ؟
- بل يوصلني البحر إلى البصرة
- قلنا لا يوصلك البحر إلى البصرة ؟
- أحمل كل البحر وأوصل نفسي
أو تأتي البصرة إن شاء الله
بحكم العشق
وأوصلها ...
أيّها القبطان
اسقنيها
وافضحي فيَّ الظلاما
بلغت نشوتَها الخمرةُ
في خديك
نثر الورد في كأس الندامى
وروت مبسمَ وردٍ
نزع التاج وألقاه بأرواح السكارى
بمعانٍ نزعت ألفاظها
وقف العشقُ على كفيهِ مجنوناً من النشوة
والعود ارتخت أوتارهُ
واللحن قاما
وانتضائي ضائعَ اللُّب
بعينيّ من السُكر دَمُ العصفور
والجفن انكساراتُ خزامى
جسدي مرتعشٌ بالطّل
أنضوه
كأني أُفعوانٌ،
ترك الثوب السموميّ،
على صكة نهديك ضراما
متعبٌ
أبصم إن حسستني جسمي،
فإني لستُ ألقاه
وإن قد أشعل الليلَ
أنيناً وسقاما
ربما يقوى على حملي
الى بيت تعودتُ على فقدانه،
ألقاهُ في عيني
وأغفوه
كأن النوم ناما
****
رسموا بحراً من الحبر
وحطوا مركباً فيه
ويا غافل! يا أنت لك الله
ركبنا!!!
فوجدنا نفسنا في ورق الرسم
بلا صوتٍ!
ومشطوبين بالأحمر!!!
والقبطان مشروخاً الى كعبيه بالذُلِّ
أدفعوني
ومضى يفتك بالنسوة في قمرتهِ العُليا
اهتماماً بالجماهير،
وبالفخذ اعتصاما!
ليس بالمركب والبحر ثقوبٌ
إنما أنت هو الثقب
ولن يمنحَك البحر احتراما
تدّعي المركب!؟ هيهات!!!
ومن أين ولم تُبحر؟
وتاريخك وَحْلٌ
ودَمُ النوتيةِ الأمجادِ في عُنقِكَ
أصبحتَ على البحر إماما!!!؟
أسقنيها
لم يزلْ للبحر في رأسي، دويٌ
والمدى لعبةُ اطفالٍ بكفي
وتُقى أشربُها
راحاتها استغفرت الله لنا
والعُودُ يلتف،
كمن يحتضر الروحَ ضُراما.
أسقنيها وفدى خُفيك من يشربُ خمراً
وهو لا يعرفُ للخمر مقاما.
أيها الشاربُ
إنْ لم تكُ شفافاً رقيقاً
كزجاج الكأس،
لا تدخل طقوس السكر والكينونة الكبرى
فسوء الخمر يؤذي،
بينما يقتل سوءُ الخُلقَ
فاشربها كريماً دَمِثاً
تطمعُ أنَّ النارَ تستثني الكراما
****
قارب الأيام
تِهْ بيَّ
وتهني..
فأنا أسمع تيهاً غامض البُعدِ…
وزرَّ البحر من خلفي،
وضيّعني أماما…
ابتعد عن أيّ شاطئ،
أيها النذرُ الشبوبيُّ
بمقدار نوايا الشمع
تُعطِ البحر بقشيشاً
من الماء اضافياً
وطعماً…
وغماما…
أنتَ.. أنتَ المركب النشوانُ
ألواحاً
ومجذافاً.. وروحاً
تتهادى في نئيج الموج والطير
وصمت المطلق السينيِّ
يا سينيُّ!! يا سينيُّ
يا سراً من الأسرار
حققتَ الزمان الضدَّ
غصناً فارعاً بالورد،
ممشوقاً غلاما.
كاشفاً عن فخذيك الجبروتين،
أفاداتٍ من الرُّز.
وصمتِ الفيروزباديِّ
وكل امرأةٍ تُسندها
تسمع صوت الغرانيق
وجيش الزنج،
تنضم..
وتُعطيك الزماما
****
أينهُ وعدُ الذين أُستُضعفوا في الأرض
والركض الى المسلخ يومياً!؟
أنا أصرخُ يا ربُّ! التفت للناس
ما هذي القيادات المنافيخ فراغا
تشتكي من سوء هضمٍ،
داخل المخ
وتجتر نياما
أنا سكرانُ بمن تخلقُهمْ
من نُطفة اللوز،
ونُطق الكسل الصيفي
سكرانٌ بمن…
يا ربُّ يا تدري بمن!
يا ربُّ، يا تدري بمن!
قابضٌ راحي على جمرةِ كأسي
بهدوء ورضى.
أمنحُ دنيايَ على علاتها أقمار زرقاء
وناراً وخياما.
لم أزلْ أرجع للكتّاب
والختمةِ والقرآنِ، طفلا
دائماً ألقاك في شارعنا الفرعي
تؤويني من الصيف العراقي
بثوبيكَ
وتتلو صبرَ أيوبَ على وجهي
ولكني مهووسٌ غراما:
ببيوت أذِن الله بأن يُذكر فيها
وكثيراً هيمتني
"ألم نشرح"…
"والضحى"…
"يا أخت هارون ولا أمُّكِ قد كانت بغيّا"
"زكريا"
"وسليمان بن خاطر" كان صديقاً نبيا
وإماماً
قبِّل القبرَ "بأكياد"
فهذا الهرمُ الطفلُ
احتوى أسرارَ مصر كُلَّها،
وأقانيمَ خلود الروح والطوفانَ والطودَ
أما كان كليمَ الله،
في رابية الطودِ،
وناداه: سليمان بن خاطرْ
طهِّر البيتَ من الأرجاس وانزل أرضَ مصرٍ،
حذّرْ الأحزاب في دوامة السلطة
والنصفية العاهر
بلغها بأن الله لا يقبل إلا بالبواريد
السلاما
يا صُراخَ الكُوة السوداء
يا يحيى نبي الله!
"سالومي" تؤدي رقصة الموتِ
وألقت آخر الأشياء للستر
على استقلال مصر
والمزاميرُ وصوتُ النقر من بيت رئيس الجيش
صلِّ ركعة الموت
فإن الرأس مطلوبٌ
ولم تصح الجماهير تماماً.
أسقنيها…
لا يزالُ الليلُ يشتدُّ
وأشتد
ولا يبدو على الأفق ذليلٌ
ربما كلَّتْ من الخيبة عيني
وأضافتْ ظُلُماتٍ
أو يروغ الأفقُ أمعاناً بشيء،
إنما أُبصر من عين الذين استضعفوا
إن أطبقت كُلُّ المقادير جهاما
أرادوا الاحتراما
****
أسقنيها
ودعي سبابتي الحمقاءَ
تستفتحُ بالنهد
ولا أدري الختاما
انني صَبُّ،
أسمّي كُلّ ما يسلبُ لُبي خمرةً
إن كان حُسناً
أو قُراحَ الماء في كف كريمٍ
أو حزاماً ناسفاً
أو بيت شعر
أو مُداما.
عروس السفائن
فوانيسُ في عُنُقِ المُهرِ.. علَّقَها الإشتهاءُ
ونجمٌ يضيءُ على عاتقِ الليلِ.. زيَّتَ نخلُ الهموم
وأعتقَ من عقدةِ الشاطئين رحيلَ السفينةِ
من سُفُنٍ لا تُضَاءُ
وناحت مزاميرُ ريحُ الفنارِ فأيقظْتَ رُبّانَها المُتّحيل
فذاقَ الرياحَ وأطرَبهُ الإبتلاء
وسادنُ روحي وقد أطْبَقَ الموج
حتى تَجرحَّها
أنها وحّدَت نفسها بالسفينة
من ينتمي هكذا الإنتماء
فنيتُ بعشقٍ وأفنيته بفنائي
لينبتَ من فانيين بقاءُ
بنيتُ بيوتاً من الوهمِ والدمعِ
أين هوَ العشقُ.. أين هوَ العشقُ.. أين هوَ العشقُ.. تم البناءُ
عروس السفائن ألصقتُ ظهري الكسير
على خشب الشمس فيك
حريصاً على الصمت.. مدماً من الناس
في البئر أستنجد البحرَ.. قبل قراءاتِ بوصلتي ودليلي
وأخصفُ ما نهشتهُ الجوارح
من مضغةِ القلبِ أبقِ الجروحَ
مُفَتَحّةً في رياحِ المَمَالِحِ
لا يَحلمُ الجُرْح ما لم يُحَدِّقْ بسكينهِ عابساً
في الظلامِ الثقيلِ
إذاً.. دارت الشمسُ دورتها
وارتأتني الرؤى نائماً تحت ألفِ شِراعٍ
مجوسيةٌ قصتي
معبدُ النارِ فيها
وقلبي على عجلٍ للرحيل
بعيداً عن الزمن المبتلى.. يا سفينةُ
إن قليلاً من الوزر أمتعتي المزدرات
ولم تثقلي بالقليل
سأبقي المصابيح موقدةً في بواء الصباح
مصالحةً بين صحوِ الصباحِ وصحوي
وأُبقِ الرياحَ دليلي
وأسألُ عن نورسٍ صاحبُ الروحِ في زمن البرقِ
يومَ المُحيطاتِ كانت تنامُ بحضني نَشْوى
وما زالَ ثوبي أخضرَ من مائها
يا لهُ من زمانٍ مرَّ بين ألفٍ من السنواتِ الفتيةِ
يا وَجْدُ ما كُنتَ دون حَمَاسٍ.. وما ظَلَّ في خَاطِري الآن
إلا النشيجَ اللجوجَ من اللججِ النيلجية..
والزَبَدُ الأرجوان.. المعتق في غسقٍ باللآلئ..
والزبد الأرجوان.. المزخرف بالليل
والقمر الآن من زهرةِ البرتقال
تغيرتُ مستعجلاً أيها الفرح الضجري
وأصبحَ محشرُ أغربة سطحَ قلبي
ينحنح قبيل مغيب الهلال
عروس السفائن اني إنتهيت.. على سطحكِ الذهبي
ورأسي الى البحر يهفو رائحة اللانهايات
والليل.. تعبان.. يطوِّحها الموجُ ذات اليمينِ وذات الشمالِ
لقد ثَقًلَ الرأسُ بالخمرِ
والزمنُ الصعب قبل قليل
وأنهكني البحر في زمن للطحالب
عن طحلب بلا قلب.. يصيخُ معي في الهزيع الى جهة المستحيل
لدى الله كل النوارس نامت
ولم يبقَ إلا سفينتك الآن
مبهورةً بالشمول
على وجهها من رذاذ الغروب
ومن عرق الله بالأرخبيل
فأين سيلقي المراسي الماء
بنيت بيوتاً من الماء هدمها الجَذْفُ
كيما يتم البناء
ومنذ نهارين في وحدة المتناقض
هذي السفينة يدفعها ويدافعها الإبتداء
أعللها بعليل الرياح.. ويغري بها أنها من طبيعتها تستمد
خليل السفائن سليني النهايات
يا لانتشائك إذا هَزَجَ البحرُ
بالزبد الزئبقي.. ويزهو اللبرجد واللازورد
إذا هزج البحر فالكون زاءُ ملونةٌ
فوقها شدةٌ.. فوقها شدةٌ
ثم مدُّ
وللشدِّ من بعد ذلك شَدُّ.. وللشدِّ شَدُّ
وإني على الحبل من مركبي.. في الظلام أشُدُّ
وعلى دمعتي في الهزيع
كما خصر أنثى أشُدُّ
وتندمل هنا يا صاحبي فالنجوم هنا لا تُعَدُّ
وأنت كما خلق الله في نخوة الخلق
بين الصواري يؤجج ما قد تبقى
من الشيب برقٌ
ويعبث فيما تبقى من القلب رعدُ
عجيب صراخك في غمرات البنفسج.. والكون
إذ يصل العتبات الأخيرة
في غفوةٍ لا يَنِدُّ
عروس السفائن لا تتركيني على أنقة الساحلين
يَجِنُ جُنوني إذا رنَّ في هدأة الليل بُعْدُ
أهيم إذا رنّ في هدأة الليل بُعْدُ
عروس السفائن لا تتركيني لذى حاكمٍ وسخٍ يَسْتَبِدُّ
لقد كفت الخمرة عن فعلها فيّ مما تداويت
واربد بالصبر جلد
أحب الحروف لها شهقةٌ بعدها لا تندُّ
وما العاشقون سوى شدة الله
أسراها لا تحدُّ
فإن ساح البنفسج في موهن البحر
صارت تَلِزُّ.. تَلِزُّ
وصُرتُ ألِزُّ.. ألِزُّ
عروس السفائن والبردُ في ألقِ الصُبحِ خَزُّ
وليس يهاجر في الفجر إلا الأوَز
رسى السأمُ السرمدي بجسمي
وليس سوى غامضاتِ البِحار
التي تستفزُّ
أصيحُ.. خذيني لأسمع أجراسها
ان برقاً بقلبي يلز
أنا عاشق أيهذي البحار لأجراسكن
فقد أوحشتني الشوارع
مما بها من لحى ً ورؤوس تجز
وفاض وفاض الإناء
بنيت بيوتاً من الوهم والدمع أين هوَ العشقُ.. أين هوَ العشقُ
أين هو العشق.. تم البناءُ
أُحاور روحي أحاورها.. وكل حوار مع الروح ماء
بكى طائر العمر في قفصي
مذ رأى مخلب الموت
ينزل في صحبه ويَكُفّ الغناء
متى أيهذي العروسُ يجيء الزمان الصفاء
ففي القلبِ مملكةٌ للدمامل
والجسد الآن في غاية الإعتلال
خذيني.. لأقرأ روح العواصف
حين تخانق سخط الليالي
خذيني فإن العصارة تغرق بالأغلال
خذيني.. فما البحر في حاجة للسؤال
خذيني.. فليس سوى تعب البحر يشفي
وينقذ من فقمات المقاهي
كفى لغطاً عاهراً أيها الفقمات
كفى يا ضفادع هذا النقيق الدنيء
فأنتم سبات
سأصرخ يا بحر.. يا رب.. يا رقص.. يا عتمات..
زٌحَارٌ بكل التقاليدِ
لا يتبعَ البحرُ بوصلةً
بل تتابعه البوصلات..
زحار ببحارة يرهنون لحاهم على ساحل
واعصفي فالمقادير قد أفلتت عن إرادتها العجلات
سيولٌ على بعضها تتواكب في زحمة الإرتطام
وفي دمهم يعبرُ السائرونَ
إذا لَزِمَ المعبرُ
ومن قطرةٍ يعرف المصدر
هي اللحظة اقتربتْ فابشروا
تَهِبُّ البنادق تستهترُ.. وتصحو النيازك والعنبرُ
ويأتي دمٌ مُدْلَهِمٌ مُخيفٌ
أقَلُّ ارتطاماته مَحشرُ
وعاصفُ أسودُ ذو ألفِ عينٍ
على متنهِ عاصفٌ أحمرُ
وتمسي ذقونَ ذُنَابَ عَقاربَ
في أوجهِ الخائفينَ وما زوّروا
فذئبٍ بفخذينِ من آخرٍ
يَدفِنُ الوجهَ رُعباً
فهم نسقٌ راعشٌ أصفرُ
لقد كنتُ أحلمُ وعياً
وفي حلمٍ بالذي سوف يأتي وفاءُ
ومرّت جنازةُ طفلٍ على حُلُمي بالعَشِيِّ
يرادُ بها ظاهرَ الشامِ، قلتُ:
أثانيةً كربلاءُ
فقالوا من اللاجئين.. كَفَرْتُ
وهل ثم أرضٌ تسمى لجوءً لنُدفن فيها
وهل في التراب كذلك
مقبرةٌ أغنياء.. ومقبرة فقراءُ
تلفتّ في ظاهرِ الشام أبحثُ عن موضعٍ
لا يمتُّ لغير منابعه
ندفنُ الطفلَ فيه
وقد دبَّ فينا المساءُ
وكان على كل أرضٍ نظام الحوانيت
يتبعنا في الغروب
وكان يُشارُ لنا: غُرَبَاءُ
وحين دنونا لمقبرة ليس من مالكين لها
جَعْجَعَ الحرس الأموي بنا: فُرزَت للخليفة
قلت بل يفرز الخلفاء!!
وكان نسيم الطفولة ينضحُ من شقوق الجنازة
بين المخيم والشام تنبت أين اللقاء
جنازة من هذه؟ ولماذا بلا وطن؟
وكلاب الخليفة تنبح من حولها
والمخيم يحملها راكضاً والشواهد تعرقُ
قلت: فلتعرقي
واكفهرّ على تلة في البعيد الشتاء
أليست هي الأرض ملك لرب العباد؟
وهذي الجنازة أصغر من أصبعي.. فادفنوها
وأم الجنازة يكسرها الإنحناء
وجد الجنازة أعمى يتأتئ
والعينُ يرشح منها على الصمت ماءُ
فقيل لنا: مبلغٌ يحسم الأمرَ
فاجتمع الفقراءُ
فللمال أفعاله يستفز
هنا دفن الطفل في آخر الأمر
يا أرض غزة فاسترجعيه
لئلا مقابرهم تستفزُّ
وليس يهاجر في موهن الليل إلا الأُوَزُّ
عروس السفائن ان المراكب
ان لم يكن فوقها عالمٌ بالبحار تنزُّ
ويلقي بها الليل منهكةً يتناول فيها النشيج
ويرتفع البحر جيما عجيبةَ
اما تصاعد منه الضجيج
وما نقطة الجيم الا البقية من جنةٍ
انا كالحبر فيها الأريجُ
وأسأل هل نزل الطفل في قبره...
لاجئاً بين أمواتنا
لكأن اللجوء مصير اللجوجِ
عروس السفائن أسندت ظهري على خشب الشمس فيك
حريصاً على الصمت.. أستنجد البحر
ان الجماهير في شاغل والدهاقين في قمة النفط
في حكةٍ بين أفخاذهم
والزمانُ على عجل للرحيل
وقد دارت الشمس دورتها
وانتهى اليوم
والشمس ترجئ بعض الدقائق.. قبل الأصيل
خذيني الى البحر
يا أيُّهذي العروس
لقد مَلَّ قلبي ألاعيبَ أهل السياسة
والرأس أثقله الخمر
والزمن الصعب.. قبل قليل
وكل النوارس نامت
ولم يبق إلا السفينة مبهورة بالشمول
عروس السفائن يا هودجاً.. يتهودج بين الكواكب
فليمرج البحر.. ولتحمليني لوادي الملوك
أرى عربات الزمان مُطَعّمَةً
ترجو الأبدية في معبد الشمس
شامخةً (طيبة) الآن
تلبس كل مفاتنها.. نهدها في اهتزازِ
ويرتفع الحزن من فوق أكتافها
يتبارك بالموكب الملكي
ترتفع الابتهالات.. فرعونُ.. فرعون.. فرعون
يرتفع الصبح.. فرعون.. فرعون.. فرعون
يرتفع المجدُ.. ترتفع الخيل بالرسل الذهبية
أصرخ قِفْ!
يتوقف رب الزمان
وقلبي توقف في الحزن كالحجر الأردوازي
و(طيبة) شامخة نهدها في اهتزاز
رفعت عيوني الى نثر طيبة
فوق الجبين الذي مسحته الخليقة بالخمر
والإعتزاز
أفرعون يا من تُخلد أهرامكَ الموتى
أسرع هنالك من يَقتنيْ هرماً للمخازي
تقزّزَ وجهُ الإله.. وألهبَ طهرُ الجيادِ سياطاً وقرحها
صحتُ قفْ أيها السادنُ الأبديّ
فمن يملكون السدانة قد سرقوا شعب مصر
زَوّرُوا شعبَ مصرَ
وقعوا باسم مصر ومصر بُراءُ
شربوا نخبها وهي جائعة
ليس في قدميها حذاء
ولكن متى كان فرعون يصغي!
استجرت المماليك
لكنهم أرسلوا مصر فوق الجمال
لوالي الجزيرة كسوه
ووالي الجزيرة بين سراويله
الحل.. والربط.. والزيت.. والموت.. والحرب..
والسلم.. والعنعناتُ
وأكثر ما يُصرخ الأمعاتُ
ولكن لمصر مواعيدها.. للصعيد مواعيدهُ
للرصاص مواعيدهُ
والنجوم هنا لا تُعَدُّ
وليس أمام البراكين في لحظة الروعِ سَدُّ
وهذي الفوانيس تفضي لحلوان في الليل
حيث السلاح الخفي يُعَدُّ
أعدوا لهم ولعاهرهم، "ان عاهر نجد يعد"
لقد حاولوا أن يهدوا على "ناصر" قبره
فهو معترض دربهم
والقبور لهن لدى الله حَدُّ
ولكن لدى الله جند، ومصرُ الرحيمة
لا ترحم السفهاء
أنا لست بالناصري ولكنهم
ألقوا القبض ميتاً عليه
وعري من كفن نسجته قرى مصر من دمعتيها
إذاً.. سقط الآن عن بعض من دفنوه الطلاء
أقول لناصر أخطأت فينا اجتهاداً
ولكننا أمناء
وأن الذي في الكنانة مما رحمتَ فأطلقتَ بالأمس
يكافئكَ الطلقاء
لئن كان كافور أمس خصياً
فكافورها اليوم ينجب فيه الخصاء
تفتق فيه الغباءُ ذكاءً
ومن مُشْكِلٍ يتذاكى.. بدون حياءٍ غباءُ
وما عجبٌ ترسل الريح في أزمةٍ
وتلفُّ بموضعها الخنفساء
ولكن تموت على ظهرها وتكابر
مسألةٌ تقتضي فوهَ ماءُ
ومهما السجون تضم أماماً
يظل على شفة الكادحين الغناء
ومصر التي في السجون مع الرفض
أما التي في البيانات مصر البغاء
وحاشا فإن من النيل ما يغسل الدهرَ
مهما طغى الحاكمون الجفاءُ
لمن في الظلام الدماء
لمن في الظلام التوابيت تمشي
وفيم الحراسة حول المقابر
قال الذي يتلفت: ان العزيز يمر على شهداء (المحلة) بالطائرة
فقلت: هو القسط يُدْفَعُ
أقفل فمك فالمباحث من حولنا كالبعوض
وفيم العجالة في الدفن؟
أسكت!
مخافة أن يزحف الدم في القاهرة
صرخت: سيزحف.. علمني زمن بالعراق
بأن الدماء هي الآخرة...
وحين الصعيد يطوق قصر المماليك
لست أبالغ يجتمع الله في الناصرة
تقول البيانات قد قتلوا عاملاً واحداً
تكذب العاهرة
فهذا دم يجمع العرب الفقراء من الأطلسي الى صفقة في الخليج
وقد كفرت نخلة حين بيعت
واني من النخلة الكافرة
أرى الأرض تنقل أيضاً مع النفط
في الباخرة
خنازير هذا الخليج يبيعوننا
والذين هنا يمسحون قذارتهم بالقروض
لقد تمت الدائرة
لمن في الظلام الدماء؟.. سؤال يلح
وتزهر من حوله أغنية السائرين على جثث
زيتتها المكائن والدم والكبرياء
ستبقى المكاتب هذي مزيتتة بالدماء
وينتج عنها قماش دماء
عروس السفائن أبحرت مبتعداً عن متاهات روحي فيك
فإني من أمة تتفجر في ليلها الصحراء
وما بدعة لا أرى في المذاهب غير جواهرها
ما بهذا انتقاء
أمد جذوري تضرب في الأرض
عن ثقة أن دهري سماء
وليس على ناظري الغشاوة فيما رأيت
ولكن على أمةٍ حَرّفَتْ مبدعيها غشاءُ
(أبا ذر) إنا نفيناك ثانيةً
حين قُلنا بمحض الفجاجةِ:
من غير روحك يبتدئ الفقراء
وما كَفَنٌ قد شَرَطْتَ وعشت به في الزمان
فناراً تحاولك العادياء
سوى أن فائض مال رفضتَ
وشرعّت أن الخلائق خَلْقٌ سواءُ
وأنك في الفكر والروح أصلٌ
ومن معجز الملتقى.. يتوحد فيك الثرى والفضاء
بنيت بيوتاً من الوهم والدمع
أين هوَ العشقُ.. أين هو العشق.. أين هو العشق.. تم البناء
بكى طائر العمر في قفصي
مذْ رأى مخلب الموت ينزل في صحبه
ويكفّ الغناء
فأنبته أن يصدح كي يسكر القفص الدنيوي
فإن انفلاتاً من الشرط بدءُ لفك الشروط
كما تتعرى مراهقةٌ تتمتع حلمتها
أن يراها الهواء
ومنذ نهارين والطائر المشرئب.. يحدق في الأفق
ماذا تراه يشفُّ الوراء
كأن به هاجساً يتقرب من خطر
أو به خطر.. انها الأرض تدخل منزلةً وتشاء
هو الآن في وحدة المتناقض
حيث يتم النقيض الجديد
ويستكمل الدورة الإنحناء
أحاورُ روحي أحاورها
وحوارٌ مع الروح ماءُ
عروس السفائن أدعو النجوم الى قمرتي
فأنا أُولِمُ الليل نذراً
وألبسُ أبهى ثيابي
فقد كنت عند نخيل العراق.. وإن كان حُلماً
وكان العراقُ على مُهره عارياً
مثلما ولدته السماءُ
وكان على عتباتِ العراقُ الفضاءُ
وبين ضلوعي فضاءٌ.. به نجمةُ
لستُ أدري بماذا تُضَاءُ
وفي نجمتي تلك يجتمعُ الله والأنبياءُ
تأخرَ عنهم نبيٌ
سُئِلْتُ
فقلتُ: يُزَيِّتُ حَدَّ السِلاحِ
فإنّ نبيَّ الزمان الفداء
عروس السفائن صار العراقُ لطول المجافاةِ حُلْماً
ولكن به دجلة والفرات
كأن من الحلمِ يرشحُ عشقٌ وماءُ
يُشيرُ إلينا العراقُ.. وفي الحُبِّ حُلوٌ يشاء
أيا وطني قد ضاقَ بيَّ الإناءُ
كأن الجمال بليل الجزيرة
سوف يطولُ عليها الحذاء
كأن الذي قتل المتنبي بشعر إبتداءُ
لأمرٍ يهاجر هذا الذي أسمه المتنبي
وتعشقهُ بالعذاب النساء
وما قدرٌ أنه في الجزيرة يوماً.. وفي مصر يوماً.. وفي الشام يوماً..
فأرضٌ مجزأةٌ.. والتجزؤ فيها جزاءُ
عروس السفائن
كُلٌّ على قَدَرِ الزيتِ فيهِ يُضَاءُ
وَمَاهُمْ .. ولكنّه العشق
هامَ
لم يَدرِ
متى أطفأهُ الشوقُ
وأين احترقا !
سنَةٌ
ما بين كأسين
غفا
ثُمَّ صحا
واغتبقا ..
سقطت زهرةُ لوزٍ
عفة
في كأسه
أجمرت عيناه شوقاً
وتلظى شبقا
تركت من تاجها
في خمره
غيمة تغرقُ
فاستلَّ إليه الغرقا
تطرق الحانة
في أطرافه
حزناً
فإن حدَّق ،
صارت حَدقا ..
عرف الدنيا ،
طريقاً
بين كأسين ،
فشقّ الدمعُ في خديه منها ،
طُرُقا
صحبُهُ ناموا على أعناقهم
وغدوا
من طاولات الخمر
إلا رَمقا
وهو ينضُو
بين أعناق القناني ،
عُنُقا
وبعينيه
يلمُّ الغسقا
يدفع الكأسَ
لكفَّي خلّه
ربما ينشر
فالقنينة الكبرى
اشرأبَّت
والضُحى بالبابِ
رشَّ الحبقا ..
يا مويلاي !
على الصمت ،
نداماها ثقالاً غادروا
مِزقٌ تسحبُ منهم
مِزقا
أخذتهم طُرُقٌ ....
عادت سريعاً دونَهم
أين أخفتهم ؟!!!
وكيف البحث في الدهر؟!
وأين الملتقى ؟!!
بهجتي كانوا ...
فلما خَلَتْ الأيامُ من ضحكاتهم
ضحكت في عُبِّها ،
مما أناديهم بعُبي
فارغٌ قلبي وملأنٌ
بهم
وجديدٌ
رابني كم عَتُقا
أسمعْ القُبرة الصفراءَ
تنعاهم
تمطُّ الأفقا
والعصافيرُ على طاولة الخمرِ ،
فراقٌ ولقا
يتنهّلن بقايا خمرهم
ويُنفضن ،
الندى والألقا
لا تَمُت ! يا صاح !
مما خلت الحانةُ منهم
طارت الزهرة
في الريح ،
وظلّت عبقا
لا تمُت
لسنا قناني عرقٍ
فارغةٍ
يقذفها الدهرُ
بنا قد سكر الدهرُ ،
وقطرناه في كأس الليالي ،
عرقا
ثمل الله بنا ،
مما فهمنا أدب الشُربِ
وأنهينا القناني
حيرة ،
في لُغزهِ
سُمَّاره كنا
وكان الأرقا
سيدي !
مولاي !!
لا تغفُ
تأمل زهرة اللوز
أمن ربعيّةٍ ملت ؟!!
أنا الأيامُ لم تقدر على رأسي
وقد يثبت رأسٌ
قلقا
إن أكن أطبقت جفنيَّ
فأصحو داخلي
وإذا كأسيَ ،
مالت
فكما البلبلُ ينسابُ
أنيقاً
للسقا
يا لكأسي وجبين الصُبح ،
كم مالا على بعضهما !
ليس في الحانة غيري
وأخو "الفتحة "من أياهُمُ
يكتبني !!!
أنا يا (....)انقلابٌ أبيضٌ
من عرق
قطره الدهرُ ...
فمن أنت ؟! ومن فوقك ؟!
أو فوقكما ؟!!
سبحانه ماذا من الوردة ناساً
ومن الأقذار ناساً
خلقا !
طائرُ اللّذةِ
مُلقىً بين ضلعيكَ ،
سجيناً
خُذ رُشيفاتٍ
وحرِّره قليلاً ..
ربما يشتاقُ من نافذة الحانةِ
للهِ ...
ويُغري الأفقا
أنا لم أشركْ
ولم ألقَ سوى الحانة هذي !
أغلق الأبوابَ في وجهي مراراً
وطني...
أظنُ الغربة الخرقاءَ ،،
تستكثرُ منها كوَّةً
أصرخ منها ألمي ..
فحشتها خُرَقا !
ربِّ سامحهم وأن لم يسكروا ...
كيف يشتاق إلى خمرة جناتك
من لا يعرف الخمر
ويشتاق صباياها
إذا كان هُنا ما عشقا ؟!!!
هائمٌ
لم أدرِ
ماذا أسَرَ الشوقُ
وماذا أعتقا ...!؟
سقطت زهرة لوزٍ
غيمة
في قدحي
يا رب ما هذا النقا ؟!
غرقت ..
لم أستطع إنقاذها
أصبعي زاغت من السُكرِ ،
وقلبي شَهقا
ما لها الكرمة لا تعرفني ؟!
أمس رقرقت لها
خمرتها
وأنا اليوم على خمرتها
دمعي وأمسي ..
رقرقا ...
طينتي ، قد عُجِنت كأساً ..
فماذا كوَّرَ الطينةَ
شعراً ؟!!
أنتَ يا ربُّ ؟
أم الكورُ ؟!
أم الطينة طابت خُلقا ؟
نطنطَ العصفورُ
فيما قد تركنا
من فُتات
وسفحنا حُرقا .
ولوى من عنقه الزيتيِّ
حتى مسَّ قاع الكأسِ ،
يا أبلهُ !
لم نترك
ولا مثـقال سُكرٍ..
أبلهٌ من عوقا
أدعُ ..رفقاتكَ
يؤنسن حجار الحانة القفراء
إن كان يُسمى حجراً ،
من عاشَ في خمارةٍ
لو سَكتَ السُمارُ يوماً
نطقا
يا سُكارى بعدنا ..
إن سقطت في كأسُكُمْ
غيمةُ وردٍ ..
أذكرونا ،
رشفةً
كنا نوازي الدهرَ .. أو نسبقُهُ
عشقاً ،
رعى الله زماناً ،
وسقى ..
إن أكن أفرطت ..
يا مولايَ !
فهل يقتصد العاشقُ
أم يأبقُ عشقاً ؟!!
ضاقت الروح
وعظمي من صدود ، أبقا
قفصُ الدهر ،
كما أنت ترى ،
ضايقني ..
واشتهتني لغةُ من خارج الدهرِ ،
فهزَّته ..
فما بال فؤادي ،
للذي يُسجنُ فيه
أشفقا
هاجني غُصنٌ نَسيمٌ
راقص بالزهرِ
والخمرُ برأسي لعبت
أهو ذنبي ،
زهرة من قطرة قد سقطت ؟!!
ذنب من مولاي !
لم يبقَ من البستانِ إلا وهم عودٍ
صامتٍ
لست سفيهاً
أبلهاً ..
أسأل عن زهري
ولم تبقِ عليَّ الورقا ..!
أغمدت في قدمي ..فامتُشقا .
الصبوحان بكأسي ...
سيدي !..
ربما أأمن للزهرة كأسي ،
من مهب الريح ،
أغضب مثلما شئت
فعشقي لم يساومك على شيء
وما الجنة والنارُ
سوى نارين
فيمن عشقا
أغمدت
فأستلَّت السُهدَ
وقد كنتُ نويتُ
الغسقا
شمتُ
لو أعلم ما شمت .. وأتعبتهما
كذب الغيمُ ،
على حاليَ ،
والصحوُ
وإن قد صدقا
سيدي !
من عجب في داخل السُكرِ
أصلي .. صادقاً
مهما تجازيني سراباً
أدمعي تسقيك في بحرِ النقا
همتُ...
لا أدري ،
عصافير الضُحى
من قدحي ... من صاحبي ...
كلهم طاروا ...
لئيمٌ صاحب الحانة
لم يرحم بقايايَ بهم
خُذْ أباريقك
إني منك سكرانٌ
سأمضي خلفهم
ربما ألقاهمُ ...
أحجز كراسي الأمس
لم نندم ،
سدى لم يكتف العمر ،
وإن كنت غششت العَرقا .
اسمعْ القُبرة الصفراء
تنعانا
تمطُّ الأفقا
يا خطايا ! يا خطايا !
كم كبيرٌ هذه الأيام من كان خطايا
أنا منهم
توبتي
لم أنكسرْ ،
إلا لتقبيلِ نُهيدٍ نَزِقا
إن يكن تاب السكارى !..
أنا بالسكر أناجيك
فما جرحيَ بالريش ، ولا يا ربُّ
بالريش التُقا

ليس بي فاحشةٌ
إلا بأني
لِذتي أكثر مني خُلُقا
وأنت المحال الذي لا يُباعُ
لَمْ تكُنْ
تتقي
وابل المجرمينَ
بظهرٍ أبيك
ولكن ترص عزيمتهُ
لاختراق الرصاص

ورغم صُراخِك
كم كان صوتُك عذباً
كأن جميع الطيور لقد ذُبحت،
وهي تشدو
وبين الرصاص
لمحتُ حذاءك
كان صغيراً..
ولكنه
قدرٌ لا مناص

وغطى دمُ الوطن العربي قميصك
كل الرصاص يوجه للوطن العربي!
وما زالَ لم يفهم الأغبياءُ
بأن الرصاص طريقُ الخلاص!!

محمدُ!
قد كشفت قمة العُهر
عن كل عوراتنا
خطبُ الذل باعت دماءك!
كلا...
فأنت المحالُ الذي لا يُباعُ
وأنت الترابُ الذي لا يُباعُ
وأنت السماءُ
وأنت القصاص.
بالخمر وبالحزن فؤادي
عسل الورد الخامل ريقك
والنهدان أراجيف دفوف لئلاء
أهتز كما يهتزان
أحَدُّ من الشفرة طبعي
ورقيق ماء
أوسخ طين سيدتي يُنبت فُلاً إن لقي الحب
وأطيب طينٍ لا ينبت حين يُساء
مسكون بالغربة
يجري الفيروز بأوردتي حزناً
هل تسمح سيدتي أنساب الى جانبها
ليس عليّ سوى برد العمر رداء
دوريات الإخصاء تجوب الشارع
أغرب شيء …
أي فم يفتح …
فوراً يجري التخدير ويخصى
ما هذا الصمت المتحرك بالشارع إلا إخصاء
جئتك من كل منافي العمر
أنام على نفسي من تعبي
ما عدت أزور فناراً
البحر تخَرب
يحتاج البحر الى إصلاح
والغرق الآن هو الميناء
مازلت على طاولة الحانة لست أعي
إلا ثملي بالكون
فالبعض على طاولة أخرى للسكر بدم المخلوقات
أنا .. هذي طاولتي
يقرأني من يرغب حسب ثقافته في العشق
وقد يخطئ لا أستاء
يا من تسعل من كل مكان إلا حلقك
البرد شنيع وأنت تراقبني
العرب العراب من البحر الى البحر بخير
وسجون ممتعة
وإسرائيل ترش علينا ماء الورد من الجو
وأنت تراقبني
ما أجمل هذا المنظر
إسرائيل ترش وأنت تراقبني
مبسوط .. ؟
مبسوط لا شك
وأنا والله كذلك جداً
شكراً .. ولديّ رجاء
اكتب ما شئت لمن شئت بما شئت
ووجهك للحائط أرجوك
تشكيلة وجهك تزعجني
عفواً لا أقصد جرحك في شيء
هل ظل هنالك ما يجرح فيك
ولكن خطأ في خطأ تشكيلة وجهك
يا رب لماذا الأخطاء
أنت مصر يا سيد تزعجني
هل آذيتك في شيء
أنزلت مرتبك الشهري
سبقتك في طابور الخبز
إن كنت بهذا التقرير توفر خبز عيالك
سيشبون حراماً
أو كنت تريد شراء حذاء
أنت وتقريرك والراتب يا دوب حذاء
أهل الحانة ناموا
سامحني إنصرف الآن
فؤادي مملوء بالخمر وبالحزن
بي شوق أتمرغ بالرمل
ورائحة البطيخ بشاطئ دجلة
سامحني ان كنت أسأت فما قصدي
نفق القلب ..
أعشق ألقاك غداً في الحانة إنساناً
تقدر يا سيدي إن أنت تشاء
فرشت وفي قلبي الحانة
مرتعش بالمطر الفضي
كهر فقد المأوى
أتمسح بالأبواب
أقوس ظهري الثلجي
برأسي مشغل ماسٍ منتظر شحنة نهدك
والعمر يباب
مولاي .. لقد نام ملوك الأرض وغلقت الأبواب
تنثرني الريح قبيل شجيرات الشارع والثلج
مطاعم آخر ساعات الليل تضيء هنا وهناك
تلكأ وجهي ..
أسمع طفلاً يثغو في المهد
وأسمعه يثغو ..
يا رب يشب له وطناً
فأنا عشت بلا وطن
وأنا أعرف كيف يعيش الزرع السائب في الماء
ويشتاق الى أي تراب
عصفور في الشباك الضالع في نومك
زقزق في زخرفة الشامي
وأغمض عينيه على أقدم أغنية غناها
رئتاي امتلأت دمعاً
يوماً ما ..
شغل الدنيا بالعشق
ولم يلق سوى الصيادين جواب
هرم الصيد
هرم الصيادون
وما زال العصفور كما كان يزقزق
كان يقول ..
إن مر حزين آخر ساعات الليل
كأن العصفور يقول له مساء الفل تأخرت
أقول صباح الخير لقد طلع الفجر
وبغداد تقوم الآن من الحلم بدون ثياب
تمسح بالطل وزرقة قبل الفجر مفاتنها
تدخل عند الله وتخرج بالشمس وبالشاي
البصري الموجع بالنعناع
شواطئ دجلة ما زالت نائمة
والسيد قد نسي التقرير على طاولة الخمر وغادر
مكتوب في التقرير
أن الخمرة سيئة
السيد كذاب
السيد كذاب
حتى في الخمرة يا سيد تكذب ؟!!
حتى في الخمرة يا سيد تكذب ؟!!أم العرافة...

طلقة ثم الحدث
الدراج الأرجوان الذي يفضي
الى بيت الرضى الليلي
أطفأت دموعي فوقه منتشياً بالخشب العابق بالحزن
وقبلت خطى أيامي الأولى
على درجاته ذابت جفوني
أحرس النقطة
ما فرطت بالنقطة يا من فرطوا بالنار
نفسي لم تعد تغلق مما بلغ الحزن بها أبوابها
كنت نسيجي وحده
والعشق كان الغرزة الأولى
وفي الساعة حدثين تماماً
كان يشتد هجيري من مجير
وامتد فلم تحتمل الصحراء
هذا ولهي الناري
حاولت دمي يطفئها دمعي.. صراخي
أتقدت حاولت أرمي فوقها كل الذي أملكه من جسدي
فامتنع الناس
ألا أملك حقاً من حقوق النشر؟
هذا جسدي.. إني.. دمي.. هذي قناعاتي..
وهذا درج وطني أحمله
أرقاه في الليل
أرى او أمسح النجمة
بسم الله هذا وطني
علمني ألتزم النار..
لماذا كل هذا الصمت؟
هذي الضجة الخرقاء
هذي الهامشيات.. الصراعات.. الأكاذيب
لماذا يدخل القمع الى القلب
وتستولي الرقابات على صمتي
وأوراقي.. وخطوي.. ومتاهاتي؟
ألا أملك أن أسكت؟
أن أنطق؟
أن أمشي بغير الشارع الرسمي؟
أن أبكي؟
ألا أملك حقاً من حقوق النشر والتوزيع للنيران مجاناً؟
لماذا يضع السيد هذا وطني في جيبه الخلفي؟
من أرثه النفط وتسويقي؟
ومن ذا راودته نفسه أن يشتريني؟
قسماً لا بالسماوات
ولكن بالسماوات التي تمطر في عيني جنوبي يتيم في الحدث
أحرق بيته
طلقة ثم الحدث!!
وأنا أعلن ناري
أعلن القلب فناراً فوق أرنون الفدائيين
يستطلع ليل الكون والبعد الفلسطيني للدهر
وما يضمره الغيب
ألا يستبق العشق الحدث
طلقة غامضة تفتح في الشرق الحسابات
وسوف الطلقة الأخرى
ولما تبرد الأولى
ولا ارتاح الحدث
طلقة غامضة تفتح في الشرق حساب الصبر
وسوف الطلقة الأخرى
ولما تبرد الأولى ولا ارتاح الحدث
يبتدي حي الحسين النار
يشتاق الحسين بن علي خارجاً بالدم من مرقده
يصطف من صلى صلاة السيف والطلقة
أمريكا هي الكفر
وأمريكا ومن سوف هنا (حسني) الجنائي
ففي سوف صراع لم يحن
أجلته.. استعجلني
كان يرى الأرماث.. والأوساخ.. والأبواب.. لا الطوفان
لا تحزن
فأنى اعترف الطوفان للأبواب.. والخانات
أو قلل طوفان رمث
أنت وحدت بغدارة ليل
لونها الكحل
وغرزت بعشق الأرض
ما من قدر إلا بإذن منك يستأذن
فأذن يا حبيبي
واحترس ما كل غث ثمر غث
أقدس الأمطار مدراراً
فإن زنبقة بنت ربيعين
سبت قلبك يا برق
فنسف بعد نسف
وكلا الحالين عشق
فافهم الحالين كي تسلك في الأحوال
واسمع عاشق البرق
كثير البث صمت.. وكثير الصمت بث
افهموا مصر
فكم من عاشق أتلف سوء الفهم نجواه
وعري طاهر عندي
ولا ثوب مريض الطهر رث
افهموا العمق
فما كان أتى من عمقها
واختمار العمق عشق
ولكن مختمر بالسطح
والعمق غثاء وعبث
قالت الطلقة أن يختزل الكل الخياني
فلا تختزلوا الطلقة بالسقف وبالرف
بل المنزل
كل المنزل الرسمي
حتى أكرة الباب التي قد حرست هذا الخنث
السكاكين هي المهلة
هل ترجو من الرحم الذي لقحه المال اليهودي
طهوراً في الطمث
نجس كل ولا فرق سوى
لهف الأول بالجملة أوساخاً
و (حسني) أحد الأخصاص فيما قد لهف
السكاكين هي المهلة
أو عصر يهودي سعودي
سيبني ألف ما خور
من التلموذ في أطفالنا
في الحب.. في القرآن.. في الشارع.. في الأحلام.. فيمن شهدوا بدراً
فيمن شهدوا واستشهدوا من أن أجل أن نحيا
ويستدعى الى محكمة
حتى النوايا والجثث
ها أنا أعلن قلبي
فهو إسعاف حزين في جروح العمر
والثوار.. والبابون في الشاحب
يبكي في بقايا جثث الأطفال في أنقاض صيدا
عمرها سيارة الاسعاف لا تغفو
لا تنسى عناوين جروح الناس
لا تلزمني أنظمة السير
ولا الشارات
واني ذاهب للجرح.. للطلقة.. للعمق الفلسطيني
لا تلتزم الطلقة.. لا تلتزم الإسعاف
إلا بالمهمات وخط السير
قد يرتبك العداد
قد تشتبك الأحداث.. والحارات.. والخندق
أستهدي بطعم الألم الثوري
أستهدي بنجم غامض
لا يتلف البعد ولا تتلفه الأبعاد
أستهدي بقلبي كلما صنعت
هنا خارطة للوطن المحتل
لا تقبلوا شبراً ناقصاً منه
وقد أمنها عندي بقلبي هاهنا الأجداد
أسري عاشقاً والعشق أسراء
وقد بعثرني الهجران والبارود في شعب ضفارى
يداويني عود يابس أزهر
وأستحضر من أقصى جفاف
قطرة عاش عليها
آه يا قلبي على عود زكي لم يجد ماء
فأورى زهرة من عوده فوراً
وهذي شيمة الأجواد
ها أنا أعلن أن الجرح يمتد
ولا يلقى سوى المستنقع القطري
حتى العظم.. والحزن البريدي..
سئمت الحزن برقياً
سئمت القتل تكراراً
كفى مهزلة
إني أحن الآن أن أقتل في بغداد
أعطوني قراراً واضحاً
او أنني حرب على هذا تصديكم
الدراج.. طلقة ثم الحدث
سنبلة أولى.. وحدس بالحصاد
الدراج الأرجواني الذي شب من الأعماق
مركي على صدري
لمن يرقى عشياً فاضحاً
بعض علاقتي بالكون.. وبالنجم الجنوبي
ورأسي بصل.. لون صبايا الشام
والضيق الذي صار مساحات بصدري
من غرامي بالعباد
مغرم قلبي بأن يبقى مع الناس
وإن عذبه القرب
وغطى وجهي النسيان
ما أصعب سكراً مطلقاً بالنار في كف الرماد
دائر قلبي مع الأيام والثوار والعشاق
لا يعرف طعماً للرقاد
وحدودي كل إنسان يعاني غربة
حتى أرى غربة عادت الى غربتها
واصطحب العمر الى بلدته
يحمل القلب دامياً من فرح
أو عمر.. أو صاحب واراه في قبر وراء البحر
ما زال وراء القبر
يستقرئ أخبار البلاد
يطلب القوم انطفائي.. أي نعم
في ساحة العشق الفدائي
شهاباً دفع الوعي به دون رماد
أنا لا أعرف تفسيراً لوجدي غيره
لكن متى فسرت النار لطاها
متى كان لقنديل سوى الخفق
الى آخر جفن في السهاد
سمع الطلقة فاهتز
فهذي طلقة قد أطربت حتى الجماد
شهق الكون من التنفيذ؟
من شاحنة الأقدار؟
واشتاقت برحم الغيب أجيالاً
ترى خالد طوداً يطلق النار
وقد فرت حكومات الجراد
يا لواءً خامراً بالله والتنفيذ
هذي كانت التكبيرة الأولى
لأركان صلاح الدين في أيامنا
من أي تركيب من الأحزان.. والأعشاب.. والعزة
مصر عجنت لحمك؟
من أي حنان حزن عينيك؟
وضعت الطلقة الأولى..
وتلك الوقفة العملاقة النشوى
أرى عملاق
يا عملاق في التخطيط.. في القفزة.. في الإجهاز
في تخطيطك الكوني للموقف
تحيا مصر
في دعمك للبعد الفلسطيني.. للنيل
وفي غيبوبة كنت بها لا شك في القدس
رآك الناس رؤيا العين
أطعمت حمامات بلون العشق.. والفيروز في الأقصى
كنت الأب والحلوى
وأعطيت يتيماً دامع العينين
ظرف الطلقة الأولى
وقالوا ذهب الطفل الى قبر أبيه
أفعم الطرف تراباً
وأتى يركض.. فاستغفيت
أو غبت عن الوعي
على طاولة التعذيب
وانهالت على طودك آلاف العصي
إنهارت الدولة.. أمريكا
ومن أخرج كالقنفذ من تحت المقاعد
يرقص التعذيب ذئباً تحت أقدامك
فالترتيل باسم الله
والجوع لقد صلب كالصخرة
هذا القلب لكني أرى قطرة عشق في قرار القلب
ثم النار.. ثم البحر.. والتاريخ
والوعي الرسالي لهذا الكون
غريب يمسك الجوع عن الايمان سكينا
غريب ليس يكفي الجوع.. غريب ليس يكفي الوعي
وعي الجوع.. تلك الطلقة الخالقة الأولى
وكم جعت.. وجاعت مصر
واستفردها النفط السعودي
ولكن وضعت كل الأسى والدمع
في مخزنك الناري
لما تنتهي الأشياء
تلك الطلقة الأولى.. وللحدث شواهد
رجل الصحو تمنى كل شبل
أن يكون الأصغر في كفك
لا تحزن
ولا تكتب صكوك البعض في قلبك
هذا البعض لا يقرأ إلا وعيه الناقص للزهرة..
والخنجر.. والأيام..
لا يفهم إلا وهو قاعد
أنت نفذت فهلا نفذ التاريخ
ما كان اتفاقا بين عينيك وعينيه
وعادت ماسة النيل الى العقد الالهي
فحسن العقد من حسن الفرائض
أنت نفذت صراعاً طبقياً.. سيداً
بعض صراع طبقي صار للسلطة طباخاً
وبعض منه حشو الجيب.. أو حشو الجرائد
يا مصر سيري بالأناشيد
وخلي خبز أشجانك.. والشاي.. وأطفالك..
والأزجال في وجه المتاريس
أمام السجن
في الساحة سيناء بهذا السجن
والنيل ببحر البقر الدامي
بعبد المنعم المدفون في النسيان
"بأيام التلامذة.. وعم حمزة.. وجيش لجيش .. والله أكبر"
زغردي ناراً وبركاناً من الحزن الصعيدي
لوجه الرجل اللحظة.. والتاريخ.. والبذل
لهم.. للفتيه السمر كما التصويت
صون العهد.. قم للوعد.. هدي السجن يا مصر
كل الأسماء آيات على وجه المساجد
منذ هذي الطلقة الفاصل
مشروع بن عزلا لن يرى النور
ولن يخرج من قصر الأمير الخصي
لن يأكل إلا الرمل.. إلا الشوك والغصة
والتنديد..
هذا الجرب الكلي لن تتركه (سيهات)
لن يتركه دم (جهيمان)
لا يتركه الوعد العتيبي ليرحب
وأرى قدح السكاكين من (الأحساء)
إني لأراها
وأرى خلف رماد الصمت ماذا في المواقف
السعوديون اسرائيل مهما كحلوا مشروعهم
ولقد يلقون بالعظمة
اسكاتاً لمن ينج من تحت الموائد
انني أضحك مجموعة جرذان
قراد.. فرقة العزف الخليجي
وقرد يضبط اللحن الخياني
وأبكي إننا لا شيء
أصفاراً نعاني غرفة الصفر
احتلام الصفر.. حسن الصفر.. صمت الصفر
أخرج أيها الصفر
من النفي النهائي الى الكون النهائي
انتفض.. كن
امحق الآلية العمياء
والنفي.. وفي النفي
فالإنسان لا الجبرية قائد
وأنا أعلن قلبي نجمة صدرية
بين سفين الليل
تشعر بعض الدفء
في كوة حزن ما وراء البحر.. والأيام
في سجن بعيد بالمنامة
لم ينم هذا السجين الجدلي الوجه
ما زالت مآقيه كخط الفجر في الليل الخليجي
وما زال بخار البحر
والخلجان في تهويمه.. والموج.. والأغنية الأولى
لقبطان جريء.. مبحر نحو القيامة
سجل الطلقة وارتد صداها
بين جنبيه فجيئاً.. وذهابا
وسعت قوة زنزانته
وازدحمت فيها نجوم الليل
والأشرعة البيضاء
والحب الذي أوسع من نجم وترنيم حمامه
لم أعد أعلن قلبي فرحاً إلا يسار الشمس
أستقتل في البحث عن الجوع الجنوبي
أغذيه بأقصى الشعر والحقد
وأنساه بصمت الخندق المكتظ بالأمطار..
والأبطال .. والأهوال
أنساه بعيني عاكف في قرية خضراء
ما أضيق عينيه إذا صوت
ما أوسعها حتماً أصاب الهدف الآن
أصاب الهدف الأول واستولى عليه الشوق للثاني
وأنساه مع الأيام في البصرة في بغداد
مرمياً على الأسلاك
بغداد بلا شباك
ولكن قط لن أنسى
أنا قلبي إذا ما نسفت أفعى
وساد القم.. والجاموس.. والمشروع
لا بل طلقة ثم الحدث
الدراج الأرجواني الذي عمري سأعطيه
لمن سأعطيه
لمن لا يصل الشعر الحقيقي
لمن يلصق في وجه المحطات
أغاني الدم والشوق الفلسطيني
أو طفل وحيد في الحدث
سوف أعطيه لمن يرقى جدار السجن
يعطي خالداً قلبي.. وشعري
وسلاما من كثير الحب بث
هكذا أرسيت أن القائد تنفيذ
ولا يتجر بالدم لكن يقبض أثمان الجثث
وأخيراً كل من يرضى بمشروع السعوديين
أو يدخل باباً منه
فهو من نفس الزنا
لكن بحالات الطمث......

الأساطيل
الأساطيل لا ترهبوها
أنفروا لو عراة كما قد ولدتم
وسدوا المنافذ في وجهها
والقرى.. والسواحل.. والأرصفه
أقصفوا ما استطعتم إليه الوصول من الأجنبي المجازف
واستبشروا العاصفه
مرحبا أيها العاصفه
أحرقوا طغم القمع من خلفكم
فالأساطيل والقمع شيء يكمل شيئاً
كما يتنامى الكساد على عملة تالفه
بالدبابيس والصمغ هذي الدمى الوطنية واقفه
قربوا النار منها
لا تخدعوا انها تتغير
لا يتغير منها سوى الأغلفه
مرحبا أيها العاصفه
أيها الشعب أحصوا المنافذ بالنار
أشعل مياه الخليج
تسلح وعلم صغارك نقل العتاد
كما ينطقون إذا جاءت العاصفه
لا تخف تصبوا حاملات الصواريخ
نصب وجوهك
ضع قبضتيك على الساحل العربي
وصدرك.. والبندقية.. والشفة الناشفه
رب هذا الخليج جماهيره
لا الحكومات.. لا الراجعون الى الخلف
لا الأطلسي.. لا الآخرون وان نضحوا فلسفه
لا تخف إننا أمة لو جهنم صبت على رأسها واقفه
ما حنى الدهر قامتها أبداً
إنما ينحني لتعين المقادير
ان سقطت
ان تقوم مهماتها الهادفه
يا حفاة العرب
يا حفاة العجم
ادفعوا الهادر البشري المسلح
صكوا على عنق السفن الأجنبية
ألغوا مدافعها بادعاءاتها الزائفه
حشدوا النفط.. فالنفط يعرف كيف يقاتل
حين تقوم الحرب
وقد يتقن الضربة الخاطفه
يا جنود العرب
يا جنود العجم.. أيها الجند
ليس هنا ساحة الحرب.. بل ساحة الإلتحام
لدك الطغاة.. وتصفية لبقايا عروش
توسخ في نفسها خائفه
أيها الجند.. بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
حطموها على قحف أصحابها
اعتمدوا القلب فالقلب يعرف
مهما الرياح الدنيئة
سيئة جارفه
هل أرى كل هذا السلاح
لقد بات من بات متجها نحو (يافا)
بنيرانه جارفه
هل أرى كل هذا السلاح
جاء يوم الجماهير ما أخطأت
إنها بمقاديرها زاحفه
ليس وعداً على ذمة الدهر
غير الجماهير.. والعبقريات.. والعاصفه
مرحبا أيها العاصفه
مرحبا سأقوم من الجرح
أكثر عافية وطني
بجراحاته النازفه
دفنوه عميقاً فقام التراب به تململ
فالقوتان هي القوة الخائفه
صرت شوقاً مخيفاً
لكثرة ما اشتقت يا وطني
أن أحط على كل باب خدودي وألثمها
ويدي مثلما شفتي هاتفه
أيها الدم العربي لماذا هجرت
وواجبك العربي فلسطين
أنت أجب.. أيها الدم يا سيد المعرفه
أيها اليأس.. يا مثقلاً بالغرائز شما
على شفتي امتقع
أيها الزبد الأرجوان الثقيل
على شفة الملحدين
بكل القبائل زد.. وارتفع
رفرفي راية الحق.. ردي الشجاعة للدهر
تستيقظ الفلكات
وتعطي نبوءتها القاصمه
اجمعي أمة الحزن واستئمنيها المفاتيح
دهراً.. فدهرا
فمهما دبت للوراء.. تسير بها النكبات
هي الأمة القادمه
شفتيها امتداد لجرح
كلما صاح صحت
فأمي هي النخلة الحاجمه
وأمي هي الأنهر الحالمة
وأمي التي علمتني على الصيد آنئذ
علمتني على الطلقة الحاسمة
وطني البدوي نساؤك منهوبة
ويباهي رجالك نصراً بأعضائهم فرحين
فما زالت عاقمه
تب قوم زعاماتهم أرنب عصبي جبان
وعزمهم خصية نائمة
أسكتوا فالحكومات في استها نائمه
لا فحكوماتنا دون كل الحكومات
فزت من النوم شاهرة سيفها
وعلى صدرها ما تشاء من الأوسمة
طعنتنا وأشهد الالة مثل البقية
مستزلمه
بأس.. يا سيد الموقف أعصف ودمر
أقبل حسن يديك.. طهر الشعب من لعنة الجبر
شمر وزود مبادئنا الشاحمه
تمرد فهذي الشراذم ملعونة الأبوين
على عهرها شدت الأحزمة
من جلالته بالحجاز يجز بكل أذان إله
إلى خير الأنظمة
شهوة سخرت باتجاه أمريكا
سبعا وسبعين في لحظة
وتوضأ مجرمها بالدماء
وصلى الى قبلة مثله مجرمه
يا "جهيمان" حدق فما يملكون فرائضهم
نفذت.. زرعتهموا قرحاً
ونفذت بعيداً فأصلابهم عاقمه
فإذا طوفوا كان وجهك
أو سجدوا فالدماء التي غسلوها
تسد خياشيمهم ومناخيرهم
وقلوبهم الآثمه
لم ينصرك هذا اليسار الغبي
كأن اليمين أشد ذكاء
فأشعل أجهزة اللوث بين اليسار
يقلب في حيرة معجمه
كيف يحتاج دم بهذا الوضوح
الى معجم طبقي لكي يفهمه
أكفروا بيسار كهذا
ينكر حتى دمه
يا ناصر بن السعيد.. أنت هنا بيننا
ثورة عارمه
أيها الناس: أعلن أن الحجيج سلاحاً
بمكة في السنة القادمه
كافر من يحج بدون سلاح
يخلص مكة من دولة عاهر
صائمه
ازحفي أيتها الكتل البشرية
هذي العيون الملايين لو نظرت ذوبتهم
فكيف إذا حدقت بالبنادق
عابسة صارمه
أيها الناس: هذي سفينة حزني
وقد غرق النصف منها قتالا
بما غرقت عائمه
وشراعي البهي شموخي تطرفت وعياً
وأبرز في كل يوم
كأني في قتلهم قائمه
لا أخاف! وكيف يخاف الجؤور بطلقته
طلقة كاتمه
قدمي في الحكومات
في البدء.. والنصف.. والخاتمه
حاكم وحمت أمه عملة أجنبية في يومه
فأتى صدقها
وانطلاب بكل الحبوب التي تمنع الحمل
يزداد حملاً
وسلطنة ربعها لحية
وثلاثة أرباعها مظلمه
ومشايخ ملء الخليج
مراحل بعد الفوارغ
وأموالهم ذهب.. إنما أكزمه
والجماهير قد حولت وزنها ضجة
والبلاد إذا ثمنت والمه
ولقد تشرق الشمس من حزننا
غاربه
ينطق الجزع منذ ولادتنا
ويشب بنا الموت والأتربه
ما نقاتل والحاكمون الخصايا
هم العرب العاربه
حاكم طوله وكرامته دون هذا حذائي
ويضرب طولاً بعرض هو الصفر
مهما تك تلك الآلة الضاربه
رحمة أيها الشعب
ضح بشكل صحيح.. لقد تاه قلبي
ولم يبق بيت به فرح.. كلها شاحبه
أيها المنتشون بمحض صراخ الملقن.. والبث
والذبذبه
لحظة الصمت
أعظم إن صدقت
يصدق الإنفجار .. ونيرانه اللاهبه
أيها الجمع "صه" لا تصفق لأنظمة غائبه
ما لها تتثاءب هذي الجماهير
تهتف وهي منومه
زلزلي واكفهري
يا أجمل من أمة غاضبه
امسحيهم
فهم حاكمون بغايا بأفواههم
والشريف شهامته سالفه
اركليهم
فأقدارهم يركلون
وأقدارنا القوة الضاربه



http://www.oocities.org/yahusaina/modafar2.html 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire