الخطيئة
الأصلية
والفساد
الوراثي
الكلي
قوة
الحرية
الأخلاقية أم
الذنب
الموروث
هل يولد الأطفال وهم مذنبون بسبب الخطيئة الأصلية والفساد الوراثي الموروث الكلي؟ أم أن الإنجيل يعلم قوة الحرية الأخلاقية والمسؤولية أو الحساب الفردي عن الأعمال؟ تعزو المدرسة الكالڤينية الخطيئة الأصلية إلى خطيئة آدم وحواء، بحيث أن جميع الناس يولدون وهم مذنبين بسبب الفساد الكلي وبطبيعة آثمة ومنحرفة. غالبا ما تستخدم هذه العقيدة لتبرير معمودية الأطفال، ولكن ماذا تعلم بشارة يسوع المسيح؟
مقدمة:
يشير
مصطلح "الخطيئة
الأصلية" إلى
الخطيئة
الأولى التي
ارتكبها آدم
وحواء،
وعواقب تلك
الخطيئة على
الأجيال
اللاحقة. يتفق
جميع دارسي
الإنجيل على
أن عواقب
وخيمة قد عمت
الجنس البشري
من جراء تلك
الخطيئة، لكن
المصطلح يشير
عموما إلى
مفهوم عقائدي
خاص حول
الخطيئة كما
تؤمن به معظم
الكنائس
البروتستانتية
والكاثوليكية.
الغرض من
هذه الدراسة
هو فحص عقيدة "الخطيئة
الأصلية" وما
يتصل بها من
العقائد مثل
عقيدة "الفساد
الوراثي (الموروث)
الكلي" في ضوء
تعاليم
الإنجيل. هل
تعلم بشارة
يسوع المسيح
عقيدة الذنب
الموروث أم
قوة الحرية
الأخلاقية
والمسئولية
أو الحساب
الفردي عن
الأعمال؟
بيان بهذه العقيدة:
ما لم يذكر
خلافا لذلك،
فقد اقتبست
جميع
العبارات من
بيان الجهر
بالإيمان
الصادر عن
مجمع
وستمنستر في
كتاب
الاعترافات
للكنيسة
المشيخية.
أضيفت جميع
علامات
التوكيد.
- "إن والدينا الأولين ... أخطئا ... فسقطا بهذه الخطيئة من صلاحهما الأصلي، وشركتهما مع الله، وبذلك صارا ميتين في الخطيئة، ومدنسين كلية في جميع وظائف وأعضاء الروح والجسد. ولكونهما أصل البشرية جمعاء، فقد سرى ذنب هذه الخطيئة، وانتقل نفس الموت بالخطيئة والطبيعة الفاسدة إلى ذريتهما جمعاء ... من جراء هذا الفساد الأصلي، فقد أصبحنا منحرفين بكل ما في الكلمة من معنى، عاجزين، على نقيض كل ما هو صالح، ميالين كلية إلى جميع الشرور، وارتكاب جميع الخطايا الفعلية" ـ الفصل السادس، الأجزاء ١ـ ٤.
- "كل خطيئة، سواء كانت أصلية أم فعلية ...، بطبيعتها الخاصة، تجلب الذنب على الخاطئ، فبصبح مستحقا لغضب الله، ولعنة الشريعة، وبذلك يخضع إلى الموت، وما يشتمل عليه من الشقاء الروحي، والزمني، والأبدي" ـ الفصل السادس، الجزء السادس.
أي أن جميع
الناس قد
ورثوا ذنب
خطيئة آدم. بغض
النظر عن
سلوكنا الخاص
أو
اختياراتنا،
فإننا نولد
مذنبين،
مسئولين عن
الخطيئة التي
اقترفها آدم،
ومحكوم علينا
بالعقوبة
الأبدية.
وقد ورثنا
من آدم أيضا
الطبيعة
الآثمة، حتى
أن كياننا كله
هو شرير في
جميع جوانبه.
نحن أشرار بكل
ما في الكلمة
من معنى إلى حد
أنه ليس
بوسعنا
القيام بأي
عمل صالح. نحن
نقترف جميع
الأعمال
الآثمة بسبب
هذا الفساد
الموروث في
طبيعتنا.
العواقب الناجمة عنها والعقائد المتصلة بها:
نشأت جميع
التعاليم
الرئيسية في
الكالڤينية
كنتيجة
منطقية
لعقيدة
الخطيئة
الأصلية:
"العجز
الكامل"
بما أن
الإنسان غير
قادر على
القيام بأي
عمل صالح،
فإنه عاجز عن
الاستجابة
إلى جهود الله
لإنقاذه. ليس
هناك في كل ما
نقوله، أو
نفعله، أو
نفكر فيه، ما
يمكنه أن يؤثر
بأي حال من
الأحوال على
فرصتنا في
الخلاص. [طالع
الفصل
التاسع،
الجزء الثالث]
"الانتخاب
غير المشروط"
بما أننا
لا نستطيع
القيام بأي
شيء حيال
خلاصنا، فإن
كل شيء هو في
يد الله. فهو
ينتخب أو
يختار بعض
الأشخاص دون
قيد أو شرط
لكي ينالوا
الخلاص. ليس
لهذا
الاختيار أية
علاقة البتة
بطابعنا،
اختياراتنا،
سلوكنا،
مواقفنا، أو
إرادتنا،
سواء الآن أو
في المستقبل.
أولئك الذين
لم ينتخبهم
الله لينالوا
الخلاص،
سيكون مآلهم
العذاب
الأبدي، وليس
هناك ما
يستطيعون
القيام به
إزاء ذلك.
يفعل الله
هذا "دون أي
تبصر من
الإيمان أو
حسن الأعمال ...
أو أي شيء آخر
في المخلوق،
كشروط، أو
أسباب إضافية
تحمله على ذلك
..." (الفصل
الثالث،
الأجزاء ٣ ـ ٧).
" ... إنها بنعمة
الله فحسب،
وليس بأي شيء
آخر متوقع في
الإنسان
البتة، الذي
هو سلبي تماما
في هذه
المسألة" (الفصل
العاشر،
الجزء الثاني).
"النعمة
التي لا تقاوم"
بما أن
الإنسان لا
يستطيع
القيام بأي
شيء
للاستجابة
إلى إرادة
الله، فإن
الله يرسل
الروح القدس
للعمل في قلوب
المنتخبين
بصورة مباشرة
وبشكل لا يمكن
مقاومته
لتمكينهم من
الإيمان
والطاعة (الفصل
العاشر،
الجزء الثاني).
من
العقائد
الأخرى ذات
الصلة
بالكالڤينية:
عقيدة "الكفارة
المحدودة" (مات
يسوع فداء عن
أولئك الذين
انتخبوا دون
قيد أو شرط
فقط، وليس عن
البشرية
جمعاء)،
وعقيدة "مواظبة
القديسين" (أولئك
الذين
انتخبهم
الله، طالما
أنهم قد نالوا
الخلاص ذات
مرة، فلن
يمكنهم أبدا
أن يخطئوا إلى
الحد الذي
يسبب لهم
الهلاك
الأبدي ـ
الفصل السابع
عشر، الأجزاء
١، ٢). تشكل
الحروف
الأولى من هذه
العقائد كلمة TULIP.
معمودية
الأطفال
إذا كان
الأطفال
يولدون
مذنبين بسبب
خطيئة آدم،
فمن المنطقي
أنه يجب
تعميدهم
لمغفرة
الخطايا. هذا
هو أصل
معمودية
الأطفال (وإن
لم يعد البعض
يمارسونها
لهذا السبب).
وإن كانت
هناك أشكال
مختلفة لهذه
العقيدة، فقد
قمنا بوصف
المفهوم
الأساسي. هذا
هو ما يؤمن به
كالفن،
ولوثر،
وغيرهم من
الإصلاحيين.
لكن الكنيسة
الكاثوليكية
كانت قد آمنت
بهذه العقيدة
قبل الإصلاح
البروتستانتي
بوقت طويل. في
العديد من
الطوائف
الحديثة، لا
يؤمن سوى نفر
قليل بهذه
العقيدة أو
أية عقيدة
أخرى، إلا
أنها لا تزال
من ضمن
العقائد
المذكورة في
كتبهم
الرسمية.
تأمل ما
يعلمه
الإنجيل:
١. لا يرث الإنسان الخطيئة، وهو ليس مسئولا عن خطايا الغير.
إذا كنا قد
ورثنا خطيئة
آدم، فلماذا
لم نرث خطايا جميع
أسلافنا؟
ولماذا لم نرث صلاحهم
أيضا؟ إذا
كان والدينا
مسيحيين وقد
غسلا من جميع
الخطايا (رسالة
يوحنا الأولى
١: ٧، ٩؛
الرسالة إلى
العبرانيين ٧:
٢٥)، فليست
هناك أية
خطيئة يمكن أن
نرثها،
وبالتالي
فإننا نولد
أطهارا!
نبوءة حزقيال ١٨:٢٠
نبوءة
حزقيال ١٨: ٢٠ـ
ـ النفس التي
تخطئ هي تموت.
الابن لا يحمل
إثم الأب،
والأب لا يحمل
إثم الابن. بر
البار عليه
يكون، وشر
الشرير عليه
يكون.
لا يحمل أي
سلسل لآدم ذنب
خطيئته. نحن لا
نحمل وزر أي
شخص من خلال
والدينا. يقع
وزر خطيئة آدم
عليه وحده. إذا
كان أيا منا
مذنبا، فسبب
ذلك هو ما
فعلناه نحن (لاحظ
آية ٢٤).
هل ورث يسوع ذنب خطيئة آدم؟
الرسالة
إلى
العبرانيين ٢:
١٤، ١٧ـ ـ لقد
شاركنا في
الدم واللحم،
مشابها لنا في كل
شيء.
إنجيل
لوقا ٣: ٣٨؛
رسالة بولس
إلى أهل
غلاطية ٤: ٤ـ ـ
كان سليلا
لآدم، مولودا
من امرأة.
رسالة
بولس الثانية
إلى أهل
كورينثوس ٥:
٢١؛ رسالة
يوحنا الأولى
٣: ٥؛ رسالة
بطرس الأولى ٢:
٢٢ ـ ـ ذاك
الذي لم يعرف
الخطيئة. لا
خطيئة ليسوع،
لأنه لم يرتكب
أية خطيئة [الرسالة
إلى
العبرانيين ٤:
١٥؛ ٧: ٢٦].
إذا كنا
نرث الخطيئة
من آدم، فلابد
أن يسوع قد
ورثها كذلك
بما أنه كان
سليلا لآدم
ومشابها لنا
في كل شيء.
لكنه لم
يرثها، ولذلك
لا نرثها نحن
أيضا. ليس
الإثم شيئا
موروثا.
٢. سيؤدي كل شخص حسابه على حدة، وسوف ندان لأجل الأعمال التي قمنا بها شخصيا.
ا. يصبح المرء مذنبا بالخطيئة بسبب سلوكه الشخصي.
الخطيئة
هي أي عمل نقوم
به (من قول، أو
فعل، أو تفكير)،
والذي لا
ينسجم مع
مشيئة الله.
عندما يقول
الإنجيل أن
الناس "خطاة"،
"عبيد
للخطيئة"، أو
تحت "ناموس
الخطيئة"،
فإن ذلك يشير
إلى حالة
الشعور
بالذنب
وغيرها من
العواقب التي
يعانيها
المرء من جراء
سلوكه الشخصي
الآثم.
تنص جميع
المقاطع
التالية على
أن المرء يصبح
مذنبا
بالخطيئة
عندما يرتكب
أو يمارس هو
نفسه أمورا
آثمة. قارن كل
من هذه
المقاطع
بعقيدة
الخطيئة
الأصلية، هل
ينص أي منها
على أن
الإنسان هو
خاطئ
بالوراثة قبل
أن يفعل أي شيء
بنفسه؟
رسالة
يوحنا الأولى
٣: ٤ ـ ـ كل من
ارتكب
الخطيئة
ارتكب الإثم،
لأن الخطيئة
هي الإثم. تعرف
الخطيئة بشيء
"يرتكبه"
المرء ("تجاوز"
ـ طبعة الملك
جيمس)، وليس
بشيء يرثه [قارن
آية ٦، ٨].
إنجيل
مرقس ٧: ٢٠ـ
٢٣ـ ـ يتنجس
الإنسان (يصير
آثما) بالأمور
التي يقوم بها
نتيجة
لقرارات
تنبعث من قلبه
(كتلك المدرجة
هنا). قارن هذا
بعقيدة
الخطيئة
الأصلية.
رسالة
بولس إلى أهل
رومية ٣: ٩ ـ
١٨، ٢٣ ـ ـ نحن
جميعا "في حكم
الخطيئة" (آية
٩) لأن "جميع
الناس قد
خطئوا" (آية ٢٣).
لقد "ضللنا
جميعا" (آية ١٢)،
وليس فينا من "يعمل
الصالحات" (آية
١٢)، وما إلى
ذلك. [قارن سفر
المزامير ١٤:
١ـ ٤]
رسالة
بولس إلى أهل
رومية ٦: ١٦،
١٩ـ ـ يصبح
الناس عبيدا
للخطيئة
لأنهم يجعلون
من أنفسهم
وأعضائهم
عبيدا في خدمة
الخطيئة
والدعارة.عندما
نخضع
للخطيئة،
نصبح عبيدا
لها. قارن هذا
بعقيدة
الخطيئة
الأصلية.
رسالة
يعقوب ١: ١٤،
١٥ـ ـ يصبح
الإنسان
مستحقا للموت
عندما يستجيب
للشهوة
بارتكاب
الخطيئة (لاحظ
"إذا حبلت ...
ومتى تم أمرها").
الخطيئة
والموت
الروحي هم
النتيجتان
اللتان
تنجمان عما
يفعله هو.
لاحظ "كل
إنسان" ـ
إنها مسألة
فردية، وهذا
صحيح بالنسبة
إلى كل واحد
منا.
رسالة
يعقوب ٢: ١٠،
١١ـ ـ يصبح
المرء مذنبا
ومخالفا
عندما يعصي
الشريعة (يزل).
إنجيل
يوحنا ٨ : ٣٤ ـ ـ
يصبح المرء
عبدا للخطيئة
بسبب ما "يقترفه"
هو نفسه.
رسالة
بولس الأولى
إلى تيموثاوس
٦: ١٠ـ ـ محبة
المال هي أصل
كل أنواع
الشرور. تقول
عقيدة
الخطيئة
الأصلية أن
محبة المال
لها أصل آخر ـ
الفساد
الموروث ـ
إنها "أصل" "للأصل".
يقول الإنجيل
أن الأصل هو
موقف
الإنسان،
وليس خطيئة
آدم.
رسالة
بطرس الأولى ٢:
٢٢ـ ـ لم يكن
يسوع خاطئا
لأنه لم يرتكب
أية خطيئة. إذا
كانت عقيدة
الخطيئة
الأصلية
صحيحة، لكان
يسوع خاطئا
سواء ارتكب
خطيئة أم لا.
أين هو
المقطع الذي
ينص على أن كل
إنسان هو مذنب
بالخطيئة
لأنه ورث
الإثم عن آدم
أو أنه أحصي مع
المذنبين قبل
أن يرتكب هو
نفسه خطيئة
ما؟
[طالع أيضا
سفر الخروج ٣٢:
٣٢، ٣٣؛ نبوءة
أشعيا ٥٩ : ١،
٢؛ إنجيل
يوحنا ٣: ١٩ـ
٢١؛ ٧: ٧؛
رسالة بولس
إلى أهل رومية
٣: ٢٥؛ رسالة
بولس الثانية
إلى أهل
كورينثوس ١٢:
٢١؛ رسالة
بولس إلى أهل
كولوسي ١: ٢١؛
رسالة يعقوب ٤:
١٧؛ رسالة
يوحنا
الثالثة ١١]
ب. سوف يدان كل إنسان، وسيتحدد مصيرنا الأبدي على أساس الأعمال التي قمنا بها.
سوف يتحدد
المصير
الأبدي لكل
منا على حدة،
بناء على
سلوكنا (وليس
بناء على ما
ورثناه). سوف
يؤدي كل إنسان
الحساب عما
فعله هو، وليس
عما فعله
أسلافه.
رسالة
بولس الثانية
إلى أهل
كورينثوس ٥ :
١٠ـ ـ لأنه
لابد لنا
جميعا من أن
نمثل أمام
محكمة
المسيح،
لينال كل واحد
جزاء ما عمل
وهو في الجسد،
أخيرا كان أم
شرا. سوف يدان
كل شخص على ما عمله
في الجسد. وهذا
صحيح بالنسبة
إلى الجميع.
سوف يدان آدم
وحده على ما
فعله آدم، أما
البقية منا
فسوف يحكم
علينا على
أساس ما
فعلناه نحن.
إنجيل متي
٧: ٢١ـ ٢٣ـ ـ
سوف ندخل
ملكوت
السموات أو
سيتم رفضنا
على أساس ما
فعلناه.
الخطيئة هي
شيء يمارسه
المرء أو
يقترفه ـ آية
٢٣.
رسالة
بولس إلى أهل
رومية ١: ٣٢ـ ـ
استحق الناس
الموت بسبب ما
كانوا
يمارسونه.
تقول عقيدة
الخطيئة
الأصلية أن
الناس
يستحقون
الموت لأنهم
ولدوا بذنب
الخطيئة قبل
ممارستهم لأي
شيء في أيما
وقت مضى.
رسالة
بولس إلى أهل
رومية ٢: ٦ـ
١٠ـ ـ في
الدينونة،
سوف يجازي
الله كل
إنسان بحسب
أعماله (وليس
بحسب أعمال
آدم). سيكون
الغضب والسخط
من نصيب أولئك
الذين يعملون
الشر ويعصون
الحق وينقادون
للظلم.
رسالة
بولس إلى أهل
رومية ١٤: ١٢ـ
ـ سيؤدي كل
واحد منا إذا
الحساب لله عن نفسه.
آدم هو الشخص
الوحيد الذي
سيؤدي الحساب
عما فعله. أما
الباقين
فسيؤدي كل
واحد منا
الحساب عما
فعلناه نحن.
أين هو
المقطع الذي
ينص على أننا
سوف ندان أو
يحكم علينا
إلى الأبد
بسبب خطيئة
ورثناها عن
آدم؟
تقول
عقيدة
الخطيئة
الأصلية أن
للإنسان دور
سلبي في
صيرورته
مذنبا، وكذلك
في خلاصه من
الخطيئة. فهو
خاطئ قبل أن يفعل
أي شيء، وسوف
ينال الخلاص
دون القيام
بأي عمل. يقول
الإنجيل أن
للإنسان دور فعال
في كل من
الخطيئة
والخلاص. فهو
يصير مذنبا
بسبب ما يفعله،
وسنرى لاحقا
أنه يجب عليه
أن يختار
القيام ببعض
الأعمال من
أجل الحصول
على الخلاص
الذي يعرضه
عليه الله.
[طالع أيضا
إنجيل متي ١٦:
٢٧؛ إنجيل
يوحنا ٥: ٢٩؛
رسالة بطرس
الأولى ١: ١٧؛
٣: ١٠ـ ١٢؛
رسالة يهوذا
١٥؛ رؤيا
يوحنا ٢٠: ١٢،
١٣؛ ٢٢: ١٢]
٣. ليس الأطفال مذنبين، بل أبرياء.
إذا كانت
عقيدة
الخطيئة
الأصلية
صحيحة، فإن
الأطفال
يولدون
مذنبين إذن
بسبب
الخطيئة،
منحرفين
كلية،
ويواجهون
قدرا من
العقاب
الأبدي. تدحض
جميع المقاطع
التي قمنا
بدراستها
أعلاه هذه
العقيدة، لكن
لاحظ الآن على
وجه التحديد:
سفر
المزامير ١٠٦:
٣٧، ٣٨؛ نبوءة
إرميا ١٩: ٤، ٥
ـ ـ بتقريبهم
للأطفال
كذبائح
للأصنام، سفك
الشعب دما زكيا.
لكن إذا كان
الأطفال قد
ورثوا خطيئة
آدم، لأصبحوا
مذنبين
ومستحقين
للموت. [راجع
نبوءة إرميا
٣٢: ٣٥]
رسالة
بولس إلى أهل
رومية ٧: ٩ـ ـ
كان بولس (الذي
يمثل الناس
عموما) حيا
قبل أن تأتي
الخطيئة،
لكنه مات بعد
ذلك. كيف؟ إذا
كان الناس
فاسدين كلية
منذ الولادة؟ (راجع
آية ١١)
الرسالة
إلى
العبرانيين
١٢: ٩؛ سفر
زكريا ١٢: ١؛
سفر الجامعة
١٢: ٧ـ ـ نحن
نرث طبيعتنا
الجسدية من
آبائنا
الدنيويين (مثل
آدم). لكن الله
هو أبانا
الروحي، فهو
الذي يعطي
الروح التي
تتشكل داخل
الإنسان.
تقول
عقيدة الفساد
الكلي أن
الإنسان "مدنس
كلية في ... الروح
والجسد". هل
يعطينا ألآب
السماوي
البريء من كل
خطيئة أرواحا
منحرفة كلية
ومدنسة
تماما؟ إذا
كانت الروح
تأتي من الله،
وليس من
والدينا
الدنيويين،
كيف يمكننا
إذا أن نرث
الخطيئة من
والدينا؟
إنجيل متي
١٩: ١٤؛ ١٨: ٣ـ ـ
سيكون ملكوت
الله من نصيب
أولئك الذين
يرجعون
ويصيرون
كالأطفال
الصغار. لكن
إذا كان
الأطفال
الصغار
فاسدين كليا،
فلماذا ينبغي
علينا أن نصير
مثلهم؟ هل
يصيرنا
اهتدائنا
فاسدين كليا؟
صلى يسوع
من أجل
الأطفال
وباركهم (إنجيل
مرقس ١٠: ١٤ـ
١٦)، لكنه لم
يعمدهم. لم
يكونوا في
حاجة إلى
معمودية
لأنهم
مقبولين لدى
الله كما هم
تماما. ولكن
كيف يمكن هذا
إذا كانوا قد
ولدوا فاسدين
كليا؟
يعلمنا
الإنجيل أنه
يجب على
الخطاة أن
يعتمدوا
ليحصلوا على
الخلاص (كتاب
أعمال الرسل ٢:
٣٨؛ ٢٢: ١٦؛
إنجيل مرقس ١٦:
١٦؛ رسالة
بطرس الأولى ٣:
٢١؛ رسالة
بولس إلى أهل
رومية ٣: ٦، ٤؛
رسالة بولس
إلى أهل
غلاطية ٣: ٢٦،
٢٧). من عواقب
عقيدة
الخطيئة
الأصلية أن
الأطفال
الرضع الذين
يموتون دون
معمودية
يهلكون إلى
الأبد. لكن
الإنجيل يعلم
أن الأطفال
أبرياء
وليسوا في
حاجة إلى
معمودية. لذا
فلابد أن تكون
عقيدة
الخطيئة
الأصلية غير
صحيحة.
٤. ليس الإنسان فاسدا كليا، ولكنه قادر على الاختيار بين الخير والشر.
تقول
عقيدة الفساد
الكلي أن
الإنسان فاسد
إلى حد أنه لا
يستطيع
الاختيار بين
الخير والشر،
وأنه لا
يستطيع
الاختيار بين
إطاعة شروط
البشارة أو
عدم إطاعتها.
ومن ثم، فلابد
من أن له دور "سلبي"
في تحديد
خلاصه الخاص.
لاحظ تعاليم
الإنجيل:
ا. قد جعل الله الخلاص في متناول الجميع.
رسالة
بطرس الثانية
٣: ٩ـ ـ لا يشاء
الله أن يهلك
أحد بل أن يبلغ
الجميع إلى
التوبة.
رسالة
بولس الأولى
إلى تيموثاوس
٢: ٤ـ ـ يريد
الله أن يخلص
جميع الناس
ويبلغوا إلى
معرفة الحق.
رسالة
بولس الأولى
إلى تيموثاوس
٢: ٦ـ ـ جاد
يسوع بحياته
فداء عن جميع
الناس.
الرسالة
إلى
العبرانيين ٢:
٩ـ ـ ذاق يسوع
الموت من أجل
كل إنسان.
رسالة
بولس إلى تيطس
٢: ١١ـ ـ لقد
ظهرت نعمة
الله التي
تحمل الخلاص
لجميع الناس.
رسالة
يوحنا الأولى
٢: ٢ـ ـ يسوع هو
الكفارة، لا
لخطايانا
وحدها، بل
لخطايا
العالم أجمع.
إنجيل
يوحنا ٣: ١٦ـ ـ
هكذا أحب الله
العالم حتى
أنه جاد بابنه
الوحيد، لكي
لا يهلك كل من
يؤمن به بل
تكون له
الحياة
الأبدية.
رسالة
بولس إلى أهل
رومية ٢: ١١؛
كتاب أعمال
الرسل ١٠: ٣٤،
٣٥ـ ـ الله لا
يحابي أحدا.
طالما أن
الله قد جعل
الخلاص في
متناول
الجميع وهو
يريد للجميع
أن يخلصوا،
وإذا كان
الإنسان لا
يستطيع
التحكم في هذه
المسألة،
فلابد أن
الجميع
سيحصلون على
الخلاص. لكننا
نعلم أن
الكثيرين
سيهلكون (إنجيل
متي ٧: ١٣، ١٤).
يترتب على هذا
أن الإنسان
يمتلك القدرة
على تحديد
قبوله للخلاص
أو رفضه له.
الخلاص هو أمر
مشروط.
فإما: (١) أن
يكون الخلاص
مشروطا
باختيارات
الإنسان، أو (٢)
سوف يحصل جميع
الناس على
الخلاص، أو (٣)
أن الله يحابي
الناس وأنه لم
يجعل الخلاص
في متناول
الجميع حقا.
لكن النقطتين
الثانية
والثالثة
ليستا
صحيحتين، لذا
فلابد أن
الإنسان
يمتلك القدرة
على اختيار
الخلاص الذي
يعرضه الله أو
عدم اختياره.
أي مذهب
يعلم أن
الخلاص ليس
مشروطا
باختيارات
الإنسان،
لابد أن يخلص
إلى أحد هذين
الأمرين،
فإما أن جميع
الناس
سيحصلون على
الخلاص، أو أن
الله يحابي
الناس وأنه لم
يجعل الخلاص
في متناول
الجميع حقا.
[رسالة
بولس الأولى
إلى تيموثاوس
٤: ١٠؛ إنجيل
يوحنا ١: ٢٩؛ ٤:
٤٢؛ ١٠: ٩؛ ١٢:
٣٢، ٣٣، ٤٧؛ ٦:
٥١؛ إنجيل متي
١١: ٢٨ـ ٣٠؛ ٥:
٤٣ـ ٤٨؛ مراثي
إرميا ٣: ٣٣؛
رسالة بولس
إلى أهل رومية
١٠: ٨ ـ ١٨؛ ١١:
٣٢؛ ٥: ١٨؛
كتاب أعمال
الرسل ٣: ٢٥،
٢٦؛ إنجيل
لوقا ٩: ٢٣،
٢٤؛ ١٥: ٧، ١٠؛
نبوءة حزقيال
١٨: ٢٣، ٣٢؛ ٣٣:
١١؛ رسالة
يوحنا الأولى
٤: ١٤؛ رسالة
بولس الثانية
إلى أهل
كورينثوس ٥:
١٤، ١٥، ١٩؛
رؤيا يوحنا ٣:
٢٠؛ نبوءة
أشعيا ٤٥: ٢١؛
رسالة بولس
إلى أهل
كولوسي ١: ٢٨]
ب. يستطيع الإنسان الاختيار بين الخير والشر، وبالتالي فإن الخلاص مشروط.
لاحظ
المقاطع
التالية التي
تبين أن
الإنسان
يمتلك القدرة
على الاختيار
بين إطاعة
تعليمات الله
أو عدم
إطاعتها.
ليس الإنسان فاسدا كليا، لكنه يستطيع الاختيار بين أن يصبح أفضل أو أسوأ حالا.
كتاب
أعمال الرسل
١٠: ٢، ٢٢ ـ ـ
قبل اهتدائه (١١:
١٤)، كان
قرنيليوس
صديقا يتقي
الله. كيف
يمكنه هذا إذا
كان فاسدا
كليا وغير
قادر على
الاختيار بين
الخير والشر؟ [إنجيل
لوقا ٧: ٢ـ ١٠]
إنجيل
لوقا ٨ : ١٥ـ ـ
يطيع بعض
الناس كلمة
الله عند
سماعهم لها
لأن لهم "قلبا
صالحا
ومستقيما". هل
يمكنهم هذا
إذا كانوا
فاسدين كليا؟
رسالة
بولس الثانية
إلى تيموثاوس
٣: ١٣ـ ـ يسير
بعض الناس من
سيء إلى أسوأ.
مرة أخرى، إذا
كانوا فاسدين
كليا الآن
بالفعل ولا
يستطيعون
الاختيار بين
الخير والشر،
فكيف يمكنهم
أن يزدادوا
سوءا؟
البشر هم وكلاء أحرار أخلاقيا مثل آدم ويسوع.
تعترف
الكالڤينية
بأن آدم،
وحواء، ويسوع
كانوا وكلاء
أحرارا
معنويا وأنهم
تمتعوا
بالقدرة على
الاختيار بين
الخير والشر،
لكنها تقول
أننا قد ورثنا
الفساد
الكلي، ولذلك
فنحن لا نتمتع
بهذه القدرة.
تأمل هذه
الآيات:
رسالة
بولس الأولى
إلى أهل
كورينثوس ١٠:
١٣ـ ـ هناك
وسيلة للهرب
من كل إغواء،
كي لا نضطر إلى
الاستسلام
والوقوع في
براثن
الخطيئة. نحن
مثل آدم وحواء
في أننا، مع كل
إغواء
نواجهه،
نستطيع أن
نختار بين
التغلب على
الإغواء
بالهرب منه،
أو الاستسلام
له.
الرسالة
إلى
العبرانيين ٤:
١٥ ـ ـ أمتحن
يسوع في كل شيء
مثلنا. لقد كان
وكيلا يتمتع
بحرية
أخلاقية،
لكنه لم يخطئ
لأنه اختار
دائما القيام
بالشيء
الصحيح. فإما
أننا نتمتع
بنفس القدرة
على الاختيار
أو أن يسوع لم
يمتحن مثلنا "في
كل شيء". إذا
كانت طبيعتنا
فاسدة كليا
بحيث لا
يمكننا أبدا
أن نختار
القيام
بالشيء
الصحيح، وإذا
كانت طبيعته
تختلف عنا،
فإن التجارب
التي تعرض لها
لم تكن مثل
تجاربنا
البتة!
[من
المقاطع
الأخرى التي
تبين أن
الإنسان قادر
على مقاومة
الخطيئة:
رسالة يعقوب ٤:
٧؛ إنجيل
يوحنا ٥: ١٤؛ ٨:
١١؛ رسالة
يوحنا الأولى
٢: ١؛ رسالة
بولس الأولى
إلى أهل
كورينثوس ١٥:
٣٤؛ رسالة
بولس الثانية
إلى أهل
كورينثوس ١٣:
٧؛ رسالة بولس
إلى أهل أفسس ٦:
١٦؛ رسالة
بولس الأولى
إلى أهل
تسالونيكي ٥:
٢٢؛ رسالة
بولس الثانية
إلى تيموثاوس
٢: ١٩]
تقول العديد من الآيات أن الإنسان يستطيع الاختيار بين إطاعة الله أو عصيانه.
سفر يشوع
٢٤: ١٥ـ ـ "اختاروا
لكم اليوم من
تعبدون ... أما
أنا وبيتي
فنعبد الرب".
سفر
الملوك الأول
١٨: ٢١ـ ـ قال
إيليا، "إلى
متى أنتم
تعرجون بين
الجانبين؟ إن
كان الرب هو
الإله،
فاتبعوه، وإن
كان البعل
إياه،
فاتبعوه".
تمتع الشعب
بالقدرة على
الاختيار.
رؤيا
يوحنا ٢٢: ١٧ـ
ـ يقول الروح
والعروس، "تعال!"
من شاء فليستق
ماء الحياة
مجانا. يدعو
الله الناس
إلى المجيء
إليه. من يشاء (أو
"يريد" ـ طبعة
الملك جيمس)
يمكنه القيام
بذلك. إن
الخيار متروك
لنا.
سفر
المزامير ١١٩:
٣٠ ـ ـ إني
اخترت طريق
الحق. كيف، إذا
كنا لا نستطيع
الاختيار بين
الخير والشر؟
الرسالة
إلى
العبرانيين
١١: ٢٥ ـ ـ آثر
موسى
المعاناة مع
شعب الله على
التمتع
بملذات
الخطيئة.
كتاب
أعمال الرسل
١٧: ١١، ١٢ـ ـ
حتى قبل أن
يؤمنوا، كان
أهالي بيرية
نبلاء، وكان
لديهم عقول
مستعدة لفحص
الكتاب
المقدس وتبين
صحة الأمور.
نبوءة
أشعيا ١: ١٨ـ
٢٠ـ ـ تحاجج
الرب مع الشعب
عارضا عليهم
أن يجعل
خطاياهم تبيض
كالثلج. "إن
شئتم أن
تسمعوا فإنكم
تأكلون طيبات
الأرض؛ وإن
أبيتم
وتمردتم،
فالسيف
يأكلكم". حددت
إرادتهم
النتائج.
إنجيل متي
٢٣: ٣٧ ـ ـ أراد
يسوع أن يجمع
أبناء
أورشليم معا،
لكنهم لم
يريدوا! حددت
إرادة الشعب
كيفية
استجابتهم
لمشيئة يسوع.
سفر
الأمثال ١: ٢٩ـ
ـ لا يختار بعض
الناس مخافة
الرب.
إنجيل متي
٢١: ٢٩ـ ـ رفض
الابن الخضوع
لرغبة أبيه
وقال له، "لا
أريد"، لكنه
ندم بعد ذلك
فذهب. يوضح هذا
المثل
علاقتنا مع
الله. نحن
الذين نحدد ما
إذا كنا
سنطيعه أم لا.
[إنجيل
يوحنا ٧: ١٧؛
سفر المزامير
١١٩: ١٧٣؛
نبوءة أشعيا
٥٦: ٤؛ إنجيل
لوقا ١٠: ٤٢؛ ٧:
٣٨؛ سفر أخبار
الأيام الأول
٢٨: ٩؛ إنجيل
متي ٥: ٦؛ ١٣:
١٤، ١٥؛ ١٦:
٢٤؛ ١٩: ١٧،
٢١؛ ٢٦: ٤١؛
كتاب أعمال
الرسل ١٧: ١١،
٢٧؛ رسالة
يعقوب ٤: ٤، ٨؛
الرسالة إلى
العبرانيين ٢:
١٧؛ سفر
الأمثال ٣: ٣١؛
٤: ٢٣ ]
الخلاص هو أمر مشروط بكيفية استجابتنا لأوامر الله.
إنجيل
مرقس ١٦: ١٥،
١٦ـ ـ من آمن
واعتمد يخلص،
ومن لم يؤمن
يحكم عليه. يجب
وعظ هذين
الخيارين إلى
جميع الناس.
ولكن، هل هناك
موجب لإزعاج
أنفسنا بهذا
إذا كنا لا
نمتلك القدرة
على الاختيار
بأي حال من
الأحوال؟
جميع
المقاطع التي
تحتوي على بعض
الإرشادات
التي ينبغي
على الإنسان
أن يتبعها
ليخلص، تدل
بالضرورة على
أن الإنسان
يمتلك القدرة
على الاختيار
بين
الاستجابة أو
عدم
الاستجابة،
وقد رأينا في
العديد من
المقاطع أن
الإنسان
يمتلك هذه
القدرة. [قارن
كتاب أعمال
الرسل ٢: ٣٨ـ
٤٠؛ رسالة
بولس إلى أهل
فيلبي ٢: ١٢]
نحن لا
ننكر أن
الكثير من
البشر
منحرفون. نحن
ننكر أن البشر
هم جميعا
منحرفون (الأطفال
الصغار
وأولئك الذين
هم في المسيح
هم أبرياء).
نحن ننكر أن
الفساد موروث
دون قيد أو
شرط، ونحن
ننكر أن
الفساد هو من
الشمول بحيث
أن الإنسان لا
يستطيع
الاختيار بين
الخير والشر.
ما تقوله
الكالڤينية
في الواقع، هو
أن كل واحد منا
ليس سوى إنسان
آلي، إذ ليس
لدينا خيار في
أي شيء. فقد
صرنا خطاة لأن
شخصا آخر قد
أخطأ، وقبل أن
يكون لدينا أي
شيء على
الإطلاق
لنقوله أو
نفعله إزاء
ذلك. ثم أننا
نحصل على
الخلاص أو
نهلك دون قيد
أو شرط، وليس
هناك ما
يمكننا أن
نقوله أو
نفعله حيال
ذلك أيضا! يلغي
هذا المذهب
تماما قوة
الحرية
الأخلاقية،
قدرة الإنسان
على
الاختيار،
والمسئولية
المعنوية
الفردية!
٥. ردود على دفاعات دعاة عقيدة الخطيئة الأصلية والفساد الكلي.
سفر المزامير ٥١: ٥
سفر
المزامير ٥١: ٥
ـ ـ إني في
الإثم ولدت،
وفي الخطيئة
حبلت بي أمي.
هل يعني هذا
أنه ولد مذنبا
بسبب
الخطيئة،
وفاسدا كليا؟
١. ليس
هناك أي ذكر
لآدم أو
خطيئته، أو أن
داود قد ورث
ذنب خطيئة آدم.
٢. لا تذكر
الآية أن داود
قد ولد مذنبا.
إنها تصف
خطيئة والدته.
والدته هي
التي كانت
مذنبة
بالخطيئة
عندما حبلت به
وولدته (بموجب
أسلوب
الموازاة في
اللغة
العبرية، فقد
تم تفسير
الجزء الأول
من الآية،
بالجزء
الأخير منها).
٣. تأمل
اللغة
الموازية في
كتاب أعمال
الرسل ٢: ٨. ولد
الناس بلسان
أو بلغة بلدهم.
هل ورثوا هذه
اللغة؟ هل
كانت جزءا من
طبيعتهم
الموروثة؟
لا، لكنها
كانت اللغة
التي تكلمها
الناس من
حولهم، لذلك
فسرعان ما
تعلموها.
٤.
وبالتالي فإن
النقطة
الأساسية
التي يتكلم
عنها داود
ليست أنه مذنب
بسبب الخطيئة
من ساعة
الولادة، أو
أنه قد ورث هذا
الذنب، ولكن
أنه قد ولد في
وسط بيئة
وتأثيرات
خاطئة. كانت
والدته مذنبة
وكذلك جميع من
كانوا حوله،
لذلك فسرعان
ما تعلم ذلك،
كما يتعلم
المرء اللغة
من حوله.
رسالة بولس إلى أهل أفسس ٢: ١ـ ٣
يقول
البعض أن "كنا
بطبيعتنا
أبناء الغضب"
تعني أننا قد
ورثنا
الطبيعة
الفاسدة، وأن
"أمواتا في
خطاياكم"
تعني أننا
عاجزون عن
القيام بأي
شيء إزاء
حالتنا
كالجسد الميت.
١. ولكن
ليست هناك
أدنى إشارة
إلى آدم أو
خطيئته، أو
أننا قد ورثنا
ذنب خطيئة أدم.
٢. لقد
كانوا أمواتا
بسبب "الخطايا"
(بصيغة الجمع،
وليس بصيغة
المفرد، كما
في خطيئة آدم) "التي
كانوا يسيرون
فيها بالأمس" (آية
٢)، ولأنهم
كانوا
يسلكون في
شهوات الجسد (آية
٣). يتناقض هذا
مع عقيدة
الفساد
الموروث
ويؤيد
موقفنا، وهو
أن الناس
كانوا خطاة
بسبب سلوكهم
الخاص، وليس
بسبب سلوك آدم.
٣. تشير
"الطبيعة"
هنا إلى طابع
الشخص الذي
ينشأ عن تكرار
ممارسة ما،
وليس عن طريق
الوراثة
بالضرورة.
تقول رسالة
بولس إلى أهل
رمية ٢: ١٤ أن
بعض الناس يطيعون
بحسب الطبيعة
شريعة الله،
لكن عقيدة
الفساد
الموروث تقول
أن هذا هو شيء
مستحيل.
٤. يشير
"الموت"
إلى الانفصال
الروحي عن
الله ـ اقرأ
الآيات ١١ـ ١٣.
كما يموت
الجسد عندما
تنفصل عنه
الروح (رسالة
يعقوب ٢: ٢٦)،
كذلك تفصلنا
خطايانا عن
الله (نبوءة
أشعيا ٥٩: ٢)
وبذلك نصبح
أمواتا روحيا
في الخطيئة.
٥. إنجيل
لوقا ١٥: ٢٤ـ ـ
كان الابن
الضال "ميتا"،
لكنه كان لا
يزال قادرا
وهو في تلك
الحالة على
الرجوع عن
الخطيئة
والعودة إلى
أبيه (آية ١٧ـ
٢٠).
معاقبة الأبناء بسبب خطايا الآباء
يتحدث سفر
التكوين ٣: ١٥ـ
١٩، ٢٢ـ ٢٤؛
سفر الخروج ٢٠:
٥؛ ٣٤: ٦، ٧؛
سفر يشوع ٧:
٢٤؛ سفر
صموئيل الأول
١٥: ٢؛ سفر
صموئيل
الثاني ٢١: ١ـ
٩ عن معاقبة
الأبناء بسبب
خطايا الآباء.
ويقال لنا
أننا بهذه
الكيفية قد
أصبحنا
مطالبين
بخطيئة آدم.
١. يبين
سفر التكوين ٣
أننا نعاني من
المتاعب في
هذه الحياة نتيجة
لخطيئة آدم،
لكن هذا لا
يثبت أننا
نعتبر مذنبين
بسبب خطيئته
أو أننا سوف
نعاني من
العقوبة
الأبدية بعد
هذه الحياة
بسببها. قد
يعاني أبناء
الشخص
المقامر أو
السكير في هذه
الحياة بسبب
خطاياه، لكن
هذا لا يعني
أنهم يعتبرون
مذنبين أو
أنهم سيعانون
إلى الأبد
لأنهم قد
ورثوا ذنوبه.
٢. لا
يذكر سفر
الخروج ٢٠: ٥؛
إلى آخره، آدم
أو خطيئته،
وهو لا يقول
أننا نرث
الخطيئة عن
آدم، لكنه
يقول أنه
يعاقب إثم
الآباء في
البنين إلى
الجيل الثالث
والرابع. نحن
أبعد من ذلك
بكثير عن آدم.
٣. يمكن
لهذه الآيات
أن تشير أيضا
إلى النتائج
المادية
للخطيئة في
هذه الحياة،
بدلا من
العواقب
الأبدية.
ترجمت كلمة "خطيئة"
(آڤون ـ في
اللغة
العبرية) في
أماكن أخرى
إلى "عقوبة"
في عشرة حالات.
وترجمت كلمة
"يصيب ببلاء" (سفر
الخروج ٢٠: ٥)
إلى "يعاقب"
في الطبعة
العالمية
الحديثة وفي
حاشية طبعة
الملك جيمس
الجديدة. تشير
جميع الأمثلة
الواردة هنا
إلى العواقب
التي نعاني
منها في هذه
الحياة.
٤. لاحظ
"الجيل
الثالث
والرابع من مبغضي"
(سفر الخروج ٢٠:
٥). يتكلم الله
عن أولئك
الذين لا
زالوا
يبغضونه! من
الأرجح أن هذا
التعبير يدل
على طول أناة
الله (راجع
السياق في سفر
الخروج ٣٤: ٦،
٧). إذا أبغض
الرب جيل واحد
(الوثنية ـ
انظر السياق)،
فإنه يوبخ
الأمة لكنه لا
يقضي عليها.
إذا تاب الجيل
اللاحق، فإنه
يعفو عن الأمة.
لكن إذا أبغضت
الرب ثلاثة أو
أربعة أجيال
على التوالي،
فإنه يهلك تلك
الأمة. هذه هي
المعاناة في
هذه الحياة،
وهي لا تلحق
بالأبناء إلا
إذا كانوا هم
أيضا مذنبين
بارتكاب
الخطيئة.
رسالة بولس إلى أهل رومية ٧: ١٤ـ ٢٥
ثمة من
يقول بأن هذا
المقطع يصف
الفساد الكلي
للطبيعة
الموروثة عن
آدم.
١. مرة
أخرى، لا يذكر
المقطع آدم أو
خطيئته، أو
يقول بأن أي
شخص قد ورث
ذنبا أو فسادا.
يصف المقطع
الفساد، ولكن
باعتباره
النتيجة التي
تنجم عن
ممارسة المرء
بنفسه
للخطيئة (الآيات
١٥ـ ٢٠).
٢. في
الواقع، فإن
المقطع
يتناقض مع
عقيدة الفساد الكلي،
فالنفس "تطيب"
بشريعة الله (آية
٢٢)، كما أن
الإنسان "يريد"
فعل الخير (الآيات
١٨، ١٩، ٢١).
لكن هذا
مستحيل وفقا
لعقيدة
الفساد
الكلي، لأنها
تقول أن
الإنسان مدنس
كلية في جميع
أجزاء الروح
والجسد، وأنه
على خلاف كل ما
هو صالح، وهو
ميال كليا إلى
جميع الشرور،
وأنه قد فقد
تماما القدرة
على الرغبة في
الخيرات
الروحية.
تواجه عقيدة
الفساد الكلي
مشاكل جدية في
هذا المقطع.
٣. يتحدث
السياق في
الآية
التاسعة عن
براءة
الأطفال (كما
نوقش سابقا).
من المؤكد أن
الآيات ١٤ـ ٢٥
لا تتناقض مع
الآية
التاسعة.
٤. يصف
المقطع حالة
الإنسان
الخاطئ خارج
إطار المسيح،
وقبل اهتدائه (خصوصا
اليهود الذين
يخضعون
للشريعة،
مثلما كان
بولس قبل
اهتدائه).
يستخدم بولس
صيغتا
المتكلم
والمضارع،
لكنه يفعل هذا
في بعض
الأحيان
لمطابقة وضعه
بأوضاع غيره
من الناس،
لاسيما إذا
كان هو نفسه قد
عانى من تلك
المشكلة (قارن
رسالة بولس
الأولى إلى
أهل كورينثوس
٤: ٦؛ رسالة
بولس إلى أهل
رومية ١٣: ١١ـ
١٣).
مع ذلك، لا
يمكن أن يكون
بولس لا يزال
يعاني من
المشكلة التي
وصفها. فهو يصف
شخصا "شهوانيا
بيع ليكون
للخطيئة" (آية
١٤)، لكن
الآيات ٨: ٨، ٩
تدين أولئك
الذين يحيون
في الجسد، كما
تبين الآية ٧:
٥ أن هذه كانت
حالة بولس في
الماضي (راجع
رسالة بولس
الأولى إلى
أهل كورينثوس
٣: ١). يقول بولس
أن الخطيئة
ساكنة فيه
وأنه أسير
لشريعة
الخطيئة (الآيتين
١٧، ٢٣)، لكنه
يبين في آيات
أخرى أنه لا
يجوز للمسيحي
أن يدع
الخطيئة
تتسلط على
جسده ـ ٦: ١١ـ
١٩؛ رسالة
بولس إلى أهل
غلاطية ٥: ١٦ـ
٢٤؛ رسالة
بولس إلى أهل
أفسس ٤: ١٧؛
رسالة بولس
إلى أهل
كولوسي ٣: ٥ ـ
١٤. وهو يقول
أنه "شقي" (آية
٢٤)، لكن هذه
ليست حالة من
كان في المسيح
(رسالة بولس
إلى أهل فيلبي
٤: ٤)، وأن يسوع
هو الذي ينقذ
الناس من هذا
الشقاء (الآيتين
٢٤، ٢٥).
وهكذا
يستخدم بولس
صيغة
المضارع،
تماما كما
لو كان أحدنا
يروي أحداث
قصة وقعت
بالفعل.
استخدم بولس
هذه الصيغة
ليعرب عن
تفهمه لحالة
الخطاة،
ولأنه كان
خاطئا ذات مرة
(تخيله على
الطريق إلى
دمشق بعد أن
علم أنه على
خطأ وقبل أن
يقال له ما يجب
عليه القيام
به حيال ذلك).
٥. لم
لا يكون
المقطع وصفا
لحالة الفساد
واليأس التي
تنتاب الشخص
المذنب نتيجة
لسلوكه
الخاص، قبل أن
تغتفر خطاياه (كما
سبق وناقشنا
في رسالة بولس
إلى أهل أفسس ٢)؟
يمتلك
الإنسان
دوافع جسدية
وغرائز
طبيعية ليست
بجيدة أو
سيئة،
بأخلاقية أو
غير أخلاقية
في حد ذاتها.
تكشف لنا
شريعة الله عن
السبل
المناسبة
لتلبية هذه
الاحتياجات،
لكن جسدنا
الطبيعي يروم
في بعض
الأحيان طرقا
غير سليمة
لتلبية هذه
الدوافع، وهو
لا يعرف الفرق
بين هذه وتلك
فيواصل
الرغبة فيها.
النتيجة
هي أننا جميعا
نخطئ في نهاية
المطاف ونصبح
عبيدا
للخطيئة،
ونفقد بذلك
وعد الله في
الاستجابة
إلى صلواتنا،
وغيرها من
البركات التي
ننالها في
المسيح
لتقويتنا. نحن
نعلم أننا
مذنبون وغير
مغفور لنا،
فينتابنا
اليأس
والشقاء، ليس
لدينا سوى
دافع ضئيل
لعمل الخير
لأن عمل الخير
في حد ذاته لا
يزيل ذنوبنا
السابقة. نحن
نعلم أننا
مخطئون،
ونتمنى لو كان
الحق إلى
جانبنا،
لكننا لا
نستطيع أن نجد
حلا لشقائنا.
الحل، كما
صرح به بولس في
النهاية، هو
المغفرة في
المسيح.
كمسيحيين،
نحن لا نزال
نذنب في بعض
الأحيان، لكن
الخطيئة لا
تسود حياتنا
كما كان الحال
من قبل،
ولدينا وسائل
للحصول على
المغفرة
عندما نخطئ (راجع
الفصلين ٦، ٨).
رسالة بولس إلى أهل رومية ٥: ١٢ـ ١٩؛ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٥: ٢٢
يقال لنا
أن "جميع
الناس يموتون
في آدم" تعني
أن الجميع قد
ورثوا ذنب
خطيئة آدم،
وبذلك فإننا
نولد فاسدين
كليا.
١. تناقش
رسالة بولس
الأولى إلى
أهل كورينثوس
١٥: ٢٢ الموت الجسدي،
والذي سوف
يخضع له جميع
الناس على
الإطلاق
نتيجة لخطيئة
آدم، لكنها لا
تقول أن
الجميع على
الإطلاق سوف
يعانون من
الموت الروحي
والفساد
الكلي نتيجة
لخطيئته. هذا
واضح
بالتباين مع
المسيح الذي
يحي الجميع
على الإطلاق،
مشيرا إلى القيامة
من الموت
الجسدي،
والذي نوقش في
جميع أنحاء
السياق (الآيات
٣ـ ٨، ١٢ـ ٢١).
سوف يحدث هذا
عند "مجيء
المسيح" (آية
٢٣)، حين يكون "المنتهى"
(آية ٢٤).
٢. أنا
أعتقد أن
رسالة بولس
إلى أهل رومية
٥: ١٢ـ ١٩
تناقش الموت
الروحي، لكني
لا أعتقد
بأنها تعلم
النقاط
الأساسية في
عقيدة
الخطيئة
الأصلية
والفساد
الكلي. إنها لا
تقول أن
الإنسان
يتلقى ذنب
خطيئة آدم
كميراث متضمن
في صلب
طبيعته، أو
أنه يصبح
منحرفا كليا
نتيجة له، أو
أنه غير قادر
على فعل
الخير، وما
إلى ذلك.
٣. يكشف
النص عن وجوه
التشابه
والاختلاف
بين آدم
والمسيح (آية
١٤). فهما
متشابهان في
بعض النواحي
ومختلفان في
نواح أخرى.
النقطة
الأساسية هي
هذه: أن كل ما
فقده البشر من
خلال آدم، قد
ربحوه من خلال
المسيح! لاحظ
الجدول
التالي:
الآية | عن يد آدم زلة إنسان واحد | بيسوع فيض النعمة |
آية ١٥ | ماتت جماعة الناس | أفيض عطاء الله على جماعة الناس |
آية ١٦ | أفضت إلى الإدانة | أفضت إلى التبرير |
آية ١٧ | ساد الموت | سوف يسود البر ... بفيض النعمة |
آية ١٨ | كما أفضت زلة إنسان واحد بجميع الناس إلى الإدانة | كذلك يأتي بر إنسان واحد بجميع الناس إلى التبرير الذي يهب الحياة |
آية ١٩ | كما أن بمعصية إنسان واحد جعلت جماعة الناس خاطئة | كذلك بطاعة إنسان واحد تجعل جماعة الناس بارة |
٤. إذا
كان هذا يعني
أن جميع الناس على
الإطلاق قد
تلقوا الذنب
والإدانة
المنسوبة
إليهم من خلال
خطيئة آدم،
فلابد أن يعني
بالمثل أن
جميع هؤلاء
الناس على
الإطلاق قد
تلقوا
التبرير الذي
يهب الحياة من
خلال موت يسوع!
أيا كانت
المشكلة التي
سببها آدم،
وأيا كانت
جماعة الناس
التي سببها
لهم، فقد حل
يسوع لهم هذه
المشكلة. إذا
كان الجميع
على الإطلاق
قد هلكوا من
خلال آدم، فقد
نال الجميع
على الإطلاق
الخلاص من
خلال يسوع!
مرة أخرى،
يتطلب الثبات
على المبدأ أن
يؤمن دعاة
عقيدة
الخطيئة
الأصلية
بالخلاص
الشامل. لكن
هذا يتناقض مع
الإنجيل،
لذلك فلابد
أننا لا نرث
ذنب خطيئة آدم.
٥. ما
يدعو إليه
المقطع حقا هو
ما قلناه طوال
الوقت ولا
نزال نقوله،
وهو أن الآثار
المترتبة على
كل ما قام به
آدم والمسيح
هي في متناول
جميع الناس بشكل
مشروط بسلوكنا.
يتوقف تلقينا
للعواقب
الناجمة عن
أعمالهم على
سلوكنا الخاص.
"كيف يمكن
أن يدان البشر بسبب
ما فعله آدم؟" بالضبط
كما ينال
الناس
التبرير
المشروط من
خلال ما قام به
يسوع! لقد
أثبتنا
بواسطة
العديد من
المقاطع أن
موت يسوع أتى
بالخلاص إلى
العالم،
جاعلا إياه في
متناول جميع
الناس،
ومانحا إيانا
الفرصة لنصير
مبررين. لكن
حصولنا أو عدم
حصولنا على
هذا التبرير
يعتمد على
سلوكنا ويقوم
على أساس
اختياراتنا.
بطريقة
مماثلة، دخلت
الخطيئة إلى
العالم
بخطيئة آدم (آية
١٢)، مهيأة
بيئة من
الخطيئة التي
تغوينا
وتحثنا جميعا
على الخطأ.
لكننا نصبح
خطاة ومذنبين
بالفعل عندما
نتخذ قرارا
بممارسة سلوك
خاطئ. نحن لا
نصبح خطاة إلا
بسبب سلوكنا
الخاص، كما
أثبتنا أيضا
من خلال
العديد من
المقاطع.
يذكر
المقطع هذا
بوضوح. آية ١٢ـ
"وهكذا سرى
الموت إلى
جميع الناس، لأنهم
جميعا خطئوا".
نحن لا نصبح
خطاة إلا إذا
اقترفنا
إثما، وليس
قبل ذلك. جلب
آدم الخطيئة
إلى العالم
وسوف نحذو
جميعا حذوه
سواء عاجلا أم
آجلا، وسوف
تكون العواقب
الناجمة عن
الخطيئة من
نصيبنا عند
ممارستنا
للخطيئة كما
هو مذكور في
الآيات ١٥ـ
١٩، بينما
تكون المغفرة
والنعم من
نصيبنا عندما
نطيع يسوع.
مثال: "من
خلال سعة
معرفة مدرس
الرياضيات،
أصبح جميع
الطلاب في
الصف رياضيون
ممتازون". "من
خلال موهبة
مدرسة
الموسيقى،
أصبح جميع
طلابها
موسيقيون
بارعون". هل
ورث الطلاب
هذه النتائج
بشكل غير
مشروط؟ لا،
لكن المدرسين
جعلوا
معرفتهم
ومهارتهم في
متناول
الطلاب،
وعندما
استجاب هؤلاء
كما ينبغي،
تلقى كل منهم
ما كان المدرس
قادرا على
تقديمه.
سفر المزامير ٥٨: ١ـ ٦
من الرحم
زاغ الأشرار (آية
٣)، لذلك يقال
لنا أننا
مذنبون
بالخطيئة
ومنحرفون
كلية من ساعة
الولادة.
١. مرة
أخرى، ليس
هناك أي ذكر
لآدم أو
خطيئته، أو أن
الإنسان يرث
ذنب خطيئة آدم.
٢. ما
الذي يجعل من
هؤلاء الناس
خطاة؟ أنهم يفعلون
السوء في
قلوبهم (آية ٢)،
ويرتكبون
الظلم
بأيديهم (آية ٢).
إنهم خطاة
بسبب سلوكهم
الخاص تماما
كما بينا
سابقا، مما
يثبت موقفنا،
ويتعارض مع
عقيدة الإثم
الموروث.
٣. يتم
تفسير "من
الرحم زاغ
الأشرار"
بأنهم قد "ضلوا
من البطن" (آية
٣). كيف يمكن
للمرء أن ينحرف
عن الصراط
المستقيم إذا
كان خاطئا منذ
البداية؟ إذا
كنت خاطئا
الآن بالفعل،
فإلى أين
يمكنك أن تذهب
إذا "انحرفت"؟
٤. كيف
"ضلوا" و"انحرفوا"؟
بسبب "نطقهم
بالأكاذيب" (آية
٣). مرة أخرى،
إن سلوك المرء
هو الذي يجعل
منه شخصا آثما.
لكن هل يمكن
للأطفال أن
يكذبوا فعلا
في لحظة
ولادتهم؟ لا،
لذا تفرض
علينا الآية
في حد ذاتها أن
نستخلص أن
عبارة "من
البطن" ليست
حرفية بل
مجازية. إنها
مغالاة ـ
أسلوب شعري
يتسم
بالمبالغة
للتأكيد على
نقطة ما (قارن
هذا بالآيات
اللاحقة حيث
تستخدم
العديد من
التوضيحات
لوصف هؤلاء
الناس).
٥. تذكر
الآية
السادسة أن
لهم أسنانا.
مرة أخرى، لا
تصف هذه
الآيات
أشخاصا في
ساعة ولادتهم.
لا يوجد
هنا ما يشير
إلى أن الناس
يولدون
مذنبين بسبب
خطيئة آدم. من
الواضح أن
المقطع يؤكد
ما ندعو إليه،
وهو أن الناس
لا يولدون
مذنبين
بالخطيئة،
لكنهم يصبحون
خطاة فيما بعد
عندما يضلون
بسبب سلوكهم
الخاص.
خاتمة
لا يعلم
الإنجيل في أي
جزء منه نظرة
المدرسة
الكالڤينينة
من أن الإنسان
يرث الخطيئة،
أو أنه يولد
فاسدا كلية،
أو أنه غير
قادر على فعل
الخير أو الشر.
لكنه على
الأصح، يعلم
أن الأطفال
يولدون
أطهارا،
وأنهم ليسوا
مسئولين عن
تصرفاتهم.
فيما يكبرون
في عالم خاطئ،
فإنهم يصلون
إلى سن يكونون
قادرين عنده
على فهم خطة
الله لحياتهم.
يحملهم الله
بعد ذلك
مسؤولية
تصرفاتهم،
ويعدهم خطاة
عندما
يختارون
بأنفسهم
ممارسة ما يعد
انتهاكا
لمشيئة الله.
يسمح
للأفراد
وكذلك
للكنائس
المحلية
بتوزيع هذا
المقال كنسخة
مطبوعة أو
كبريد
الكتروني،
بشرط أن
يستنسخ
بكامله حرفيا
وبدون تغيير
المحتوى أو
تحريف المعنى
بأي طريقة
كانت، وبشرط
أن يظهر اسم
المؤلف
وعنوان
صفحتنا
الالكتروني
بصورة واضحة (David
E. Pratte, www.gospelway.com)،
وبشرط عدم فرض
أجور مادية من
أي نوع كان
لهذه المواد.
تستطيع
الصفحات
الالكترونية
أن تتبادل
الاتصال مع
هذه الصفحة
ولكن لا يسمح
لأي منها أن
تعيد إنتاج
هذا المقال
على صفحات
الكترونية
أخرى.
آثار تعاليم المحبة المسيحية فى التعامل مع المسلمين فى الاندلس !!
محاكم التفتيش وإبادة المسلمين فى الاندلس … ثمار تعاليم المحبة المسيحية المزعومه .
محاكم التفتيش في اسبانيا نشأت بعد نهاية ما سمي بحروب الاسترداد “la Reconquista” التي انتهت في 2 من يناير 1492 باستسلام آخر ملوك المسلمين و بالتالي سقوط غرناطة.
هذا السقوط مكن المنتصرين
(Isabella ملكة قشتالة و زوجها Ferdinand II d’Aragon ) من الحصول على
مباركة البابا “Alexandre VI Borgia” الذي شرفهما بلقب “ملوك المسيحيين”.
فشكلت هذه الأحداث نهاية حقبة
من أعظم الحقب التي عرفتها اسبانيا و التاريخ، حقبة ازدهرت فيها العلوم و
الآداب و الثقافة بكل تنوعاتها، حقبة عاش فيها الناس باختلاف أعراقهم بسلام
و بتسامح تحت حكم اسلامي عادل سمح لكل الأديان بالتعبير عن نفسها بكل حرية في وقت كانت فيه أوربا غارقة في الدم و القتل باسم الآب و الابن و الروح القدس.
فمباشرة بعد نهاية الحكم الاسلامي
بدأ الاضطهاد و التطهير العرقي الممنهج،ويمكننا تقسيم ضحايا هذه الحرب
المقدسة الى قسمين:من جهة المسلمين و اليهود الذين طردوا و فروا بدينهم و
تركوا أملاكهم عرضة للنهب و للسرقة لصالح خزينة الدولة الاسبانية، ومن جهة
أخرى المسلمين و اليهود ممن بقوا في اسبانيا و اضطروا لتغيير دينهم في
الظاهر خشية القتل و هؤلاء هم الذين عانوا من محاكم التفتيش و كانوا يسمون ب
“Morescos”بالنسبة للمسلمين و ب “marranes” بالنسبة لليهود.
و سأقف عند هذا الحد رغم أنه
يوجد الكثير مما يمكن أن يقال حول الجرائم التي ارتكبت وو سائل التعذيب
التي استعملت ضد المسلمين آنذاك، و ذلك بسب ما هالني من عظم نفاق الفكر
الغربي(مع وجود استثناءات) ، فعلا فكر شوفيني مريض الى أقصى حد. فعند بحثي
عن معلومات اضافية عن محاكم التفتيش فو جئت بكون أغلب المراجع و الكتابات الغربية المتعلقة بالموضوع و على كثرتها لا تقل دناءة عما يتوفر عندي من كتابات.
فقد وجدت أنهم يركزون على
اليهود بشكل كبير لدرجة قد يعتقد معها القارىء أن المسلمين لم يكن لهم وجود
في تلكم البقاع أو موجودين بنسبة لا تذكر، فعلا شيء غريب أن يتم التركيز
على معاناة اليهود هناك (وهي حقيقة لا نرفضها) و في المقابل يتم تهميش ما
عاناه المسلمون من القتل و الطرد و الاكراه
على تغيير معتقدهم وهم الذين كانوا يحكمون البلاد بالعدل و المساواة.
فهناك تركيز كبير على تحديد كم قتل من اليهود وكم طرد منهم في حين تجد
تهاون أو عدم رغبة في التدقيق عندما يتعلق الأمر بالمسلمين و كأنهم حيوانات
لا داعي للتركيز عليهم و اذا ذكروا يتم استعمال تسميات من قبيل “المورس”
التي يحبونها كثيرا فهي تعفيهم من كتابة كلمة ” المسلمين “.
أحسست فعلا أن أعصابي ستنفجر
لو أكملت قراءة كتاباتهم، فهم مستعدون للاعتراف بجرائمهم ضد كل الأجناس و
الأعراق و الديانات الا تلك التي اقترفوها ضد المسلمين، الشىء الذي جعلني
أتأكد من كونهم يعتبرون الحضارة الاسلامية حضارة منافسة “لحضارتهم” و ان
كانوا يحاولون اخفاء ذلك.
تقول الدكتورة Siegrid Hinke و هي من بين القلائل الذين أنصفوا المسلمين و بذلك احترموا أنفسهم و احترموا التاريخ:
“في يناير 1492م رفع
الكاردينال Depedro الصليب على الحمراء، القلعة الملكية للأسرة الناصرية،
فكان اعلانا بانتهاء حكم المسلمين على اسبانيا. و بانتهاء هذا الحكم ضاعت
تلك الحضارة العظيمة التي بسطت سلطانها على أوربا طوال العصور الوسطى، وقد
احترمت المسيحية المنتصرة اتفاقاتها
مع المسلمين(*) لفترة وجيزة ثم باشرت عملية القضاء على المسلمين و حضارتهم و
ثقافتهم. لقد حرم الاسلام على المسلمين و فرض عليهم تركه، كما حرم عليهم
استعمال اللغة العربية و الأسماء كذلك ومن يخالف ذلك كان يحرق حيا بعد أن
يعذب أشد العذاب.”
(*): المواثيق التى وقعت فى عام 1491م بين أبى عبد الله الصغير آخر خليفة أندلسي و فرديناند و التى إشترط المسلمون
***أن يوافق عليها البابا و يقسم على ذلك***
تتمثل في:
((…..تأمين
الصغير و الكبير فى النفس و الأهل و المال إبقاء الناس فى أماكنهم و دورهم
لا يحكم على أحد منهم إلا بشريعتهم و أن تبقى المساجد كما كانت و الأوقاف
كما هي كذلك و ألا يؤخذ أحد بذنب غيره و ألا يكره من أسلم على الرجوع
للمسيحية أو المسلم على التنصر ولايمنع من أراد من المسلمين التنصر و لا
يمنع مؤذن و لا مصلى و لا صائم ولا غيره فى أمور دينه )).
إلا أن بنود تلك المعاهدة قد
نقضت خلال السنوات السبع التالية. وقد حدث ذلك عندما جرى استبدال النهج
التبشيري المعتدل لرئيس أساقفة غرناطة “هيرناندو دو تالفيرا” (1428-1507)،
بالنهج التعصبي للكاردينال “سيزيزوس” (1518-1436) الذي قام بتنظيم اعتناقات
جماعية للدين المسيحي، وقام بحرق
جميع الكتب الدينية باللغة العربية، وجرى ذلك أثناء التمرد الأول
للبوجراسيين[2] (1500-1499) وعقب اغتيال أحد نواب الكاردينال.
وهذا بالتالي منح العذر للملوك الكاثوليك لأن ينكثوا بوعودهم. وفي عام 1499
أجبر قادة الدين الإسلاميين في غرناطة على تسليم أكثر من 5000 كتاب تتميز
بتجليدات زخرفية لا تقدر بثمن، فقد تمّ حرقها وبقي منها بعض الكتب الطبية
فقط.
فأين ذهب قسم نائب الرب على
الأرض؟؟ ذهب أدراج الرياح !! نفاق وصفه المؤرخ Wlliam Hicking
Prescott(1796-1859 بأنه أفضل وسيلة لتحديد مستوى الغدر الاسباني. فمبارك
غدركم يا عباد الصليب.
و في نفس السياق يقول Gustave Le Bon في كتابه”حضارة العرب””1884″ (كتاب أنصح الجميع بالاطلاع عليه):
“عندما استولى النصارى
على غرناطة آخر المعاقل الاسلامية في أوربا لم يفكروا و لو للحظة في تقليد
العرب و المسلمين حين دخولهم لاسبانيا، بل على العكس ردوا على تسامح و
عدالة المسلمين التي مارسوها طيلة 8 قرون، ردوا على كل ذلك بالقتل و
الاضطهاد و نقد العهود التي وقعوها مع المسلمين.
لكن القرار الحاسم بالطرد التام للمسلمين اتخذ بعد 100
عام من سقوط غرناطة، حيث كان تفوقهم الثقافي و العلمي على الاسبان و
بالرغم من كل الاضطهاد الذي يعانون منه يضمن لهم البقاء على رأس كل
الصناعات، الشىء الذي ماكان ليرضي عنصرية حكام اسبانيا و ظلامية كبار
أساقفة الكنيسة.
فتعالت الأصوات المطالبة بطرد
المسلمين، لكن هذا الحل ما كان ليشفي غليل تطرف الكنيسة التي كانت تبغي
قتلهم جميعا و بدون استثناء، سواء كان الضحايا من النساء أو الأطفال أو الشيوخ،
و كان لهم ما أرادوا حيث أعلن Philippe II و بصفة رسمية سنة 1610 القرار
التاريخي بطردهم جميعا، لكنه لم يغفل أن يعطي أوامره بقتل ما يمكن قتله من
المسلمين قبل مغادرتهم للبلاد، النتيجة: قتل 3 أرباع المطرودين.
مباشرة بعد اتمام الطرد و القتل
عم الفرح و دقت نواقيس الكنائس و ظن المنتصرون أن اسبانيا ستدخل عهدا
جديدا، و بالفعل دخلت عهدا جديدا لكنه عهد عنوانه التراجع و الانحدار”.
و لا أجد أحسن مما قاله Gustave Le Bon لأختم به حين قال:
((
ظن رئيس الأساقفة أكزيمينيس أنه بحرقه مؤخرا ما قدر على جمعه من كتب
أعدائه العرب (ثمانين ألف كتاب) أنه محا ذكراهم من الأندلس إلى الأبد فما
درى أن ما تركه العرب من الأثار التى تملأ بلاد اسبانية يكفى لتخليد إسمهم
إلى الأبد )).
وهذه بعض الصور التى توضح كيف تعامل النصارى فى الاندلس مع المسلمين واليهود تبعا لتعاليم دينهم بالمحبة المزعومه ..
أحد اتباع يسوع المحبه فى محاكم التفتيش
احد وسائل التعذين لاتباع يسوع المحبه
الصليب او الموت من تعاليم المحبة
حرق المسلمين والمسلمات احياء من تعاليم المحبة
حرق كتب العلم والقرآن من المعايشه وقبول الاخر
كرسى الاعتراف لأتباع يسوع المحبه
هكذا كان يحاكمون المسلمين بتعاليم يسوع المحبه
هذا قليل مما فعله النصارى بتعاليم دينهم
الوحشى المتطرف فى كل من خالفهم ورفض ان يعبد البشر المصلوب ورفض اتباع دين
الوثنية الجديد من عبادة البشر والحجر والخشب ومن اراد ان يستزيد فليراجع ما تم فى محاكم التفتيش من كتابات المنصفين ..
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire