الحامة إحدى مدن الجمهورية التونسية (دولة الموزمبيق) او افريقية،
تقع في ولاية قابس . سميت قديما بمدينة النحاس وهي تلقب اليوم ببوابة الصحراء
أو واحة الصحراء تمتاز بالمناظر الصحراوية الخلابة وجمال واحاتها
الغناءوبمياهها الجوفية الحارة تبعد عن ولاية قابس قرابة ال30كم سكانها من
العرب الوافدين من شمال وجنوب الجزيرة العربية خاصة قبائل بنو هلال وبنو سليم وبني زيد لذلك تسمى أحيانا ببني يزيد وبنو يزيد هم فرع من قبيلة بني سليم بضم السين جاؤو خلال التغريبة الهلالية
واستقرو بالحامة وهم أربعة أفخاذ/الصهبة/الخرجة/الحمارنة/والأصابعة..
ويتفرّع بنو يزيد اليوم إلى عدّة فروع ينتشرون على كامل تراب مدينة الحامّة
وضواحيها إذا فالنسب العربي القحّ هو ما ما يفسر تمسك أهلها بالعادات
العربية الاصيلة كالكرم والجود والفروسية بالإضافة إلى محافظة اهلها على
لهجة عربية اقرب ما تكون إلى اللهجة الخليجية
المستعملة اليوم ..
أهم منتجاتها الفلاحية إضافة إلى تربية المواشي والابل
التمور والرمان..
من قرى الحامة نجد الدبدابة-الصمباط-المزارع -القصر-منزل
الحبيب-بشيمة-الخبيات-وادي النور-
أنجبت مدينة الحامة العديد من رواد
الفكر والادب أمثال الطاهر الحداد محمد علي الحامي
إضافة إلى المجاهد محمد الدغباجي
والسياسي جلولي فارس
والعديد من المعاصرين السياسين مثل راشد الغنوشي الذي تعرض للنفي لعديد المرات
وكذلك شيخ المجاهدين التونسيين الطاهر لسود قائد التمرد ضد القوات الفرنسية بشمال أفريقيا
.
|
|
|
![]()
بني زيد
قبيلة سليمية استقرت بواحة حامة قابس منذ القرن 13م و يقول "برنشفيك" في سياق حديثه عن توزيع القبائل بافريقية في العهد الحفصي أن منطقة قابس الداخلية بما في ذلك ضواحي الحامة كانت تابعة لبني زيد و يقسهم إلى (محبة / الحمارنة / خرجة / أصابع ). و أما محمد حسن فيسميهم ببني يزيد ويقول أنهم بطن من دباب الزعبيين نزلوا جنوب قابس ونظرا لنسبهم الغامض يعتبر أن تسميتهم بيزيد هي دلالة على الحلف الذي تجمعت فيه بطون أربعة وهي الصهب(نسبة إلى صهب بن جابر ) و الحمارنة (نسبة إلى حمران بن جابر ) و الخرجة ( بطن من آل سليمان أخرجوا من موطنهم بمسلاتة و انضافوا لهذا الشتات القبلي ) و الأصابعة ( نسبة إلى رجل ذي أصبع زائدة ). و في نهاية القرن 19م كانت تعد حوالي 16ألف نسمة ( بينما يعتبر قانياج أن بني زيد في أواخر ق19م لا يتجاوز عدد أفرادها 5 أو 6 آلاف نسمة ) وهي تنقسم إلى خمسة عروش الشلالخة / الزغابنة / البقلة / الخراجة / السهول أما محمد المرزوقي فيقسمهم إلى الشياب _ السمايحة _ الحوازم _ التراجمة _ الشعل _ الخرجة _ الأصابعة _ الشلاخشة _ الزمازمة _ الجماين _ أولاد خليفة _ أولاد ضو _ الحرشان _ أولاد بن خود وهي قبيلة قليلة العدد لكنها قادرة على تعبئة 1000 فارس حسب Tissot ويصف هذا الضابط التابع لوزارة الحرب الفرنسية العلاقة القائمة بين بني زيد من جهة و الحمارنة و الحزم من جهة أخرى بقوله : " كل زيدي له تابع حزمي أو حمارني في إطار "عقد الصحبة" و كنتيجة لهذه العلاقة عندما يذهب اليزيدي في حملة أو إغارة يبقى الحمروني و هو رجل دين حذو خيمة اليزيدي لحمايتها مستعملا في آن واحد وجاهته الدينية و السلاح إن اقتضى الأمر " كونت قبيلة بني زيد حلفا قويا أو كنفدرالية صحراوية ضمت بني زيد و الحمارنة و الحزم و الغرابة و النمامشة و أولاد سيدي عبيد و العيايشة ، و قد شدد Tissot في هذا الإطار على العداء القائم بين همامة "التل" و بني زيد "الصحراوية" حيث تمكنت هذه الأخيرة من فرض هيمنتها على طريق الصحراء التي كانت تنازعها فيها كنفدرالية التل (أي الهمامة) وقد تمكنت من ذلك إثر مضاعفة عدد فرسانها ثلاث مرات بعد تحالفها مع قبيلتي الحمارنة و الحزم اللتان كانتا تابعة لها. و على غرار علاقتها العدائية مع كنفدرالية التل ( الهمامة) فإن العلاقة مع كنفدرالية ورغمة ( التي تتقاسم مع بني زيد وطن الأعراض) لا تقل عداوة و نستحضر في هذا الإطار المثل الذي لا زال يردده كبار بني زيد نحن بين الهم و الغم و يعني أنهم يوجدون خلال الحرب الأهلية كقبيلة باشية بين فكي كماشة القبائل الحسينية أي بين الهمامة "الهم" من الشمال و ورغمة "الغم" من الجنوب. و في نفس الإطار يذكر Pellessier في كتابه " وصف الإيالة التونسية " ص172 أنه عند وصوله إلى قصر مدنين في جويليا 1864 بلغه أن بني زيد و ورغمة في حرب منذ عدة أيام و كان الخيالة المرافقة لقايد الجريد من ورغمة فرفضوا التقدم خوفا من السقوط في أيدي أعدائهم و يضيف أيضا أن فترات الحرب و السلم بين الطرفين متواصلة منذ قرون . تنتمي قبيلة بني زيد إلى الصف الباشي أو صف "شداد" فقد كانت تغير على القبائل المستقرة بنفزاوة مثل المرازيق و أولاد يعقوب و العذارى بحكم انتمائهم لصف يوسف (أي من القبائل الحسينية). يرتكز نشاطهم الاقتصادي على تربية الأغنام و جني التمور و هي تعد من القبائل الثرية في النصف الثاني من ق19م و حسب بعض الأرقام التي أوردها المؤرخ الفرنسي"مارتال" فإن هذه القبيلة تملك ما بين 70 و 100 ألف رأس غنم و من 3 إلى 4 آلاف رأس إبل و من 500 إلى 600 من الخيول، إلا أن الرخاء المادي الذي تعيشه هذه القبيلة مقارنة بقبائل أخرى لم يمنعها من ممارسة عادات الإغارة و النهب و التمرد على السلطة المركزية بصفة مستمرة . وقد اعترف أمير المحلة "حيدر آغا " بقوة و منعة بني زيد قائلا " إن جميع أهل الأعراض التابعين لبني زيد و مطماطة و بني عيسى و غيرهم فاسدون و الذهاب إليهم بهذه المحلة لا يمكن فلا بد من القوة العسكرية " . وفي بداية فترة حكم العثمانيين للبلاد عملت السلطة على إخضاع و ترويض القبائل و إضعافها بالزيادة في الضرائب و المعاملة القاسية، ففي عهد مراد الأول امتنع بني زيد عن دفع الضرائب لمدة سبع سنين متتالية و لم يتمكن الباي من إخضاعهم، و خلفه من بعده ابنه حمودة باشا سنة 1633م فجند لهم كل قوته و التجأ إلى الخديعة حيث أشاع بأنه ذاهب إلى الحج فأرسل العساكر و المؤن عن طريق البحر و باغت بني زيد و حاصر مدينة الحامة عدة شهور، و لما أعياه الانتظار بدأ في قطع النخيل و تدمير المحاصيل و دك أسوار المدينة بالمدافع. و يشير ابن أبي دينار إلى ذلك فيقول " و التفت إلى الحامة فخرج إليها سنة 1635م بحملة حشد إليها من جميع البلاد فنصب عليها المدافع و المنجنيقات و حفر المتاريس و أمر بقطع النخيل و داوم عليها الحصار و ضايق عليهم و مات من الفريقين خلق كثير و كانت الحامة في غاية من الحصانة و لأهلها خبرة بالحروب و مكانة " تواصل تمردهم على السلطة المركزية و خاصة سلطة البايات الحسينيين و ذلك إبان الفتنة الباشية / الحسينية سنة 1735م فانحاز بني زيد إلى علي باشا و قاتلوا معه و لما انهزم رجعوا إلى ديارهم فتصدى لهم قائد الحامية و شتت شملهم و نكل بهم و دمر مساكنهم في جهة القصر و الدبدابة ( وهي الأحياء التي تتكون منها الحامة وقتئذ). و في سنة 1856م ناصر بني زيد و أغلب قبائل الجنوب التونسي و قرى نفزاوة الثائر غومة المحمودي الذي ثار على العثمانيين بليبيا و اضطر إلى الالتجاء إلى الجنوب التونسي، و لكن جهز محمد باي محلة كبرى بقيادة خزندار عامل الساحل لتشريد غومة و تأديب القبائل و القرى التي ناصرته، فدمر قرى نفزاوة و الحامة و شرد الأهالي و نهب الأرزاق. و آخر ما تعرض له بني زيد قبيل الاحتلال الفرنسي (1867م) من تشريد كان على يد علي بن خليفة النفاتي عامل الأعراض، فقد سعى محمد الصادق باي إلى وضع حد للنزاعات القبلية التي استفحل أمرها و بخاصة بين بني زيد و الهمامة، و كان أهل نفات ( الذين يتبعون إداريا منطقة الأعراض و ترتكز مصالحهم بهذه المنطقة من رعي و متاجرة ) من القبائل الحسينية المتحالفة مع الهمامة، فكثيرا ما كانت تقع بين نفات و بني زيد مناوشات و غارات. كما كان علي بن خليفة النفاتي يكن لبني زيد العداء بسبب المنافسة الحادة بينه و بين صولة بن سعيد اليزيدي على خلافة الحامة فكان يتحين الفرصة للانتقام منهم ، لذلك أوغر صدر محمد الصادق باي عليهم فساعده على الهجوم على الحامة في عز الصيف فأجلى الأهالي إلى جبال مطماطة و دمر المساكن. و مازال بني زيد يتذكرون هذه الأحداث و يؤرخون بها فيقولون فولان ولد عام العطش لأن أكثر الناس ماتوا عطشا بين الحامة و مطماطة. و إبان غزو الجيوش الفرنسية للبلاد انضم بني زيد إلى علي بن خليفة النفاتي متجاوزين الخلافات القديمة في دفاعه عن مدينة صفاقس، و بعد سقوط المدينة توجه المقاومون من ضمنهم بني زيد للدفاع عن مدينة قابس و أصبحت "المنزل" مركزا للمقاومة يقبل إليها المقاومون من جميع قرى واحة قابس مثل شنني و غنوش و بوشمة و وذرف و المطوية و الحامة و كذلك من قبائل نفات و بني زيد و الحزم و ورغمة ، و أبرز المرزوقي بشكل خاص دور الفارس الشاعر إبراهيم الساسي الذي كان دائما في مقدمة الفرسان كما رفض الخضوع للمحتلين فالتجأ مع الرافضين لهذا المحتل إلى الجنوب الليبي و له قصيدة مشهورة مطلعها ننسب يهودي و لا نقول يزيدي _ عدو ديننا ما نقوله يا سيدي و لكسر شوكة قبيلة بني زيد القوية عمدت السلط الاستعمارية إلى إحداث تحويرات في صلب التنظيم الإداري للقبيلة بعزل الشيوخ الرافضين للوجود الفرنسي و تعيين أشخاص قابلين له، كما قامت بإدماج مجموعات أجنبية على القبيلة مثل السمايعية و السبايعية و فطناسة من الهمامة. ثم إجبارهم على دفع المجبى مقسمة على كامل القبيلة و إبطال العمل بعقد الصحبة الذي كان يدر عليهم موارد هامة و هو ما تسبب في تفقيرها. و رغم كل الجهود التي بذلتها السلط الاستعمارية لإضعاف بني زيد، تواصل النشاط النضالي لهذه القبيلة و كان حاسما في بعض الفترات فقد تخرج من هذه القبيلة المحاربة عدد كبير من المناضلين السياسيين و المقاومين بالسلاح أمثال محمد علي الحامي و محمد الدغباجي و الطاهر لسود، و في ثورة 1915 ساهم شيوخ الحامة و منهم محمد علي الحامي والحاج عمارة بوطارة و مصباح بالريش و العديد من الشيوخ في الترويج و الدعاية للثورة ضد المستعمر و لذلك سماها أهل الحامة بثورة الشيوخ. |
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire