lundi 10 mars 2014

حامة قابس






 تقع في ولاية قابس . سميت قديما بمدينة النحاس وهي تلقب اليوم ببوابة الصحراء أو واحة الصحراء تمتاز بالمناظر الصحراوية الخلابة وجمال واحاتها الغناءوبمياهها الجوفية الحارة تبعد عن ولاية قابس قرابة ال30كم سكانها من العرب الوافدين من شمال وجنوب الجزيرة العربية خاصة قبائل بنو هلال وبنو سليم وبني زيد لذلك تسمى أحيانا ببني يزيد وبنو يزيد هم فرع من قبيلة بني سليم بضم السين جاؤو خلال التغريبة الهلالية 
واستقرو بالحامة وهم أربعة أفخاذ/الصهبة/الخرجة/الحمارنة/والأصابعة.. 
 ويتفرّع بنو يزيد اليوم إلى عدّة فروع ينتشرون على كامل تراب مدينة الحامّة وضواحيها إذا فالنسب العربي القحّ هو ما ما يفسر تمسك أهلها بالعادات العربية الاصيلة كالكرم والجود والفروسية بالإضافة إلى محافظة اهلها على لهجة عربية اقرب ما تكون إلى اللهجة الخليجية المستعملة اليوم ..
أهم منتجاتها الفلاحية إضافة إلى تربية المواشي والابل التمور والرمان..
من قرى الحامة نجد الدبدابة-الصمباط-المزارع -القصر-منزل الحبيب-بشيمة-الخبيات-وادي النور-

 أنجبت مدينة الحامة العديد من رواد الفكر والادب أمثال الطاهر الحداد محمد علي الحامي 
إضافة إلى المجاهد محمد الدغباجي 
 والسياسي جلولي فارس 
والعديد من المعاصرين السياسين مثل راشد الغنوشي الذي تعرض للنفي لعديد المرات 
وكذلك شيخ المجاهدين التونسيين الطاهر لسود قائد التمرد ضد القوات الفرنسية بشمال أفريقيا
 .












 
معلومات العضو
افتراضي

أمــاكن في الحـامة لها بعد تاريخي
هناك أسماء ضيعات نخيل وقمراوة وجبال وأودية، أصبحت اليوم ذات بعد تاريخي فهي تحمل أسماء أصحابها الذين إمتلكوها من عهود قديمة، ولكن لم يعد لهم اليوم وجود بالحامة. وهناك ألقاب كثيرة لأسماء أجنّة تحمل أسماء عائلات موجدودة اليوم بصفاقس. ولكثرتها ووضوح أسماء أصحابها جلبت إنتباهي فحرصت على ذكرها لعلّها تعطي للقارئ الكريم فكرة عن متساكني الحامة قديما. كما أنها تشير إلى ما تعرّضت له المدينة من نزوح جراء تدميرها. وقد نزح هؤلاء إلى المدن الكبرى مثل صفاقس والقيروان، وهو ما يشير إلى أنهم كانوا من عائلات متمدنة كانت مستقرة في وسط المدينة المسوّرة. وإليكم ما أستحضرته من هذه الأسماء على سبيل الذكر لا الحصر.
أولا: أسماء الأجنة
الجنان في الرسوم القديمة بالحامة هو ضيعة النخيل التي تحيط بالمدينة. والتي تسقي بشكل منتظم بالماء الساخن من عين البرج أوعين المجادمة - عين سيدي عبد القادر- وكانت هذه الضيعات فعلا أجنّة لأنك تجد بها كلّ ما تشتهيه من الفواكه والغلال والخضروات حتى أنّ أصحابها يقضّون بها ثلاثة أشهر كاملة بعائلاتهم في فصل الخريف، وهو إجراء دعا إليه –ماقون- العالم الفلاحي القرطاجي قبل مجيء الرومان. ولفظ جنان مستعمل بكثرة في صفاقس. لكن أجنّة صفاقس مشجّرة بالزيتون والأشجار المثمرة. وهم يقيمون بها في أغلب الأحيان. والملفت للإنتباه أنّ ضيعات الزيتون في جربة والتي يقيم بها أصحابها يسموّنها منازل.
1 -جـنـان البل :
وهو الجنان الملاسق لعين سيدي عبد القادر. وقد سمي بجنان البل حيث كان ماء هذه العين يكوّن بركة في هذه المنطقة. وكانت الإبل عندما ترد تتجمع في هذا الجنان لتشرب من هذه البركة. فسمي الجنان بجنان البل. وهو مايشير إلى أن البل كانت كثيرة في الحامة، وملاّكها من المستقرين بالمدينة، لانه لا يعقل أن تأتي الإبل من مسافات بعيدة في الصحراء لتشرب من هذه العين.
2-جنــان السور :
يقع هذا الجنان بجهة الشياب بالشمال الغربي للمدينة وسمي بجنان السور حسبما أكد السيد الجلولي فارس أن" سور المدينة كان يمرّ بقربه. وهناك جنان آخر غير بعيد عنه يسمى جنان الشوكة. لعلّها شوكة السور عندما يتجه من الغرب إلى الشرق.
3- جنـان إبن رافع :
يمتلك هذا الجنان الآن الأخوين الفرجاني والميداني شربطي، أبناء عبد الرحمان بن علي بن عامر، ويقولان أن صاحبه إبن رافع كان رجلا صالحا، والدليل على صلاحه وتقواه أنه يخاف الله ويواضب على الصلوات في أوقاتها. وصادف أن فاتته صلاة الجمعة لسبب ما ، فتصدق بالجنان وغاب عن الأنظار، فأعتقد الناس أنه رفع إلى السماء. أظنّ أن هذه القصّة فيها كثير من الخيال، وإسم رافع إسم شخص عادي. وإبنه هو صاحب الجنان. لقد ورد في كتب الأنساب إسم رافع بن الليث بن نصر بن سيّار من عظماء قواد الجند في ما وراء النهر. عصا أوامر الرشيد فعزله عن قيادة الجيش. لعلّ هذا الحادث حمل هذا القائد المخلوع من منصبه على المجيئ إلى بلاد المغرب فاتحا. كما جاء أبو لبابة لهذا الغرض. ويوجد لقب بن رافع في قابس في جهة المنزل ويقال أن" أصلهم من الحامة أو أن جدهم انتقل ليستقرّ في الحامة.
4-جـنـان مالول
يقع هذا الجنان قرب جنان البل وهو من أقرب الاجنة إلى المدينة. ويقول المؤرخون أنّ الدّور والأجنة القريبة من المدينة يمكن أن يكونوا أصحابها من ذوي النّفوذ أو من السكان القدامى في المدينة. ولعلّ في الإسم تحريف حيث وجدت إسم عائلة تسمى بني يملول وهم من قبيلة عربية من بني تنوخ التي ينحدر منها بنو ناجي التنوخي. يقول روبار: " أن" فرع من عائلة يملول حكموا مدينة توزر في القرن الخامس عشر ميلادي" فلعلّ اسم يملول إنقلب إلى مالول لسهولة النطق عندما استقرّ قسم من هذه القبيلة بالحامة.
5 – جـنـان قرفة :
يطلق هذا الإسم على جنان كبير يسقي من عين المجادمة. ومازال يسمى بهذا الإسم إلى اليوم. وقرفة هي قبيلة عربية تعود إلى الإثبج بن أبي ربيعة . فلعلّ فرعا من هذه القبيلة سكن قديما بالحامة.
- 6 جنان بـو المعــالج :
هو إسم جنان عظيم يقع في وسط واحة الحامة. وأبو معارج بالراء هو إسم قبيلة عربية من القحطانية كانت تقيم بالعراق. وقد وقع تحريف هذا الإسم لسهولة النطق فأنقلب لفظ معارج إلى معالج. ومعالج الآن هو لقب عائلة كبرى في صفاقس. فهل نزحت هذه العائلة من الحامة ؟
7-جـنان أبــو بحر :
هو جنان واسع الأرجاء على ملك دار بو بكر من أولاد بالي من الخرجة الوطانة. وهو قريب من جنان أبو المعالج. وآل بحر هو فرع من عشيرة الظوالم كانت تسكن بالعراق. ويقال أنّهم من قبيلة شمّر. فأين إنتقلت هذه العائلة يا ترى؟
8 –9- جــنان اللومي وجنان أبو مزّيوة :
هذان الجنانان يقعان بغابة القصر ويشربان من عين البرج التي كانت تسمى بعين الحبالى وهذبان اللقبان اللومي ومزّيوة موجودان الآن بصفاقس.
10-جنــان العمّارات
هذا الجنان من أهم الأجنة في واحة الحامة نخيله متنوع الأصناف. وتكثر به الأشجار المثمرة. والعمارات في الأصل هو إسم عشيرة من قبيلة عنزة العدنانية التي تستوطن منطقة الحجاز حتى الآن. وتسكن فروع منها ببادية العراق .فهل إستوطن قسم من هذه القبيلة بالحامة قديما؟


11-جنــان تقزرين
تقزرين هو إسم بربري سمي به جنان عظيم مربع الشكل قريب من جنان الخندق، وأعرف هذا الجنان جيدا، وهو الآن على ملك أولاد سعيد. يقع بآخر واحة الحامة على طريق بوعطوش. فهو يفصل بين واحة القصر وواحة الدبدابة . وبهذه المنطقة أجنة كثيرة أغلبها لها أسماء بربرية مثل : جنان تاغليسة و جنان القواجي و جنان بو جلّيط و جنان البغوري جنان المغراويي. والمغاروة هو إسم عائلة مازالت موجودة بالقصر حتى الان ولكنّ الإسم إختفى.
ثــانيا أسماء أماكن
1- إبن لاغوش
هو محمد إبن لاغوش كانت له قبة وحولها مجموعة من القبور شمال الحامة بآخر المناشي على طريق الفجيج، وقبالة مجمّع القمامة الجديد. كانت القبة قائمة الذات لعهد قريب. ويعتقد أنه رجل صالح من أصل أمازيغي، ذكر إسمه في رسوم قديمة لعائلة أبي الوفاء. ويعتقد أن منطقة _ بلاّغوس_ بكسر الباء كانت بها أثار قديمة قد تكون آثار برج كان قريبا من هذه القبور.
2- أبو عطوش
هو الآن إسم منطقة كان أصحابها يقطنون داخل ضيعات النخيل. ثم أقاموا مساكن خارج الواحة وتكاثرت البيوت حتى أصبحت الآن قرية متكاملة بها مدرسة إبتدائية ومستوصف.
وعطوش هو إسم عائلة بربرية. وقد ورد في كتاب المغرب من تاريخ إفريقية والمغرب الجزء الثالث لابن عذاري"أن موسى بن عطوش هو أحد قواد الخليفة الموحدى .جاء على رأس جيش للقضاء على ثورة إبن أبي عمارة -إبن غانية-. ودارت بين الفريقين معركة طاحنة في هذا المكان"3. ربما لما استشهد موسى بن عطوش دفن في المكان فسمي بإسمه. هذا مجرد إحتمال. ويوجد لقب عطوش بالشمال التونسي حتى الآن.
3- مـنطقة والي
والي إسم منطقة خصبة شمال الحامة، وغير بعيدة عن منطقة الفجيج، وإبن عواجة، ووادي الزيتون. ويذكر المؤرخون والروايات الشعبية أن هذه المناطق كانت بها حضارة قديمة. وكانت عامرة بالسكان. ومازالت بها آثار قرطاجية أو فنيقية. ويذكر السيد الصغيّر بالي وهو مقاول قام هناك بعدة أشغال أنه عثر على عدة أبار مبنية من أولها إلى آخرها بحجارة منقوشة. كما أكدت ذلك عائلة بورقعة التي تستوطن منطقة والي. وهناك حجر كبير يشبه القصعة وحولها حجارة كبيرة متناثرة، كذلك هناك قولة شعبية مشهورة تشير إلى ماضي المكان. " آش أخلاك ياوالي " قال له : " تعليق المخالي في اللّيالي ، الماشي إيبات والي والجاي إيبات والي".
4- إبن عـواجة
هو في الأصل إسم هنشير ثم أصبح يطلق على المنطقة التي حوله. ويقع هذا الهنشير شمال شط الفجيج و هي أرض خصبة لزراعة القمح والشعير وغراسة الزيتون. هو الآن على ملك عدة عائلات من القصر والدبدابة والخرجة الوطانة والرحالة. وكان يستوطن بالحامة شخصان بارزان كل منهما يسمى عبّيد واحد عبيد بن عواجة، والثاني عبيد اللّومي وكانت بينهما صداقة حميمة. ربّما يعود الهنشير إلى عبيد بن عواجة. أما عبيد اللومي فهو فقيه مازال يحمل إسمه مسجد صغير وحمام إندثر الآن . وعواجة هو إسم قبيلة عربية كانت تسكن بمنطقة تهامة باليمن. كما أنّ عائلة إبن عواجة مازالت موجودة بجرسيس حتى الآن، أما عائلة الومي فتوجد بصفاقس.
5- ربيـعة
منطقة الميدة كانت تسمى – ربيعة- ولا أدري أيهما أقدم. لعل إسم الميدة أقدم لأنه مأخوذ من شكل الأرض. فالميدة هي الأرض المنبسطة كالمائدة. ثم سكنت قبيلة ربيعة أو فرع منها بهذه المنطقة فسميت بإسمها. وربيعة هو جدّ قبيلة عربية مشهورة : ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان. ويوجد فرع من هذه االقبيلة غربي مدينة سوسة .وهو إسم رجل لا إمرأة.
6- هـنشير تلمــام
لعل الإسم مركب من كلمتين – تلّ الإمام – وهو هنشير خصب جنوب منطقة ربيعة وخنقة عيشة، هو سهل شاسع بين المنطقة التي ذكرناها وبين أرض العرق التي ذكرها أحمد صفر أثناء حديثه عن جزيرة – تريتون- الشهيرة التي كان مكانها غربي وذرف ، لما كان البحر متصلا بشط الجريد و التي كانت بها حضارة قديمة.
7- العــرق
العرق هو كما ذكرنا منطقة رملية خصبة جدّا، وهي مزارع للحبوب، كما يوجد بها شجر الزيتون. وقد ذكرها كل من أحمد صفر ومحمود بوعلي أثناء الحديث عن جزيرة – تريتون- ومما يدعم قولهما أنّه كانت بالمنطقة بقايا أثرية ربّما إندثرت الآن .
8- حجري:هو في الأصل إسم قبيلة من الكعوب من بني سليم. يمكن أن يكون فريقا منها أقام بهذا المكان فنسب إاليها .
9- سطّف
هو إسم منطقة خصبة بها هنشير بمنطقة الظاهر، يعتقد البعض أنه من أصل روماني لكنّ إسمه يشير إنه بربري الأصل ودليلنا على ذلك: (أ)لا توجد في العربية مادة سطف.(ب) توجد بالجزائر مدينة بربرية الأصل تسمى سَطيف.
أسـماء الجبال والأودية
1– جبل العيدودي : هو جبل يقع شمال الحامة بمنطقة الفجيج. والعواديد هم عائلات يسكن بعضها بالحامة، وبعضها الاخر بمنطقة زريق بقابس وبمناطق أخرى. ولعلهم جميعا يعودون إلى أصل واحد. تفرعت عنه عدة فروع. فالياء في العيدودي هي ياء النسبة. وقد إشتهر الجبل إثر المعركة التي وقعت سنة 1853 بين مجموعة من المجاهدين يقودهم الطاهر لسود وبين الجيش الفرنسي.
2-جبل عزيزة : يقع هذا الجبل غربي الحامة، ويسمى القسم المطل على طريق الحامة قبلي خشم الربيب. وهو جزء من سلسلة جبال الظاهر التي تربط بين جبال نفوسة بليبيا وجبال لوراس بالجزائر و جبل الطباقة.
وتقول الحكايات الشعبية أن عزيزة هي حاكمة بربرية كانت تقيم بهذا الجبل، وكان شعبها منتشرا في الأراضي الممتدة من سفح الجبل حتى جبال مطماطة. وبالجبل أنفاق عميقة، وكهوف متعددة ربما كانت مساكن لهؤلاء الأمازيغ الذين لا يمكن أن نقدّر تاريخ تواجدهم.
3- وادي التكوري : هو الوادي الذي يقع في مدخل الحامة. وتتجمّع مياهه من المرتفعات التي تقع جنوب البلاد، وتصبّ في سبخة السمارية. ومحمد التكوري هو ولي صالح يقال أنه من المرابطين الذين دافعوا عن الحامة أثناء الغزو الإسباني. وكانت لمحمد التكوري قبة في أول مصب الوادي بمرتفع شمال سانية مدين على طريق المقبرة الجديدة . ويطلق إسم التكوري على عائلات تقطن بقابس ولها فرع في الموازير.
4- وادي بورزيق: يتغرّع هذا الوادي الصغير عن مجاري سفوح الجبال التي تقع جنوب الحامة، والتي يتكون منها وادي التكوري أيضا. ويقع هذا الفرع شرقي منطقة المحاجبة . ومن هناك يتجه نجو سواني أولاد بالي ثم يواصل سيره إلى جهة الخرجة. وكان مصبه في وريطة ومنها ينساب في ضيعات النخيل متجها نحو الغرب و أصل الاسم _ أبو رزيق _ أي أبو عبد الرزاق.
5- الدوّاية: هو مكان يقع بمنطقة الظاهر، تحيط به مرتفعات من الجهات الأربعة، وتوجد به آثار على شكل مجموعة من البشر متحجّرين يحيطون بما يشبه القصعة. وبالمكان شجرة تين يظهر من شكلها أنها قديمة جدّا. يؤكد ذلك المثل الشعبي الذي يشير إليها والذي يقول " باطل يا كرمة روغي يا دواية ". والقصة التي تصاحب هذا المثل أنّه كانت بالمكان قرية شاع فيها الفساد فمسخ الله أهلها إلى حجارة. و سمّي المكان بالدّواية لما يحدثه من دويّ وإرتداد الأصوات عند الكلام بقوّة. كما أنّ الذي يحلّ بالمكان يشعر برهبة وبشيء من الخوف والخشوع بشكل تلقائي.
6- البنيّة : ينطق اللفظ بكسر الباء والنون وتشديد الياء، وهو تصغير للفظ بناء. يوجد هذا البناء الصغير بمنطقة الظاهر غربي الحامة بنحو خمسة وعشرين كيلومتر وهو عبارة عن بيت متوسط الحجم مبني بحجارة رومانية مربّعة الشّكل. ويوجد خلفه من ناحية الغرب آثار طريق بقربها أثر حفير يسمّيه العامة الحذو. وهذه العناصر الثلاثة : البيت والطريق والحفير هي بقايا الحاجز الرّوماني الذي أقاموه لصيانة المدينة من هجومات البربر وكان يسمّى – الليمس









لعضو
افتراضي بني زيد بحامة قابس

بني زيد
قبيلة سليمية استقرت بواحة حامة قابس منذ القرن 13م و يقول "برنشفيك" في سياق حديثه عن توزيع القبائل بافريقية في العهد الحفصي أن منطقة قابس الداخلية بما في ذلك ضواحي الحامة كانت تابعة لبني زيد و يقسهم إلى (محبة / الحمارنة / خرجة / أصابع ). و أما محمد حسن فيسميهم ببني يزيد ويقول أنهم بطن من دباب الزعبيين نزلوا جنوب قابس ونظرا لنسبهم الغامض يعتبر أن تسميتهم بيزيد هي دلالة على الحلف الذي تجمعت فيه بطون أربعة وهي الصهب(نسبة إلى صهب بن جابر ) و الحمارنة (نسبة إلى حمران بن جابر ) و الخرجة ( بطن من آل سليمان أخرجوا من موطنهم بمسلاتة و انضافوا لهذا الشتات القبلي ) و الأصابعة ( نسبة إلى رجل ذي أصبع زائدة ). و في نهاية القرن 19م كانت تعد حوالي 16ألف نسمة ( بينما يعتبر قانياج أن بني زيد في أواخر ق19م لا يتجاوز عدد أفرادها 5 أو 6 آلاف نسمة ) وهي تنقسم إلى خمسة عروش
الشلالخة / الزغابنة / البقلة / الخراجة / السهول
أما محمد المرزوقي فيقسمهم إلى الشياب _ السمايحة _ الحوازم _ التراجمة _ الشعل _ الخرجة _ الأصابعة _ الشلاخشة _ الزمازمة _ الجماين _ أولاد خليفة _ أولاد ضو _ الحرشان _ أولاد بن خود
وهي قبيلة قليلة العدد لكنها قادرة على تعبئة 1000 فارس حسب Tissot ويصف هذا الضابط التابع لوزارة الحرب الفرنسية العلاقة القائمة بين بني زيد من جهة و الحمارنة و الحزم من جهة أخرى بقوله :
" كل زيدي له تابع حزمي أو حمارني في إطار "عقد الصحبة" و كنتيجة لهذه العلاقة عندما يذهب اليزيدي في حملة أو إغارة يبقى الحمروني و هو رجل دين حذو خيمة اليزيدي لحمايتها مستعملا في آن واحد وجاهته الدينية و السلاح إن اقتضى الأمر "
كونت قبيلة بني زيد حلفا قويا أو كنفدرالية صحراوية ضمت بني زيد و الحمارنة و الحزم و الغرابة و النمامشة و أولاد سيدي عبيد و العيايشة ، و قد شدد Tissot في هذا الإطار على العداء القائم بين همامة "التل" و بني زيد "الصحراوية" حيث تمكنت هذه الأخيرة من فرض هيمنتها على طريق الصحراء التي كانت تنازعها فيها كنفدرالية التل (أي الهمامة) وقد تمكنت من ذلك إثر مضاعفة عدد فرسانها ثلاث مرات بعد تحالفها مع قبيلتي الحمارنة و الحزم اللتان كانتا تابعة لها.
و على غرار علاقتها العدائية مع كنفدرالية التل ( الهمامة) فإن العلاقة مع كنفدرالية ورغمة ( التي تتقاسم مع بني زيد وطن الأعراض) لا تقل عداوة و نستحضر في هذا الإطار المثل الذي لا زال يردده كبار بني زيد
نحن بين الهم و الغم
و يعني أنهم يوجدون خلال الحرب الأهلية كقبيلة باشية بين فكي كماشة القبائل الحسينية أي بين الهمامة "الهم" من الشمال و ورغمة "الغم" من الجنوب.
و في نفس الإطار يذكر Pellessier في كتابه " وصف الإيالة التونسية " ص172 أنه عند وصوله إلى قصر مدنين في جويليا 1864 بلغه أن بني زيد و ورغمة في حرب منذ عدة أيام و كان الخيالة المرافقة لقايد الجريد من ورغمة فرفضوا التقدم خوفا من السقوط في أيدي أعدائهم و يضيف أيضا أن فترات الحرب و السلم بين الطرفين متواصلة منذ قرون .
تنتمي قبيلة بني زيد إلى الصف الباشي أو صف "شداد" فقد كانت تغير على القبائل المستقرة بنفزاوة مثل المرازيق و أولاد يعقوب و العذارى بحكم انتمائهم لصف يوسف (أي من القبائل الحسينية).
يرتكز نشاطهم الاقتصادي على تربية الأغنام و جني التمور و هي تعد من القبائل الثرية في النصف الثاني من ق19م و حسب بعض الأرقام التي أوردها المؤرخ الفرنسي"مارتال" فإن هذه القبيلة تملك ما بين 70 و 100 ألف رأس غنم و من 3 إلى 4 آلاف رأس إبل و من 500 إلى 600 من الخيول، إلا أن الرخاء المادي الذي تعيشه هذه القبيلة مقارنة بقبائل أخرى لم يمنعها من ممارسة عادات الإغارة و النهب و التمرد على السلطة المركزية بصفة مستمرة . وقد اعترف أمير المحلة "حيدر آغا " بقوة و منعة بني زيد قائلا " إن جميع أهل الأعراض التابعين لبني زيد و مطماطة و بني عيسى و غيرهم فاسدون و الذهاب إليهم بهذه المحلة لا يمكن فلا بد من القوة العسكرية " .
وفي بداية فترة حكم العثمانيين للبلاد عملت السلطة على إخضاع و ترويض القبائل و إضعافها بالزيادة في الضرائب و المعاملة القاسية، ففي عهد مراد الأول امتنع بني زيد عن دفع الضرائب لمدة سبع سنين متتالية و لم يتمكن الباي من إخضاعهم، و خلفه من بعده ابنه حمودة باشا سنة 1633م فجند لهم كل قوته و التجأ إلى الخديعة حيث أشاع بأنه ذاهب إلى الحج فأرسل العساكر و المؤن عن طريق البحر و باغت بني زيد و حاصر مدينة الحامة عدة شهور، و لما أعياه الانتظار بدأ في قطع النخيل و تدمير المحاصيل و دك أسوار المدينة بالمدافع. و يشير ابن أبي دينار إلى ذلك فيقول " و التفت إلى الحامة فخرج إليها سنة 1635م بحملة حشد إليها من جميع البلاد فنصب عليها المدافع و المنجنيقات و حفر المتاريس و أمر بقطع النخيل و داوم عليها الحصار و ضايق عليهم و مات من الفريقين خلق كثير و كانت الحامة في غاية من الحصانة و لأهلها خبرة بالحروب و مكانة "
تواصل تمردهم على السلطة المركزية و خاصة سلطة البايات الحسينيين و ذلك إبان الفتنة الباشية / الحسينية سنة 1735م فانحاز بني زيد إلى علي باشا و قاتلوا معه و لما انهزم رجعوا إلى ديارهم فتصدى لهم قائد الحامية و شتت شملهم و نكل بهم و دمر مساكنهم في جهة القصر و الدبدابة ( وهي الأحياء التي تتكون منها الحامة وقتئذ).
و في سنة 1856م ناصر بني زيد و أغلب قبائل الجنوب التونسي و قرى نفزاوة الثائر غومة المحمودي الذي ثار على العثمانيين بليبيا و اضطر إلى الالتجاء إلى الجنوب التونسي، و لكن جهز محمد باي محلة كبرى بقيادة خزندار عامل الساحل لتشريد غومة و تأديب القبائل و القرى التي ناصرته، فدمر قرى نفزاوة و الحامة و شرد الأهالي و نهب الأرزاق.
و آخر ما تعرض له بني زيد قبيل الاحتلال الفرنسي (1867م) من تشريد كان على يد علي بن خليفة النفاتي عامل الأعراض، فقد سعى محمد الصادق باي إلى وضع حد للنزاعات القبلية التي استفحل أمرها و بخاصة بين بني زيد و الهمامة، و كان أهل نفات ( الذين يتبعون إداريا منطقة الأعراض و ترتكز مصالحهم بهذه المنطقة من رعي و متاجرة ) من القبائل الحسينية المتحالفة مع الهمامة، فكثيرا ما كانت تقع بين نفات و بني زيد مناوشات و غارات. كما كان علي بن خليفة النفاتي يكن لبني زيد العداء بسبب المنافسة الحادة بينه و بين صولة بن سعيد اليزيدي على خلافة الحامة فكان يتحين الفرصة للانتقام منهم ، لذلك أوغر صدر محمد الصادق باي عليهم فساعده على الهجوم على الحامة في عز الصيف فأجلى الأهالي إلى جبال مطماطة و دمر المساكن. و مازال بني زيد يتذكرون هذه الأحداث و يؤرخون بها فيقولون فولان ولد عام العطش لأن أكثر الناس ماتوا عطشا بين الحامة و مطماطة.
و إبان غزو الجيوش الفرنسية للبلاد انضم بني زيد إلى علي بن خليفة النفاتي متجاوزين الخلافات القديمة في دفاعه عن مدينة صفاقس، و بعد سقوط المدينة توجه المقاومون من ضمنهم بني زيد للدفاع عن مدينة قابس و أصبحت "المنزل" مركزا للمقاومة يقبل إليها المقاومون من جميع قرى واحة قابس مثل شنني و غنوش و بوشمة و وذرف و المطوية و الحامة و كذلك من قبائل نفات و بني زيد و الحزم و ورغمة ، و أبرز المرزوقي بشكل خاص دور الفارس الشاعر إبراهيم الساسي الذي كان دائما في مقدمة الفرسان كما رفض الخضوع للمحتلين فالتجأ مع الرافضين لهذا المحتل إلى الجنوب الليبي و له قصيدة مشهورة مطلعها
ننسب يهودي و لا نقول يزيدي _ عدو ديننا ما نقوله يا سيدي
و لكسر شوكة قبيلة بني زيد القوية عمدت السلط الاستعمارية إلى إحداث تحويرات في صلب التنظيم الإداري للقبيلة بعزل الشيوخ الرافضين للوجود الفرنسي و تعيين أشخاص قابلين له، كما قامت بإدماج مجموعات أجنبية على القبيلة مثل السمايعية و السبايعية و فطناسة من الهمامة. ثم إجبارهم على دفع المجبى مقسمة على كامل القبيلة و إبطال العمل بعقد الصحبة الذي كان يدر عليهم موارد هامة و هو ما تسبب في تفقيرها.
و رغم كل الجهود التي بذلتها السلط الاستعمارية لإضعاف بني زيد، تواصل النشاط النضالي لهذه القبيلة و كان حاسما في بعض الفترات فقد تخرج من هذه القبيلة المحاربة عدد كبير من المناضلين السياسيين و المقاومين بالسلاح أمثال محمد علي الحامي و محمد الدغباجي و الطاهر لسود، و في ثورة 1915 ساهم شيوخ الحامة و منهم محمد علي الحامي والحاج عمارة بوطارة و مصباح بالريش و العديد من الشيوخ في الترويج و الدعاية للثورة ضد المستعمر و لذلك سماها أهل الحامة بثورة الشيوخ.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire