lundi 24 mars 2014

مسند الإمام الربيع بن حبيب ابن عمر الأزدي البصري



الجامع الصحيح

مسند الإمام الربيع بن حبيب ابن عمر الأزدي البصري
ترتيب الإمام أبي يعقوب الوارجلاني رضي الله عنهما
·    تنبيهات
·    الباب الأول : في النية
·    الباب الثاني : في ابتداء الوحي

·    الباب الثالث : في ذكر القرآن
·    الباب الرابع : في العلم وطلبة وفضلة

·    الباب الخامس : في طلب العلم لغير الله عز وجل وعلماء السوء
·    الباب السادس : في الأمة أمه محمد
·    الباب السابع : في الولاية والإمارة
·    الباب الثامن : في الرؤيا
·    الباب التاسع : في الإيمان والإسلام والشرائع
·    الباب العاشر : في ذكر الشرك والكفر
·    الباب الحادي عشر : في الحب
·    الباب الثاني عشر : في القدر والحذر والتطير
·    الباب الثالث عشر : في الفتنة


كتاب الطهارة


·    الباب الرابع عشر : في الاستجمار
·    الباب الخامس عشر : في آداب الوضوء وفرضه
·    الباب السادس عشر : في فضائل الوضوء
·    الباب السابع عشر : ما يجب منه الوضوء
·    الباب الثامن عشر : في النوم الذي ينقض الوضوء
·    الباب التاسع عشر : في المسح على الخفين
·    الباب العشرون : جامع الوضوء
·    الباب الحادي والعشرين : فيما يكون منه غسل الجنابة
·    الباب الثاني والعشرين : في كيفية الغسل من الجنابة
·    الباب الثالث و العشرين : جامع النجاسات
·    الباب الرابع والعشرون : في أحكام المياه
·    الباب الخامس والعشرين : فرض التيمم والعذر الذي يوجبه
·    الباب السادس والعشرين : الزجر عن غسل المريض


كتاب الصلاة ووجوبها


·    الباب السابع والعشرين : في الأذان

·    الباب الثامن والعشرين : في أوقات الصلاة
·    الباب التاسع والعشرين : في فرض الصلاة في الحضر والسفر
·    الباب الثلاثين : صلاة الخوف
·    الباب الحادي والثلاثين : في صلاة الكسوف
·    الباب الثاني والثلاثين : في سبحة الضحى وتبرد الصلاة
·    الباب الثالث والثلاثين : الإمامة في النوافل
·    الباب الرابع والثلاثين : استقبال الكعبة وبيت المقدس
·    الباب الخامس والثلاثين : في الإمامة والخلافة
·    الباب الباب السادس والثلاثين : في صلاة الجماعة والقضاء في الصلاة
·    الباب السابع والثلاثين : في ابتداء الصلاة
·    الباب الثامن والثلاثين : في القراءة في الصلاة
·    الباب التاسع والثلاثين : في الركوع والسجود وما يفعل فيهما
·    الباب الأربعين : في القعود في الصلاة والتحيات
·    الباب الحادي و الأربعين : الجواز بين يدي المصلي
·    الباب الثاني والأربعين : في السهو في الصلاة
·    الباب الثالث و الأربعين : القرآن في الصلاة
·    الباب الرابع والأربعين : في المساجد وفضل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
·    الباب الخامس والأربعين : في الثياب الصلاة فيها وما يستحب من ذلك
·    الباب السادس و الأربعين : في صلاة الجمعة وفضل يومها
·    الباب السابع والأربعين : في فضل الصلاة و خشوعها
·    الباب الثامن والأربعين : جامع الصلاة


كتاب الصوم


•    الباب التاسع والأربعين : في صيام رمضان في السفر
•    الباب الخمسين : صوم يوم عاشوراء و النوافل ويوم عرفه
•    الباب الحادي والخمسين : ما يفطر الصائم ووقت الإفطار والسحور
•    الباب الثاني والخمسين : في ليلة القدر
•    الباب الثالث والخمسين : النهي عن الصيام يوم العيدين ويوم الشك
•    الباب الرابع والخمسين : في فضل رمضان


كتاب الزكاة والصدقة


·    الباب الخامس والخمسين : في النصاب
·    الباب السادس والخمسين : مالا يؤخذ في الزكاة
·    الباب السابع والخمسين : ما عفى عن زكاته
·    الباب الثامن والخمسين : الوعيد في منع الزكاة
·    الباب التاسع والخمسين : في الصدقة
·    الباب الستين : في فضل ما يتصدق به والبركة في الطعام
·    الباب الحادي والستين : من تكره له الصدقة والمسألة
·    الباب الثاني و الستين : جامع الصدقة والطعام
·    الباب الثالث والستين : أدب الطعام والشراب

تم الجزء الأول من كتاب الترتيب
بعون الله ومنه وكرمه وإعانته وجميل صنعه
والحمد لله وحده وصلى الله على من لا نبي
بعده محمد وآله وصحبه وسلم



كتاب الحج


·    الباب الأول: في فرض الحج
·    الباب الثاني : في المواقيت والحرم
·    الباب الثالث : في الإهلال بالحج والتلبية
·    الباب الرابع : في غسل المحرم

·    الباب الخامس : ما يتقي المحرم وما لا يتقي
·    الباب السادس : في الكعبة والمسجد والصفا والمروة
·    الباب السابع : في عرفة والمزدلفة ومنى
·    الباب الثامن : في الهدي والجزاء والفدية
·    الباب التاسع : في التمتع والإفراد والقران والرخصة
·    الباب العاشر : في الصيد للمحرم
·    الباب الحادي عشر : ما تفعل الحائض في الحج
·    الباب الثاني عشر : في فضل الحج والعمرة


كتاب الجهاد


·    الباب الثالث عشر : في البيعة
·    الباب الرابع عشر : في عدة الشهداء
·    الباب الخامس عشر : في فضل الشهادة
·    الباب السادس عشر : في الخيل
·    الباب السابع عشر : جامع الغزو في سبيل الله
·    الباب الثامن عشر : الكفن والغسل
·    الباب التاسع عشر : صلاة الجنائز
·    الباب العشرون : في القبور


كتاب الأذكار
·    الباب الحادي والعشرين : في الدعاء
·    الباب الثاني والعشرين : أدب الدعاء وفضيلته
·    الباب الثالث و العشرين : التسبيح والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم


كتاب النكاح


·    الباب الرابع والعشرون : في الأولياء
·    الباب الخامس والعشرين : ما يجوز من النكاح وما لا يجوز
·    الباب السادس والعشرين : في الرَّضاع
·    الباب السابع والعشرين : في السبايا والعُزلة
·    الباب الثامن والعشرين : الطلاق والخلع والنفقة
·    الباب التاسع والعشرين : الحداد والعدة
·    الباب الثلاثين : في الحيض
·    الباب الحادي والثلاثين : في المستحاضة
·    الباب الثاني والثلاثين : ما ينهى عنه من البيوع
·    الباب الثالث والثلاثين : في بيع الخيار وبيع الشرط
·    الباب الرابع والثلاثين : في الربا والانفساخ والغش


كتاب الأحكام


·    الباب الخامس والثلاثين : كتاب الأحكام
·    الباب الباب السادس والثلاثين : في الرجم والحدود
·    الباب السابع والثلاثين : في الضالة
·    الباب الثامن والثلاثين : اللقطة
·    الباب التاسع والثلاثين : الذبائح
·    الباب الأربعين : كتاب الأشربة من الخمر والنبيذ
·    الباب الحادي و الأربعين : في المحرمات
·    الباب الثاني والأربعين : في الطاعون
·    الباب الثالث و الأربعين : في الحمى والوعك
·    الباب الرابع والأربعين : كتاب الأيمان والنذور
·    الباب الخامس والأربعين : في الديات والعقل
·    الباب السادس و الأربعين : في المواريث
·    الباب السابع والأربعين : في العتق
·    الباب الثامن والأربعين : الوصية
·    الباب التاسع والأربعين : في الضيافة والجوار ، وما ملكت اليمين واليتيم
·    الباب الخمسين : الوعيد في الأموال
·    الباب الحادي والخمسين : جامع الآداب
·    الباب الثاني والخمسين : نسمة المؤمن ومثله
·    الباب الثالث والخمسين : في الترويع والكلاب وإفشاء السر والشيطان
·    الباب الرابع والخمسين : آداب المؤمن في نفسه والسنن
·    الباب الخامس والخمسين : في الآداب
·    الباب السادس والخمسين : إثم من كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
·    الباب السابع والخمسين : حلية رسول الله صلى الله عليه وسلم

تم الجزء الثاني من كتاب الترتيب
بعون الله ومنه وكرمه وإعانته وجميل صنعه
والحمد لله وحده وصلى الله على من لا نبي
بعده محمد وآله وصحبه وسلم



الجزء الثالث


·    الباب الأول: الحجة على من قال أن أهل الكبائر ليسوا بكافرين
·    الباب الثاني : الحجة على من قال أن الإيمان قول بلا عمل
·    الباب الثالث : الحجة على من لا يرى الصلاة على موتى أهل القبلة ولا يرى الصلاة خلف كل بار وفاجر
o   
o    ما جاء في إنكار المنكر
o    ما جاء في النهي عن قتل الذراري والنساء
o    ما جاء في الدعوة إلى الإسلام والنهي عن القتال قبلها
o    ما جاء في التقية
o    ما جاء في الحجة على القدرية


·    الباب الرابع : في عذاب القبر والشهداء وولاية قريش والطاعة للأمير
·    الباب الخامس : السنة في التعظيم لله عز وجل
·    الباب السادس :علمني من غرائب العلم
·    الباب السابع : النهي عن الفكرة في الله عز وجل
·    الباب الثامن : الشرك أخفى من دبيب النمل
·    الباب التاسع : ما روي عن علي بن أبي طالب في التعظيم لله عز وجل ونفي التشبيه له سبحانه عن الأشباه
·    الباب العاشر : خطبة علي
·    الباب الحادي عشر : قصة اليهودي مع علي بن أبي طالب
·    الباب الثاني عشر : قصة القصاب مع علي بن أبي طالب
·    الباب الثالث عشر : ما روي عن ابن عباس في التعظيم لله عز وجل والتنزيه له سبحانه
·    الباب الرابع عشر : قصة نافع بن الأزرق مع ابن عباس
·    الباب الخامس عشر : قوله خلق الله آدم على صورته
·    الباب السادس عشر : ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعن عبد الله بن مسعود رحمه الله في تنزيه الباري سبحانه
·    الباب السابع عشر : ما روي عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى : ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )
·    الباب الثامن عشر : عن ابن عباس رضي الله عنه في النظر أيضا
·    الباب التاسع عشر : في النظر في اللغة
·    الباب العشرون : في قوله تعالى : (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ))
·    الباب الحادي والعشرين : قوله عز وجل : (( وما قدروا الله حق قدره ))
·    الباب الثاني والعشرين : في القبضة
·    الباب الثالث و العشرين : في اليد
·    الباب الرابع والعشرون : في قوله تعالى : (( ولأخذنا منه باليمين ))
·    الباب الخامس والعشرين : في اليد أيضا
·    الباب السادس والعشرين : في قوله تعالى : (( الله نور السماوات والأرض ))
·    الباب السابع والعشرين : في قوله تعالى : (( رب أرني أنظر إليك ))
·    الباب الثامن والعشرين : في قوله تعالى : (( الرحمن على العرش استوى ))
·    الباب التاسع والعشرين : ما قيل في الوجه
·    الباب الثلاثين : ما قيل في العين
·    الباب الحادي والثلاثين : ما قيل في النفس
·    الباب الثاني والثلاثين : ما قيل في اليد
·    الباب الثالث والثلاثين : في الصمد
·    الباب الرابع والثلاثين : قوله تعالى : (( يوم يكشف عن ساق ))
·    الباب الخامس والثلاثين : صخرة بيت المقدس
·    تنبيه
·    الباب الباب السادس والثلاثين :في قوله تعالى : (( هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء ))
·    الباب السابع والثلاثين : في قوله تعالى : (( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ))
تم الجزء الثالث من كتاب الترتيب
بعون الله ومنه وكرمه وإعانته وجميل صنعه
والحمد لله وحده وصلى الله على من لا نبي
بعده محمد وآله وصحبه وسلم

·    الجزء الرابع : رواية أبي سفيان
·    زيادة
·    الأخبار المقاطيع عن جابر بن زيد رحمه الله
·    وذكر لنا في حديث الشفاعة
تم الجزء الرابع من كتاب الترتيب
بعون الله ومنه وكرمه وإعانته وجميل صنعه
والحمد لله وحده وصلى الله على من لا نبي
بعده محمد وآله وصحبه وسلم



-----------------------------

* طبع هذا الجزء الأول من هذا الكتاب في موقع المجرة بواسطة العضو ( وضاح ) ، وتم نقله عن طريق هذا الرابط
* وجود حرف ( خ ) في الحواشي السفلية ربما يعني ( وفي نسخة أخرى ) .










تنبيهات
من مصححه الإمام الفاضل الشيخ عبد الله بن حميد السالمي عفا الله عنه وأكرمه



بسم الله الرحمن الرحيم

( التنبيه الأول ): اعلم أن هذا المسند الشريف أصح كتب الحديث رواية وأعلاها سندا وجميع رجاله مشهورون بالعلم والورع والضبط والأمانة والعدل والصيانة كلهم أئمة في الدين وقادة للمهتدين ، هذا حكم المتصل من أخباره ، وأما المنقطع بإرسال أو بلاغ فانه في حكم الصحيح لتثبت راويه ولأنه قد ثبت وصله من طرق أخر لها حكم الصحة فجميع ما تضمنه الكتاب صحيح باتفاق أهل الدعوة وهو أصح كتاب من بعد القرآن العزيز ، ويليه في الرتبة الصحاح من كتب الحديث .

( التنبيه الثاني ) : اعلم أن هذا المسند الشريف جميعه من رواية الربيع عم شيخ من شيوخه . وان للربيع زهاء خمسة وعشرين شيخا أخذ عن جميعهم وأكثر ما أخذ عن ضمام بن السائب البصري العماني عن جابر ثم عن أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة ثم أبي نوح صالح بن نوح الدهان البصري العماني ثم باقي الشيوخ وروايته عن ضمام قد اعتنى بجمعها الشيخ أبي صفرة عبد الملك بن صفرة ، ثم أكثر ما فيه من رواية أبي عبيدة عن جابر بن زيد وهو أحد شيوخ أبي عبيدة ، وله شيوخ كثيرة وأكثر ما أخذ عن صحار ابن العباس العبدي ، فالموجود في هذا الجامع انما هي روايته عن بعض شيوخه ، وأما روايته عن باقي الشيوخ فهي في غير هذا الكتاب .

( التنبيه الثالث ) : اعلم أن مرتب الكتاب وهو أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم ابن مياد الوارجلاني قد ضم إلى المسند آثارا احتج بها الربيع على مخالفيه في مسائل الاعتقاد وغيرها وهي أحاديث صحاح يعترف الخصم بصحتها وجعلها المرتب في الجزء الثالث من الكتاب ثم أنه ضم إلى ذلك روايات محبوب بن الرحيل ابن سيف بن هبيرة القرشي عن الربيع وروايات الإمام أفلح بن عبد الوهاب بن عبد الرحمن الرستمي عن أبي غانم بشر بن غانم الخرساني ومراسيل جابر بن زيد وجعل الجميع في الجزء الرابع من الكتاب فكانت أجزاء الكتاب أربعة : الأولان في أحكام الشريعة من أولها إلى آخرها بالسند العالي .

( التنبيه الرابع ) : ذكر البدر الشماخي أن أبا يعقوب أدخل في هذا الكتاب روايات الربيع عن ضمام والحال أنه لا يوجد فيه من هذا الطريق إلا حديث واحد في باب ما يجوز من النكاح وما لا يجوز في تزويج النبي r لميمونة ، وفي باب ما يجب الوضوء حديث رواة الربيع عن أبي عبيدة عن ضمام قال : بلغني عن ابن عباس يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ليس من مس عجب الذنب وضوء ولا على من مس موضع الاستحداد وضوء )) . وفي باب الضيافة والتيمم حديث رواه الربيع عن أبي عبيدة عن ضمام ابن السائب عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من آوى يتيما وقام به احتسابا لله وقع أجره على الله والله لا يضيع أجر من أحسن عملا )) .

( التنبيه الخامس ) : وقع في نسخة المسند تحريف من أقلام النساخ فاستعنا بالله على تصحيحه فاجتمعت لنا نسخ كثيرة ولكنها تتفق في مواضع على السقط حتى كأنها أخذت من نسخة واحدة فبيضنا لمواضع السقط ثم جاءتنا نسخة غلبت عليها الصحة من جناب شيخنا الكامل قطب الأئمة محمد بن يوسف أطفيش فوجدنا فيها ما أهملته النسخ العمانية فصححنا عليها نسختنا هذه فخرجت نسخة صحيحة جامعة لصواب النسخ تاركة لتحريفها . فمهما وجدت بياضا في نسخة الشرح فراجعه في هذه النسخة ، وكذلك إذا رأيت اختلافا في شيء من النسخ فان المعول في ذلك كله على هذه النسخة .

( التنبيه السادس ) : وقع في النسخ العمانيه سقط حديثين أحدهما في ذكر القرآن ، والثاني في طلب العلم ظفرنا بهما م نسخة القطب المذكورة فشرحناهما آخر الجزء الثالث من الشرح تتميما للفائدة والعلم عند الله تعالى والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .

تمت التنبيهات والحمد لله


الجزء الأول


بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء الأول من ترتيب الشيخ الأوحد الرئيس الأمجد أبي يعقوب يوسف أبن إبراهيم بن مياد الأباضي رضي الله عنه لمسند الإمام الربيع بن حبيب بن عمرو الفراهيدي الأزدي رضي الله عنه .


الباب الأول : في النية

1-قال أبو عمرو الربيع بن حبيب بن عمرو البصري : حدثني أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي عن جابر بن زيد الأزدي عن عبدالله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( نية المؤمن خير من عمله )) . وبهذا السند في رواية أخرى عنه علية السلام قال ( خ إنما ) (( الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى )) .

الباب الثاني : في ابتداء الوحي
2- قال الربيع بن حبيب : حدثني أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت : سأل الحارث بن هشام رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يأتك الوحي يا رسول الله ؟ قال : (( أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فيفصم عني وقد وعيت ما قال ، وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول )) قالت عائشة رضي الله عنها ولقد رأيته ينزل علية الوحي في اليوم الشديد البرد ويفصم عنه وأن جبينه ليتفصد عرقا . قال الربيع فيفصم عنه أي فينجلي .

الباب الثالث : في ذكر القرآن
قال الربيع حدثني أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((علموا أولادكم القرآن فانه أول ما ينبغي أن يتعلم من علم الله هو )) .

4- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا قرأت القرآن فرتله ترتيلا ولا تغنوا به فان الله يحب أن تسمع الملائكة لذكره )) .

5- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعلقة إن عاهد عليها أمسكها وان طلقها ذهبت )).

6- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من تعلم القرآن ثم نسيه حشر يوم القيامة أجذم )) قال الربيع : الأجذم المقطوع اليد .

7- أبو عبيدة عب جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال ما جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ستة نفر كلهم من الأنصار أبي ومعاذ وزيد وأبو أيوب وعثمان(1) والباقي من الصحابة قد يحفظ السور المعدودات من القرآن ومنهم من يحفظ السورة والسورتين .

8- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبو سعيد الخدري أن رجلا سمع رجلا يقرأ (( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد )) ويرددها فلما أصبح غدا على(2) رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فكان الرجل يتقللها(3) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( والذي نفسي بيده لإنها تعدل ثلث القرآن ))

9- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبى هريرة قال : أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع رجلا يقرأ ( قل هو الله أحد ) إلى آخرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( وجبت )) فقلت : ماذا يا رسول الله فقال : (( الجنة )) قال أبو هريرة فأردت أن أذهب إلى الرجل فابشره ثم خفت أن يفوتني الغداء مع الرسول ، فآثرت الغداء مع الرسول ثم ذهبت إلى الرجل فوجدته قد ذهب .

10- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغني أن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فسأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن شيء فلم يجبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سأله ثلاثا فلم يجبه فقال عمر عند نفسه ثكلتك أمك يا عمر نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم(4) ثلاثا وكل ذلك لا يجيبك ، قال عمر : فحركت بعيري حتى تقدمت أمام الناس فخشيت أن ينزل في قرآن فما مشيت إذ سمعت صارخا يصرخ فهرولت حتى جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فقال : (( أنزلت علي سورة هي أحب إلي مما طلعت علية الشمس )) ثم قرأ ( إنا فتحنا عليك فتحا مبينا ) .

11- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنب والحائض والذين لم يكونوا على طهارة (( لا يقرأن القرآن ولا يطؤون مصحفا بيدهم حتى يكونوا متوضئين ))

12- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسافر بالقرآن إلى ارض العدو لئلا يذهبوا به فينالوه . قال الربيع : يعني بالقرآن هاهنا المصحف .

13- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان قاعدا ذات يوم مع أصحابه إذ ذكر حديثا فقال : (( ذلك أوان ينسخ القرآن )) فقال رجل كالأعرابي : يا رسول الله ما النسخ وكيف ينسخ ؟ قال : (( يذهب بأهله ويبقى رجال كأنهم البغاث )) قال الربيع : البغاث أرذلة الطير(5) .

14- أبو عبيدة قال بلغني أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمع هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان على غير قراءته هو وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأنيها(6) فلببتتة بردائي فجئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله اني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على ما غير أقرأتنيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل : (( اقرأ )) فقرأ فقال رسول الله (( هكذا أنزلت قال عمر : فقال لي اقرأ فقرأت فقال هكذا أنزلت . إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف كلها شاف كاف فاقرءوا ما تيسر منه )) قال الربيع : قال ابو عبيدة : اختلف الناس في معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( انزل القرآن على سبعة أحرف )) قال بعضهم على سبع لغات ، وقال بعضهم على سبة أوجه : وعد ، ووعيد ، وحلال ، وحرام ، ومواعظ ، ونهي ، وخبر ما كان قبل ، وخبر ما هو كائن ، وأمثال ، وقد قيل لا يوجد حرف واحد من القرآن يقرأ على سبعة أوجه والله أعلم بحقيقة التفسير(7) .

15- أبو عبيدة قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نزلت عليه آيه قال : (( اجعلوها في سورة كذا وكذا(8) وما توفي رسول الله إلا والقرآن مجموع متلو )) .

16- قال الربيع بن حبيب عن عبد الأعلى بن داود عن عكرمة عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( انزل القرآن كله جملة واحدة في ليلة القدر إلى السماء الدنيا وكان الله إذا أراد أن يحدث في الأرض شيئا أنزل منه حتى جمعه )) قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي بالقضية فينزل القرآن بخلاف قضائه فلا يرد قضائه ويستقبل حكم القرآن .

17- قال الربيع عن يحيى بن كثير عن شعيب عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال : البقرة وآل عمران ، والنساء ، والمائدة ، والتوبة مدنيات ، والرعد مدنية إلا آية واحدة وهي ( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض ) والنحل ما فوق الأربعين من أولها إلى آخرها مدني والحج مدنية إلا أربع آيات وهي ( وما أرسلنا من قبلك من رسول _ إلى قولة _ عذاب يوم عقيم ) مكية والنور كلها مدنية والأحزاب كلها مدنية والقتال والفتح والحجرات كلها مدنيات ومن الحديد عشر سور متواليات إلى ( يأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك ) فهذا كله مدني ولم يكن الذين كفروا مدنية و إذا جاء نصر الله والفتح مدنية والمعوذتان مدنيتان ، فهذه سبع وعشرون سورة مدنيات وسائر القرآن مكي .



____________________________

(1) قوله زيد هو زيد بن ثابت وأبو زيد قيل ثابت والد زيد وقيل سعد القاري الأوسي وأبو أيوب خالد بن زيد وعثمان بن حنيف أخو سهل بن حنيف .
(2) خ : إلى .
(3) يقللها .
(4) قوله نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شرح الحديث نزرت برسول الله صلى الله عليه وسلم بتخفيف الزاي ويجوز تشديدها أي ألححت عليه .
(5)خ: أذلة الطير .
(6) خ: بازاراه.
(7) خ: التأويل.
(8) في سورة كذا موضع كذا .














الباب الرابع : في العلم وطلبة وفضلة
18- قال الربيع بن حبيب : حدثي أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( اطلبوا العلم ولو بالصين )).

19- ومن طريقه عن النبي عليه السلام قال : (( إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا لما يطلب )) قال الربيع : الأجنحة بدل من الأيدي .

20- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من سلك طريقا يطلب فيه(1) علما سهل الله له طريق إلى الجنة )) .

21- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من تعلم العلم لله عز وجل وعمل به حشره الله يوم القيامة آمنا ويرزق الورود على الحوض )) هكذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

22- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( تعلموا العلم فان تعلمه قربة إلى الله عز وجل وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة وان العلم لينزل بصاحبة منزلة الشرف والرفعة والعلم زين لأهل الدنيا والآخرة )) .

23- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( تعليم الصغار يطفئ غضب الرب )) .

24- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة(2) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( تعلموا العلم قبل أن يرفع ورفعه ذهاب أهله )) .

25- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من أراد الله به خيرا فقهه بالدين )) .

26- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال بلغني عن معاوية ابن أبي سفيان قال وهو على المنبر : (( أيها الناس انه لا مانع لما أعطى الله ولا معط(3) لما منع ولا ينفع ذا الجد منه الجد من يرد به خيرا يفقهه في الدين )) ثم قال سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الكلمات على هذه الأعواد يعني المنبر .

27- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( رسم المداد في ثوب أحدكم إذا كان يكتب علما كالدم في سبيل الله ولا يزال ينال به الأجر ما دام ذلك المداد في ثوبه)) .

28- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبن عباس قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إلى المسجد فوجد أصحابه عزين(4) يتذاكرون فنون العلم فأول حلقة وقف عليها وجدهم يقرئون القرآن فجلس إليهم وقال : (( بهذا أرسلني ربي )) ثم قام إلى الثانية فوجدهم يتكلمون في الحلال والحرام فجلس إليهم ولم يقل شيئا ، ثم قام إلى الثالثة فوجدهم يذكرون توحيد الله عز وجل ونفي الأشباه والأمثال عنه فجلس إليهم كثيرا ثم قال : (( بهذا أمرني ربي )) قال جابر : لأن التوحيد معرفة الله عز وجل ومن لا يعرف توحيد الله فليس بمؤمن .

29- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال أدركت ناسا من الصحابة أكثر فتياهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم يقولون(5) قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يغتسل منه أو يتوضأ ))

30- أبو عبيدة قال : بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( خلفت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا أبدا كتاب الله عز وجل فما لم تجدوه في كتاب الله ففي سنتي فما لم تجدوه في سنتي فإلى أولي الأمر منكم )) .

31- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال بلغني عن رسول الله أنه بينما هو جالس في المسجد إذ أقبل عليه ثلاثة نفر فقصد اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب واحد في حاجته فلما وقفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم(6) سلما فقصد أحدهما إلى فرجة في الحلقة فقعد فيها وجلس الآخر خلف الحلقة فقال رسول الله : (( ألا أخبركم بأمر النفر الثلاثة )) فقالوا : بلى يا رسول الله قال : (( أما أحدهما فآوى إلى الله فآواه الله إليه ، وأما الآخر فاستحيا من الله فاستحي الله منه وأما الثالث فأعرض فأعرض الله عنه )) .

_______________________________

(1) خ: يلتمس .
(2) خ: معطي.
(3) عن أبي هريرة في نسخة القطب عن أنس بن مالك عن أبي هريرة .
(4) عزين وعزون جمع عزة وزن عدة : الطائفة من الناس والجماعات .
(5) خ: ويقولون.
(6) خ: وأصحابه.

















الباب الخامس : في طلب العلم لغير الله عز وجل وعلماء السوء
32- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ويل لمن لم يعلم مرة ، وويل لمن يعلم(1) ولا يعمل مرتين )) .

33- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من تعلم العلم ليباهي به العلماء أو ليماري به السفهاء لقي الله يوم القيامة وهو خائب من الحسنات )) .

34- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من تعلم العلم للعظمة والرفعة أوقفه الله تعالى موقف الذل والصغار يوم القيامة وجعله الله عليه حسرة وندامة حتى(2) يكون العلم لأهله زينا )) .

35- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من أفتى مسألة أو فسر رؤيا بغير علم كان كمن وقع من السماء إلى الأرض فصادف بئرا لا قعر له ولو أنه أصاب الحق )) .

36- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وأعمالكم مع أعمالهم يقرؤون القرآن ولا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية تنظر في النصل فلا ترى شيئا ثم تنظر في القدح فلا ترى شيئا ثم تنظر في الريش فلا ترى شيئا وتتمارى في الفوق )) قال الربيع : النصل حديدة السهم والقدح السهم الذي فيه الحديدة وريش السهم الذي يوضع فيه الوتر(3) . ويروى أيضا (( وينظر إلى القديدة فلا ترى شيئا )) والقديدة رأس السهم .

37- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عبد الله بن عمر قال : قدم رجلان من المشرق فخطبا فأعجب(4) الناس بيانهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن من البيان لسحرا )) قال الربيع : إنما يعني بالبيان المنطق(5) بالناس حتى يأخذ قلوبهم وأسماعهم .
_______________________

(1) قوله : لمن لم يعلم مرة في نسخة القطب لمن لا يعلم ولم يعلم مرة.
(2) خ: حين .
(3) قوله : وريش السهم الذي يوضع فيه أي يوضع في السهم ليقوي سيره عند الرمي ، والوتر بفتحتين حبل القوس وفي النسخة سقط أشرنا اليه برمز التمريض والصواب الفوق الذي يوضع فيه الوتر وفي نسخة القطب اسقاط ذكر الريش متنا وشرحا ونصها (( ثم تنظر في القدح فلا ترى شيئا ثم تتمارى في الفوق )) قال الربيع : النصل حديدة السهم والقدح السهم الذي فيه الحديدة والفوق رأس السهم الذي يوضع فيه الوتر قال الربيع : ويروى أيضا في القديدة الخ .
(4) فعجب الناس بيانهما .
(5) قوله يعني بالبيان المنطق في نسخة القطب يعني نطق اللسان لا يزال بالناس الخ .







الباب السادس : في الأمة أمه محمد
38- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((خير أمتي قوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ويعملون بأمري ولم يروني فأولئك لهم الدرجات العلى إلا من تعمق في الفتنة )) .

39- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ما كان الله ليجمع أمتي على ضلال )) .


40- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إنكم ستختلفون من بعدي فما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فعني وما خالفه فليس عني )) .

41- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ستتفرق أمتي عل ثلاث وسبعين فرقة كلهن في النار خلا واحدة ناجية وكلهم يدعي تلك الواحدة )) .

42- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لعن الله من أحدث في الإسلام حدثا أو آوى محدثا )) .

43- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة فقال : (( السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون وودت أني(1) رأيت إخواني ))قالوا يا رسول الله ألسنا بإخوانك قال :(( بل أنتم أصحابي وإنما إخواني الذين يأتون من بعدي وأنا فرطهم على الحوض )) قالوا يا رسول الله كيف تعرف من يأتي بعدك(2) قال (( أرأيتم لو كان لرجل خيل غر محجلة في خيل دهم بهم ألا يعرف خيله ؟ )) قالوا بلى يا رسول الله قال :(( فانهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين من اثر الوضوء وأن فرطهم على الحوض وليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال فأناديهم ألا هلم فيقال(3) انهم بدلوا بعدك فأقول فسحقا فسحقا )) .


_________________________________

(1) خ : لو أني .
(2) خ : من أمتك .
(3) خ : لا .








الباب السابع : في الولاية والإمارة
44- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يزال الأمر – يعني الولاية – في قريش ما دام فيهم رجلان – وأشار بإصبعيه – ولكن الويل لمن أفتى بالملك )) .

45- قال الربيع بلغني عن ابن مسعود الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقريش : (( لن يزال هذا الأمر فيكم وأنتم ولاته ما لم تحدثوا فإذا فعلتم سلط الله عليكم شرار خلقه فليلحونكم كما يلحى هذا القضيب )) لقضيب كان في يده .

46- قال الربيع بلغني أن عبادة بن الصامت أقبل حاجا من الشام فقدم المدينة فأتى عثمان بن عفان فقال(1) : ألا أخبرك بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ؟ قال : بلى . قال : سمعته يقول (( سيكون من بعدي أمراء يقرؤون كما تقرؤون ويعملون ما تنكرون فليس لأولئك(2) عليكم طاعة )) .

47- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من أطاع أمري(3) فقد أطاعني ومن عصى أمري(4) فقد عصاني ألا إن الفتنة هاهنا )) وأشار بيده ثلاثا إلى المشرق .

48- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل ورجل متعلق قالبه بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه ورجلان تحابا في الله اجتمعا وتفرقا على ذلك ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه بالدموع من خشية الله ورجل دعته امرأة ذات حسن وجمال فقال إني أخاف الله رب العالمين ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه ))

49- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد )) .

____________________________________________

(1) خ : فقال له.
(2) خ : لاولئكم .
(3) خ : أميري .
(4) خ : أميري .









الباب الثامن : في الرؤيا
50- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة عن أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من صلاة الغداة قال : ((هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا ويقول انه ليس يبقى من بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة )) .

51- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة )) .

52- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : أدركت(1) ناسا يروون عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( الرؤيا من الله والحلم من الشيطان فإذا رأى أحدكم ما يكره فليتفل(2) عن يساره ثلاث مرات إذا استيقظ وليتعود بالله من شرها فإنها لن(3) تضره إن شاء الله )) . وقال : قال أحدهم(4) : إني كنت لأرى الرؤيا هي أثقل علي من الجبل فلما سمعت هذا الحديث فما كنت أبالي بها .

53- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من أفتى مسألة أو فسر رؤيا )) الحديث(5) .

54- أبو عبيدة عن طريق أبن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( أراني الليلة عند الكعبة فرأيت رجلا آدم كأحسن ما إن يرى(6) من آدم الرجال له لمة كأحسن ما إن يرى(7) من اللمم قد رجلها وهي تقطر ماء متكئا على عواتق رجلين يطوف بالكعبة فسألت من هذا فقيل لي المسيح بن مريم علها السلام(8) ثم إذا أنا برجل جعد قطط أعور العين اليمنى كأنها عنبة طافية فسألت من هذا فقيل لي المسيح الدجال )) .

____________________

(1) خ : سمعت .
(2) خ : فلينفث .
(3) خ : لا .
(4) قوله أحدهم هو أبو سلمة ابن عبد الرحمن بن عوف .
(5) قوله الحديث إشارة إلى تقدمه في آخر باب طلب العلم لغير الله .
(6) خ : ما أنت راء .
(7) ما أنت راء .
(8) خ : عليه السلام .









الباب التاسع : في الإيمان والإسلام والشرائع
55- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال بلغني عن طلحة بن عبيدالله قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس يسمع دوي صوته ولا يفقه قوله حتى دنا(1) فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال له رسوا الله صلى الله عليه وسلم : (( خمس صلوات في اليوم والليلة . قال غيرها ؟ قال : لا إلا أن تطوع . فقال رسول الله : وصيام شهر رمضان . قال : هل غيره ؟ قال : لا إلا أن تطوع ثم قال رسوا الله : والزكاة . ثم قال : هل غيرها ؟ قال : لا إلا أن تطوع قال فأدبر الرجل وهو يقول لا أزيد(2) على هذا ولا أنقص منه قال رسول الله : أفلح(3) إن صدق )) .

56- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم (( الإحسان أن تعمل لله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك )) .

57- قال الربيع بلغني عن عبادة بن الصامت قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له يا نبي الله أي العمل(4) أفضل فقال : (( إيمان بالله وتصديق به وجهاد في سبيله – فقال أريد أهون من ذلك فقال – لا تتهم الله في شئ قضى لك به )) .

58- أبوعبيدة عن جابر بن زيد عن ابن مسعود الأنصاري قال أشار النبي صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمين فقال : (( ألا إن الإيمان هاهنا وان الفتنة(5) وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرنا الشيطان ربعة ومضر )) .

__________________________________

(1) خ : إذا دنا .
(2) خ : والله لا أزيد .
(3) خ : الرجل .
(4) خ : الأعمال .
(5) خ : القسوة .











الباب العاشر : في ذكر الشرك والكفر
59- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من أشرك ساعة أحبط عمله فان تاب جدد له عمله ))

60- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يقول الله تبارك وتعالى من عمل عملا أشرك فيه غيري فهو له كله وأنا أغنى الشركاء عن الشرك ))

61- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : (( من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية))

62- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن صلى بأصحابه صلاة الصبح بالحديبية في أثر سماء كان من الليل فلما انصرف عن صلاته أقبل على الناس فقال : (( هل تدرون ما قال ربكم ؟ - قالوا الله ورسوله أعلم – قال : قال أصبح من عبادي مؤمن وكافر ، فأما من قال مطرنا بفضل الله وبرحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكواكب وأما من قال مطرنا بنو كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكواكب )) .

63- قال الربيع قال أبو عبيدة : بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن كان زيد بن عمر لأول من عاب علي(1) عبادة الأصنام والذبح عليها ولك أني أقبلت من الطائف ومعي زيد بن حارثه ومعنا خبز ولحم وكانت قريش آذت زيد بن عمرو حتى خرج من بين أظهرنا فمررت به وعرضت عليه السفرة فقال يا بن أخي أنتم(2) تذبحون على أصنامكم هذه فقلت نعم فقال لا آكلها ثم عاب الأصنام والأوثان ومن يطعمها ومن يدنو منها – قال رسول الله صلى الله عليه وسلم – والله ما دنوت من الأصنام شيئا حتى أكرمني الله بالنبوة )) قال وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو أبن أربعين سنة وقرن معه اسرافيل ثلاث سنين ولم يكن ينزل عليه شئ ثم عزل عنه إسرافيل وقرن معه جبريل عليه السلام فنزل عليه القرآن عشر سنين بمكة وعشر سنين بالمدينة فمات رسول الله وهو ابن ثلاث وستين سنة

64- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( رأس الكفر نحو المشرق والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل والجهل في الفدادين أهل الوبر والسكينة في أهل الغنم )) .

65- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من قال لأخيه(3) يا كافر فقال له أنت الكافر فقد باء بالكفر أحدهما والبادي أظلم )) . قال الربيع : استحق اسم الكافر دون صاحبه لقوله يا كافر .

66- أبو عبيدة قال : بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((الرياء يحبط العمل كما يحبطه الشرك )) .

____________________

(1) قوله عاب علي بتشديد الياء أي ذكر عيب ذلك عندي ولم يكن صلى الله عليه وسلم دنا من الأصنام شيئا ولا ذبح عليها ولكن كان قومه يفعلون ذلك فظن زيد بن عمر أن السيرة واحدة وذلك قبل النبوة فلهذا ذكر عيبها عنده وهو صلى الله عليه وسلم لم يزل مسددا موفقا أه .
(2) خ : انما .
(3) خ : المسلم .




الباب الحادي عشر : في الحب
67- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا أحب الله عبدا قال يا جبريل إني قد أحببت فلانا فاحببه فيحبه جبريل عليه السلام ثم ينادي في أهل السماء ألا إن الله قد أحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في أهل الأرض ، وإذا بغض الله عبدا فمثل ذلك )) .

68- ومن طريق أبي هريرة(1) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يقول الله تبارك وتعالى يوم القيامة أين المتحابون لأجلي(2) اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي )) .

69- قال أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغني عن معاذ ابن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يقول الله تبارك وتعالى للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في والمتدالين(3) في )) .

70- أبوعبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( قال الله عز وجل إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه وإذا كره عبدي لقائي كرهت لقاءه )) .


_____________________________

(1) قوله ومن طريق أبي هريرة في نسخة القطب ذكر السند وهو قول أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة ثم ذكره .
(2) خ : لجلالي .
(3) وفي نسخة المتأدبين في مكان المتدالين في ، وفي نسخة أخرى بالجمع بينهما ، وفي نسخة القطب المتباذلين في .













الباب الثاني عشر : في القدر والحذر والتطير
71- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( كل شئ بقضاء وقدر حتى العجز والكيس )) .

72- قال الربيع بلغني عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( انك لن تجد ولن تؤمن وتبلغ حقيقة الإيمان حتى تؤمن بالقدر خيره وشره أنه من الله )) . قال : قلت يا رسول الله كيف لي أن أعلم خير القدر وشره ؟ قال : تعلم أن ما أخطئك لم يكن ليصيبك ، وما أصابك لم يكن ليخطئك فان مت على غير ذلك دخلت النار )) .

73- أبو عبيدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا هامة ولا عدوى ولا صفر )) قال الربيع : ( لا عدوى ) أي لا يتحول شئ من المرض إلى غيره فيعدو(1) ( ولا هامة ) كان أهل الجاهلية يقولون إذا مات الإنسان خرجت من رأسه هامة وهي التي تقتله ، ( ولا صفر ) كانوا في الجاهلية يحرمون شهر صفر عاما ويحرمون شهر محرم عاما(2) فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك كله . وقال آخرون(3) إذا مات أحد في الجاهلية به صفر وهي التي تقتله فنهى النبي عن ذلك .

74- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يرد(4) هائم على مصح )) قال الربيع : الهائم الذي جربت ماشيته أو مرضت والمصح الذي ليس في ماشيته ما يكره يعني لا ينزل بماشيته عليه فيضر به والضرر لا يحل .

_____________________________

(1) خ : فيعدي .
(2) قوله شهر صفر وشهر محرم في نسخة القطب اسقاط لفظ شهر في الموضعين وهي أصح .
(3) قوله آخرون يعني من أهل الجاهلية فهم في الصفر على طريقتين منهم من يطلقه على النسيء ومنهم من يطلقه على الحية المتوهمة .
(4) خ : لا يورد











الباب الثالث عشر : في الفتنة
75- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ألا إن الفتنة هاهنا )) وأشار بيده نحو المشرق . قال جابر بن زيد : قال ابن عباس : والناس ينتظرونها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تشعبت من نحو المشرق فالناجي من نجى منا الهالك من هلك فيها .

76- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( يوشك أن يكون خير مال المسلم غنما يتبع بها شغف الجبال ومواضع المطر يفر بدينه من الفتنة )) قال الربيع : شغف الجبال رؤوسها .

الباب الرابع عشر : في الاستجمار
77- أبو عبيدة عن جابر بن زيد(1) عن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تستقبلوا القبلة ببول ولا غائط )) قال جابر : فسألت عن ذلك ابن عباس قال : ذلك إذا كان في الصحاري والقفار وأما في البيوت فلا بأس لأنه قد حال بين الناس وبين القبلة حيال(2) وهو الجدار .

78- أبو عيدة عن جابر بن زيد قال بلغني عن عبد الله بن عمر قال : دخلت على حفصة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا لحاجته بين لبنتين مستدبر الكعبة مستقبلا بيت المقدس قال أبو عبيدة : قال جابر : فمن أجل هذا أباح ابن عباس استقبال القبلة في البيوت

79- أبو عبيدة عن أبي أيوب الأنصاري صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو بمصر : والله ما(3) أدري كيف أصنع بهذه الكرائس(4) وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا ذهب أحدكم لبول أو غائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها بفرجه )) . قال الربيع : قال أبو عبيدة : ولقد أتينا على هذا الأمر في حديث جابر بن زيد وقد بينا ما قيل فيه وما روي والله أعلم .

80- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( أنا لكم(5) مثل الوالد أعلمكم أمر دينكم )) ، وأمر أن يستنجى(6) بثلاث أحجار ونهى عن الروث والرمة وهي العظام الباليه .

81- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغني عن ابن مسعود قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا أراد القيام إلى حاجة الإنسان(7) قال : (( ائتني بالأحجار )) قال : فأتيته بحجرين و روثة فاستنجى بالحجرين وألقى الروثة ، وقال : (( انها ركس )) قال جابر : وقد سمعت ناسا من الصحابة يقولون إنما نهى النبي عن الاستنجاء بالعظم و الروث لأن العظم زاد إخوانكم من الجن ، والروث زاد دوابهم قال جابر بن زيد : والذي أدركت عليه ابن عباس يقول : الاستنجاء بثلاث أحجار .

82- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من توضأ فليستنثر ومن استجمر فليوتر )) .

83- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم (( نهى عن البول والغائط في الأجحرة )) قال ابن عباس : إنما نهى عن ذلك عليه السلام لأنها مساكن إخوانكم من الجن .

84- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان من آدابه(8) لا يكشف إزاره إذا أراد حاجة الإنسان حتى يقرب من الأرض قال : وقد مر برسول الله صلى الله عليه وسلم رجل وهو يريد البول فسلم عليه فلم يرد عليه السلام

85- ومن طريقه(9) عنه عليه السلام قال : (( لا تستقبلوا القبلة ببول ولا غائط )) .

86- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة وكل وضوء )) .

____________________________________

(1) خ : قال بلغني .
(2) خ : حائل .
(3) خ : لا .
(4) قوله الكرائس في الكنف .
(5) خ : إنما أنا لكم .
(6) خ : يستجمر .
(7) خ : لحاجته .
(8) خ : أدبه .
(9) قوله ومن طريقه في نسخة القطب ذكر السند وهو أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكره .

















الباب الخامس عشر : في آداب الوضوء وفرضه
87- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة(1) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا لأنه لا يدري أين باتت يده )) .

88- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه )) . قال الربيع : قال أبو عبيدة : ذلك ترغيب من النبي صلى الله عليه وسلم في نيل الثواب الجزيل في ذكر الله .

89- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه توضأ مرة فقال : (( هذا وضوء لا تقبل الصلاة إلا به )) ثم توضأ اثنين اثنين فقال : (( من ضاعف ضاعف الله له )) ثم توضأ ثلاثا ثلاثا فقال : (( هذا وضوئي ووضوء الأنبياء من قبلي )) .

90- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي قال : (( خللوا بين أصابعكم في الوضوء(2) قبل أن تخلل بمسامير من نار )) .
91- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا إيمان لمن لا صلاة له ولا صلاة لمن لا وضوء له و لا صوم إلا بالكف عن محارم الله )) .

92- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ويل للعراقيب من النار وويل لبطون الأقدام من النار )) . قال الربيع : أراد بذلك النبي صلى الله عليه وسلم أن تعرك بالماء ويبالغ في غسلها .

93- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال للقيط بن صبرة (( إذا استنشقت فبالغ إلا أن تكون صائما )) . وفي رواية أخرى عن ابن عباس بهذا السند أنه قال للقيط ابن صبرة أو لغيره (( إذا توضأت فضع في أنفك ماء ثم استنثر )) .

94- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أنه تمضمض واستنشق من غرفة واحدة )) .

95- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (( كان متخذا منديلا يمسح به بعد الوضوء ، وكان بعض أزواجه يناوله إياه فيجفف به )) قال الربيع : قال أبو عبيدة : المعمول(3) به عندنا أن لا يمسح أعضاءه بعد الوضوء وهو استحباب من أهل العلم وترغيب منهم في نيل الثواب مادام الماء في أعضائه .

96- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم (( أنه مسح ببعض رأسه في الوضوء )) .

97- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم(4) قال : ((الأذنان من الرأس )) قال وبلغني عنه عليه السلام أنه غرف غرفة واحدة فمسح بها رأسه وأذنيه .
______________________________

(1) قوله عن أبي هريرة في نسخة القطب عن ابن عباس مكان أبي هريرة .
(2) وفي نسخة بإسقاط قوله في الوضوء وفي أخرى بالماء في الوضوء .
(3) قوله المعمول به عندنا الخ هذا منه رضي الله عنه إشارة إلى أن الحديث منسوخ .
(4) قوله سمعت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ في نسخة القطب عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والإرسال ثابت


الباب السادس عشر : في فضائل الوضوء
98- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؛ إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخُطَا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلك الرِّباط )). قالها ثلاثا.

99- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إذا توضأ العبد المسلم فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينه آخر قطر الماء فإذا غسل يديه خرجت منهما كل خطيئة بَطَشَها بهما ثم كذلك حتى يخرج نَقِيًّا من الذنوب )).

100- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة الحديث المذكور في باب الأمة .

101- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغني عن عثمان ابن عفان أنه جلس على المقاعد(1) فجاء المؤذن فأذن لصلاة العصر فدعا بماء فتوضأ ثم قال : والله لأحدثنكم حديثا لولا أنه من كتاب الله ما حدثتكموه ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((ما من امرئ يتوضأ فيحسن وضوءه لصلاته ثم يصليها إلا غفر الله له ما بينها وبين الصلات الأخرى حتى يصليها )) قال الربيع : يريد بقوله لولا أنه في كتاب الله قول الله عز وجل ( أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) .

_____________________________________

(1) قوله المقاعد هي مجالس كانوا يجلسون فيها في سوق المدينة












الباب السابع عشر : ما يجب منه الوضوء
102- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( الوضوء من المَذْي والغُسْل من المَنْي )) .

103- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: بلغني عن علي بن أبي طالب أنه أمر المِقداد بن الأسود يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل دنا من أهله فخرج منه المذي ، ماذا عليه قال عليٌّ: أنا أستحي من رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل ابنته عندي ، فجاء المِقداد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن ذلك فقال: ((إذا وجد أحدُكم ذلك فليَنْضَح ذَكَرَه بالماء ثم يتوضأ للصلاة)) .

104- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال: قال بلال: حدثني أبو بكر الصديق- رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( لا يُتَوَضَّأ من طعام أحل الله أكله )).

105- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( الغِيبة تُفَطِّرُ الصائم وتنقض الوضوء )) .

106- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إذا شك أحدكم في صلاته فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يَشُمَّ ريحا )).

107- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا مست المرأة فَرْجَها فلتتوضأ )).

108- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: بلغني عن عُرْوَة بن الزبير يقول: عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ( يُقَبِّلُني رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يصلي ولا يتوضأ ).

109- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من قاء أو قَلَسَ فليتوضأ )).

110- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة رضي الله عنها قالت: فَقَدْتُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فوجدته يصلي فطلبته فَوَقَعَتْ يدي على أَخْمُصْ رجليه وهما منصوبتان وهو يقول : (( أعوذ بعفوك من عقابك وبرضاك من سخطك )). قال جابر: وهذا الحديث يدل على إزالة(1) الوضوء من مس الرجل امرأته.

111- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: قالت عائشة رضي الله عنها : ( قدمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم حِيْساً مُلَتَّتاً بسَمْن فأكل منه ولم يتوضأ ). قال الربيع: الحِيس: السَّوِيق المُلَتَّتْ بالسَّمْن.

112- أبو عبيدة عن ضِمام بن السائب قال: بلغني عن ابن عباس يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( ليس على من مَسَّ عَجَمَ الذَّنَبِ وضوء ولا على من مَسَّ مَوْضِعَ الإِسْتِحْداد وضوء )).

113- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( القَيْء والرُّعَاف لا ينقضان الصلاة فإذا انْفَلَتَ المُصَلِّي بهما توضأ وبنى على صلاته )).

114- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُوْتِي بِكَتْفٍ مُؤَرَّبَة فأكل(2) ثم صلى ولم يتوضأ. قال الربيع: المُؤَرَّبَة: المُوَفَّرَة.

115- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( إذا مس أحدكم ذَكَرَهُ فليتوضأ )).

116- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عُروة بن الزُّبَير قال: دخلت على مروان بن الحكم قال: فتذاكرنا ما كان(3) من نَقْضِ الوضوء. قال: قال مروان: من مس ذَكَرَهُ فليتوضأ. قال: فقلت له: ما أعلم ذلك. فقال مروان: أخبرتني بِسْرَة بنت صَفوان أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( إذا مس أحدكم ذَكَرَهُ فليتوضأ )).

____________________

(1) قوله على إزالة الوضوء يحتمل وجهين أحدهما رفع وجوب الوضوء عنه بمعنى أن وضوء الأول باق فلا يجب عليه تجديد الوضوء والثاني نقض عليه وضوئه فيجب عليه التجديد فتكون الإزالة على هذا الوجه بمعنى النقض وهو الظاهر من كلامه والوجه الأول أنسب بالقواعد وعليه حمله غير واحد والله أعلم .
(2) خ : فأكلها .
(3) خ : يكون .



















الباب الثامن عشر : في النوم الذي ينقض الوضوء
117- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال: سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى غط فنفخ فقام فصلى. فقلت: يا رسول الله قد نمت. فقال صلى الله عليه وسلم : (( إنما الوضوء على من نام مضطجعا )).

118- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( العينان وكاء الدبر )). قال الربيع: الوكاء: الخيط(1) الذي يشد به فم القربة.

119- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينامون جلوسا حتى تخفق رؤوسهم ثم يصلون ولا يتوضئون والنبي صلى الله عليه وسلم يشاهدهم على تلك الحالة ولا يأمرهم بإعادة الوضوء.

120- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: بلغني عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه ينام قاعدا ثم يصلي ولا يتوضأ.

______________________

(1) خ : الحبل















الباب التاسع عشر : في المسح على الخفين
121- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح على خفه(1) قط.

122- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: ( ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح على خفه(2) قط وإني وددت أن يقطع الرجل رجليه من الكعبين أو يقطع الخفين من أن يمسح عليهما ).

123- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: أدركت جماعة(3) من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألتهم هل يمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على خفيه؟ قالوا(4) : لا. قال جابر: كيف يمسح الرجل على خفيه والله تعالى يخاطبنا في كتابه بنفس الوضوء والله أعلم بما يرويه مخالفونا في أحاديثهم.

124- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: بلغني عن علي بن أبي طالب أنه انكسر إحدى زنديه فسأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يمسح على الجبائر قال(5) : (( نعم )).

125- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( لأن أحمل السكين على قدمي أحب إلي من أن أمسح على الخفين ) .

126- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: بلغني أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان متخذا منديلا يمسح به عند الوضوء وكان بعض نسائه يناوله إياه ويجفف به. والحديث مذكور في باب آداب الوضوء.

127- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مسح ببعض رأسه في الوضوء .

128- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: سمعت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الأذنان من الرأس )). قال: وبلغني عنه عليه السلام أنه غرف غرفة فمسح بها رأسه وأذنيه.

____________________________

(1) خ : خفيه .
(2) خ : خفيه .
(3) خ : جملة .
(4) خ : فقالوا .
(5) خ : فقال .







الباب العشرون : جامع الوضوء
129- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: بلغني عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أن لبدء الوضوء شيطانا يقال له الولهان فاحذروه )). قال الربيع: وإنما قيل له الولهان لأنه يلهي النفوس.

130- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يعقد الشيطان على قافية أحدكم إذا هو نام ثلاث عقدات يضرب مكان كل عقدة عليك ليل طويلا(1) فارقد فإذا استيقظ وذكر الله انحلت عقدة فإذا توضأ انحلت عقدة فإذا صلى انحلت عقدة فيصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان )).

131- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال: حان وقت الصلاة فالتمس الناس وضوءا فلم يجدوه فأوتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء فوضع يده في الإناء فأمر الناس أن يتوضئوا. قال أنس: فرأيت الماء ينبع من تحت أصابع النبي صلى الله عليه وسلم فتوضؤا إلى آخرهم(2) . قال الربيع: الوضوء بفتح الواو وهو الماء الذي يتوضأ به ، والوضوء بضم الواو وهو الفعل.

_________________________________

(1) خ : ليل طويل .
(2) قوله فتوضؤا إلى آخرهم في نسخة القطب حتى توضأ إلى عند آخرهم .
الباب الحادي والعشرين : فيما يكون منه غسل الجنابة
132- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( الوضوء من المذي والغسل من المني )).

133- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال سألت عائشة: هل كان يغتسل رسول الله صلى الله عليه وسلم من جماع ولم ينزل؟ قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع بنا ذلك ويغتسل ويأمرنا بالغسل ويقول: (( الغسل واجب إذا التقى الختانان )).

134- قال جابر: قالت عائشة- رضي الله عنها- يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( إذا قعد الرجل من المرأة بين شعبها(1) وجب الغسل )).

135- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: بلغني عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الماء من الماء )). يعني لا يكون الغسل على الرجل حتى ينزل ولو التقى الختانان. قالت عائشة وأم سلمة زوجا النبي صلى الله عليه وسلم : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك ويغتسل ويأمر نساءه بالغسل ويقول: (( إذا التقى الختانان فالغسل واجب أنزل الرجل أو لم ينزل )) . والله أعلم بما يروى عن أبي بن كعب وهو من علماء الصحابة وفضلائها(2) .

136- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: برح الخفاء يا رسول الله. المرأة ترى في النوم ما يرى الرجل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((عليها الغسل إذا أنزلت )).

137- عن جابر بن زيد عن زيد بن ثابت قال: بلغني أن أم سليم امرأة أبي طلحة الأنصاري جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ قال: ((نعم إذا هي رأت الماء )). قال جابر: وقد جاء في ذلك عن كثير من الصحابة إزالة الغسل عنها إلا الوضوء.

_____________________________

(1) خ : شعبيها .
(2) خ : وفضلائهم .









الباب الثاني والعشرين : في كيفية الغسل من الجنابة
138- أبو عبيدة عن جابر عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الغسل من الجنابة بدأ فغسل يديه(1) ثم يتوضأ كما يتوضأ للصلاة ثم يدخل أصابعه في الماء ويخلل بها أصول شعر رأسه ثم يصب على رأسه ثلاث مرات(2) بيده ثم يفيض الماء على جسده كله وهذا بعد الاستنجاء(3) .

139- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( تحت كل شعرة جنابة فبلوا الشعر وانقوا البشر )).

140- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( أمرني حبيبي جبريل- عليه السلام- أن أغسل فنيكتي وعنفقتي وعنقفتي عند الجنابة )). قال الربيع: قال أبو عبيدة: وعليه مع ذلك غسل رفغيه ومأبضيه ومسربته وسرته وكل ما بطن من جسده. قال الربيع: الفنيكة: هي المسربة التي في وسط الشارب والعنفقة: هي المسربة التي في الرقبة من خلف قفاء الرأس والعنقفة: هي الشعيرات المنحازة من اللحية تحت الشفة السفلى والرفغان: ما بين الذكر والفخذين والمأبضان: ما تحت الركبتين والمسربة: هي التي فصلت الصدر إلى السرة.

141- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: بلغني عن أسامة بن زيد قال: جاءت أم سلمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تستفتيه لامرأة جاءتها فقالت: امرأة تشد شعر رأسها، هل تنقضه لغسل الجنابة؟ قال: (( يكفيها أن تحثي عليه ثلاث حفنات(4) من ماء واغمزي قرونك عند كل حثية ثم تفيضين عليك من الماء وتطهرين )).

142- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة أنها قالت: ( كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد ).

143- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة أنها قالت: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يغسل(5) من إناء - وهو الفرق- من الجنابة ) . قال الربيع: الفرق: مكيال أهل الحجاز وهو ستة عشر رطلا.

144- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنب أن يغتسل في الماء الدائم ونهى عن الوضوء بفضل المرأة وكذلك في الرجل.

145- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: بلغني عن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- قال: يا رسول الله تصيبني الجنابة من الليل(6) ماذا أصنع؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( توضأ واغسل ذكرك ثم نم )). قال الربيع: قال أبو عبيدة: معنى توضأ ليس بوضوء الصلاة وهو غسل اليدين.

_____________________________________________

(1) خ : يغسل .
(2) خ : غرفات .
(3) خ : ما استنجى .
(4) خ : حثيات .
(5) خ : يغتسل .
(6) خ : بالليل .




الباب الثالث و العشرين : جامع النجاسات
146- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أباح للعرنيين- قوم من العرب- أن يشربوا من أبوال الإبل والبهائم وألبانها مع الضرورة(1) .

147- أبو عبيدة عبيدة عن جابر بن زيد قال: قالت أسماء بنت أبي بكر الصديق- رضي الله عنه- جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن امرأة وقع في ثوبها دم من دم الحيضة كيف تصنع؟ قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا أصاب ثوب إحداكن دم من دم الحيضة فلتعركه ثم لتنضحه بماء ثم تصلي )).

148- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( المني والمذي والودي ودم الحيضة(2) ودم النفاس نجس لا يصلى بثوب وقع فيه شيء من ذلك حتى يغسل ويزول أثره )).

149- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال:(( دم الإستحاضة نجس لأنه دم عرق ينقض الوضوء)).

150- أبو عبيدة عن جابر بن زيد أن امرأة سألت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني امرأة أطيل ذيلي وأمشي في المكان القذر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يطهره ما بعده )).

151- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: كنت أغسل ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المني ثم يخرج إلى الصلاة والماء يقطر منه.

152- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال: إن أم قيس بنت محصن أتت بابن لها صغير لم يأكل الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلسه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره فبال على ثوبه فدعا بماء فنضحه نضحا(3) ولم يغسله.

153- أبو عبيدة عن جابر بن زيد(4) قال: بلغني عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليهرقه(5) وليغسله سبع مرات أولاهن وأخراهن بالتراب)) . قال الربيع: قال ضمام بن السائب: يكفي من ذلك ثلاث مرات.

154- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: سمعت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليهرقه وليغسله سبع مرات )). قال جابر: وفي الثلاث كفاية إن شاء الله.

155- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات )).

________________________________________

(1) قوله مع الضرورة زيادة لا توجد في نسخة القطب فكأنها مدرجة في الحديث .
(2) خ : الحيض .
(3) خ : إسقاط نضحا .
(4) قوله أبو عبيدة عن جابر في نسخة القطب أبو عبيدة قال بلغني . بإسقاط جابر .
(5) قوله فليهرقه في بعض النسخ إسقاط هذه اللفظة .


الباب الرابع والعشرون : في أحكام المياه
156- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( الماء طهور لا ينجسه إلا ما غير لونه أو طعمه أو رائحته )).

157- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا كان الماء قدر قلتين لم يحتمل خبثا )). وفي رواية أخرى (( قدر قلتين ماء لا ينجسه شيء )).

158- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: بلغني عن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السباع ترد الحياض وتشرب منها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لها ما ولغت بطونها ولكم ما غبر )). قال الربيع: أي لكم ما بقي.

159- أبو عبيدة قال: بلغني عن كبيشة(1) بنت كعب بن مالك وكانت تحت أبي قتادة الأنصاري أنها سكبت لأبي قتادة وضوءا فجاءت هرة تشرب منه فأصغى أبو قتادة لها الإناء حتى شربت. قالت كبيشة: فرآني أنظر إليه، فقال: أتعجبين مما رأيت؟ قالت: قلت نعم. قال لي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( إنها ليست بنجسة إنما هي من الطوافين والطوافات عليكم )).

160- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة- رضي ا لله عنها- أنها قالت: كنت أتوضأ أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء قد أصابت منه الهرة قبل ذلك.

161- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ماء البحر، فقال: يا رسول الله إنا لنركب البحر على أرماث لنا وتحضرنا الصلاة وليس معنا ماء إلا لشفاهنا أفنتوضأ بماء البحر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( هو الطهور ماؤه والحل ميتته )). قال الربيع: الأرماث الخشب.

162- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: أدركت من الصحابة ناسا أكثر فتياهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم يقولون(2) : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يغتسل منه أو يتوضأ )).

163- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس أن بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم(3) اغتسلت من الجنابة(4) فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فتوضأ من فضلها.

164- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنب أن يغتسل في الماء الدائم ونهى عن الوضوء بفضل المرأة وكذلك الرجل

165- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: الذي يروى عن عبد الله بن مسعود ليلة الجن في اجازة النبي صلى الله عليه وسلم أن يتوضأ بالنبيذ. قد سمعت جملة من الصحابة يقولون: ما حضر ابن مسعود تلك الليلة والذي رفع عنه كذب والله أعلم بالغيب.

__________________________

(1) قوله كبيشة هكذا وقع في النسخ بصيغة التصغير والموجود في أسماء الصحابة أنها كبشة بنت كعب ثم ظفرنا بها في نسخة القطب غير مصغرة .
(2) خ : ويقولون .
(3) قوله ان بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم هي ميمونة بنت الحارث خالة ابن عباس رضي الله عنهم .
(4) خ : جنابة .



الباب الخامس والعشرين : فرض التيمم والعذر الذي يوجبه
166- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء انقطع عقد لي فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه فأقام الناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فأتوا إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقالوا : ألا ترى ما صنعت ابنتك بالناس؟ أقامتهم على غير ماء. فجاء أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجده واضعا رأسه على فخذي وقد نام فقال: قد حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس على ماء ولا ماء معهم(1) . قالت عائشة: فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول فجعل يطعن بيده في خاصرتي فمنعت نفسي من الحركة لمكان رأس(2) رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح على غير ماء فأنزل الله آية التيمم. قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا القلادة(3) تحته.

167- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن التيمم قال: (( جعلت لي الأرض مسجدا وترابها طهورا )). قال جابر: وهذه الرواية تمنع من التيمم بغير تراب. قال الربيع: والمسجد ما استقرت عليه مساجد المصلي وهي سبعة أعضاء: القدمان والركبتان واليدان والجبهة.

168- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: (( الصعيد الطيب يكفي(4) ولو إلى سنين(5) فإذا وجدت الماء فامسس به جلدك(6) )).

169- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر: (( التيمم يكفيك إن لم تجد الماء عشر سنين(7) )).

170- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن عمار بن ياسر قال: اجتنبت(8) فتمعكت في التراب، فقال(9) رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( أما يكفيك هكذا)) فمسح وجهه ويديه إلى الرسغين.

171- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن عمار بن ياسر- رضي الله عنهم- قال: تيممنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربنا ضربة للوجه(10) وضربة لليدين.

______________________________________

(1) قوله ولا ماء معهم في بعض النسخ وليس معهم ماء .
(2) في نسخة القطب لا توجد كلمة ( رأس ) .
(3) خ : العقد .
(4) خ : يكفيك .
(5) خ : عشر سنين .
(6) خ : بشرتك .
(7) خ : حجج .
(8) خ : أجنبت .
(9) خ : لي .
(10) خ : فضرب .




الباب السادس والعشرين : الزجر عن غسل المريض
172- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال: خرج عمرو بن العاص إلى غزوة ذات السلاسل وهو أمير على الجيش فأجنب فخاف من شدة برد الماء فتيمم، فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره أصحابه فما فعل عمرو فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يا عمرو لم فعلت ما فعلت؟ ومن أين علمت )) فقال: يا رسول الله وجدت الله يقول: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرد عليه شيئا.

173- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: بلغني أن رجلا أجنب في سفره في يوم بارد فامتنع من الغسل فأمر به(1) فاغتسل فمات. فقيل ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (( قتلوه قتلهم الله )).

174- قال أبو عبيدة: قال جابر بن زيد: وبلغني عن قوم مات بحضرتهم مجدور فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بالغسل كما ترى فكر عليه الجدري فمات فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( قتلوه قتلهم الله(2) ماذا عليهم لو أمروه بالتيمم )).

___________________________________

(1) فأمر به أي بالغسل .
(2) خ : قاتلهم الله .














الباب السابع والعشرين : في الأذان
175- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن والأذان مثنى مثنى والإقامة مثنى مثنى )).

176- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري أنه قال لرجل: (( إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك وباديتك فأذنت للصلاة فارفع صوتك فإنه لا يسمع صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة )). هكذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

177- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر المؤذن إذا كانت ليلة باردة ذات مطر وريح(1) أن يقول: ((ألا صلوا في الرحال )).

___________________________

(1) وفي نسخة : ورعد مكان الريح .















الباب الثامن والعشرين : في أوقات الصلاة
178- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال: كنا نصلي الظهر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخرج(1) الإنسان إلى بني عمرو بن عوف فيجدهم يصلون العصر.

179- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( إذا اشتد الحر فأبردوا بالظهر فإن شدة الحر من فيح جهنم )). قال الربيع: فيحها: نفسها.

180- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العصر والشمس في حجرتها قبل أن تظهر أي قبل أن تخرج.

181- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الفجر والنساء متلفعات بمروطهن ما يعرفن من الغلس والغبش. قال الربيع: المروط: الأزر والغبش والغلس: واحد وهو الظلمة(2).

182- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن بها(3) ثم آمر رجلا يؤم الناس ثم أخالف(4) إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم. والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عظما سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء )).

183- أبو عبيدة عن جابر بن زيد- رحمه الله- قال: بينما أنس ذات يوم قاعد إذ ذكر تعجيل الصلاة وتأخيرها. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( تلك صلاة المنافقين يجلس أحدهم يتحدث حتى إذا اصفرت الشمس وكانت بين قرني الشيطان ثم يقوم فينقر أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليل )) .

184- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( من نسي صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها )). قال الربيع: وذلك في حين تجب عليه فيه الصلاة.

185- أبو عبيدة عن جابر بن زيد أن أم المؤمنين(5) أمرت أبا يونس مولاها أن يكتب لها مصحفا فقالت: إذا بلغت هذه الآية فآذني ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ) فلما بلغها آذنها فأملت عليه: ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى- صلاة العصر- وقوموا لله قانتين ) فقالت: هكذا سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

_____________________________________

(1) خ : ثم يخرج .
(2) خ : أي ظلمة يخالطها بياض فأولها الغبش ثم الغبس ثم الغلس كذا في النهاية .
(3) خ : لها .
(4) خ : أتخلف






الباب التاسع والعشرين : في فرض الصلاة في الحضر والسفر
186- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة- رضي الله عنها- أنها قالت: فرضت الصلاة ركعتين ركعتين في الحضر والسفر فأقرت صلاة السفر وزيد في صلاة الحضر.

187- أبو عبيد عن جابر بن زيد قال: سأل رجل عبدالله بن عمر فقال له: يا أبا عبد الرحمن إنا نجد صلاة الخوف وصلاة الحضر في القرآن ولا نجد صلاة السفر. فقال له عبدالله بن عمر: يا هذا إن الله قد بعث إلينا محمدا صلى الله عليه وسلم ولا نعلم شيئا فإنما نفعل كما رأيناه يفعل.

188- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( على المقيم سبع عشرة ركعة وعلى المسافر إحدى عشرة ركعة )) يعني به الصلوات الخمس.

189- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم فرضت عليه الصلوات الخمس قبل هجرته بسنتين وصلى- عليه السلام- إلى بيت المقدس بعد هجرته سبعة عشر شهرا وكانت الأنصار وأهل المدينة يصلون إلى بيت المقدس نحو سنتين قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إليهم. وكان النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى الكعبة بمكة ثماني سنين إلى أن عرج به إلى بيت المقدس ثم تحول إلى قبلته. قال الربيع: إلى الكعبة.
فاختلف الناس في الوتر هل هو فريضة أم لا ؟ فقلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( خمس صلوات كتبهن الله على عباده في اليوم والليلة فمن جاء بهن تامة لم يضيع من حقهن شيئا فله عند الله عهدا أن يدخله الجنة ومن نقص من حقهن شيئا فله عند الله عهدا أن يدخله النار )) ولم يذكر الوتر وهو عندي غير واجب والله أعلم.

190- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام بمكة عام الفتح خمسة عشر يوما يقصر الصلاة وهو لا ينوي الإقامة بها. قال الربيع: هذه حجة لمن لم ير الإقامة للمسافر إذا كان ينوي الإقامة أربعة أيام في موضعه الذي نزل فيه.

191- الربيع عن أبي أيو الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أوتر بخمس فإن لم تستطع فبثلاث فإن لم تستطع فبواحدة فإن لم تستطع فتومي إيماء )).

192- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: الوتر والرجم والإختتان والإستنجاء سنن واجبات فأما الوتر فلقول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ((إن الله زادكم صلاة سادسة خير لكم من حمر النعم وهي الوتر )).

الباب الثلاثين : صلاة الخوف
193- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: حدثني جملة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم صلوا معه صلاة الخوف يوم ذات الرقاع وفي غيرها فقالت طائفة منهم: صفت طائفة خلف النبي صلى الله عليه وسلم وطائفة واجهت العدو وصلى بالذين وقفوا خلفه ركعة ثم ثبت قائما وأتموا الركعة الثانية لأنفسهم فانصرفوا وواجهوا العدو وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم ركعة ثم ثبت جالسا وأتموا الركعة الثانية لأنفسهم ثم سلم بهم أجمعين. وقالت طائفة أخرى: منهم من صلى بالطائفة الأولى ركعة فانصرفت فواجهت العدو وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم ركعة ثانية فسلم فسلموا جميعا من غير أن يثبت لكل طائفة حتى تتم مثل ما قال أصحاب القول الأول. قال الربيع: قال أبو عبيدة: على هذا القول الأخير العمل عندنا وهو قول ابن عباس وابن مسعود وغيرهما من الصحابة.

الباب الحادي والثلاثين : في صلاة الكسوف
194- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال: خسفت(1) الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه فقام قياما طويلا فقرأ نحوا من سورة البقرة ثم ركع ركوعا طويلا ثم قام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم سجد ثم قام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم قام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم سجد ثم انصرف وقد انجلت الشمس ثم قال: ((إن الشمس والقمر آيتين من آيات الله عز وجل لا يخسفان لموت بشر ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله )).

195- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: خسفت(2) الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات ولده إبراهيم عليه السلام فصلى بالناس فقام وأطال(3) القيام. قال الربيع: وقد ذكرنا صلاته في حديث ابن عباس. قال جابر: قالت عائشة: فلما انصرف من الصلاة خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت بشر ولا لحياته وإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروه وتضرعوا وتصدقوا )). ثم قال: ((يا أمة محمد، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا )). قالت عائشة: وأمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر. قال الربيع: وكان جابر ممن يثبت عذاب القبر.

________________________________

(1) خ : كسفت .
(2) خ : كسفت .
(3) خ : فأطال .














الباب الثاني والثلاثين : في سبحة الضحى وتبرد الصلاة
196- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة أم المؤمنين- رضي الله عنها- قالت: ما سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحة الضحى قط وإني لأسبحها وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدع العمل وهو يحب أن يعمل خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم.

197- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: بلغني عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي صلاة الضحى ثمان ركعات ملتحفا في ثوب واحد.

198- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قبل الظهر ركعتين وبعدها ركعتين وبعد المغرب ركعتين وبعد صلاة العشاء ركعتين وكان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف الناس ويصلي ركعتين لكن له حظ من الليل يصلي فيه ما شاء الله.

199- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل ثلاث عشرة ركعة ثم يصلي إذا سمع النداء بالصبح(1) ركعتين خفيفتين.

200- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عمر قال : كان رسول الله يصلي على راحلته في السفر حيث ما توجهت به راحلته . قال الربيع : وذلك في النوافل .

201- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا دخل أحدكم المسجد فيركع ركعتين قبل أن يجلس )).قال الربيع عن أبي أيوب الأنصاري أنه كان يصلي قبل الظهر أربعا فقيل له ما هذه الصلاة فقال : ((إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماع فأحب أن يرفع لي فيها عمل صالح )) .

_____________________

(1) خ : الصبح










الباب الثالث والثلاثين : الإمامة في النوافل
202- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال : كانت جدتي مليكة صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما فأكل منه ثم قال : ((قوموا أصلي بكم(1) )) قال أنس : فقمت(2) إلى حصير لنا قد أسود من طول ما لبس فنضحته بماء فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصففت أنا والشيخ(3) وراءه والعجوز وراءنا فصلى بنا ركعتين ثم انصرف .

203- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال: أخبرني أنه بات عند ميمونة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي خالته. قال ابن عباس: فاضطجعت في عرض الوسادة واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل فاستيقظ وجعل يمسح النوم بيده عن وجهه ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران ثم قام إلى شن معلق فتوضأ منه فأحسن وضوءه ثم قام يصلي فقمت وصنعت مثل ما صنع ثم ذهبت فقمت إلى جنبه فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذني يفتلها ثم صلى اثنتي عشرة ركعة ثم أوتر ثم اضطجع حتى جاء المؤذن فقام فصلى ركعتين خفيفتين ثم خرج فصلى الصبح ثم قال لي ابن عباس: كذلك فافعل يا جابر وثن في رمضان. قال الربيع: الشن القربة البالية.

204- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فصلى بصلاته ناس كثير(4) ثم صلى الليلة الثانية فكثر الناس ثم تجمعوا في الليلة الثالثة والرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح قال: (( قد رأيت الذي صنعتم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن يفرض عليكم )). وذلك في رمضان.

205- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: سألت عائشة: كم يصلي رسول الله في رمضان؟ قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان على ثلاث عشرة ركعة. ثم قالت: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أتنام قبل أن توتر؟ فقال: ((يا عائشة إن عيني ينامان ولا ينام قلبي )).

__________________________

(1) خ : لأصلي .
(2) خ : فعمدت .
(3) قوله والشيخ وفي رواية عند قومنا واليتيم وإنما سمّاه شيخا باعتبار حاله عند الإخبار وهو عند الصلاة كان يتيما .
(4) في نسخة القطب إسقاط ( كثير ) .









الباب الرابع والثلاثين : استقبال الكعبة وبيت المقدس
206- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم فرضت عليه الصلوات الخمس قبل هجرته بنحو سنتين وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس بعد هجرته سبعة عشر شهرا وكانت الأنصار وأهل المدينة يصلون إلى بيت المقدس نحو سنتين قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إليهم وكان النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى الكعبة بمكة ثمان سنين إلى أن عرج به إلى بيت المقدس ثم تحول إلى قبلته.

207- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عبدالله بن عمر قال: بينما الناس بقباء في صلاة الفجر إذ جاءهم آت فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن وأمر(1) أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة وهم يصلون.

______________________________

(1) خ : وقد أمر
















الباب الخامس والثلاثين : في الإمامة والخلافة
208- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( الصلاة جائزة خلف كل بار وفاجر ما لم يدخل فيها ما يفسدها )).

209- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأكبرهم سنا )).

210- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا صلى أحدكم بالناس فليخفف فإن فيهم السقيم والضعيف والكبير وذا الحاجة فإذا صلى لنفسه فليطل ما شاء )).

211- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : قال رسول الله : (( مروا أبا بكر يصلي(1) بالناس )) قالت : فقلت يا رسول الله إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فأمر عمر فيصل(2) بالناس ، قالت : فقال : (( مروا أبا بكر ليصلي بالناس )) قالت عائشة : فقلت لحفصة قولي لرسول الله إنكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر ليصلي بالناس ، قالت : فقالت حفصة ما كنت لأصيب منك خيرا .

212- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إنكم ستدركون من بعدي أئمة يؤخرون الصلاة عن وقتها فإذا أدركتم ذلك فاجعلوا صلاتكم معهم سبحة )) أي نافلة.

213- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( كأني بقوم يأتون من بعدي يرفعون أيديهم في الصلاة كأنها أذناب خيل شمس )).

214- الربيع عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( سيكون من بعدي أمراء تشغلهم أشياء عن الصلاة حتى يؤخروها عن وقتها فصلوها لوقتها )). قال رجل: يا رسول الله: إن أدركتهم أصلي معهم؟ قال: ((نعم إن شئت )).

_________________________________

(1) خ : وقد أمر .
(2) خ : ليصلي .








الباب الباب السادس والثلاثين : في صلاة الجماعة والقضاء في الصلاة
215- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الصلاة في الجماعة خير من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة )).

216- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( صلاة الجماعة تفضل على صلاة أحدكم وحده بخمس وعشرين درجة )).

217- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( إذا ثوب للصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون وأتوها وعليكم السكينة والوقار فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا فإن أحدكم في صلاة ما كان يعمل إلى الصلاة )).

218- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من أدرك من الصبح ركعة قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح ومن أدرك من العصر ركعة قبل أن تغيب(1) الشمس فقد أدرك العصر )).

219- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس ذات يوم وفي مجلسه رجل يسمى محجنا فأقيمت الصلاة. قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى فلما فرغ من صلاته نظر إلى محجن وهو في مجلسه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما منعك أن تصلي مع الناس ألست برجل مسلم )) قال: بلى يا رسول الله ولكن قد صليت في أهلي. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا جئت والناس يصلون فصل معهم وإن كنت قد صليت في أهلك )). قال الربيع: قال أبو عبيدة: معنى ذلك أن يجعلها سبحة.
___________________________________

(1) خ : تغرب .












الباب السابع والثلاثين : في ابتداء الصلاة
220- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: بلغني عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( تحريم الصلاة التكبير وتحليلها التسليم )).

221- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة عن ا لنبي صلى الله عليه وسلم قال: (( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة وعند كل وضوء )).

الباب الثامن والثلاثين : في القراءة في الصلاة
222- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج )). قال الربيع: الخداج: الناقصة وهي غير التمام.

223- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال: فاتحة الكتاب هي أم القرآن فقرأها واقرأ(1) فيها ( بسم الله الرحمن الرحيم ) وقال إنها آية من كتاب الله. قال الربيع: قال أبو عبيدة: وقد روى(2) سعيد بن جبير عن ابن عباس مثل هذا.

224- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يقول الله عز وجل قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين نصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل )) وقال رسول صلى الله عليه وسلم : ((إذا قال العبد {الحمد لله رب العالمين} فيقول الله: حمدني عبدي، فإذا قال العبد: {الرحمن الرحيم} فيقول الله: أثنى علي عبدي، وإذا قال: العبد ( مالك يوم الدين ) فيقول الله: مجدني عبدي، فيقول العبد ( إياك نعبد وإياك نستعين ) فيقول الله: هذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فيقول العبد ( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) فيقول الله: هؤلاء(3) لعبدي ولعبدي ما سأل )).

225- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال: انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاة جهر فيها بالقراءة فقال: ((هل قرأ معي أحد منك آنفا )) قالوا: بلى يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مالي أنازع في القرآن )) فانتهى الناس عن القراءة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما جهر به من الصلاة . قال الربيع: قال أبو عبيدة: إلا بفاتحة الكتاب فإنها تقرأ مع كل إمام وغيره.

226- قال الربيع: عن عبادة بن الصامت قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الغداة فثقلت عليه القراءة فلما انصرف قال: (( لعلكم تقرؤون خلف إمامكم )) قال: قلنا أجل. قال: (( لا تفعلوا إلا بأم القرآن فانه لا صلاة إلا بها )) .
227- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فوجد الناس يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال: (( إن المصلي يناجي ربه فلينظر ما يناجيه به ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن فيشغلهم عن صلاتهم )).

228- أبو عبيد عن جابر بن زيد عن البراء بن عازب قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العتمة فقرأ فيها ( والتين والزيتون ).

229- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : سمعتني أم الفضل بنت الحارث وهي والدة عبدالله بن العباس أقرأ ( والمرسلات) فقالت: يا بني لقد ذكرتني بقراءتك هذه السورة إنها لآخر ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في المغرب.
_________________________________

(1) خ : فاقرها واقرأ .
(2) خ : عن .
(3) خ : هذه .

الباب التاسع والثلاثين : في الركوع والسجود وما يفعل فيهما
230- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فلما نزل ( فسبح باسم ربك العظيم ) قال: (( اجعلوها في ركوعكم )). فلما نزل {سبح اسم ربك الأعلى} قال : ((اجعلوها في سجودكم )).

231- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: بلغني عن علي بن أبي طالب قال: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبس القسي وعن لبس المعصفر وعن خاتم الذهب وعن قراءة القرآن في الركوع والسجود.

232- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، قال من خلفه: ربنا ولك الحمد(1) . فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه )). قال أبو هريرة: هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذا.

233- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: سمعت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ذات يوم بأصحابه فلما فرغ من صلاته قال لأصحابه: ((من المتكلم آنفا وهو يقول: ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه )). قال رجل منهم: أنا يا رسول الله. قال: (( لقد رأيت بضعا وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أولا )).

234- أبو عبيدة قال: بلغني عن أبي سعيد الخدري قال: رأيت كأني تحت شجرة أقرأ ( ص والقرآن ) فلما بلغت السجدة، سجدت الشجرة ثم قالت: ربي أعطني(2) بها أجرا وضع عني بها وزرا وارزقني بها شكرا وتقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود سجدته. قال أبو سعيد: فأخبرت بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (( نحن أحق بالسجود من الشجرة )) ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ص وسجد وقال هذا القول.

______________________________

(1) خ : لك الحمد .
(2) خ : أعظم لي .










الباب الأربعين : في القعود في الصلاة والتحيات(1)
235- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((صلاة أحدكم قاعدا نصف صلاته قائما )).

236- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي جالسا(2) صلاة الليل قط.

237- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: بلغني عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي قاعدا في سبحته قط حتى إذا كان قبل وفاته بعام فرأيته يصلي قاعدا ويقرأ بالسورة ويرتلها حتى تكون أطول من أطول منها.

238- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى المصلي أن يقعى في صلاته إقعاء الكلب وأن ينقر فيها(3) نقر الديك أو يلتفت فيها التفات الثعلب أو يقعد فيها قعود القرد. قال الربيع: إقعاء الكلب: أن يفرش ذراعيه ولا ينصبهما وقعود القرد أن يقعد على عقبيه وينصب قدميه ومن فعل شيئا من هذه الوجوه الأربعة فعليه إعادة الصلاة.

239- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : التحيات كلمات كان يعلمهن النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ومعنى التحيات : الملك لله .

240- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب فرسا فصرع عنه فجحش شقه الأيمن فصلى وهو جالس فصلينا وراءه قعودا فلما انصرف قال : ((إنما جعل الإمام إماما(4) ليؤتم به فإذا صلى قائما فصلوا قياما وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا وإذ قال سمع الله لمن حمده فقالوا ربنا ولك الحمد )) . قال جابر : إنما يجوز مثل هذا خلف أئمة العدل وأما غيرهم فلا .

____________________________________

(1) خ : للتحيات .
(2) خ : قاعدا .
(3) خ : ينقرها .
(4) في نسخة القطب إسقاط إماما .








الباب الحادي و الأربعين : الجواز بين يدي المصلي
241- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي قال صلى الله عليه وسلم : ((لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لوقف إلى الحشر )) .

242أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لوقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه )) . قال جابر : قال بعض الناس : يعني أربعين خريفا ، وقال آخرون : أربعين شهرا ، وقال آخرون : أربعين يوما .

243- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن أحدكم إذا كان في الصلاة فلا يدع أحدا يمر بين يديه وليدرأ(1) ما استطاع فان أبى فليقاتله فإنما هو شيطان ))

244- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة أنها قالت : كنت أنام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلاي في قبلته فإذا سجد غمزني وإذا قام بسطتهما ، والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح . قال جابر : وقد ورد النهي في رواية أخرى (( لا يستقبل الرجل(2) في صلاته حيوانا ))

245- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : أقبلت ذات يوم وأنا راكب على حمار وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام أي قاربت أوله ورسول الله يصلي بالناس يومئذ بمنا(3) فمررت بين يدي بعض الصف فنزلت فأرسلت الحمار يرتع فدخلت في الصف فلم ينكر علي أحد .

_______________________________

(1) خ : وليدرأ .
(2) خ : أن لا .
(3) هكذا بالألف في الأصل وهو صحيح لأن منى تذكر وتؤنث واذا ذكر صرف وكتب بالألف واذا أتت لا يصرف ويكتب بالياء واختار بعض تذكيره وتنوينه سمي منى لما يمنى فيه من الدماء أي يراق قال بعض : لم يظهر كتابته بالألف في صورة تذكيره وصرفه لأن الكلمة يائية وهي بالياء في الصحاح ولسان العرب وذكرها القاموس في الناقص اليائي أبو اسحاق .










الباب الثاني والأربعين : في السهو في الصلاة
246- أبو عبيدة عن جابر(1) بن زيد قال : بلغني عن رسول الله قال صلى الله عليه وسلم : (( ان أحدكم اذا قام يصلي جاءه الشيطان فلبس عليه صلاته حتى لا(2) يدري كم صلى فإذا وجد أحدكم ذلك فليسجد سجدتين وهو جالس )) . قال الربيع : قال أبو عبيدة : ذلك اذا كان الرجل خلف امامه وأما اذا كان وحده فليعد صلاته .

247- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اذا نودي للصلاة أدبر الشيطان له صوت حتى لا يسمع التأذين فاذا مضى النداء أقبل حتى اذا ثوب(3) أدبر حتى اذا مضى أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه فيقول له اذكر كذا اذكر كذا حتى يصلي الرجل(4) ولا يدري كم صلى )) .

248- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سلم من اثنتين فقيل له : يا رسول الله أقصرت الصلاة فقام فأتم ما بقي من الصلاة وسجد سجدتين بعد السلام .

249- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي قال صلى الله عليه وسلم : (( إذا أقيمت الصلاة وحضر العشاء(5) فابدؤوا بالعشاء(6) لئلا تدعوا أحدكم نفسه إلى الطعام فيشتغل عن الصلاة فينقص منها(7) )) .

250- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا نعس أحدكم في الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النوم ، فان أحدكم إذا صلى وهو ناعس لعله يذهب يستغفر الله فيسب نفسه )) .

______________________________

(1) في نسخة القطب اسقاط جابر .
(2) في نسخة القطب حتى يصلي ولا يدري .
(3) خ : للصلاة .
(4) في نسخة القطب اسقاط الرجل .
(5) في فبل العشاء .
(6) خ : فيقصر منها وعليها جرى الشارح .










الباب الثالث و الأربعين : القرآن في الصلاة
251- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر والعصر جميعا والمغرب والعشاء الآخرة(1) جميعا من غير خوف ولا سفر ولا سحاب ولا مطر .

252- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلعني عن معاذ بن جبل قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الظهر والعصر و المغرب والعشاء ، قال معاذ : فأخر الصلاة يوما ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا ثم دخل فخرج فصلى المغرب والعشاء جميعا .

253- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغني عن أبي أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : صليت مع رسول الله في حجة الوداع المغرب والعشاء في المزدلفة جميعا .

________________________________

(1) في نسخة القطب إسقاط الآخرة .















الباب الرابع والأربعين : في المساجد وفضل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
254- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس أن النبي قال صلى الله عليه وسلم : (( صلاة أحدكم في مسجدي هذا – يعني مسجد المدينة – خير من صلاة فيما سواه من المساجد بألف صلاة إلا المسجد الحرام )) .

255- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التيمم فقال : (( جعلت الأرض لي مسجدا وترابها طهورا )) الحديث ، وقد تقدم في باب التيمم .

256- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد )) . قال الربيع : يعني بذلك والله أعلم الفضل(1) ما بين صلاته في المسجد وصلاته في بيته ومن صلى في بيته فقد جازت صلاته باتفاق الأمة .

257- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله )) . الحديث قد تقدم في باب الولاية .

258- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس )) .

259- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة قالت : لو أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمنعهن المسجد كما منعت نساء(2) بني إسرائيل . قال الربيع : ذلك من أجل ما يعملن من العطر والريح والطيب فيدخلن به المسجد ويشغلن به الناس عند الصلاة .

260- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( طهرت المساجد من ثلاث : من أن ينشد فيها بالضوال(3) ، أو يتخذ فيها طريق ، أو يكون فيها سوق )) . قال ابن عباس : لا بأس بإنشاد الضالة في(4) أبواب المساجد.

261- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى بصاقا(5) في جدار القبلة فحكه ثم أقبل على الناس فقال : (( إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق قبل وجهه ، فان الله قبل وجهه إذا صلى )) .

262- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بزاقا في جدار القبلة الحديث .

263- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : كانوا يقولون أن أعرابيا بال في المسجد(6) فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصب عليه ذنوب من الماء(7) .

264- أبو عبيدة عن جعفر بن السماك عن عباد بن تميم عن عمه أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مستلقيا في المسجد واضعا إحدى رجليه على الأخرى .

265- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اعتكف يدني إلي رأسه فأرجله ، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان .

__________________________________

(1) خ : فضل .
(2) خ : منعته .
(3) خ : بالضالة .
(4) خ : على .
(5) خ : بزاقا .
(6) خ : في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
(7) خ : من ماء .






















الباب الخامس والأربعين : في الثياب والصلاة فيها وما يستحب من ذلك
266- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في ثوب واحد فقال رسول الله : (( أوكلكم يجد ثوبين )) .

267- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد في بيت أم سلمة(1) واضعا طرفيه على عاتقيه فيما بلغني والله أعلم .

268- قال الربيع عن عبادة بن الصامت قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وعليه جبة من صوف شامية ضيقة الكمين فصلى بها وليس عليه غيرها .

269- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : أهدى أبو جهم بن حذيفة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خميصة شامية فشهد فيها الصلاة فلما انصرف قال : (( ردي هذه(2) الخميصة لأبي جهم(3) فأني نظرت إلى علمها في الصلاة فكاد أن يفتنني )) . قال الربيع : الخميصة شملة غليظة من صوف أو قطن فيها علم من حرير .

270- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن جابر بن عبدالله قال : ( نهى رسول الله أن يأكل الرجل بشماله أو يمشي في نعل واحدة أو يشتمل الصماء أو يحتبي في ثوب واحد ) . قال الربيع : الصماء أن يرمي بطرفي إزاره على عاتقه الأيسر ويبقى مكشوفا عورته ، ومعنى الاحتباء أن يرمي بطرف إزاره على عاتقه الأيمن والآخر على عاتقه الأيسر فتبقى عورته مكشوفة إلى السماء .

271- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى حلة سيراء عند باب المسجد فقال لرسول الله(4) صلى الله عليه وسلم : لو اشتريت هذه فلبستها(5) يوم الجمعة والوفود(6) إذا قدموا عليك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة )) . ثم بعد ذلك جاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم منها حلل فأعطى عمر بن الخطاب رضي الله عنه منها حلة سيراء فقال له عمر : البستنيها وقد قلت فيها ما قلت . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أعطيتكها(7) لتلبسها )) فكساها عمر بن الخطاب أخا له بمكة مشركا .

272- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إزارة المؤمن إلى أنصاف ساقيه ولا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين وما أسفل من ذلك ففي النار )) قال ذلك ثلاث مرات – (( ولا ينظر الله إلى من(8) يجر إزاره بطرا )) .

273- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ذكر الإزار قالت أم سلمة : والمرأة يا رسول الله ؟ قال : (( ترخي شبرا )) قالت : إذا ينكشف عنها ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( فذراعا ولا تزيد عليه )) .

274- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري قال : اشترت عائشة رضي الله عنها نمرقة فيها تصاوير فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف بالباب ولم يدخل فلما رأت في وجهه الكراهية(9) قالت : يا رسول الله صلى الله عليك وسلم أتوب إلى الله ورسوله(10) مما أذنبت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما بال هذه النمرقة )) فقالت اشتريتها لك لتقعد عليها وتتوسدها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن أصحاب هذه الصور يوم القيامة يعذبون بها في النار ويقال لهم أحيوا ما خلقتم )) ثم قال : (( إن البيت الذي فيه تصاوير لا تدخله الملائكة عليهم السلام )) .

275- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا ينظر الله يوم القيامة إلى رجل يجر ثوبه خيلاء )).

276- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغني أنه اشتكى أبو طلحة الأنصاري فدخل عليه أناس(11) يعودونه فأمر رجلا أن ينزع قميصا(12) تحته فقيل له نزعته يا أبا طلحة فقال لأن فيه تصاوير وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد علمتم فقال رجل منهم ألم يقل : (( إلا ما كان رقما في ثوب )) فقال : بلى ولكنه أطيب لنفسي وأحوط من الإثم

277- أبو عبيدة عن جابر بن عبدالله قال خرجنا مع رسول الله في غزوة ذي(13) أنمار فقال جابر بن عبد الله فبينما أنا نازل تحت شجرة إذا برسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل إلينا قال : قلت(14) هلم يا رسول الله إلى الظل فمال فنزل قال جابر بن عبدالله : فقمت الى غرارة لنا فلتمستها فوجدت فيها جرو قثاء فكسرته وقربته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (( ومن أين لكم هذا )) فقلت خرجنا به من المدينة قال جابر وعندنا صاحب لنا نجهزه ليذهب فيرعى ظهرنا قال : فجهزته فذهب إلى الظهر وعليه بردان خلقان فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (( ألا له(15) ثوبان غير هذين )) قال : قلت يا رسول الله له ثوبان في العيبة كسوته إياهما قال : ((قال فادعه فمره يلبسها)) قال : فدعوته فلبسها ثم ولى وذهب فقال رسول الله : (( ماله ضرب الله عنقه أليس هذا خيرا له )) فسمعه الرجل فقال يا رسول الله في سبيل الله قال : ((نعم في سبيل الله )) قال جابر : فقتل الرجل في سبيل الله . قال الربيع : قال أبو عبيدة وهذا ترغيب وتحريض من النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين في التزين باللباس الحسن .

____________________________

(1) قوله في بيت أم سلمة نسخة القطب تأخير هذه الكلمة ونص الرواية عنده : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد واضعا طرفيه على عاتقيه فيما بلغني وذلك في بيت أم سلمة والله أعلم .
(2) قوله ردي الخطاب لعائشة .
(3) خ : جهم وقد جرى الشارح عليها .
(4) خ : يا رسول الله .
(5) خ : لتلبسها .
(6) خ : وللوفود .
(7) خ : لم اعطكها .
(8) خ : رجل .
(9) في نسخة القطب فلما رأته عرفت وفيها أيضا فقالت : يا رسول الله .
(10) خ : والى رسول الله .
(11) خ : ناس .
(12) خ : نمطا .
(13) خ : ذات .
(14) خ : فقلت .
(15) خ : ماله .










الباب السادس و الأربعين : في صلاة الجمعة وفضل يومها
278- أبو عبيدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( نحن الآخرون الأولون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأتيناه من بعدهم هذا يومهم الذي اختلفوا(1) فيه فهدانا الله إليه والناس فيه لنا تبع اليهود غدا والنصارى بعد غد )) .

279- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال : خرجت الى الطور فلقيت كعب الأحبار فجلست معه فحدثني عن التوراة وحدثته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان فيما حدثته(2) أن قلت له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم عليه السلام وفيه تاب الله عليه وفيه أهبط من السماء إلى الأرض وفيه مات وفيه تقوم الساعة وما من دابة إلا وهي مسيخة(3) ليلة الجمعة حتى تطلع الشمس إشفاقا من الساعة إلا الجن والإنس وفيه ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه )) . قال كعب الأحبار : في كل سنة يوم ؟ فقلت : بل في كل جمعة يوم فقرأ كعب التوراة فقال : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال جابر : هي آخر ساعة يوم الجمعة وكذلك بلغني عن عبد الله بن سلام .

280 - أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقال: (( فيه سويعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه )). فأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تقليلها بيده.

281- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة أم المؤمنين- رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم )).

282- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم )).

283- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( من اغتسل يوم الجمعة كغسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن(4) ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر )). قال الربيع: ليس يريد عدد الساعات وإنما يريد الفضل(5) ما بين أول الوقت وآخره.

284- بو عبيدة عن جابر بن زيد قال: أدركت ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ يوم الجمعة على إثر سورة الجمعة(6) ( هل أتاك حديث الغاشية ) وسمعت أيضا يقرأ ( سبح(7) اسم ربك الأعلى ) .

___________________________

(1) خ : فرض عليهم فاختلفوا .
(2) خ : أني .
(3) قوله مسيخة بضم الميم وكسر السين المهملة ثم مثناة تحتية ثم خاء معجمة مفتوحة ، أي مستمعة مصغية ، وروي بالصاد مكان السين وهي بمعنى . ومن هذا الحديث استنبط الشيخ صالح بن سعيد الزاملي رحمه الله تعالى ما قاله لأهل نزوى حين استطولوا ليلة من الليالي فظنوا ذلك بدو الساعة كلما قاموا وصلوا ما شاء الله ورقدوا ما شاء الله وقاموا وسبحوا وصلوا ما شاء الله وجدوا الليل على حاله قال لهم الشيخ صالح : انظروا الى البهائم ان كانت تستجر فليست هذه ليلة الساعة وان كانت لا تستجر كانت هذه ليلة الساعة وكان ذلك في صدر القرن الحادي عشر تقريبا وهي من عجائب التاريخ وفهمها من غرائب الاستنباط والاستحضار والقعود الراسخ في مرتبة العلم ،والعلم عند الله .
(4) في نسخة القطب اسقاط اقرن .
(5) خ : فضل .
(6) قوله على اثر سورة الجمعة يعني أنه يقرأ في الركعة الأولى في صلاة الجمعة سورة الجمعة ويقرأ في الانتهاء أي في الركعة الثانية هل أتاك حديث الغاشية .
(7) خ : سورة .

الباب السابع والأربعين : في فضل الصلاة و خشوعها
285- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة أم المؤمنين- رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لكل شيء عمود وعمود الدين الصلاة وعمود الصلاة الخشوع وخيركم عند الله أتقاكم )).

286- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( هل ترون قبلتي هاهنا فوالله ما يخفى على خشوعكم ولا ركوعكم وإني لأراكم من وراء ظهري )).

287- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة- رضي الله عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( ما من امرئ يكون له صلاة في الليل(1) فيغلبه عليها نوم إلا كتب الله له أجر صلاته وكان نومه ذلك عليه صدقة )).

288- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إن الملائكة ليصلون على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث وتقول(2): اللهم اغفر له اللهم ارحمه )).

289- ومن طريقه(3) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يتعاقب فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار فيجتمعون في صلاة الفجر فتعرج الملائكة الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم- وهو أعلم بهم : كيف تركتم عبادي؟ فيقالون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون )).

290- أبو عبيدة قال: بلغني عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يزال أحدكم في الصلاة ما دامت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة )).

291- أبو عبيدة قال: بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( صلوا تنجحوا وزكوا تفلحوا وصوموا تصحوا وسافروا تغنموا )).

292- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لو يعلم الناس ما في الصف(4) الأول ثم لم يجدوا إلا أن يتساهموا عليه لتساهموا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا )).

_______________________________

(1) خ : بالليل .
(2) خ : يقولون .
(3) قوله ومن طريقه في نسخة القطب ذكر السند وهو أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة ثم ذكره .
(4) ما في النداء والصف .





الباب الثامن والأربعين : جامع الصلاة
293- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا صلاة في المقبرة ولا في المنحرة(1) ولا في معاطن الإبل ولا في قارعة الطريق )).

294- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة بالآنك والشبه. قال الربيع: الآنك: القصدير والشبه: الصفر الأحمر.

295- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( لا صلاة بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس ولا صلاة بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس )).

296- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يتحرى أحدكم أن يصلي عند طلوع الشمس أو عند غروبها )).

297- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((لا يصلي أحدكم وهو زناء )) . الزناء بتشديد النون: يعني الحاقن الذي يجمع البول في مثانته.

298- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يصلي الرجل وهو يدافع الأخبثين.

299- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( لا يصلي أحدكم وهو عاقص شعره خلف قفاه )). أي عاقد شعره منكسا.

300- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال: كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأيناه قنت في صلاة قط.

301- أبو عبيدة قال: وقد سمعت عن ابن عمر أنه لا يرى القنوت في الصلاة ولم يقنت في صلاته قط وكان يراه بدعة.

302- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( لا إيمان لمن لا صلاة له )) ... الحديث(2) .

303- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((ليس بين العبد والكفر إلا تركه الصلاة )).

304- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من فاته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله )). قال الربيع: أي سلب وقيل نقص.

______________________________


(1) خ : المجزرة .
(2) قوله الحديث إشارة إلى تقدمه في باب آداب الوضوء وفرضه .


الباب التاسع والأربعين : في صيام رمضان في السفر
305- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة عام الفتح في رمضان فصام حتى بلغ الكديد فأفطر فأفطر الناس معه وكانوا يأخذون بالأحداث فالأحداث من أمر النبي .

306- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : سمعت جملة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح في رمضان فأمر الناس أن يفطروا قال : ((تقوية(1) على عدوكم )) فصام هو ولم يفطر قال : ولقد رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصب الماء على رأسه من شدة الحر أو من العطش فقيل له يا رسول الله إن ناسا صاموا حين صمت قال : فلما بلغ الكديد دعا بقدح من ماء فشرب فأفطر الناس معه .

307- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال : سافرنا مع رسول الله فمنا من صام ومنا من أفطر فلم يعب الصائم من المفطر ولا المفطر من الصائم .

_______________________________

(1) خ : تقووا لعدوكم .















الباب الخمسين : صوم يوم عاشوراء و النوافل ويوم عرفه
308- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من صام يوم عاشوراء كان كفارة(1) لستين شهرا أو عتق عشر رقاب مؤمنات من ولد إسماعيل عليه السلام ))

309- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : كان يوم عاشوراء يوم تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه في الجاهلية فلما قدم المدينة صامه وأمر الناس بصيامه فلما فرض رمضان كان هو الفريضة وترك يوم عاشوراء فمن صامه ومن شاء تركه ولكن في صيامه ثواب عظيم .

310- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغني عن معاوية بن أبي سفيان حين قدم من مكة ورقي المنبر(2) فقال : يا أهل المدينة أين علماؤكم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لهذا اليوم : (( يوم عاشوراء لم يكتب الله عليكم صومه(3) وأنا صائمة فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر ولكن في صيامه ثواب عظيم(4) وأجر كريم )) .

311- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من صام في كل شهر ثلاثة أيام فكأنما صام الدهر كله ))

312- قال الربيع بن حبيب عن أبي أيوب الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من صام رمضان ثم أتبعه بستة من شوال فكأنما صام الدهر كله )) .

313- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر(5) ، ويفطر حتى نقول لا يصوم(6) ، وما رأيته استكمل صيام شهر قط الا رمضان وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان .

314- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري قال : اختلف أناس(7) عند أم الفضل بنت الحارث وهي والدة عبد الله بن عباس في يوم عرفه في صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قائلون : هو صائم ، وقال آخرون : ليس بصائم ، قال أبو سعيد فأرسلت إليه أم الفضل بقدح من لبن وهو واقف على بعيره(8)فشربه(9) .

________________________________

(1) خ : كفارته ستين .
(2) خ : على المنبر .
(3) في الشرح ولم يكتب وعليه يوم خبر لمبتدأ محذوف أي هذا يوم عاشوراء وعلى ما في المتن يوم مبتدأ خبره الجملة بعده .
(4) في نسخة القطب إسقاط عظيم .
(5) خ : أنه لا يفطر .
(6) خ : أنه لا يصوم .
(7) خ : ناس .
(8) قوله على بعيره هي ناقته العضباء والبعير كالإنسان يطلق على الذكر والأنثى .
(9) خ : فشرب .





الباب الحادي والخمسين : ما يفطر الصائم ووقت الإفطار والسحور
315- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من أصبح جنبا أصبح مفطرا )) . قال الربيع : عن أبي عبيدة عن عروة بن الزبير والحسن البصري وإبراهيم النخعي وجملة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون : من أصبح جنبا أصبح مفطرا ويدرأون عنه الكفارة .

316- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال : أفطر رجل في رمضان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بعتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكينا على قدر ما يستطيع من ذلك .

317- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( الغيبة تفطر الصائم وتنقض الوضوء )) .

318- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : سئلت عائشة هل كان الرسول يقبل وهو صائم ؟ قالت : كان يصنع بنا ذلك وهو يضحك .

319- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا سمعتم بلالا فكلوا وإذا سمعتم ابن أم مكتوم فكفوا )) . يعني في رمضان .

320- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار(1) وأخروا السحور )) .

__________________________________

(1) خ : الفطور .











الباب الثاني والخمسين : في ليلة القدر
321- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أريت هذه الليلة حتى تلاحى رجلان منكم فرفعت فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة )) . قال الربيع : تلاحيا أي تماريا .

322- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأوسط(1) من رمضان فاعتكف عاما حتى إذا كان إحدى(2) وعشرين من رمضان وهي التي يخرج فيها(3) من اعتكافه غدوتها قال : (( من اعتكف معي فليعتكف في العشر الأواخر وقد رأيت هذه الليلة ثم أنسيتها وقد رأيت أني أسجد في غدوتها في ماء وطين فالتمسوها في العشر الأواخر والتمسوها في كل وتر )).

_____________________________

(1) خ : الأوسط .
(2) خ : ليلة إحدى
(3) في نسخة القطب إسقاط فيها .
















الباب الثالث والخمسين : النهي عن الصيام يوم العيدين ويوم الشك
323-أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( في رمضان لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فان غمي عليكم فاقدروا له )) ، وفي رواية أخرى (( فأتموا ثلاثين يوما )) .

324- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم الشك وهو آخر يوم من شعبان ويوم الفطر ويوم الأضحى وقال : (( من صامها(4) فقد قارف إثما )) .

325- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغني أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه صلى بالناس يوم العيد ثم انصرف فخطب الناس فقال : ( إن هذين يومان نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامهما يوم فطركم من صيامكم ويوم تأكلون فيه نسككم ) .

326- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : نهى النبي عن الوصال أن يوصل الرجل صوم يوم وليلة ونهى عن قتل الصفرد والصرد(2) من الطيور .

______________________________


(1) خ : صامها .
(2) عن قتل الصفرد والصرد في نسخة القطب عن قتل النملة لأنها تستقي ونهى أن يتداوى بشيء مما حرم الله ونهى عن قتل الضفدع والصرد الخ .













الباب الرابع والخمسين : في فضل رمضان
327- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه(1) ولو علمتم ما في فضل رمضان لتمنيتم أن يكون سنة ))

328- ومن طريقه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك . فارق عبدي(2) شهوته وطعامه من أجلي فالصيام لي وأنا أجازي به )) .

329- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا إيمان لمن لا صلاة له ...... )) الحديث(3) ، إلى قوله : (( ولا صوم إلا بالكف عن محارم الله )) .

330- ومن طريق أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الصوم جنة فإذا كان أحدكم صائما فلا يرفث ولا يجهل ، وان امرء قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم )) .

_____________________________

(1) خ : وما تأخر .
(2) في نسخة القطب إسقاط عبدي وفيها أيضا وأنا أجزي به الجنة .
(3) قوله الحديث إشارة إلى تقدمه في باب الوضوء وفرضه .














الباب الخامس والخمسين : في النصاب
331- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( فيما سقت السماء والعيون العشر ، وما سقي بالدوالي(1) والغرب نصف العشر )) .

332- ومن طريقه عنه عليه السلام قال : (( ليس فيما دون خمس أواق صدقه – والأوقيه أربعون درهما – وليس فيما دون عشرين مثقالا صدقه وليس فيما دون خمس ذود صدقه – يعني خمس أبعرة – وليس فيما دون أربعين شاة صدقة وليس فيما دون خمسة أوسق صدقة )) .

333- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : سن رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر على الحر والعبد والأنثى والصغير والكبير صاعا من تمر أو صاعا من زبيب أو بر أو شعير أو من أقط(2) .
334- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( جرح العجماء جبار والبئر جبار والمعدن جبار وفي الركاز الخمس )) .

__________________________________

(1) قوله بالدوالي هي الدلاء الصغار ، والغرب بفتح فسكون : الدلو العظيمة .
(2) خ : أو أقط .














الباب السادس والخمسين : مالا يؤخذ في الزكاة
335- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للسعاة : (( لا تأخذوا من أرباب الماشية سخلة ولا ربي ولا أكلة ولا شارفة ولا ذات هزال ولا ذات عوار )) . قال الربيع : السخلة التي تتبع أمها وهي ترضع عليها ، والربى التي تربي ولدها ، والأكولة شاة اللحم وهي السمينة .

336- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لسعاته : لا تأخذوا حزرات الناس ولا الحافل . قال الربيع : الحزرات الخيار ، والحافل ذات الضرع العظيم .

337- أبو عبيدة قال : نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يعمد إلى شر ماله(1) فيزكي منه قال : (( وخيركم عند الله من يخرج من ماله أحسنه )) .

_____________________________________

(1) خ : أدنى .















الباب السابع والخمسين : ما عفى عن زكاته
338- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ليس في الجارة والكسعة ولا في النخة ولا في الجبهة صدقه )) قال الربيع : الجارة الإبل التي تجر بالزمام وتذهب وترجع بقوت أهل البيت ، والكسعة الحمير ، والنخة الرقيق ، والجبهة الخيل . قال الربيع : قال أبو عبيدة : ليس في شئ من هذا صدقة ما لم تكن للتجارة .

339- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ليس على الرجل في عبده ولا في فرسه صدقة )) .

الباب الثامن والخمسين : الوعيد في منع الزكاة
340- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( مانع الزكاة يقتل )) .

341- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغنا(1) أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال : (والله لو منعوني(2) عقالا لقاتلتهم عليه ) . قال الربيع : قال أبو عبيدة : ذلك إذا منعها من إمام يستحق أخذها وأما غبرها فلا يقتل من منعه إياها .

342- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لا صلاة لمانع الزكاة – قالها ثلاثا – والمعتدي فيها كمانعها )) . قال الربيع : المعتدي فيها هو الذي يدفعها لغير أهلها .

343- وعنه عليه السلام قال : ((من كثر ماله ولم يزكه جاءه يوم القيامة في صورة شجاع أقرع له زبيبتان موكل بعذابه حتى يقضي الله بين الخلائق )) . قال الربيع : يعني ثعبان أقرع فيكون(3) في فمه من كلا الجانبين رغوة السم بمنزلة الزبيبتين في التماحهما ولم يرد بهما العينين .

__________________________________

(1) خ : بلغني .
(2) خ : منعوا مني .
(3) خ : يكون .








الباب التاسع والخمسين : في الصدقة
344- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( اتقوا النار ولو بشق تمرة فان الصدقة تطفئ النار )) .

345- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( اليد العليا خير من اليد السفلى )) ، والعليا هي المنفقة والسفلى هي السائلة .

346- ومن طريق ابن عباس عنه عليه السلام قال : (( تصدقوا فان الصدقة تقي مصارع السوء وتدفع ميتة السوء )) . قال الربيع : بلغني عن ابي مسعود الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( نفقة الرجل على أهله صدقة )) .

347- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ردوا السائل ولو بظلف محرق )) .

348- أبو عبيدة قال : بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من أطعم مسلما تمرة أطعمه الله من ثمار الجنة ، ومن سقاه جرعة سقاه الله من الرحيق المختوم )) .

349- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ليس المسكين بهذا الطواف الذي ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان ، قالوا : من المسكين يا رسول الله ؟ قال : الذي لا يجد غناء من(1) يغنيه ولا يفطن فيعطي ولا يقوم فيسأل الناس )) .

350- أبو عبيدة قال : بلغني عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من أنفق زوجين(2) نودي في الجنة يا عبد الله هذا خير(3) فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصوم دعي من باب الريان )) . قال أبو بكر : ما(4) على من يدعى من هذه الأبواب كلها من ضرورة فهل يدعى أحد من هذه الأبواب كلها يا رسول الله ؟ قال : (( نعم وارجوا أن تكون منهم )) . قال الربيع : زوجين يعني مثل خفين أو نعلين وما كان من زوجين مثلهما والله أعلم .

351- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله )) وذكر الحديث(5) حتى قال : (( ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق(6) يمينه )) .

352- ومن طريقه عنه عليه السلام قال : ((المال الحلال رائح بصاحبه إلى الجنة )) قال الربيع : معناه يروح بصاحبه وكذلك معناه في حديث أبي طلحة الذي قدمنا ذكره(7) .

_____________________________

(1) قوله غناء ككلام الكفاية من الشي .
(2) قوله زوجين أي صنفين من شيء مثل خفين ونعلين ودرعين .
(3) قوله بهذا خير أي أعد لك بمعنى أن خزنة الجنة تناديه بذلك فمن كان أهل الصلاة أي ممن غلب عليه فعلها نودي بذلك من باب الصلاة .
(4) خ : فما .
(5) قوله وذكر الحديث أي المتقدم في آخر باب الولاية والامارة .
(6) خ : أنفقت .
(7) قوله الذي قدمنا ذكره حديث أبي طلحة لم يأت بعد وهو الأتي أول الباب الأتي وانما قال الذي قدمنا ذكره لأنه كان يظهر مقدما عند الربيع رحمه الله فأخره المرتب ، ولم يغير كلام الربيع بل أورده كما هو .


الباب الستين : في فضل ما يتصدق به والبركة في الطعام
353- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال : كان أبو طلحة أكثر الأنصار مالا بالمدينة من نخل وكان أحب أمواله إليه بيرحاء وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من مائها وهو طيب ، قال أنس : فلما نزلت هذه الآية ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) قال أبو طلحة : إن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها لصدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث شئت . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( بخ بخ ذلك مال رائح يروح بصاحبه إلى الجنة وقد سمعت ما قلت وأنا أرى أن تجعلها في الأقربين )) قال أبو طلحة : أفعل يا رسول الله ، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه .

354- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( نعم الصدقة المنيحة الصفي تروح بإناء وتغدو بآخر )) . قال الربيع : المنيحة الشاة ، والصفي الغزيرة اللبن(1) .

355- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال : قال أبو طلحة لأم سليم : قد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفا أعرف فيه الجوع هل عندك من شئ ؟ قالت : نعم فأخرجت أقراصا من شعير ثم أخذت خمارا لها فلفت الخبز ببعضه ودسته تحت يدي وردتني ببعضه ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال أنس : فذهبت فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في المسجد ومعه الناس فوقفت فقال : (( أرسلك أبو طلحة)) فقلت : نعم ، فقال : (( أبطعام )) فقلت : نعم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه : (( قوموا )) قال أنس : فانطلقنا(2) حتى جئنا أبا طلحة فأخبرته ، قال أبو طلحة : يا أم سليم لقد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس وليس عندنا من الطعام ما نطعمهم ، قال أنس : فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (( يا أم سليم ما عندك )) قال : فأتيت(3) بذلك الخبز فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ففتت فعصرت عليه أم سليم عكة لها فأدمته ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطعام ما قال ثم قال : (( ائذن لعشرة )) فدخلوا فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ، ثم قال : ((ائذن لعشرة )) فدخلوا فأكلوا حتى شبعوا كذلك حتى أكل القوم أجمعون وكانوا سبعين رجلا .

___________________________________

(1) خ : الدر .
(2) خ : فانطلقت .
(3) قوله فأتيت بضم التاء والآتي به أنس لأنه كان تحت يده وفي نسخة القطب فاتت بتاء التأنيث والضمير لأم سليم ا ه .









الباب الحادي والستين : من تكره له الصدقة والمسألة
356- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوى ، ولا لمتأثل مالا )) . قال الربيع : ذو المرة السوي القوي المحترف ، والمتأثل الجامع للمال .

357- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري قال : كان ناس من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ، ثم سألوه فأعطاهم ، ثم سألوه فأعطاهم ثلاثا حتى نفذ ما عنده ، ثم قال : (( ما يكون(1) عندي من خير فلن أدخره عنكم ومن يستعفف يعففه الله ومن يستغن يغنه الله ومن تبصر(2) يبصره الله وما أعطي أحدا عطاء هو خير له وأوسع من الصبر )) .

358- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : (( والذي نفسي بيده ليأخذ أحدكم حبل(3)ا فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلا آتاه الله من فضله فيسأله(4) أعطاه أو منعه )) .

___________________________________

(1) خ : كان .
(2) خ : يصبر .
(3) خ : حبلة .
(4) خ : يسأله .














الباب الثاني و الستين : جامع الصدقة والطعام
359- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( يا نساء المؤمنات لا تحقرن إحداكن لجارتها ولو كراع شاة محرق )) .

360- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( طعام الاثنين كافي الثلاثة وطعام الثلاثة كافي الأربعة )) .

361- ومن طريقه أيضا عنه عليه السلام(1) قال : (( كان الناس إذا رأوا أول الثمرة جاءوا به(2) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أخذه(3) دعا للمدينة بالبركة ثم يدعوا أصغر ولد يراه فيعطيه تلك الثمرة )) .

362- أبو عبيدة قال : بلغني عن ابن عمر يروي عن الرسول قال صلى الله عليه وسلم : (( إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليأتها )) .

363- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( شر الطعام طعام الوليمة يدعى إليها الأغنياء ويترك الفقراء )) .

364- ومن طريقه عنه عليه السلام قال : (( لا يمنع أحدكم فضل الماء ليمنع به الكلا )) معنى ذلك : رجل له بئر فيمنع ماءها ليمنع ما حوله من الرعي .

365- ومن طريق ابن عباس عنه عليه السلام قال : (( مكتوب على باب الجنة العطية بعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر )) .

366- ومن طريق أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يمنع أحدكم جاره أن يغرز خشبة في جداره فان ذلك حق واجب عليه )) .

__________________________________

(1) في نسخة القطب إسقاط قوله عنه عليه السلام وهو ظاهر الصواب .
(2) خ : بها .
(3) خ : أخذها .








الباب الثالث والستين : أدب الطعام والشراب
367- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة عن النبي قال : (( يأكل المسلم في معي واحد والكافر في سبعة أمعاء )) .

368- ومن طريقه عنه عليه السلام قال : (( طعام الاثنين كافي الثلاثة ..... )) الحديث(1) .

369- أبو عبيدة عنه أيضا(2) قال : أضاف رسول الله صلى الله عليه وسلم ضيفا فأمر له بشاة فحلبت فشرب حلابها ثم أخرى فشرب حلابها حتى شرب حلاب سبعة شياه ثم أصبح فأسلم فأمر له النبي بشاة فحلبت فشرب حلابها ثم أخرى فلم يكملها(3) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن المؤمن ليأكل من معي واحد والكافر من سبعة أمعاء )) .

370- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : قالت عائشة رضي الله عنها كنت أشرب أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم بالقدح(4) فيجعل فاه على موضع في فيشرب وأنا حائض .

371- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : سمعت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(5) : (( إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فأمقلوه فان في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء وأنه يقدم الداء ويؤخر الدواء )) . قال الربيع : أمقلوه أي اغمسوه .

372- قال أبو عبيدة عن جابر بن زيد(6) وهذا يدل أن الذباب وما يشبهه مما ليس فيه دم لا ينجس ما وقع فيه .

373- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ماء مسته الهرة : (( فإنها من الطوافين والطوافات عليكم )) .

374- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغني أن أبا سعيد الخدري دخل على مروان بن الحكم فقال له مروان : هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن التنفس في الشراب فقال أبو سعيد : نعم ، قال : فقيل له يا رسول الله اني لا أروى عن نفس واحد فقال له : (( فأبن القدح عن فيك ثم تنفس )) فقال الرجل فاني لأرى القذا فيه قال : (( فأهرقه )) . قال الربيع : قال أبو عبيدة : وكذلك الطعام لا ينفخ فيه وان كان حارا فليبرده .

375- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أتى بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام صغير وعن يساره شيوخ من أصحابه فقال للغلام : (( أتأذن لي أن أعطي هؤلاء )) فقال لا والله لا أوثر بنفسي(7) منك أحدا قال : فتله(8) رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده .

376- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا تعبوا الماء عبا فان من ذلك يتولد البهر(9) ولكن مصوه مصا )) .

377- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة قالت : قدمنا لرسول الله حيسا(10) ......الحديث .

378- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : قال ابن النعمان : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالصهباء وهي من أدنى خيبر فصلى العصر فدعا بالأزواد فلم يؤت الا بالسويق فأمر به فثرى فأكل وأكلنا ثم قام الى المغرب فمضمض ومضمضنا ثم صلى ولم يتوض

379- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغني عن جابر بن عبدالله قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا وأمر علينا(11) أبا عبيدة بن الجراح وهو في ثلاثمائة وأنا فيهم فخرجنا حتى إذا كنا ببعض الطريق ففنى الزاد فأمر أبو عبيدة بأزواد ذلك الجيش فجمعه وكان(12) مزودي تمر وكان يقوتنا كل يوم قليلا قليلا حتى فنى ولم يصبنا إلا تمرة تمره قال : ولقد وجدنا فقدها حين فنيت قال : ثم انتهينا الى البحر فإذا بحوت مثل الظرب فأكل منه ذلك الجيش ثمان عشرة ليلة ثم أمر أبو عبيدة بضلعين(13) من أضلاعها فنصبتا فأمر براحلته فرحلت ثم مر تحتها فلم يصبها . قال الربيع : الظرب الجبل .

380- أبو عبيدة قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأكل عن ثلاثة أوجه : عن التقشير ، والترميل ، والتنقيب ، فالقشار الذي يأكل من كل ناحية ويقشر وجه الطعام ، والمرمل الذي يرفع لفيه مالا يسع ، والنقاب الذي يحفر في الطعام خبة ويرجع إلى الادام .

381- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الشرب قائما ويروى(14) أنه شرب من زمزم قائما قال ابن عباس : المرجع فيه إلى كتاب الله وهو قوله ( كلوا واشربوا ) فهذه الآية تبيح الأكل والشرب على أي حال إلا في موضع خصه النهي من النبي صلى الله عليه وسلم .

382- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الشرب في فم السقاء وروي أنه خنث(15) سقاء فشرب منه . قال ابن عباس : و إنما نهي عن ذلك إشفاقا أن تكون فيه دابة .

383- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بلبن شيب بماء وعلى يمينه أعرابي وعلى يساره أبو بكر فشرب وأعطى الأعرابي وقال : (( الأيمن فالأيمن )) .

384- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري عن أم سلمة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من شرب في آنية الذهب والفضة(16) فكأنما يجرجر في جوفه نار جهنم )) .

385- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : قال خالد بن الوليد المخزومي : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة فأتى بضب محنوذ فأهوى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فقال بعض النسوة التي في البيت أخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يريد أن يأكل منه فقيل هو ضب يا رسول الله فرفع يده قال خالد : فقلت أحرام هو يا رسول الله ؟ قال : (( لا ولكن ليس هو بأرض قومي فتجدني أعافه )) . قال خالد : فاجتررته فأكلته(17) ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر .

386-أبو عبيدة عن جابر قال : بلغني عن ابن عمر قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما تقول في الضب يا رسول الله قال : (( لست بآكله ولا محرمه )) وحديث أبي طلحة قد تقدم(18) .

387- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( أكل كل ذي ناب من السباع وذي مخالب من الطير حرام )) .

388- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغني عن علي ابن أبي طالب قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن متعة النساء يوم خيبر وعن أكل لحوم الحمر الإنسية .

389- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة ميتة كانت قد أعطيتها مولاة ميمونة(19) فقال : (( هلا انتفعتم بجلدها )) قيل يا رسول الله إنها ميته قال : (( إنما حرم أكلها وأيما إهاب دبغ فقد طهر )) .

390- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة رضي الله عنها قالت : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينتفع بجلد الميتة إذا دبغ .

391- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( شر الطعام طعام الوليمة يدعى اليه الأغنياء ويترك المساكين )) .

____________________________________

(1) قوله الحديث إشارة إلى تقدمه في الباب الذي قبل هذا الباب .
(2) قوله عنه أيضا أي عن أبي هريرة وفي نسخة القطب ذكر السند وهو أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة أيضا ثم ذكره .
(3) خ : يستتمها.
(4) خ : في القدح .
(5) خ : يقول .
(6) قوله عن جابر بن زيد في بعض النسخ إسقاط وعليه فيكون الاستدلال عن أبي عبيدة وعلى نسختنا هو لجابر .
(7) قوله بنفسي أي نصيبي .
(8) قوله فتلة بفاء مثناة فوقية مفتوحة فلام مشدودة مفتوحة أي وضعه بعنف .
(9) قوله البهر بضم الموحدة ضيق النفس .
(10) قوله الحديث إشارة إلى تقدمه في باب ما يجب منه الوضوء .
(11) خ : عليهم .
(12) خ : فجمعت فكان .
(13) قوله بضلعين تثنية ضلع بكسر الضاد وفتح اللام في لغة الحجاز وتسكين في لغة تميم .
(14) خ : وروي .
(15) أي ثناها وعطفها نحوه .
(16) خ : أو الفضة .
(17) خ : فأكلت .
(18) قوله وحديث أبي طلحة الإشارة إلى حديث أنس أرسله أبو طلحة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بطعام فجاءه معه وقد تقدم في البركة في الطعام .
(19) خ : لميمونة .



تم الجزء الأول من كتاب الترتيب والحمد لله وحده













الجزء الثاني
كتاب الحج : باب ( 1 ) في فرض الحج
392- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : كان الفضل بن العباس رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاءت امرأة من خثعم تستفتيه ، فجعل الفضل بن عباس ينظر إليها وتنظر إليه ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر . قالت : يا رسول الله إن فريضة الله على العباد في الحج أدركت أبي شيخاً كبيراً لا يستطيع أن يثبت على الراحلة ، أفأحج عنه؟ قال : " أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته عنه أكنت قاضية عنه ؟ " قالت : نعم ، قال : " فذاك ذاك "(1) .

393- ومن طريقه أيضاً(2) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحج إلا بعد عشر حجج من هجرته ، ولا أنكر على من تخلف عن الحج من أمته .

394- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر ذات يوم فجلس فقال : " سلوني عما شئتم ، ولا يسألني أحد منكم عن شيء إلا أخبرته به " . فقال الأقرع بن حابس : يا رسول الله ؛ الحج علينا واجب في كل عام ؟ فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرت وجنتاه ، وقال : " والذي نفسي بيده! لو قلت نعم لوجبت ، لو وجبت لم تفعلوا ، ولو لم تفعلوا لكفرتم ، ولكن إذا نهيتكم عن شيء فانتهوا ، وإذا أمرتكم بشيء فائتوا ما استطعتم " .

395- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال : أتى رجل إلى رسول الله فقال : يا رسول الله! إن أمي عجوز كبيرة ، لا تستطيع أن أركبها على البعير ، وإن ربطتها خفت عليها أن تموت ، أفأحج عنها؟ قال : " نعم " .




-------------------------------------
(1) خ : فذاك كذلك .
(2) قوله : ومن طريقه ، في نسخة القطب ذكر السند ، وهو أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس ، ثم ذكره .









باب ( 2 ) في المواقيت والحرم
396- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري قال : وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة أن يهلوا من ذي الحليفة ، ولأهل الشام الجحفة ، ولأهل نجد قرناً ، ولأهل اليمن يلملم ، ولأهل العراق ذات عرق .

397- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلع له أحد فقال : " هذا جبل يحبنا ونحبه ، اللهم إن إبراهيم حرم مكة ، وأنا أحرم ما بين لابتيها " .
قال الربيع : يعني : ما بين حرتيها .

398- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مكة حرام ، حرمها الله ، لا تحل لقطتها ، ولا يعضد شجرها ، ولا ينفر صيدها ، ولا يختلى خلالها" فقال عمه العباس : إلا الإذخر يا رسول الله ، فقال : " إلا الإذخر " .
قال الربيع : لا يعضد ؛ أي : لا يقطع ، والخلا : الكلأ ، والإذخر : نبت يصنع منه الحصر ، وتسقف منه البيوت .

باب ( 3 ) في الإهلال بالحج والتلبية
399- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري قال : إن تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك لبيك " . قال نافع : وكان ابن عمر يزيد فيها : لبيك وسعديك ، والخير بيديك ، لبيك ، والرغبة إليك والعمل .

400- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أقبل من حج أو غزو أو عمرة يكبر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات ، ثم يقول : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، آيبون تائبون ساجدون عابدون ، لربنا حامدون ، صدق الله وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده " .

401- أبو عبيدة عن جابر قال : جاء رجل إلى عبدالله بن عمر فقال : يا أبا عبدالرحمن! لقد رأيتك تصنع أربعاً لم أر أحداً يصنعها من أصحابك ، قال : وما هن؟ قال : رأيتك لا تمس من الأركان إلا اليماني ، ورأيتك تلبس النعال السبتية ، ورأيتك تصبغ بالصفرة ، ورأيتك إذا كنت بمكة أهل الناس إذا رأوا الهلال ولم تهلل إلا يوم التروية . قال له ابن عمر : أما الأركان فإني لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم يمس إلا اليماني ، وأما النعال السبتية فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسها ، وأم الصفرة فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ بها ، وأما الإهلال فإني لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل حتى تنبعث به راحلته .
قال الربيع : النعال السبتية : التي لا شعر لها .

402- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : اصطحب محمد بن أبي بكر وأنس بن مالك من منى إلى عرفات ، فقال له محمد بن أبي بكر : كيف تصنعون في مثل هذا اليوم وأنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : يهل منا المهل فلا ينكر عليه ، ويكبر المكبر فلا ينكر عليه .

باب ( 4 ) في غسل المحرم
403- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : يغسل المحرم بماء وسدر .

404- ومن طريقه أيضاً عنه عليه السلام قال : " إذا مات المحرم غسل ، ولا يكفن إلا في ثوبيه اللذين أحرم فيهما ، ولا يمس بطيب ، ولا يخمر رأسه " .

405- وعن ابن عباس أيضاً(1) قال : اختلفت أنا والمسور بن مخرمة بالأبواء ، فقلت : يغسل المحرم رأسه ، وقال هو : لا يغسله . قال ابن عباس : فأرسلت رجلاً اسمه عبدالله بن حنين إلى أبي أيوب الأنصاري ، فوجده الرجل يغتسل بين القرنين وهو يستتر بثوب ، فسلم عليه فقال له : من هذا؟ فقال الرجل : أنا رسول ابن عباس إليك يسألك : كيف يغتسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم ؟ قال الرجل : فوضع يده على الثوب فطأطاه حتى بدا لي رأسه ، ثم قال لإنسان يصب عليه : أصبب. فصب على رأسه ، ثم حركه(2) بيديه ، فأقبل بهما وأدبر ، ثم قال : هكذا رأيته يفعل صلوات الله عليه .
قال الربيع : القرنان : عمودان بالأبواء مملسان يكونان على سانية البئر .




----------------------------------------
(1) قوله : " وعن ابن عباس أيضاً " ، في نسخة القطب ذكر السند ، وهو أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس ، ثم ذكره .
(2) خ : عركه .
















باب ( 5 ) ما يتقي المحرم وما لا يتقي
406- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يلبس المحرم القميص ولا العمامة ولا السراويلات ولا البرانس ولا الأخفاف ، فإن لم يجد نعلين فليلبس خفين ، وليقطعهما من أسفل الكعبين ولا يلبس المحرم شيئاً من ثياب مسها الزعفران ولا الورس " .

407- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: " خمس من الدواب ليس على المحرم في قتلهن جناح : الغراب والحدأة والفأرة والعقرب والكلب العقور " .

408- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفر ، فلما نزعه جاءه رجل فقال له : يا رسول الله ابن خطل متعلق بأستار الكعبة ، فقال : " اقتلوه " قال جابر : وقد بلغني أن رسول الله يومئذ غير محرم .

باب ( 6 ) في الكعبة والمسجد والصفا والمروة
409- أبو عبيدة قال : بلغني عن ابن عمر قال : سألت بلالاً يوم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة كيف صنع وما فعل ؟ قال : جعل عموداً عن يساره وعمودين(1) عن يمينه وثلاثة أعمدة وراءه ، والبيت يومئذ على ستة أعمدة ، ثم صلى وجعل بينه وبين الجدار نحواً من ثلاثة أذرع .
قال الربيع : قال أبو عبيدة : من صلى داخلها أو على ظهرها فلا قبلة له(2) .

410- أبو عبيدة قال : بلغني عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألم تري قومي حين بنوا البيت اقتصروا عن قواعد إبراهيم عليه السلام؟ " فقالت(3) يا رسول الله ألا تردها إلى قواعد إبراهيم؟ قال : " لولا حدثان قومك بالكفر " .

411- أبو عبيدة قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة عام الفتح ، فصلى فيها ركعتين .

412- أبو عبيدة قال : سئل علي بن أبي طالب بأي شيء بعثك رسول صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر في حجة عام تسع ؟
قال : بأربع خصال : ألا يطوف بالبيت عريان ، ولا تدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ، ولا يجتمع مسلم ومشرك في الحرم بعد عامهم هذا ، ومن كان له عند النبي صلى الله عليه وسلم عهد فإلى عهده ، ومن لم يكن له عهد فإلى أربعة أشهر .

413- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن جابر بن عبدالله قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رمل إلى الحجر الأسود حتى انتهى إليه في ثلاثة أطواف ، فإذا وقف على الصفا كبر ثلاثاً ويقول : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير " ويصنع على المروة مثل ذلك ثلاثاً ثلاثاً ، وإذا نزل من على الصفا مشى ، حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى حتى يخرج منه ونحر بعض هديه بيده ، ونحر بعضه غيره .

414- أبو عبيدة قال : بلغني عن عروة بن الزبير قال : قالت لي أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم : شكوت إلى رسول الله أني أشتكي . قال : " طوفي بالبيت وراء(4) الناس وأنت راكبة " فطفت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جانب(4) البيت وهو يقرأ : ( والطور (5) وكتاب مسطور) .

415- أبو عبيدة عن جابر بن عبدالله قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين خرج من المسجد وهو يريد الصفا(6) : " نبدأ بما بدأ الله به " .

416- أبو عبيدة قال : بلغني عن عروة بن الزبير قال : قلت لعائشة وأنا يومئذ حديث السن : أرأيت قول الله تعالى : ( إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما) فما أرى على أحد بأساً(7) أن لا يطوف بهما . قالت عائشة رضي الله عنها : كلا ؛ لو كان الأمر كما تقول كان : فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما ، وإنما نزلت هذه الآية في الأنصار وكانوا يهلون من مناة ،وكانت مناة خلف(8)) قديد ، وكانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة ، فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، فأنزل الله تبارك وتعالى ( إن الصفا والمروة) الآية .
قال الربيع : مناة : حجر بقديد كانت الجاهلية يعبدونه .

417- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : جاء رجل إلى عبدالله بن عمر فقال : يا أبا عبدالرحمن ، رأيتك تصنع أربعاً ... الحديث(9)) .

418- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : لما احترق بيت الله الحرام من أجل شرارة طارت بها الريح قال بعض الناس ، قدر الله هذا . وقال آخرون : لم يقدر الله أن يحترق بيته ، فمن ثم وقع الخلاف الأول في القدر . قال أبو عبيدة : وكان احتراقه يوم السبت لست ليال خلون من ربيع الأول سنة أربع وستين .

419- أبو عبيدة قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة عام الفتح ، فصلى فيها ركعتين ، ثم خرج وقد أفضى بالناس حول الكعبة ، فأخذ بعضادتي الباب ، فقال : " الحمد لله الذي صدق وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، ماذا تقولون ؟ وماذا تظنون؟" قالوا : نقول خيراً ، ونظن خيراً ، أخ كريم ، قدرت فأسجح(10) . قال : " وأنا أقول كما قال أخي يوسف ( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ) ألا وإن كل رباً في الجاهلية ودم ومال أو مأثرة(11) فهي تحت قدمي هاتين إلا سدانة البيت وسقاية الحاج ؛ فإني قد أمضيتهما لأهلهما على ما كانتا عليه ، ألا وإن الله تعالى قد أذهب نخوة الجاهلية وتكبرها بالآباء كلكم لآدم وآدم من تراب ، ليس إلا مؤمن تقي أو فاجر شقي وأكرمكم عند الله اتقاكم ، ألا في قتيل العصا والسوط والخطأ(12) شبه العمد الدية المغلظة مئة من الإبل منها أربعون خلفة ، مكة حرام حرمها الله تعالى إلى يوم القيامة ، لم تحل لأحد قبلي ، ولا تحل لأحد بعدي ، وإنما أحلت لي ساعة من نهار " .
قال : فغمزها(13) النبي صلى الله عليه وسلم بيده وقال : " لا ينفر صيدها ، ولا يقطع شجرها ، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد(14) ولا يختلى خلاها ".
قال له العباس عمه – وكان شيخاً مجرباً - : إلا الإذخر يا رسول الله ، فإنه لا بد منه للقبور ولظهور البيوت . فسكت النبي صلى الله عليه وسلم قليلاً ثم قال : " إلا الإذخر ؛ فإنه حلال ".




-----------------------------------------------------
(1) خ : وعموداً
(2) قوله : " فلا قبله " له ، أشار بذلك إلى أن فله r في هذا الموضع مختص به ، فلا يتعداه إلى غيره ؛ لوجوب استقبال القبلة في الصلاة ، والله أعلم .
(3) خ : فقلت .
(4) خ : من وراء .
(5) خ : جنب .
(6) قوله : الصفا ، في نسخة : الطواف ، والمراد به : السعي به : السعي بين المروتين .
(7) خ : شيئاً .
(8) ) خ : حذو .
(9) ) قوله : الحديث ، إشارة إلى تقدمه في باب : الإهلال بالحج .
(10) فأسجح : بقطع الهمزة ، أي ك سهل القول ، وأحسن العفو .
(11) خ : ومأثرة .
(12) قوله : " والخطأ " ؛ في نسخة إسقاط الواو .
(13) قوله : فغمزها ، أي : أشار إلى تقليل الساعة بيده .
(14) خ : إلا لمنشدها .



باب ( 7 ) في عرفة والمزدلفة ومنى
423- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري قال : اختلف ناس عند أم الفضل بنت الحارث ، وهي والدة عبدالله بن العباس في يوم عرفة في صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قائلون : هو صائم ، وقال آخرون : ليس بصائم ، قال أبو سعيد : فأرسلت إليه أم الفضل بقدح لبن ، وهو واقف على بعيره ، فشربه .

420- أبو عبيدة عن جابر قال : بلغني عن أسامة بن زيد قال : دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة حتى إذا كان بالشعب ، فنزل وبال ، وتوضأ ، ولم يسبغ الوضوء ، فقلت له : الصلاة . فقال : " الصلاة أمامك " فركب ، فلما جاء مزدلفة نزل فتوضأ(1) ، وأسبغ الوضوء ، ثم أقيمت الصلاة فصلى المغرب ، ثم أناخ كل إنسان بعيره في منزله ، ثم أقيمت العشاء فصلاها ، ولم يفصل بينهما بشيء .قال الربيع : يستحب بعد المغرب ركعتان خفيفتان .

421- أبو عبيدة قال : لما أذن الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يحج حجه الوداع وهي حجة التمام ، فوقف بعرفة ، وقال : " أيها الناس إن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السموات والأرض ، فلا شهر ينسى ، ولا عدة تحصى ، ألا وإن الحج في ذي الحجة إلى يوم القيامة".
قال أبو عبيدة : لما أتم حجه خطب الناس بعرفة ، فقال : " إن أهل الشرك والأوثان كانوا يدفعون من عرفات إذا صارت الشمس على رؤوس الجبال ؛ كأنها عمائم الرجال في وجوههم ، ويدفعون من المزدلفة إذا طلعت الشمس على رؤوس الجبال كأنها عمائم الرجال في وجوههم ، وإنا لا ندفع من عرفات حتى تغرب الشمس ، وبفطر الصائم ، وندفع من المزدلفة غداً إن شاء الله ، قبل طلوع الشمس ، هدينا مخالف لهدي أهل الشرك والأوثان " .

422- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : سئل أسامة بن زيد كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في حجة الوادع حين دفع ؟ قال : كان يسير العنق ، فإذا وجد فرجة نص .
والنص : فوق العنق ، والعنق : هو السرعة في السير .

423- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغني عن أبي أيوب الأنصاري صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال : صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع المغرب والعشاء بالمزدلفة جميعاً .

424- أبو عبيدة قال : بلغني عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا كنت بين الأخشبين بمنى(2) – ونفخ بيده نحو المشرق – فإن هناك وادياً يقال له : وادي السرر فيه سرحة سر تحتها سبعون نبياً " يعني : قطعت فيه سررهم حين ولدوا .
قال الربيع : السرحة : الشجرة العظيمة ، والأخشبان : جبلان مشرفان على منى .

425- أبو عبيدة قال : رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم لرعاة الإبل في البيتوتة ، ويرمون يوم النحر ، ثم يرمون بالغداة ، ومن بعد الغد يرمون يومين(3) ثم يرمون يوم النفر .






----------------------------------------------
(1) خ : منزله .
(2) خ : من منى .
(3) قوله : يرمون يومين ، في نسخة القطب إسقاط يرمون .


باب ( 8 ) في الهدي والجزاء والفدية
427- أبو عبيدة عن جابر زيد عن أبي سعيد الخدري قال : كتب زياد بن أبي سفيان(1) إلى عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فقال : إن عبدالله بن عباس يقول : من أهدى هدياً يحرم عليه ما يحرم على الحاج حتى ينحر هديه ، وقد بعثت بهديي ، فاكتبي إلىَّ بأمرك ، قال ، قالت عائشة : ليس كما قال ابن عباس ، أنا فتلت قليد(2) هجي رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديَّ ، ثم قلدها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بعث بها مع أبي ، فلم يحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً أحله الله له حتى ينحر هديه .

428- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري قال : قالت حفصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بال الناس أحلوا بعمرة ولم تحلل أنت من عمرتك؟ فقال : " إني لبدت رأسي ، وقلدت هديي ، فلا أحل حتى أنحر " .
قال الربيع : والتلبيذ أن يعمد إلى غاسول(3) أو صمغ ، فيعصب به رأسه ، ويلبد به شعره .

429- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يسوق بدنة فقال : " اركبها " فقال : يا رسول الله إنها بدنة ، قال : " اركبها " قال : إنها بدنة ، قال : " اركبها ويلك " في الثانية ، أو الثالثة .

430- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : قال جابر بن عبدالله : نحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية البدنة عن سبعة ، والبقرة عن سبعة .

431- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لخمس ليال بقين من ذي القعدة ولا نرى إلا أنه الحج ، فلما دنونا من مكة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يكن معه هدي إذا طاف بالبيت ، وسعى بين الصفا والمروة أن يحل ، قالت : فدخل علينا بلحم بقر يوم النحر ، فقلت : ما هذا اللحم ؟ فقال : نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أزواجه .

432- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : خرج كعب بن عجرة يريد الحج (4) مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فآذاه القمل في رأسه فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحلق وقال : " صم ثلاثة أيام ، أو طعم ستة مساكين مدين لكل مسكين ، أو انسك بشاة ، أي ذلك فعلت أجزاك ".





-----------------------------------------------
(1) قوله : كتب زياد بن أبي سفيان : كان زياد يدعى بذلك في أيام بني أمية حين ضمه معاوية إلى نفسه بالدعوى الفاجرة مكراً وخديعة ولم يكن أبو سفيان أباه ، والله أعلم .
(2) خ : قلائد .
(3) قوله " غاسول " هو : الأشنان .
(4) قوله : يريد الحج ، الثابت في كتب الحديث أن القصة كانت عام الحديبية ، وكان الخروج يومئذ للعمرة لا للحج ، فكأن الراوي أطلق اسم الحج في هذه الرواية على العمرة مجازاً ، أو أن القصة تكررت فوقعت مرة بالحديبية ، وأخرى في حجة الوداع ، ولا بعد تكررها لاحتمال أن كعباً ظن قصر الحكم على من كان محصراً كحالتهم عام الحديبية ، والله أعلم .




باب ( 9 ) في التمتع والإفراد والقران والرخصة
433- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغني عن سعد بن أبي وقاص والضحاك بن قيس اختلفا في التمتع بالعمرة إلى الحج ، فقال الضحاك : لا يصنع ذلك إلا من جهل أمر الله ، فقال سعد : بئس ما قلت ، فقال الضحاك : إن عمر بن الخطاب قد نهى عن ذلك ، فقال سعد : قد صنعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصنعناها معه .
قال الربيع : قال أبو عبيدة : من أراد التمتع فعل ، ومن شاء ترك ، وكل ذلك واسع .

435- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة رضي الله عنها قالت : أفرد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج .

436- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغني عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال في حجة الوداع : إن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح ، فقال له : " اذبح ولا حرج " فجاءه آخر فقال له : يا رسول الله ، لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي . فقال : " ارم ولا حرج " فما سئل في ذلك اليوم عن شيء إلا قال : " ولا حرج " .
قال الربيع : قال أبو عبيدة : هذه رخصة من النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم .

باب ( 10 ) في الصيد للمحرم
436- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : أهدى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حماراً وحشياً بالأبواء – يعني : موضعاً – فرده عليه ، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الكراهة في وجهه قال : " إنا لم نرده عليك إلا أنا محرمون " .

437- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : قال ابن عباس : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد مكة وهو محرم ؛ حتى إذا بلغ الروحاء إذا هو بحمار وحش عقير ، فذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " دعوه يوشك(1) أن يأتيه صاحبه " وأتى البهزي وهو صاحبه فقال : يا رسول الله ، شأنكم بهذا الحمار . فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر فقسمة بين الرفاق ، ثم مضى حتى إذا كان بالأثاية بين الرويثة والعرج ، وهي مواضع ، فإذا بظبي حاقف في ظل وفيه سهم ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً أن يقف عليه ولا يريبه أحد حتى يجاوزه .
قال الربيع : العقير : المعقور ، والحاقف : في الظل ، والمحتقف(2) : في موضع المفازة ، وقوله : ولا يريبه ، أي : لا يمسه بسوء .






-------------------------------------------
(1) خ : فإنه يوشك .
(2) خ : وهو المتعقب .




باب ( 11 ) ما تفعل الحائض في الحج
438- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع ، فأهللنا بعمرة ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كان معه هدي فليهل بالحج مع العمرة ، ثم لا يحل حتى يتمهما جميعاً " .
قالت : فقدمت(1) مكة وأنا حائض فلم أطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة ، فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " انقضي رأسك وامتشطي ، وأهلي بالحج ، ودعي العمرة " .
قالت . ففعلت ، فلما قضيت الحج أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبدالرحمن بن أبي بكر إلى التنعيم ، فاعتمرت فقال : هذا مكان عمرتك . قالت : فطاف الذين أهلوا بالعمرة بالبيت وبين الصفا والمروة ، ثم أحلوا ، ثم طافوا طوافاً آخر بعد أن رجعوا من منى لحجتهم ، وأما الذين أهلوا بالحج أو جمعوا الحج والعمرة ، فإنما طافوا طوافاً واحداً .

439- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إن صفية بنت حيي قد حاضت . فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لعلها حابستنا ، ألم تكن قد طافت معكن بالبيت ؟ "قلت بلى ، قال : " فاخرجن " .

440- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : قدمت مكة وأنا حائض ، ولم أطف بالبيت ، ولا بين الصفا والمروة ، فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " افعلي ما يفعل الحاج ، غير أنك لا تطوفي بالبيت حتى تطهري " .

441- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : إن صفية بنت حيي زوج النبي صلى الله عليه وسلم حاضت ؛ فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " أحابستنا هي ؟ " فقيل : إنها قد أفاضت ، قال : " فلا إذن " .

442- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : إن أسماء بنت عميس ولدت محمد بن أبي بكر بالبيداء ، فذكر ذلك أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " مرها فلتغتسل ، ثم لتهلل " .




---------------------------------------
(1) خ : فقدمنا .








باب ( 12 ) في فضل الحج والعمرة
443- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " العمرة إلى العمرة(1) كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ".

444- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم ارحم المحلقين " قالوا : يا رسول الله والمقصرين ؟ قال : " والمقصرين " .






---------------------------------------------
(1) خ : من العمرة إلى العمرة .
















كتاب الجهاد : باب ( 13 ) في البيعة
445- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : سمعت عن عبادة بن الصامت قال : بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر ، والمكره والمنشط ، ولا ننازع الأمر أهله ، وأن نقول الحق حيثما كنا ، ولا نخاف في الله لومة لائم .

446- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عمر قال : بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة ، ويقول : " فيما استطعتم " قال جابر : سمعت من الصحابة من يقول : بايعهم على أن لا يفروا .

447- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : سمعت جابر بن عبدالله يقول: بايع أعرابي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصاب الأعرابي وعك بالمدينة فقال : يا رسول الله أقلني بيعتي . فأبى له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم جاءه ثانية وثالثة فأبى له ، فخرج الأعرابي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما المدينة كالكير تنفي خبثها (1) ، وتمسك طيبها ".






--------------------------------------
(1) خ : خبيثها .













باب ( 14 ) في عدة الشهداء
448- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " المقتول دون ماله شهيد ".

وقال أيضاً : " أفضل الأعمال كلمة حق يقتل عليها صاحبها عند سلطان جائر ".

449- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الشهداء خمسة : المطعون ، والمبطون ، والغريق ، وصاحب الهدم ، والشهيد في سبيل الله ".

450- قال الربيع : قال ابن عباس : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " الشهيد يُغفَر له عند أول قطرة تقطر من دمه في سبيل الله ، ويجار من عذاب القبر ".

451- وقال صلى الله عليه وسلم : " إن لم يكن الشهداء من أمتي إلا من قُتل بالسيف ، فهم إذا قليل " ثم قال صلى الله عليه وسلم : " القتيل شهيد ، وصاحب الهدم شهيد ، والمبطون شهيد ، والغريق شهيد ، ومن أكله السبع شهيد ، و السَّليم شهيد – يعني : اللديغ – وصاحب السل شهيد ، ومن مات مرابطاً في سبيل الله شهيد ، ومن ذكر الله تعالى إذا أخذ مضجعه ثم مات مرابطاً في سبيل الله شهيد ، والنفساء ، ومن مات على فراشه يريد أن تكون كلمة الله هي العليا ، وكلمة الذين كفروا السفلى شهيد ".

باب ( 15 ) في فضل الشهادة
452- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " والذي نفسي بيده لوددت أن أقاتل في سبيل الله فأقتل ، ثم أحيا ثم أقتل ، ثم أحيا ثم أقتل " .

453- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله ، والله أعلم بمن يكلم في سبيله ؛ إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دماً ، اللون لون الدم ، والريح ريح المسك " .

454- ومن طريقه أيضاً عته عليه السلام ، قال : " مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم الذي لا يفتر عن صلاة ولا صيام(1) حتى يرجع "

455- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أفضل الأعمال كلمة حق يقتل عليها صاحبها عند سلطان جائر "

456- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم [ قال ] : " تكفل الله للمجاهد في سبيل الله ، ولا يخرجه من بيته إلا الجهاد في سبيل الله ، وتصديق كلماته ، بأن يدخله الجنة ، أو يرده إلى مسكنه الذي خرج منه ، مع ما نال أجر أو غنيمة " .

457- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : حدثني عبدالله بن عمر قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إن قتلت في سبيل الله صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر ، أيكفر الله عني خطاياي ؟ قال: " نعم " ، فلما أدبر الرجل ناداه رسول الله صلى الله عليه وسلم فنودي له فقال : " كيف قلت ؟ " فأعاد قوله فقال : " نعم إلا الدين ، كذلك قال لي جبريل عليه السلام " .

458- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " المقتول في المعركة لا يغتسل ، فإن دمه يعود مسكاً يوم القيامة " .

459- أبو عبيدة عن جابر عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشهداء : " زملوهم في ثيابهم " أي : لفوهم فيها من غير غسل .

460- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لولا أن أشق على أمتي لأحببت أن لا أتخلف عن سرية تخرج في سبيل الله ، ولكن لا أجد ما أحملكم عليه ، ولا تجدون ما تحملون عليه ، ويشق عليكم أن تتخلفوا بعدي " .





-----------------------------------------
(1) خ : عن الصلاة ولا عن الصيام .

















باب ( 16 ) في الخيل
461- أبو عبيدة قال : بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سابق بين الخيل التي ضمرت من الحفياء ، وكان أمدها ثنية الوداع ، وسابق بين الخيل التي تضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق ، وقد بلغني أن(1) عبدالله بن عمر كان ممن سبق بها .

462- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حمل رجلاً على فرس عتيق في سبيل الله ، فوجده يباع في السوق ، فسأل عنه رسول الله فقال : " لا تبتعه ، ولا تعد في صدقتك ، فإن العائد في صدقته كالكلب العائد في قيئة " .

463- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الخيل لرجل أجر ، ولرجل ستر ، وعلى رجل وزر ، فأما التي هي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله ، فأطال لها في مرج أو روضة ، فما أصابت في طيلها ذلك من المرج أو الروضة كان له حسنات ، واو أنها قطعت طيلها ذلك ، فاستنت شرفاً أو شرفين ، كانت آثارها وأرواثها حسنات له ، ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد أن تشرب منه ، كان له ذلك حسنات فهي له أجر .
ورجل ربطها تغنياً وتعففاً ، ولم ينس حق الله في رقابها ولا في ظهورها ، فهي له ستر . ورجل ربطها فخراً ورياءً ونواءً لأهل الإسلام ، فهي على ذلك وزر ".

قال الربيع : " أطال لها " ؛ إذا ربطها بحبل في مرج فأطال لها حتى تتمكن من الرعي ، " فاستنت " ، أي : مرحت تجري ، " ولم ينس حق الله "(2) ، أي : لم يترك حق الله ، " ونواءً لأهل الإسلام " ، أي : عداوة لأهل الإسلام .




-------------------------------------------------
(1) خ : عن .
(2) قوله : " ولم ينس حق الله " ، هذه الكلمة في بيان الصنف الساقط من الحديث ، فإنه r قسم الخيل إلى ثلاثة أصناف ، المذكور منها في الحديث صنفان ، وسقط بيان الصنف الثالث ، وهو : التي تكون له ستراً ، ووقع إسقاطه أيضاً في بعض طرق البخاري فيحتمل أن الراوي أسقطه اختصاراً ، أو أنه سقط من أيدي النساخ ، وهو الأظهر؛ لأن المصنف قد فسر بعض الكلمات الواقعة فيه ، ومن البعيد أن يفسر شيئاً لم يذكر في الحديث ، والله أعلم ، ثم ظفرنا بالساقط في نسخة القطب ، فألحقناه بالأصل كما ترى .









باب ( 17 ) جامع الغزو في سبيل الله
464- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ". وفي رواية أخرى : " دماؤكم وأموالكم عليكم حرام ".

465- أبو عبيدة عن جابر عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حمل علينا السلاح فليس منا ".
قال الربيع : قال أبو عبيدة : يريد من حمله إلى أرض العدو .

466- الربيع عن أبي أيوب الأنصاري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " غدوة في سبيل الله أو روحة خير مما طلعت عليه الشمس ".

467- أبو عبيدة عن جابر قال : بلغني عن أبي قتادة قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حنين ، فلما التقينا كانت للمسلمين جولة ، قال : فرأيت رجلاً من المشركين قد علا رجلاً من المسلمين ، قال : فاستدرت له حتى أتيته من خلفه وضربته بالسيف على حبل عاتقه حتى قطعت الدرع ، قال : فأقبل علي وضمني ضمة وجدت منها ريح الموت ، ثم أدركه الموت ، فأرسلني ، ثم مضيت فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من قتل قتيلاً له عليه بينة فله سلبه " قال : قمت فقلت : من يشهد لي؟ فجلست ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك أيضاً ، فقمت فقلت : من يشهد لي؟ ثم قال الثالثة ، فقمت ، فقال رسول الله : " مالك يا أبا قتادة ؟ " فقصصت عليه القصة ، فقال رجل من القوم : صدق يا رسول الله وسلبه عندي ، فأرضه منه . فقال أبو بكر الصديق : لا والله ، لا يعمد إلى أسد من أُسود (2) الله يقاتل عن الله ورسوله فيعطيك سلبه . فقال رسول الله : " صدق فأعطه إياه " قال أبو قتادة : فأعطانيه ، فبعت الدرع ، وابتعت منها مخرفاً في بني سلمه ، وإنه لأول مال تأثلته في الإسلام .
قال الربيع : المخرف : بستان من نخل ، وتأثلته : اكتسبته .

468- أبو عبيدة قال : سمعت عن انس بن مالك قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر ، فأتاها ليلاً ، وكان إذا أتى قوماً ليلاً لم يغر عليهم حتى يصبح فأصبح ، فخرج يهود (3) بمساحيهم ومكاتلهم ، فلما رأوه قالوا : محمدٌ والله والخميس . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الله أكبر ، خربت خيبر ، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذَرين ".

469- الربيع عن عبادة بن الصامت قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومر بنا (4) بعير من المغنم (5) ، فلما انصرف تناول قرادة من دبر البعير ، فقال : " ما يحل لي من غنائمكم ما يزن هذه إلا الخمس ، وهو مردود فيكم ".
وغزوة ذات السلاسل مذكورة في باب التيمم ، وغزوة ذي أنمار مذكورة في باب الثياب ، وغزوة أبي عبيدة بن الجراح مذكورة في باب الطعام .

470- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام خيبر ، ولم نغنم ذهباً ولا فضة إلا الأموال والمتاع ، فأهدى رجل من بني الضبيب يقال له رفاعة بن زيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاماً أسود يقال له مدعم ، فوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وادي القرى ، حتى إذا كنا بها ، بينما مدعم يحط رحال (4) رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء سهم غرب ، فأصابه ، فقتله ، فقال الناس : هنيئاً له الجنة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا والذي نفسي بيده ! إن الشملة التي أخذها من المغانم يوم خيبر لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه ناراً ". فلما سمع الناس ذلك جاء رجل بشراك أو شراكين ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " شراك أو شراكان من النار "

-------------------------------------------------
(1) خ : أسد .
(2) خ : اليهود .
(3) خ : بقربنا .
(4) خ : الغنيمة .
(5) خ : رحل .

كتاب الجنائز : باب ( 18 ) الكفن والغسل
471- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عليكم بهذه الثياب البيض ألبسوها أحياءكم ، وكفنوا فيها موتاكم ، فإنها خير ثيابكم ، ولا تكفنوهم في حرير ولا مع شيء من الذهب لأنهما محرمان على رجال أمتي ، ومحللان لنسائها " .

472- ومن طريقه أيضاً عنه عليه السلام قال : " المقتول في المعركة لا يغسل ، فإن دمه يعود يوم القيامة مسكاً "(1) .

قال ابن عباس : الكفن من رأس المال لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في ميت مات بحضرته : " كفنوه في ثوبيه " فأضافهما إليه .

473- ومن طريق ابن عباس قال : دفع النبي صلى الله عليه وسلم في كفن ابنته أم كلثوم خمسة أثواب .

474- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة رضي الله عنها قالت : كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب بيض سحولية ليس فيها قميص ولا عمامة .
قال الربيع : السوحلية : ثياب من موضع يسمى سحولاً ، وهو موضع بأرض اليمن .

475- أبو عبيدة قال : بلغنا(2) عن محمد بن سيرين قال : قالت أم عطية الأنصارية : دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفيت ابنته فقال : " اغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر ، واجعلن في الآخرة(3) شيئاً من كافور ، فإذا فرغتن فآذنني " فلما فرغنا آذناه ، فأعطانا حقوه وقال : " أشعرنها إياه " .
قال الربيع : الحقو : الإزار ، وقوله : أشعرنها إياه ، أي : تقينها إياه(4) .

476- ومن طريق ابن عباس قال : لا ينبغي أن تحبس جيفة مسلم بين ظهراني أهله . وقال صلى الله عليه وسلم : " اغسلوا موتاكم " فوجب غسل الميت على من حضره لقوله عليه السلام .

477- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن امرأة ماتت ، فأمر بتفريق شعر رأسها عند غسلها ، والله أعلم .



------------------------------------------
(1) قوله : يعود يوم القيامة مسكاً ، في بعض النسخ تقديم مسكاً على يوم .
(2) خ : بلغني .
(3) خ : الأخيرة .
(4) قوله : " تقينها " بمثناة فوقية فقاف فمثناة تحتية فنون ، أي : اجعلنه لها وقاء ، والمعنى : اجعلنه تحت الثياب فوق الجسد ، فيكون وقاء لها عما فوقه .






باب ( 19 ) صلاة الجنائز
478- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أولى بالصلاة على الميت أفضل القوم ورعاً وأسنهم في ذكر الله " .

479- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى للناس النجاشي في اليوم الذي مات فيه ، فخرج بهم إلى المصلى فصفهم(1) ، وكبر أربع تكبيرات .

480- أبو عبيدة عن جابر عن عائشة رضي الله عنها قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم(2) فلبس ثيابه ، ثم قام فأمرت جارتي بريرة تتبعه ، فتبعته حتى جاء إلى البقيع فوقف فوقفت بقربه ما شاء الله أن يقف فانصرف ، فسبقته فأخبرتني ، فلم أذكر شيئاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح ، فسألته ، فقال : " بعثت إلى أهل البقيع لأصلي عليهم " .




-------------------------------
(1) خ : فصف بهم .
(2) خ : ليلة .














باب ( 20 ) في القبور
481- أبو عبيدة عن جابر عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كنت نهيتكم عن زيارة القبور ، ألا فزوروها ، ولا تقولوا هجراً " أي : لا تدعوا بالويل والعويل ، وبما يسخط الرب .

482- ومن طريق ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه : " نهى عن تقصيص القبور " أي : عن تجصيصها .

483- أبو عبيدة عن جابر عن عائشة رضي الله عنها سمعت أن عبدالله بن عمر يقول : " إن الميت ليعذب ببكاء الأحياء " قالت عائشة : يغفر الله لأبي عبدالرحمن ، أما إنه لم يكذب ، ولكنه(1) نسي أو أخطأ ، ولعله إنما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال حين مر بيهودية ماتت وأهلها يبكون عليها ، فقال " إنهم ليبكون(2) عليها ، وإنها لتعذب في قبرها " قال جابر : قالت عائشة رضي الله عنها : " ولا يعذب أحد ببكاء أهله ، وإنما يعذب بعمله السوء " .

484- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعد بالغداة والعشي ، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة ، وأن كان من أهل النار فمن أهل النار ، فيقال له : هذا مقعدك حتى يبعثك الله(3) يوم القيامة " .

485- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة فقال : " السلام عليكم دار قوم مؤمنين ... " الحديث(4) .

486- أبو عبيدة قال : مرت جنازة برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " مستريح أو مستراح منه " فقالوا : يا رسول الله ، ما المستريح وما المستراح منه ؟ قال : " العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله ، والعبد الفاجر تستريح منه البلاد ، والناس ، والدواب ، والشجر " .

487- أبو عبيدة عن جابر قال : بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مر برجلين يعذبان في القبر فقال : " يعذبان وما يعذبان بكبيرة ؛ أما أحدهما فقد كان لا يستبرئ من البول ، وأما الآخر فقد كان يمشي بين الناس بالنميمة " [ قال ] أبو عبيدة : وكان جابر ممن يثبت عذاب القبر .

488- الربيع عن أبي أيوب الأنصاري : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع صوتا ً حين غربت الشمس فقال : " هذه أصوات اليهود يعذبون في قبورهم " .

489- أبو عبيدة عن جابر عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل ، فيقول : يا ليتني كنت مكانة " .





---------------------------------
(1) خ : ولكن .
(2) خ : يبكون .
(3) خ : إليه .
(4) قوله : الحديث إشارة إلى تقدمه في باب : الأمة في باب : الأمة في الجزء الأول ، وهو حديث طويل .



كتاب الأذكار : باب ( 21 ) في الدعاء
490- أبو عبيدة عن جابر عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن : " اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من عذاب جهنم ، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات " .

491- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة في جوف الليل قال : " اللم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ، ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ، ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ، ومن فيهن ، أنت الحق ، وقولك الحق ، ووعدك الحق ، ولقاؤك حق ، والجنة حق ، والنار حق ، والساعة حق ، اللهم لك أسلمت ، وبك آمنت ، وعليك توكلت ، وإليك أنبت ، وبك خاصمت ، وإليك حاكمت ، فاغفر لي ما قدمت وأخرت ، وأسررت وأعلنت ، أنت إلهي لا إله إلا أنت " .

492- الربيع عن عبادة بن الصامت قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال : " الله أكبر الله أكبر " مرتين " الحمد لله(1) ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، اللهم إني أسلك خير هذا الشهر ، وأعوذ بك من سوء القدر ، ومن شر يوم المحشر " .

493- أبو عبيدة عن جابر عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل أن يموت ، وهو مستند إلى صدري ، وأصغيت إليه : " اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى " .

494- قال : وبلغنا عن عائشة أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما من نبي يموت حتى يخير " فسمعته وهو يقول : " اللهم الرفيق الأعلى " فعرفت أنه ذاهب .

495- الربيع عن عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جبريل عليه السلام رقاه وهو يوعك فقال : " باسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك ، ومن كل حاسد إذا حسد ، ومن كل عين ، واسم الله يشفيك " .

496- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال : جاء رجل إلى رسول صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، هلكت المواشي وأنقطعت السبل ،فادع الله تعالى أن يأتينا برحمة . قال أنس فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فمطرنا من الجمعة إلى الجمعة ، فجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : انهدمت البيوت ، وهلكت المواشي ،وانقطعت السبل ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال في دعائه : " اللهم على رؤوس الجبال والآكام وبطون الأودية ومنابت الشجر " . قال أنس فانجابت السحابة عن المدينة كانجياب الثوب .
قال الربيع : الآكام : الكدى الصغار ، وقوله : فانجابت مثل نقر جيب القميص(2) ، أي : فدارت السحابة بالمدينة وليس بينها وبين السماء سحاب .

497- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة رضي الله عنها قالت : فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فطلبته ، فوقعت يدي على أخمص رجليه ..الحديث(3) .




-----------------------------------------
(1) قوله : الحمد لله ، هكذا في بعض النسخ بإفراد الحمد ، وهي الموافقة لرواية قومنا ، وفي أكثر النسخ ذكر التحميد مرتين .
(2) قوله : " مثل نقرة جيب القميص " ، يعني : أن انجياب السحاب كان مستديراً يشبه نقرة جيب القميص ، وهي الموضع الذي يدخل منه الرأس ، وذلك أن السحاب استدار بالمدينة ، وانجاب عن أعلاها فصار الجو من أعلى المدينة خالياً ، والسحاب محيط بما حاذاها كإحاطة القميص بالعنق ، والله أعلم .
(3) قوله : الحديث ، إشارة إلى تقدمه في باب : ما يجب منه الوضوء .

باب ( 22 ) أدب الدعاء وفضيلته
498- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ألظوا بياذا الجلال والإكرام " .
قال الربيع : يريد تحفظوا به عند الدعاء ، فإنه قيل : قل ما يدعو به الرجل إلا استجيب له .

499- أبو عبيدة قال : بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لكل نبي دعوة ، وأنا أردت أن أختبئ(1) دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة " .

500- أبو عبيدة قال : بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " تضرعوا إلى ربكم ، وادعوه في الرخاء ، فإن الله قال : من دعاني في الرخاء أجبته في الشدة ، ومن سألني أعطيته ، ومن تواضع لي رفعته ، ومن تضرع إلى رحمته ، ومن استغفرني غفرت له " .

501- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغني عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقول ربنا تبارك وتعالى حين يبقى ثلث الليل الآخر : من يدعوني فاستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟" .

502- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يستجاب لأحدكم ما لم يعجل (2) ، فيقول : دعوت(3) فلم يستجب لي " .

503- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يقولن أحدكم : اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت ، ولكن ليعزم على المسألة ، فإنه لا مكره له ".



----------------------------------------------------------
(1) خ : أخبي .
(2) خ : يستعجل .
(3) خ : ربي .










باب ( 23 ) التسبيح والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
504- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من أحد يصلي عليَّ في اليوم مئة مرة إلا كتب من الذاكرين ".

505- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي مسعود قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس سعد بن عبادة ، فقال له بشير بن سعد : أمرنا الله أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك ؟ فسكت حتى نسينا أنه سأله فقال : " قولوا اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله محمد ، كما صليت على إبراهيم (1) ، وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين ، إنك حميد مجيد ، والسلام كما قد علمتم (2) " قال الربيع : قال أبو عبيدة : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، هكذا علمناه .

506- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مئة مرة كانت له عدل عشر رقاب ، وكتب له مئة حسنة ، ومحيت عنه مئة سيئة ، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحدٌ بأفضل مما جاء به ، إلا من عمل أكثر من ذلك ".

507- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال على إثر صلاته سبحان الله والحمد لله (3) مئة مرة حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر ".

508- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ذات يوم بأصحابه ، فلما انصرف من صلاته أقبل على الناس فقال : " من المتكلم آنفا ، وهو يقول : ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ..." الحديث (4) .

509- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أقبل من حج أو غزو يكبر على كل شرف ثلاث تكبيرات . مذكور(5) .



-----------------------------------------------------------
(1) خ : وعلى آل إبراهيم .
(2) قوله : والسلام كما علمتم
(3) خ : سبحان الله وبحمده .
(4) خ : قوله : الحديث ، إشارة إلى تقدمه في باب : الركوع والسجود .
(5) قوله : مذكور ، أي : هذا الحديث مذكور في كتاب الحج في باب : الإهلال والتلبية ، ولكل واحد من الحديثين مناسبة بالباب ؛ لأن كل واحد منهما قد جاء بنوع من الأذكار ، وله مناسبة بالباب المتقدم أيضاً باعتبار موضع الذكر المخصوص ، والله أعلم .







كتاب النكاح : باب ( 24 ) في الأولياء
510- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا طلاق إلا بعد نكاح ، ولا ظهار إلا بعد نكاح ، ولا عتاق إلا بعد ملك ، ولا نكاح إلا بولي وصداق وبينة ".

511- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الأيّم (1) أحق بنفسها من وليها ، والبكر تستأذن في نفسها ، وإذنها صماتها ".

512- أبو عبيدة عن جابر عن عائشة رضي الله عنها قالت : كانت خنساء بنت خدام الأنصارية زوجها أبوها وهي ثيب ، فكرهت ذلك فأتت إلى رسول الله (2) صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فرد نكاحها .

513- أبو عبيدة عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا خطب إليكم كفؤ فلا تردوه ، فنعوذ بالله من بوار البنات ".

514- وقال صلى الله عليه وسلم : " الأحرار من أهل التوحيد كلهم أكفاء إلا أربعة : المولى ، والحجَّام ، والنسَّاج ، والبقَّال ".

515- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الشَّغار ، وهو أن يزوج الرجل ابنته لرجل على أن يزوج له الآخر ابنته وليس بينهما صداق ، وكذلك الأخت بالأخت .

516- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له : وهبت لك نفسي . فسكت طويلاً ، فقال له رجل : زوجنيها يا رسول الله إن لم تكن لك بها حاجة . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل عندك من شيء تصدقه إياها ؟ " فقال : ما عندي إلا إزاري هذا . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أعطيتها إزارك جلست بلا إزار ، فالتمس شيئاً غيره ". فقال : ما أجد شيئاً . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فالتمس ولو خاتماً من حديد " فالتمس الرجل فلم يجد شيئاً ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل عندك شيء من القرآن ؟ " فقال : معي سورة كذا وسورة كذا لسور سماها ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " زوجتها لك بما معك (3) من القرآن ".



---------------------------------------------
(1) قوله : الأيم : هي التي لا زوج لها بكراً كانت أو ثيباً ، والمراد بها في الحديث الثيب فقط ، لأنه ذكرها في مقابلة البكر .
(2) قوله : إلى رسول ، في نسخة إسقاط إلى .
(3) خ : بما عندك .







باب ( 25 ) ما يجوز من النكاح وما لا يجوز
516- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يخطبنَّ (1) أحدكم على خطبة أخيه ، ولا يساوم على سوم أخيه ".

517- أبو عبيد عن جابر بن زيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يُجمع بين المرأة وعمتها ، ولا بين المرأة وخالتها ".

518- أبو عبيدة عن جابر قال : بلغني عن علي بن أبي طالب قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن متعة النساء يوم خيبر ... الحديث (2).

519- أبو عبيدة قال : بلغني عن عثمان بن عفان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا ينكح المحرم ، ولا ينكح ، ولا يخطب ".

520- قال الربيع : قال ضمام بن السائب عن جابر بن زيد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج بخالته (3) ميمونة بنت الحارث وهو مُحرِم .

521- أبو عبيدة عن جابر عن أنس بن مالك قال : جاء عبدالرحمن بن عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبه أثر صُفرة ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما بك ؟ " فقال : يا رسول الله تزوجت امرأة من الأنصار فقال : " كم سُقت إليها؟ "قال : نواة من ذهب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أولم ولو بشاة ".

522- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : كانت عائشة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت ست سنين ، وابتنى بها وهي بنت تسع سنين ، وما تزوج في نسائه بكراً إلا هي ، ومات عنها وهي بنت ثماني عشرة سنة ، وعاشت بعده ثمانياً وأربعين سنة ، وماتت في زمن معاوية ، وذلك في رمضان سنة ثمان وخمسين ، وصلى عليها أبو هريرة ، ودفنت بالبقيع .



---------------------------------------
(1) خ : يخطب .
(2) قوله : الحديث ، إشارة إلى تقدمه في : آداب الطعام والشراب ، قبيل كتاب : الحج .
(3) قوله : بخالته ، أي : خالة ابن عباس ، أخت أمه لبابة بنت الحارث .








باب ( 26 ) في الرَّضاع
523- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة رضي الله عنها قالت : إن أفلح أخا أبي القعيس ، وهو عمي من الرضاعة ، استأذن عليَّ ، وذلك بعد أن نزل الحجاب ، فأبيت أن آذن له ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال : " ائذني له ، فإن الرضاع مثل النسب ".

524- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة رضي الله عنها قالت : كنت قاعدة أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمعت صوت إنسان يستأذن في بيت حفصة ، فقلت : يا رسول الله ، هذا رجل يستأذن في بيتك ، فقال : " أراه فلانا " لعم حفصة من الرضاعة . فقلت : يا رسول الله ، لو كان عمي فلان حياً دخل عليَّ ؟ لعم لها من الرضاعة . قال : " نعم يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ".

525- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة رضي الله عنها قالت : أخبرتني جدامة بنت وهب الأسدية أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لقد هممت أن أنهى عن الغيلة ، حتى ذكرت أن الروم وفارس يصنعون ذلك ، ولا يضر بأولادهم شيئاً ".
قال الربيع : الغيلة : حمل المرأة وهي ترضع .

باب ( 27 ) في السبايا والعُزلة
526- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم : " نهى (1) عن وطء السبايا من الإماء " فقال : " لا تطؤوا الحوامل حتى يضعن ولا الحوائل حتى يحضن ".
قال الربيع : الحائل : التي يأتيها الحيض حالاً بعد حال .

527- أبو عبيدة عن جابر عن أبي سعيد الخدري قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني المصطلق فأصبنا سبايا (2) فاشتهينا النساء ، واشتدت علينا العُزبة ، فأردنا أن نعزل ، فقلنا : نعزل وفينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن نسأله عن ذلك ! قال : فسألناه ، فقال " ما عليكم أن لا تفعلوا ، فما من نسمة كائنة إلا وهي كائنة إلى يوم القيامة " .

528- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من خاف من شدة الميعة فليصم ؛ فإن الصوم له وجاء " .
قال الربيع : يعني : خصاء ، مثل ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين موجوءين ، والأملحان : الأبلقان .

------------------------------
(1) خ : سُئل .
(2) خ : سبياً .





كتاب (28) الطلاق والخلع والنفقة
529- أبو عبيدة عن جابر بن زيد : أن ابن عمر طلق امرأته ، وهي حائض فجاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عما فعل ، فقال : " مره أن يراجعها ، ويمسكها حتى تطهر ، ثم تحيض ثم تطهر ، فإن شاء أمسك ، وإن شاء طلق قبل أن يمس ، فتلك العدة التي أمر الله عز وجل أن يطلق لها النساء " .

530- أبو عبيدة عن جابر عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا طلاق إلا بعد نكاح ... " الحديث(1) .

531- أبو عبيدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تسأل امرأة طلاق أختها لتستفرغ صحفتها(2) ، فإنما لها ما قدر لها " .

532- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : طلق أبو عمرو بن حفص زوجته وهو غائب طلاقاً باتاً ، فأرسل إليها وكيلة بشعير ، فسخطته ، فقال : أما والله مالك علينا شيء . فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له ، فقال : " ليس لك عليه من نفقه " فأمرها أن تعتد في بيت أم شريك ، ثم قال : " تلك امرأة يغشاها أصحابي ، اعتدي عند ابن أم مكتوم ، فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك ، فإذا حللت(3) فآذنني " فلما حلت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم بن هشام خطباني ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقة ، وأما معاوية فصعلوك لا مال له ، ولكن انكحي أسامة بن زيد " قالت : فكرهته ، ثم قال لها : " انكحي أسامة بن زيد " قالت : فنكحته ، فجعل الله فيه خيراً ، فاغتطبت به .


533- أبو عبيدة عن جابر قال : قال ابن عباس : تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة يقال لها عمرة ، فطلقها ، ولم يبتن بها ، وذلك أن أباها قال له : إنها لم تمرض قط ، فقال : " ما لهذه عند الله من خير " فطلقها .

534- أبو عبيدة عن جابر عن ابن عباس قال : نشزت أم جميلة بنت عبدالله بن أُبي عن زوجها ثابت بن قيس بن الشماس(4) ، فأتت أباها مرتين تشكو زوجها ، ويردها ، ويقول : يا بنية ارجعي إلى زوجك ، واصبري ، فلما رأت أباها لا يشكيها ، أتت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشكو إليه ، وذكرت أنها كارهة له ، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى زوجها فقال : " يا ثابت مالك ولأهلك؟" فقال : والذي بعثك بالحق ، ما على وجه الأرض أحب إلىَّ منها غيرك ، وإني إليها لمحسن جهدي . فقال لها : " ما تقولين فيما يقول ثابت؟ " فكرهت أن تكذب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سألها ، وقالت صدق يا رسول الله ، ولكن تخوفت أن يدخلني النار – تعني : أنها مبغضة له – فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتردين عليه ما أخذت منه ، ويخلي سبيلك ؟ قالت : نعم. فقال : " يا ثابت أترضى أن ترد عليك ما أخذت وتخلي سبيلها؟ " قال : يا رسول الله ، قد أخذت مني حائطاً ترده عليَّ ، وأخلي سبيلها . فردته عليه ، فخلى سبيلها ، قال ابن عباس : هذا أول خلع كان في الإسلام .

535- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة رضي الله عنها قالت : كانت في بريرة ثلاث سنن ، أما الأولى فإنها عتقت ، فخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن تقيم مع زوجها أو تفارقه ، والثانية أنها جاءت إلىَّ فقالت : إن أهلي كاتبوني فأعينيني بشيء ، فقلت لها : أعد لهم ما كاتوبك به ، فيكون ولاؤك لي ، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " الولاء لمن أعتق " . والثانية دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم والبرمة تفور بلحم ، فقرب إليه خبز وإدام فقال : " ألم أر البرمة تفور باللحم" ؟ قلنا : بلى يا رسول الله ، ولكن ذلك لحم تصدق به على بريرة ، وأنت لا تأكل الصدقة . فقال عليه السلام : " هو عليها صدقة ، وهو إلينا منها هدية " .


-------------------------------------------
(1) قوله : الحديث ، إشارة إلى تقدمه في أول كتاب : النكاح ، وهو هنالك مطول .
(2) قوله : لتستفرغ صحفتها ، كناية عن التفرد به ، وهو مأخوذ من استفراغ آنية أختها في آنيتها . ا هـ
(3) خ : أحللت .
(4) خ : شماس .

باب ( 29 ) الحداد والعدة
536- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري قال : قالت حفصة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث ليال إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً " .

537- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغني عن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم لما توفي أبوها أبو سفيان بن حرب دعت بطيب فيه صفرة خلوق ، فدهنت به جارية ، ثم مسحت(1) عارضيها ، فقالت : والله مالي بالطيب من حاجة إلا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث ليال إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا " .
قال الربيع : عارضيها : ما بين مقدمي أذنيها إلى خديها من اللحي الأسفل .

538- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغني عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ، إن ابنتي توفي عنها زوجها ، وقد اشتكت عينها أفتكحلها ؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا " ثلاثاً ، ثم قال : " إنما هي أربعة أشهر وعشرا(2) وكانت إحداكن في الجاهلية ترمي بالبعرة عند رأس الحول " .
قال الربيع : كانت المرأة في الجاهلية إذا توفي عنها زوجها دخلت حفشاً ، ولا تلمس طيباً ، وتلبس شر ثيابها ، حتى تمر عليها سنة ، ثم تؤتى بحمار أو شاة أو طير فتقتض(3) به ، فقلما تقتض(4) بشيء إلا مات ، ثم تخرج فتعطى بعرة فترمي بها ، ثم تراجع ما شاءت من طيب وغيره ، ومعنى تقتض(5) به أي : تمسح به ، والحفش : طرف الخص ، والله أعلم .

539- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري قال : كانت أختي الفريعة بنت مالك جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله أن ترجع إلى أهلها في بني خدرة ، من أجل أن زوجها خرج في طلب عبيد له أبقوا ، حتى إذا كانوا بطرف القدوم لحقهم ، فقتلوه ، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ترجع إلى أهلها ، فقالت : إن زوجي لم يتركني في مسكن يملكه ولا ترك لي نفقة . فأذن لها بالخروج ، حتى إذا كانت بالحجرة دعاها ، فدعيت له ، فقال لها : " كيف قلت ؟ " فردت عليه القصة ، فقال لها : " امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله " قال : فاعتدت فيه أربعة أشهر وعشرا .

540- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : اختلفت أنا وأبو سلمة بن عبدالرحمن في المرأة الحامل إذا وضعت بعد وفاة زوجها بليال ، قال : فقلت : عدتها آخر الأجلين ، فقال أبو سلمة : إذا وضعت حلت . فجاء أبو هريرة فسئل ، فقال : أنا مع أبي سلمة . فبعثنا كريباً مولى ابن عباس إلى أم سلمة ، فسألها عن ذلك ، فقالت : ولدت سبيعة الأسلمية بعد وفاة زوجها بليال ، فذكرت(6) ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " قد حلت " .
قال الربيع : قال أبو عبيدة : وهذه رخصة من النبي صلى الله عليه وسلم للأسلمية ، وأما العمل فعلى ما قال ابن عباس وهو المأخوذ به عندنا ، وهو قول الله عز وجل في كتابه .

-------------------------------------------
(1) خ : به .
(2) قوله : أربعة أشهر وعشرا؛ بالنصب فيهما على معنى الحكاية للآية . وفي نسخة : أربعة أشهر وعشر .
(3) خ : فتفتض .
(4) خ : تفتض .
(5) خ : تفتض .
(6) قوله : " فذكرت " بتاء التأنيث ، والفاعل ضمير سبيعة ، وقوله " قد حلت " بتاء التأنيث ، وهو انتقال من الإخبار عن سبيعة إلى الإخبار عن قوله صلى الله عليه وسلم.



باب ( 30 ) في الحيض
541- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : قال أنس بن مالك : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أقل الحيض ثلاثة أيام ، وأكثره عشرة أيام " .

542- أبو عبيدة عن جابر عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الرجل أحق بامرأته ما لم تغتسل من الحيضة الثالثة " .

543- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا تطهر المرأة من حيضها حتى ترى القصة البيضاء " .
والقصة : الجص ، شبه الطهر ببياض الجص .

544- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا توطأ حامل حتى تضع ، ولا حائل حتى تحيض " .
قال الربيع : معنى الحديث في الإماء أي لا يطؤهن أحد من ساداتهن حتى يستبرين ، وأما الزوج فحلال له الوطء لامرأته الحامل والحائل ؛ إلا الحائض فإنها لا توطأ حتى تطهر ، فإن وطئت قبل أن تطهر ، فإن جابر بن زيد قال : لا أحللها ولا أحرمها ، وأحب إليَّ أن يفارقها .

545- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة رضي الله عنها قالت : كنت أنام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حائض .
قال الربيع : قال أبو عبيدة : وهذا يدل على أن بدن الحائض ليس بنجس ، وكذلك بدن الجنب على هذا الحال . قال جابر بن زيد : فذكرت لي عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها : " ليست حيضتك في يدك(1) " .

546- ومن طريقها قالت : كنت أرجل(2) رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حائض .

547- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا أدبرت الحيضة فقد وجب الغسل " .

548- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرني بغسل دم الحيضة من الثوب .


---------------------------------
(1) خ : بيدك .
(2) قوله : أرجل ، أي : أمشط .






باب ( 31 ) في المستحاضة
549- أبو عبيدة عن جابر عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دم الإستحاضة نجس ؛ لأنه دم عرق ينقض الوضوء " .

550- ومن طريق ابن عباس أيضاً(1) عنه عليه السلام قال للأنصارية حين سألته ، فقالت : يا رسول الله أثج ثجاً . فقال " اغتسلي واستثفري وصلي " أي : احتشي بالقطن .

551- ومن طريقه أيضاً(2) عنه عليه السلام قال : " إذا أدبرت الحيضة وجب الغسل " .

552- أبو عبيدة عن جابر بعن عائشة رضي الله عنها قالت : قالت فاطمة بنت أبي حبيش لرسول الله صلى الله عليه وسلم إني لا أطهر أفأدع الصلاة ؟ فقال لها : " إنما ذلك دم عرق نجس ليس بالحيضة ، فإذا أقبلت الحيضة فاتركي لها الصلاة ، وإذا وذهب قذرها الدم عنك ، وصلي " .

553- ومن طريقها أيضاً(3)) قالت : كنت أرجل رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حائض .

554- أبو عبيدة عن جابر قال : بلغني أن امرأة تسمى أسماء الحارثية كانت مستحاضة ، فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن أمرها ، فقال لها : " اقعدي أيامك التي كنت تحيضين فيها ، فإذا دام بك الدم فاستظهري بثلاثة أيام ، ثم اغتسلي ، وصلي " .

555- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : المستحاضة تتوضأ لكل صلاة " قال جابر : إنما عائشة ذكرت مسألة فاطمة بنت أبي حبيش ، ولم تذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أوجب عليها الوضوء عند كل صلاة .


-------------------------------
(1) قوله : ومن طريق ابن عباس أيضاً ؛ في نسخة القطب ذكر السند ، وهو أبو عبيدة عن جابر عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكره .
(2) قوله : ومن طريقه أيضاً ، أي : من طريق ابن عباس بالسند المتقدم ، وقد ذكره هاهنا أيضاً في نسخة القطب .
(3) قوله : " ومن طريقها أيضاً " ، في نسخة القطب ذكر السند المتقدم .









كتاب البيوع : باب ( 32 ) ما ينهى عنه من البيوع
556- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تتلقوا السوالع " . يعني : لا تتلقوا أجلابها ، فتشتروا منهم قبل أن يبلغوا الأسواق .

557- ومن طريقه(1) عنه عليه السلام أنه : " نهى عن بيع الملامسة والمنابذة ، وعن بيع حبل الحبلة ، وعن الملاقيح والمضامين " .
قال الربيع : الملامسة : أن يلمس الرجل طرف الثوب ولا ينشره ، ولا يعلم ما فيه ، فيلزمه البيع ، والمنابذة : أن يرمي الرجل ثوبه للآخر ، ويرمي له الآخر ثوبه ، ولم ينظر كل واحد منهما إلى ثوب صاحبه ، وحبل الحبلة : وهو : حبل ما في الناقة . والملاقيح : ما في ظهور الفحول . والماضمين : ما في بطون الإناث .

558- أبو عبيدة عن جابر عن أنس بن مالك قال : نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمار حتى تزهو ، فقيل له : يا رسول الله ، وما تزهو ؟ قال : " تحمر " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أرأيتم لو منع الله الثمرة فبم يأخذ أحدكم مال أخيه ؟ " .
559- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يساوم أحدكم على سوم أخيه " .
560- وعن أبي سعيد الخدري أيضاً(2) قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها . والنهي واقع على البائع والمشتري .

561- وعن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نهى عن النجش " قال الربيع : الناجش : الذي يزيد في السلعة وهو لا يشتريها(3) .

562- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تناجشوا ، ولا تتلقوا الركبان للبيع ، ولا يبع حاضر لباد ، ولا تصروا الإبل والغنم " .
قال الربيع : أي : لا تحولوا بين الشاة وولدها وتتركوا اللبن في ضرعها حتى يعظم ، فيظن المشتري كذلك هي .

563- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه : " نهى عن الإحتكار ، وعن سلف(4) جر منفعة ، وعن بيع ما ليس عندك " .

564- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : " نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع وسلف " وهو : أن يستلف من رجل على أن يشتري منه .

565- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى كراء الأرض .

566- أبو عبيدة عن جابر عن أبي سعيد الخدري قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المزابنة ، والمحاقلة .
فالمزابنة : بيع التمر بالتمر(5) على رؤوس النخل ، والمحاقلة : كراء الأرض .

567- أبو عبيدة عن جابر عن ابن عباس قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : نهى عن قيل وقال ، وعن تضييع المال .
قال الربيع : قال أبو عبيدة : قيل هو : المزاح والخنا من القول ، وتضييع المال هو : أن لا يقف الرجل على نفسه(6) في البيع والشراء ، ولا يحوط ماله من الضيعة ، والله أعلم .
--------------------------------------------
(1) قوله : ومن طريقه ، أي : من طريق ابن عباس بالسند المتقدم ، وذكره في نسخة القطب .
(2) قوله : عن أبي سعيد ، هذا الحديث والذي بعده معطوفان على الحديث الأول ، وسند الثلاثة واحد .
(3) قوله : لا يشتريها ، أي : لا يريد شراءها .
(4) قوله : وعن سلف ، المراد به هنا القرض ، وكذلك في الحديث الآتي .
(5) خ : الثمر بالثمر .
(6) قوله : أن لا يقف الرجل على نفسه ، أي لا يكون متطلعاً على أحواله في بيعه وشرائه ، يقال : أوقفته على ذنبه ؛ إذا أطلعته عليه .

باب ( 33 ) في بيع الخيار وبيع الشرط
568- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " البيعان بالخيار ما لم يفترقا ".
قال الربيع : قال أبو عبيدة : الافتراق بالصفقة أي : يبيع هذا ويشتري هذا ، وليس كما قال من خالفنا بافتراق الأبدان ، أرأيت إن لم يفترقا يومين أو ثلاثة أيام أو أكثر ، فلا يستقيم على هذا الحال بيع لأحد .

569- أبو عبيدة عن جابر عن ابن عباس قال : نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن شرطين في بيع .
وهو أن يبيع الرجل الغلام لرجل بثمن معلوم (1) على أن يبيع له الآخر غلاماً بثمن معلوم ، أو بثمن يتفقان عليه (2) .

570- أبو عبيدة عن جابر بن ابن عباس قال : اشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم من جابر بن عبدالله بعيراً ، واشترط جابر ظهره من مكة إلى المدينة ، فأجاز النبي صلى الله عليه وسلم البيع والشرط . قال ابن عباس : وإنما أجاز النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، لأن الشرط لم يكن في عقدة البيع ، والله أعلم .

قال ابن عباس : وكان تميم الداري باع داراً واشترط سُكناها ، فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم البيع والشرط ؛ لأن الشرط كان في عقدة البيع ، ويحتمل أن يكون إنما أبطل ذلك لجهل مدة السكنى .

571- أبو عبيدة عن جابر عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا اختلف الجنسان فبيعوا كيف شئتم إلا ما نهيتكم عنه ". وعنه أيضاً عليه السلام أنه ابتاع بعيراً ببعيرين ، وأجاز بيع عبد بعبدين ، إلا أن هذا يداً بيد .

572- أبو عبيدة عن جابر عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من باع نخلاً قد أبَّرت (3) فثمرتها للبائع إلا أن يشترطها المُبتاع ".

573- أبو عبيدة عن جابر عن عائشة رضي الله عنها قالت : كانت في بريرة ثلاث سنن .... الحديث (4).


---------------------------------------------
(1) قوله : بثمن معلوم ، أي : عند الكل .
(2) وقوله : أو بثمن يتفقان عليه ، أي : فيما بينهما خاصة .
(3) قوله : أُبَّرت ؛ أي : لقحت .
(4) قوله : الحديث ، إشارة إلى تقدمه آخر الطلاق .








باب ( 34 ) في الربا والانفساخ والغش
574- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الذهب بالذهب ، والفضة بالفضة ، والبُر بالبُر ، والشعير بالشعير ، والملح بالملح ، يدٌ (1) بيد ".

575- أبو عبيدة عن جابر عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تبيعوا الذهب بالذهب ، ولا الفضة بالفضة ، ولا البُر بالبُر إلا مثلاً بمثل ، ولا تبيعوا بعضها ببعض على التأخير (2) ".

576- أبو عبيدة عن جابر قال : بلغني عن طلحة بن عبيد الله أنه التمس من رجل صرفاً ، فأخذ طلحة الذهب بيده يقلبه ، فقال : حتى يجيء خازني من الغابة . وعمر بن الخطاب رضي الله عنه حاضر يسمع كلامهما ، فقال : والله لا أفارقكما حتى يتم الأمر بينكما ؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الذهب بالورق رباً إلا هاء وهاء ، والبُر بالبُر رباً إلا هاء وهاء ، والتمر بالتمر رباُ إلا هاء وهاء ، والشعير بالشعير رباُ إلا هاء وهاء ".

577- الربيع عن عبادة بن الصمت قال : خرجنا في غزوة وعلينا معاوية ، فأصبنا ذهباً وفضة ، فأمر معاوية رجلاً يبيعها للناس في أعطياتهم ، فسارع الناس فيها ، فقام عبادة فنهاهم فردوها ، فأتى الرجل معاوية فشكا إليه ، فقام معاوية خطيباً فقال : ما بال رجال يحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث يكذبون فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم لم نسمعها منه . فقام عبادة فقال : والله لأحدثن بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كره معاوية . فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تبيعوا الذهب بالذهب ، ولا الفضة بالفضة ، ولا البُر بالبُر ، ولا الشعير بالشعير ، ولا الملح بالملح ، إلا مثلاً بمثل ، يداً بيد ، سواءً بسواء ، عيناً بعين ".

578- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ابتاع بعيراً ببعيرين ، وأجاز بيع عبد بعبدين (3) ؛ إلا أن هذا يداً بيد .

579- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : استعمل على خيبر رجلاً ، فجاءه بتمر جنيب ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكل تمر خبير هكذا ؟" فقال : لا والله إنا لنأخذ الصاع من هذا بصاعين ، والصاع بثلاثة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تفعل ، بع الجمع بالدراهم ، وابتع بالدراهم جنيباً ".

580- أبو عبيدة عن جابر عن أبي سعيد : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص لصاحب العرايا أن يبيعها بخرصها تمراً . قال الربيع : قال جابر : وبلغنا ذلك أيضاً عن زيد بن ثابت رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال الربيع : العرايا : نخل يعطي الرجل ثمرها للآخر ، ثم يقول له بعد ذلك : لا طريق لك عليَّ ، فرخص له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيعها بخرصها تمراً .

581- أبو عبيدة عن جابر عن ابن عباس عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم [ قال ] : استسلف رسول الله صلى الله عليه وسلم بكراً فجاءته إبل الصدقة ، فأمرني أن أقضي الرجل بكره ، فقلت : لم أجد في الإبل إلا جملاً رباعياً خياراً ، فقال : " اقضه إياه ، فإن خير الناس أحسنهم قضاء ".

582- أبو عبيدة عن جابر عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ألا ومن غشنا فليس منا ، ومن لم يرحم صغيرنا ، ولم يوقر كبيرنا ؛ فليس منا " يعني : ليس بولي لنا .

583- ومن طريقه (4) عنه عليه السلام قال : " إذا اختلف الجنسان .. " الحديث .

584- وقال الربيع عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا اختلف الجنسان فبيعوا كيف شئتم ".

585- أبو عبيدة عن جابر عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عام سنة – وإنما سمي عام سنة لشدة غلائها – أن يسعر عليهم الأسواق فامتنع ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " القابض الباسط هو المسعر ، ولكن سلوا الله ".

586- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أيما رجل أفلس فأدرك الرجل ماله بعينه فهو أحق به من غيره ".

587- أبو عبيدة عن جابر عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا شفعة إلا لشريك ، ولا رهن إلا بقبض ، ولا قراض إلا بعين ".

------------------------------
(1) خ : يداً .
(2) خ: على بعض في التأخير .
(3) قوله : " بيع عبد ... " ؛ في نسخة : وأجاز عبداً بعبدين .
(4) قوله : ومن طريقه ، أي : ابن عباس بالسند المتقدم ، وذكره في نسخة القطب .


















كتاب الأحكام ( 35 )
588- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنما أنا بشر مثلكم تختصمون إليَّ ، فأحكم بينكم ، ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض ، فأقضي له على نحو ما أسمع منه ، فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فلا يأخذ منه شيئاً ، فإنما أقطع له قطعة من نار ".
قال الربيع : ألحن : أقطع ، وأبلغ ، وأحق .

589- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يأتي القاضي يوم القيامة مغلول اليدين ، إما أن يفك عنه عدله ، أو يهوي به جوره في النار ".

590- أبو عبيدة قال : سمعت ناساً من الصحابة يقولون : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حكم بين اثنين فكأنما ذبح نفسه بغير سكين ".

591- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن مسعود يقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لزوم الفقير (1) حرام ، والمدعي ما ليس له والمنكر لما عليه (2) كافران ".

592- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " البينة على من ادعى ، واليمين على من أنكر ".

593- ومن طريقه أيضا عنه عليه السلام قال : " بين كل حالفين يمين " (3).

594- ومن طريق عائشة رضي الله عنها عنه عليه السلام قال : " ألا أخبركم بخير الشهداء ؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : " الذي يأتي بشهادته قبل أن تسأل عنها ".

595- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغني أن رجلاً يسمى بشيراً أتى بابنه النعمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني نحلت ابني هذا غلاماً كان لي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكل ولدك نحلته مثل هذا؟ " فقال : لا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تشهدنا إلا على الحق ".

596- أبو عبيدة قال : بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الصلح خير الأحكام – أو قال : سيد الأحكام – وهو جائز بين الناس إلا صلحاً أحل حراماً ، أو حرم حلالاً ، وهو أحرز للحاكم من الإثم والجور ".

597- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : اختصم رجلان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما : اقض بيننا بكتاب الله ، وقال الآخر : أجل يا رسول الله اقض بيننا بكتاب الله ، وائذن لي أن أتكلم . فقال : تكلم . فقال : إن ابني كان عسيفاً لهذا(4) الرجل فزنى بامرأته فأخبرت أن علي ابني الرجم ، فافتديت منه بمئة شاة وبجارية ، ثم إني سألت أهل العلم فأخبروني أنما على ابني مئة جلدة وتغريب عام ، وإنما الرجم على المرأة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده ، لأقضين بينكم بكتاب الله ، أما غنمك وجاريتك فرد عليك " وجلد ابنه مئة جلدة ، وغربه عاماً ، وأمر أنيساً الأسلمي أن يأتي امرأة الآخر ، فإن اعترفت رجمها ، فاعترفت ، فرجمها .

598- أبو عبيدة عن جابر عن ابن عباس أن النبي عليه السلام قال : " مطل الغني ظلم " .

599- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أذن لهند بنت عتبة – وقد شكت إليه زوجها أبا سفيان بن حرب أن قطع عنها وعن أولادها النفقة والكسوة – أن تأخذ من ماله بغير إذن .

600- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " جرح العجماء جبار .. " الحديث(5) . حتى قال : " وفي الركاز الخمس " .

601- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من حاز أرضاً وعمرها عشر سنين ، والخصم حاضر لا يغير ولا ينكر ، فهي للذي حازها ، وعمرها ، ولا حجة للخصم فيها " .

602- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغني عن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أيما رجل عمر عمرى له ولعقبه ، فهي للذي يعطاها أبداً " .


--------------------------------------
(1) قوله : لزوم الفقير ، أي : التضييق عليه في طلب الدين ، فإن من لزمه في ذلك مع أنه لا يجد الوفاء فقد آذاه ، وضيق عليه ، وأذله ، وفعل ذلك في المعسر حرام .
(2) خ : ما عليه .
(3) قوله : بين كل حالفين يمين ، قال المحشي : يتأمل ما معناه ، قال : ولعله بين كل الحالفين يميناً قرعة ، أو على حذف مضاف ، أي : قرعة يمين ، أو نحو ذلك ، فيكون المراد أن اليمين إذا توجهت إلى حالفين فتناوعا فيمن بيد اليمن ، فإنه يقرع بينهما . أهـ.
(4) قوله : عسيفاً : كأجير وزناً ومعنى .
(5) قوله : الحديث إشارة إلى تقدمه في أول كتاب : الزكاة .

















باب ( 36 ) في الرجم والحدود
603- أبو عبيدة عن جابر قال : بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أحصن من ملك أو ملك له " .

604- أبو عبيدة عن جابر قال : الرجم والاختتان والاستنجاء والوتر سنن واجبة(1) ، فأما الوتر فلقوله عليه السلام لأصحابه : " زادكم الله صلاة هي الوتر " .

605- أبو عبيدة عن جابر قال : سأل سعد بن عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " أرأيت لو وجدت مع امرأتي رجلاً ؛ أمهله حتى آتي بأربعة(2) ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نعم " .

606- أبو عبيدة عن جابر قال : أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له عاصم بن عدي الأنصاري فقال : يا رسول الله أرأيت رجلاً وجد مع امرأته رجلاً أيقتله فتقتلونه ، أم كيف يصنع ؟ فكره النبي صلى الله عليه وسلم المسألة حتى عابها ، وبلغ ذلك بالرجل مبلغاً عظيماً ، ثم أتاه بعد ذلك رجل يقال له عويمر العجلاني ، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن المسألة بعينها ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قد أنزلت(3) فيك وفي صاحبتك فاذهب فائت بها " فأتى بها ، فتلاعنا ، ففرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما . قال الربيع : قال أبو عبيدة : لا تحل له أبداً وإن نكحت زوجاً غيره ، فمات عنها ، أو طلقها .

607- أبو عبيدة عن جابر عن ابن عمر قال : إن اليهود جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له أن رجلاً منهم وامرأة زنيا ، فقال لهم : " ما تجدون في التوراة في شأن الرجم" ؟ فقالوا : نفضحهما ، ويجلدان . فقال لهم عبدالله بن سلام : كذبتم إن فيها للرجم آية فائتوا بالتوراة فاتلوها .
قال : فأتوا بها ونشروها ، فوضع أحدهم يده على آية الرجم فقرأ ما قبلها وما بعدها ، فقال له ابن سلام : ارفع يدك . فرفع يده ، فإذا آية الرجم تتلألأ ، فقالوا ، صدق ، يا محمد فيها آية الرجم . فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما ، قال ابن عمر : فرأيت الرجل يجافي على المرأة يقيها الحجارة .

608- أبو عبيدة عن أبي سعبد أن رجلاً لاعن امرأة في زمان النبي صلى الله عليه وسلم فانتفى من الولد ، ففرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما ، وألحق الولد بالمرأة .

609- أبو عبيدة عن جابر عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد بن أبي وقاص ، فقال : إن ابن وليدة زمعة هو ابني فاقبضة إليك ، فلما كان عام الفتح أخذه سعد بن أبي وقاص ، وقال : ابن أخي وقد كان عهد إليَّ فيه . فقام إليه عبد بن زمعة فقال : أخي ابن وليدة أبي ، وقد كان ولد على فراشة . فتساوقاه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم سعد بحجته ، وتكلم عبد بن زمعة بحجته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هو لك يا عبد بن زمعة ، الولد للفراش ، وللعاهر الحجر " .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزوجته سودة بنت زمعة " : احتجبي منه يا سودة " لما رأى إشباهه(4) عتبة . قالت عائشة : فما رآها حتى لقي الله .
قال الربيع : العاهر : الزاني ، ومعنى " له الحجر " : الرجم .

610- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : اختصم رجلان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما : اقض بيننا بكتاب الله ... الحديث(5) .

611- أبو عبيدة عن جابر عن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " القطع في ربع دينار فصاعداً " .

612- أبو عبيدة عن جابر عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع يد سارق في مجن قيمته أربعة دراهم .
قال الربيع : المجن : الترس .

613- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الأمة إذا زنت ولم تحصن ، فقال " إن زنت فاجلدوها ، ثم إن زنت فاجلدوها ، ثم إن زنت فاجلدوها ، ثم إن زنت فاجلدوها ، ثم بيعوها ولو بضفير " . يعني : بحبل .


------------------------------------
(1) خ : واجبات .
(2) خ : بأربعة شهداء .
(3) خ : نزلت
(4) خ : شبهه بعتبة .
(5) قوله : الحديث ، إشارة إلى تقدمه في باب : الأحكام .



















باب ( 37 ) في الضالة
614- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يؤوي الضالة إلا ضال " .

وقال صلى الله عليه وسلم : " ضالة المؤمن حرق النار " .

615- ومن طريق ابن عباس(1) عنه عليه السلام أنه سئل عن ضالة الغنم ، فقال : " خذها فهي لك أو لأخيك أو للذئب " ثم قيل له : ما تقول في ضالة الإبل؟ فاحمر وجهه ، وغضب ، وقال : " مالك ولها معها حذاؤها وسقاؤها ترد الماء ، وتأكل الشجر حتى يجدها ربها " .
قال الربيع : حذاؤها : أخفافها ، وسقاؤها يعني : أنها تصبر عن الماء ؛ من أجل أن كروشها تمسكه زماناً .


------------------------------------
(1) قوله : ومن طريق ابن عباس ، في نسخة القطب ذكر السند ، وهو أبو عبيدة عن جابر عن ابن عباس قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم ... الحديث .
















باب ( 38 ) اللقطة
616- ومن طريق ابن عباس(1) أنه صلى الله عليه وسلم سأله أعرابي عن لقطة التقطها ، فقال : " عرفها سنة فإن جاء (2) مدعيها بوصف عفاصها ووكائها فهي له ، و إلا فانتفع بها ".
قال الربيع : العفاص : الوعاء ، والوكاء : الخيط الذي تشد به .

617- ومن طريق ابن عباس أن زيد بن ثابت التقط صُرَّة فيها مئة دينار ، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له :" عرّفها سنة ، فمن جاءك بالعلامة فادفعها له " فجاءه عند تمام السنة فقال له : عرفتها يا رسول الله سنة ، فقال له : " عرفها سنة أخرى " فجاءه عند انقضاء السنة الثانية ، فأخبره أنه عرفها سنة أخرى ، فقال : " هو مال الله يؤتيه من يشاء ".
وفي مكة لا تحل لقطتها إلا لمنشد في كتاب : الحج (3) .


---------------------------------
(1) قوله : ومن طريق ابن عباس ، في نسخة القطب ذكر السند ، وهو أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأله أعرابي ... الحديث .
(2) خ : جاءك .
(3) قوله : في كتاب الحج ، أي تقدم ذلك في كتاب الحج الآخر خطبته r عام الفتح على باب الكعبة .















باب ( 39 ) الذبائح (1)
618- أبو عبيدة عن جابر عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أحلت لكم ميتتان ودمان ، فالميتتان : الجراد والسمك ، والدّمان : الكبد والطحال ".

619- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد قال : كانت جارية لكعب بن مالك ترعى غنماً له فأصيبت منها شاة ، فذبحتها بحجر ، فسُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، فقال : " لا بأس بها فكلوها ".

620- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : سمعت ناساً من الصحابة يروون عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه : " نهى في الذبح عن أربعة أوجه : الخزل ، والوخز ، والنخع ، والترداد ".
قال الربيع : الخزل : إدخال الحديدة تحت الجلد واللحم ، ويذبح قبالته ، والوخز : الطعن برأس الحديدة في رقبة الشاة بعد الذبح ، والنخع : كسر الرقبة ، والترداد : الذبح بالحديدة الكليلة التي تتردد في اللحم .

621- أبو عبيدة عن جابر عن عائشة رضي الله عنها قالت دف ناس(2) من أهل المدينة حضرة الأضحى(3) في زمان النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كلوا ، وتصدقوا بما بقي بعد ثلاثة أيام " قالت فلما كان بعد ذلك قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : " كان الناس ينتفعون بضحاياهم ، ويجعلون جم الودك(4) ، ويتخذون منها الأسقية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وما ذلك؟ " فقالوا : يا رسول الله ، نهيت عن إمساك الضحايا بعد ثلاثة أيام ، فقال : " إنما نهيتكم من أجل الدافة التي دفت عليكم ، فكلوا ، وتصدقوا ، وادخروا ".
قال الربيع : الدافة : القادمون .

622- ومن طريق ابن عباس عنه عليه السلام قال : " من خاف من شدة الميعة ... " الحديث(5) حتى قال : " ضحى بكبشين أملحين موجوءين " . والأملحان : الأبلقان .

623- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن العقيقة(6) ، فقال : " لا أحب العقوق " ثم قال : " من ولد له ولد ، وأحب أن ينسك عن ولده ، فليفعل " .
قال الربيع : قال أبو عبيدة : من أراد ذلك فعلى الذكر شاتان ، وعلى الأنثى شاة .


----------------------------------
(1) خ : كتاب الذبائح .
(2) قوله : دف ناس ، أي : ساروا سيراً ليناً .
(3) قوله : حضرة الأضحى ، أي : وقت الأضحى .
(4) قوله : ويجعلون جم الودك ، أي : يصنعون الودك الكبير .
(5) قوله : الحديث ، إشارة إلة تقدمه في آخر باب : السبايا والعزلة ، في كتاب: النجاح .
(6) قوله : عن العقيقة ، هي الشاة التي تذبح يوم السابع من ولادة المولود ، وكأنه نهى عن تسميتها بذلك لما فيه من معنى العقوق ، فأمر أن تسمى نسيكة ؛ لما في النسك من التعبد .






كتاب الأشربة من الخمر والنبيذ ( 40 )
624- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس ، قال أهدى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم راويتي خمر ، فقال له : " أما علمت أن الله حرمها؟ " فقال : لا ، فسار إنساناً ، فقال له صلى الله عليه وسلم : " بم ساررته ؟ " فقال له : أمرته أن يبيعها . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الذي حرم شربها حرم بيعها " ففتح المزادتين ، وهما الراويتان ؛ حتى ذهب ما فيهما .

625- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لعن الله الخمر وبائعها ، ومشتريها ، وعاصرها ، وحاملها ، والمحمولة إليه(1) ، وشاربها " .

626- الربيع عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليستحلن آخر أمتي الخمر بأسماء يسمنوها بها " .

627- أبو عبيدة عن جابر عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من شرب الخمر في الدنيا ، ثم لم يتب منها ، حرمها في الآخرة " .

628- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال : كنت أسقي أبا دجانة وأبا طلحة وأبي بن كعب شراباً من فضيخ التمر ، فجاءهم آت فقال : إن الخمر قد حرمت . فقال أبو طلحة : يا أنس ، قم إلى هذه الجرار فاكسرها . قال أنس : فقمت إلى مهراس لنا ، فضربتها بأسفله حتى انكسرت .

629- أبو عبيدة عن جابر عن عائشة رضي الله عنها قالت : سئل عن شرب البتع ، فقال : " أكل شراب أسكر فهو حرام " . والبتع : المقرص .

630- أبو عبيدة عن جابر عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نهى أن يشرب التمر والزبيب جميعاً " وكذلك كل خليطين .
قال الربيع : قال أبو عبيدة : ذلك إذا اختمرا وفسدا وأما على غير ذلك الوجه فلا بأس به .

631- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نهى أن ينبذ في الدباء ، والمزفت ، والنقير ، والحنتم " .
قال الربيع : الدباء : القرع ، والمزفت : الذي طلي بالزفت ، والنقير : حجر : والحنتم : القلال(2) الخضر .

632- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : الذي يروى عن عبدالله بن مسعود ليلة الجن في إجازة النبي له أن يتوضأ بالنبيذ ، تقدم في باب الوضوء .


-----------------------------------------
(1) خ : له .
(2) قوله : القلال – بكسر القاف - : الجرار .





باب ( 41 ) في المحرمات
633- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن ثمن الكلب ، ومهر البغي ، وحلوان الكاهن . قال الربيع : مهر البغي : ما تأخذه المرأة على أن يزنى بها ، والحلوان : الأجرة ، والكاهن : الذي ينظر في الكتف .

634- أبو عبيدة عن جابر عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن عسب الفحل . قال الربيع : ذكر العسب وأراد ما يؤخذ عليه الأجرة ، والعسب : ضراب الفحل .

635- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " العينان تزنيان ، واليدان تزنيان ، والرجلان تزنيان ، ويصدق ذلك و يكذبه الفرج ".

636- ومن طريق ابن عباس (1) عنه عليه السلام قال : " صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة ، صوت مزمار عند نعمة ، وصوت مُرنّة عند مصيبة ". وزيد فيها في رواية أخرى : لعنت النائحة ، والجالسة إليها ، والمستمعة .
قال الربيع : المرنة : النائحة ، وصوت مزمار : صوت مغنية .

637- ومن طريق ابن عباس (2) عنه عليه السلام قال : " لعن الله النامصة ، والمتنمصة ، والواصلة و المستوصلة ، والواشمة والمستوشمة (3) ، والمتفلجات للحسن ".
قال الربيع : النامصة : التي تأخذ من شعر حاجبيها ليكون رقيقاً معتدلاً ، والمتنمصة : التي يُفعل بها ذلك ، والواصلة : التي توصل شعر رأسها ليقال إنه طويل ، والمستوصلة : التي يُفعل لها ذلك ، والواشمة : التي تجعل الوشم في وجهها ، أو ذراعها ، والمستوشمة (4) : التي يُفعل بها ذلك ، والمتفلجات : اللاتي يفلجن ما بين أسنانهن (5) للجمال .

638- ومن طريق ابن عباس (6) عنه عليه السلام قال : " ملعون من نظر إلى فرج أخيه " أو قال : " إلى عورة أخيه ، وملعون من أبدى عورته للناس ".

639- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغني عن معاوية بن أبي سفيان ، قال وهو على المنبر عام حج ، فتناول قصة من شعير في يد حرسي ، فقال : يا أهل المدينة ، أين علماؤكم؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إنما هلكت بنو إرسرائيل حين اتخذت مثل هذه نساؤهم " .


----------------------------------
(1) قوله : ومن طريق ابن عباس ، في نسخة القطب ذكر السند ، وهو أبو عبيدة عن جابر عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكره .
(2) قوله : ومن طريق ابن عباس ، في نسخة القطب ذكر السند المتقدم .
(3) خ : المتوشمة .
(4) خ : المتوشمة .
(5) قوله : ما بين أسنانهن ، في نسخة : بين أسنانهن ، وفي أخرى : أسنانهن ، بإسقاط ما بين .
(6) قوله : ومن طريق ابن عباس ، في نسخة القطب ذكر السند المتقدم .





باب ( 42 ) في الطاعون
640- أبو عبيدة [ قال :] قال سعد بن أبي وقاص لأسامة بن زيد : ماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الطاعون ؟ قال : سمعته يقول: " الطاعون رجز أرسل على طائفة من بني إسرائيل أو على من كان قبلكم ، فإذا سمعتم به في أرض فلا تدخلوها(1) عليه ، وإذا وقع في أرض وأنتم فيها فلا تخرجوا فراراً منه " .

641- أبو عبيدة عن جابر عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج إلى الشام حتى كان بسرغ – وهو موضع بالشام – لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه مع أصحابه ، وأخبروه أن الوباء وقع في أرض الشام ، فاختلفوا ، فقال بعضهم : خرجت لأمر ولا نرى أن ، ترجع عنه ؛ وقال بعضهم : معك بقية الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء ، فقال عمر : ارتفعوا عني . قال ابن عباس : فقال عمر : ادع لي المهاجرين الأولين . فدعوتهم فاستشارهم فاختلفوا ، فقال بعضهم : معك بقية الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء ، وقال بعضهم : خرجت لأمر ولا نرى أن ترجع عنه ، فقال ارتفعوا عني ، فارتفعوا ، ثم قال : ادع لي الأنصار ، فدعوتهم ، فاستشارهم ، فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم ، فقال : ارتفعوا عني . فارتفعوا ثم قال : ادع لي من كان هاهنا من مشيخة قريش ومن مهاجرة الفتح . فدعوتهم ، فلم يختلف عليه منهم رجلان فقالوا : نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء ، فنادى عمر في الناس : إني مصبح على ظهر فأصبحوا عليه . فقال أبو عبيدة : أفراراً من قدر الله يا عمر؟ فقال عمر : لو غيرك قالها يا أبا عبيدة! نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله . قال ابن عباس : فجاء عبدالرحمن بن عوف ، وكان متغيباً في بعض حاجته ، فقال : إن عندي من هذا علماً ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا فراراً منه " .
قال : فحمد الله عمر ، وأثنى عليه ، ثم انصرف .

642- أبو عبيدة عن جابر عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الشهداء خمسة المطعون ... " الحديث(2) .



------------------------------
(1) قوله " فلا تدخلوها " ؛ وفي نسخة : فلا تخلوا .
(2) قوله : الحديث ، إشارة إلى تقدمه في : عدة الشهداء ، من كتاب : الجهاد .










باب ( 43 ) في الحمى والوعك

643- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الحمى من فيح جهنم فأطفئوها بالماء " .

644- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن الزبير(1) أن أسماء بنت أبي بكر إذا أتيت بامرأة قد حمت تدعو لها ، وتأخذ الماء ، وتصبه بينها وبين جيبها ، وقالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نبردها بالماء.

645- أبو عبيدة عن جابر عن عائشة رضي الله عنها قالت : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أبو بكر وبلال ، فدخلت عليهما فقلت ، يا أبت كيف تجدك؟ ويا بلال كيف تجدك؟ وكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول :

وكان بلال إذا أقلعت عنه الحمى يرفع عقيرته ويقول :


قالت عائشة رضي الله عنها : فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فقال : " اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة ، وصححها ، وبارك لنا في صاعها ومدها ، وانقل حماها ، واجعلها في الجحفة " .
قال الربيع : الجليل : نبت ، والعقيرة : الصوت ، وشامة وطفيل : جبلان مشرفان على مجنة ، ومجنة : سوق بأسفل مكة على بريد منها .

646- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : سمعت جابر بن عبدالله يقول : بايع أعرابي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصاب الأعرابي وعك .. الحديث(2) .

647- الربيع عن عبادة بن الصامت قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رقاه جبريل ، وهو يوعك ... الحديث(3).

648- أبو عبيدة عن جابر عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين ، وينفث ، فلما اشتد عليه الوجع كنت أقرأ عليه بهما ، وأنفث ، وأمسح بيده رجاء بركتها .
قال الربيع : ينفث : أي : يبصق من غير بصاق .

649- أبو عبيدة عن جابر قال : بلغني عن رجل من الصحابة أتى النبي صلى الله عليه وسلم فاشتكى إليه من شدة الوجع(4) ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " امسح بيمينك سبع مرات ، وقل : أعوذ بعزة الله وبقدرته من شر ما أجد " قال : ففعلت ذلك ، ففرج الله عني ما كان بي ، فلم أزل آمر بها أهلي ، وغيرهم .

650- ومن طريق عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تصيب المؤمن مصيبة إلا كفر الله بها خطاياه حتى الشوكة " .

651- أبو عبيدة عن جابر عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من يرد الله به خيراً يصب منه ".

652- أبو عبيدة عن جابر عن أبي هريرة أن رجلاً من أسلم قال: ما نمت الليلة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أيَّ شيء؟". قال: لدغتني عقرب. فقال عليه السلام: "أما إنك لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات العامات من شر خلق لم يضرك شيء إن شاء الله " .





653- قال الربيع: قال أبو عبيدة: رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم في زيارة القرابة وعيادة المرضى ، وقال: " لو علمتم ما فيهما من الأجر ما تخلفتم عنهما ، والله يكتب بكل خطوة من ذلك عشر حسنات ".


------------------------------------------
(1) وفي نسخة : من طريق ابن الزبير ، والمراد عروة بن الزبير بن العوام .
(2) قوله : الحديث ، إشارة إلى تقدمه في باب : البيعة ، من كتاب : الجهاد .
(3) قوله : الحديث ، إشارة إلى تقدمه في كتاب : الأذكار .
(4) خ : من شدة ما به من الوجع .



















كتاب الأيمان والنذور ( 44 )
654- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من كان منكم حالفاً فليحلف بالله ، أو ليصمت ".

655- أبو عبيدة عن جابر عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ركب ، وهو يحلف بأبيه ، فقال: " إن الله نهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن كان منكم حالفاً فليحلف بالله ، أو ليصمت ".

656- ومن طريق أبي هريرة عنه(1) عليه السلام قال: " من حلف يميناً فرأى خيراً منها فليكفر عن يمينه ويفعل ما حلف عليه " .

657- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال: قال رسول الله: "من حلف يميناً على مال امرئ مسلم ليقطعه لقي الله وهو عليه غضبان ".

658- ومن طريق عائشة(2) رضي الله عنها عنه عليه السلام، قال: " من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه، فإنه لا نذر في معصية الله ".

659- ومن طريق ابن عباس(3) رضي الله عنه قال: استفتى سعد بن عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أمي ماتت وعليها نذر ولم تقضه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اقضه عنها " .

660- أبو عبيدة عن جابر عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من اقتطع حق مسلم بيمينه حرم الله عليه الجنة، وأوجب له النار ". قال له رجل: وإن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وإن كان قضيباً من أراك " .


----------------------------------------
(1) قوله : ومن طريق أبي هريرة ، وفي نسخة القطب ذكر السند ، وهو أبو عبيدة عن جابر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكره .
(2) قوله : ومن طريق عائشة ، في نسخة القطب ذكر السند ، وهو أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكره .
(3) قوله : ومر طريق ابن عباس ، في نسخة القطب ذكر السند .









باب ( 45 ) في الديات والعقل
661- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الدية مئة من الإبل " .

662- ومن طريقه(1) أيضاً عنه عليه السلام قال: " دية المرأة نصف دية الرجل " .

663- ومن طريقه(2) أيضاً عنه عليه السلام قال: " دية الخطأ في ثلاثة أعوام في كل سنة ثلث الدية، ودية العمد في عام واحد " .

664- ومن طريقه أيضاً عنه عليه السلام قال: " المسلمون تتكافأ دماؤهم، وأموالهم بينهم حرام، وهم يد على من سواهم ، يسعى بذمتهم أدناهم ، ويرد عليهم أقصاهم ، ولا يقتل ذو عهد في عهده ، ولا يقتل مسلم بكافر ، ولا يرث الكافر المسلم ولا المسلم الكافر " .
قال الربيع: " تتكافأ دماؤهم " أي: هم سواء في الدية والقتل ، " وهم يد على من سواهم " أي : هم أقوى وأفضل من غيرهم ، " يسعى بذمتهم أدناهم " أي: إذا أعطى أدنى رجل من المسلمين العهد لزمهم ، " ويرد عليهم أقصاهم " أي: من رد العهد من المسلمين كان راداً. قال جابر: إلا بات 2 فاق(3) الإمام أو جماعة(4) أهل الفضل في الإسلام .

665- أبو عبيدة قال: سمعت عن أبي هريرة قال: إن امرأتين من هذيل رمت إحدهما الأخرى فطرحت جنيناً ميتاً ، فقضى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما بغرة عبد أو أمة .


--------------------------------------------------------
(1) قوله : ومن طريقه ، أي : ابن عباس بالسند المتقدم ، وذكره في نسخة القطب .
(2) قوله : ومن طريقه ، يعني : ابن عباس بالسند المتقدم وذكره في نسخة القطب ، وكذا الحديث الذي يليه مذكور سنده في نسخة القطب ، لكن سقط منها ابن عباس ، والصواب ذكره كما هنا .
(3) خ : أن يتفق .
(4) وفي نسخة : وجماعة بلا ألف .











باب ( 46 ) في المواريث
666- أبو عبيدة عن جابر عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الولاء لحمة كلحمة النسب ".

667- أبو عبيدة عن جابر عن ابن عباس عنه عليه السلام قال: " لا وصية لوارث " .

668- ومن طريقه عنه عليه السلام: " لا يرث القاتل المقتول عمداً كان القتل أو خطأ " .

669- أبو عبيدة عن جابر عن عائشة رضي الله عنها قالت: حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد نساؤه أن يبعثن عثمان بن عفان إلى أبي بكر يسألنه ميراثهن من رسول الله صلى الله عليه وسلمن فقلت لهن: أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه فهو صدقة " .

وعنها قالت: كان في بريرة ثلاث سنن ... الحديث(1) .

670- أبو عبيدة عن جابر عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يقسم ورثتي ديناراً ولا درهماً ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤنة عاملي فهو صدقة " .

671- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: بلغني عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يرث الكافر المسلم ولا المسلم الكافر " .
قال الربيع : بلغني بالكافر هاهنا : المشرك .


--------------------------------
(1) قوله : الحديث ، إشارة إلى تقدمه آخر كتاب : الطلاق ، وكأنه أشار بذكره هاهنا إلى ثبوت الميراث بالولاء ، والله أعلم .











باب ( 47 ) في العتق
672- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ، إن جارية(1) لي ترعى غنماً ، فجئتها ، ففقدت شاة من الغنم ، فسألتها ، فقالت: أكلها الذئب. فأسفت عليها ، وضجرت حتى لطمت وجهها ، وعليَّ رقبة ، أفاعتقها؟ فقال: " إن هي جاءت فائت بها " فأتى بها الرجل ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من ربك؟ " فقالت: الله ربي. فقال: " ومن نبيك؟ " فقالت: أنت محمد رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل: " أعتقها فإنها مؤمنة " .

673- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا طلاق إلا بعد نكاح ، ولا ظهار إلا بعد نكاح ، ولا عتق إلا بعد ملك ، ولا نكاح إلا بولي وصداق وبينة " .

674- ومن طريقه عنه عليه السلام قال: " من أعتق شخصاً في( 2) عبد فهو حر بجميعه ، فإن كان له فيه شريك دفع إليه قيمة نصيبه " .

675- أبو عبيدة عن جابر عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الولاء: " لا يباع ، ولا يوهب ، وهو كالنسب ".

-------------------------------------------
(1) خ : كانت جارية .
( 2 ) خ : من .













باب ( 48 ) الوصية
676- أبو عبيدة عن جابر عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا وصية لوارث ، ولا يرث القاتل المقتول ، عمداً كان القتل أو خطأً ".

677- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يحل لامريء مسلم له شيء يوصي به يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عند رأسه " .

678- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة لرضي الله عنها أنها قالت: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ، إن أمي افتلتت نفسها ، وأراها لو تكلمت لتصدقت ، أفاتصدق عنها؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم ، تصدق عنها " .
قال الربيع : افتلتت ، أي: ماتت بغتة .

679- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: بلغني عن جابر بن عبدالله الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أيما رجل عمرى له ولعقبه ، فإنها للذي يعطاها أبداً " .

680- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن سعد بن أبي وقاص قال: جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع يعودني من وجع اشتد بي ، فقلت: يا رسول الله قد بلغ بي من الوجع ما ترى ، وأنا ذو مال ، ولا يرثني إلا بنية لي(1) ، أفاتصدق بثلثي مالي؟ قال: فقال: " لا " ، قال: قلت: فبالشطر؟ قال: " لا " قال: قلت: فبالثلث" قال: " نعم والثلث كثير ، إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس ، وإنك لن تنفق نفقة تريد بها وجه الله إلا أجرت بها حتى ما تجعل في في امرأتك " فقلت: يا رسول الله أأخلف بعد أصحابي؟ فقال: " إنك لن تخلف فتعمل عملاً صالحاً إلا ازددت به درجة ورفعة ، ولعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون ، اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ، ولا تردهم على أعقابهم ، لكن البائس سعد بن خولة " يرثي له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة .
قال الربيع: معنى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون: إنه لما أمر سعد على العراق قاتل قوماً على الردة فصبرهم ، واستتاب آخرين كانوا سجعوا سجع مسيلمة الكذاب فتابوا ، فانتفعوا به ، وقوله: فصبرهم ، أي: قتلهم صبراً(2) .


-----------------------------
(1) قوله : إلا بنية لي ، يعني : من ذوي السهام ، وأما العصبة فقد كان له عصبة لقوله صلى الله عليه وسلم: " إنك أن تذر ورثتك ... " إلخ .
(2) قوله : أي قتلهم صبراً ؛ زاد في نسخة القطب: ومعنى قوله في سعد بن خولة : أنه لما هاجر الناس من مكة إلى المدينة ، أبى أن يهاجر ، ومات بمكة ، وترك فرض الله في الهجرة ، ومن ترك الفرض فهو فاسق ضال .








باب ( 49 ) في الضيافة والجوار ، وما ملكت اليمين واليتيم
681- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: سمعت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه؛ جائزته يوماً وليلة ، والضيافة ثلاثة أيام ، وما كان بعد ذلك فهو صدقة ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يحرجه " .

682- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يا نساء المؤمنات لا تحقرن إحداكن لجارتها ، ولو كراع شاة محرق(1) " .

683- أبو عبيدة عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ، ولا يؤذي جاره أبداً " .

684- أبو عبيدة عن جابر عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أوصاني حبيبي جبريل عليه السلام برفق المملوك ، حتى ظنت أن ابن آدم لا يستخدم أبداً ، وأوصاني بالجار ، حتى ظننت أن لا يخفى عليه شيء "(2) .

685- الربيع عن أبي مسعود الأنصاري قال: بينما أنا ضارب غلاماً لي بسوط إذ سمعت صوتاً من خلفي: " اعلم يا أبا مسعود ". فجعلت لا أعقل من الغضب حتى أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رأيته سقط السوط من يدي ، فقال : " اعلم يا أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام " فقلت : والذي بعثك بالحق ما ضربت عبداً أبداً ، أو قال : مملوكاً .

686- أبو عبيدة عن جابر بن زيد من طريق ابن عمر قال: إن العبد إذا نصح لسيده وأحسن عبادة ربه ، فله أجره مرتين .

687- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: سمعت أناساً(3) من الصحابة يروون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن استعمال العبيد بعد صلاة العتمة .

688- أبو عبيدة عن ضمام بن السائب عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من آوى يتيماً لله ، وقام به احتساباً لله ، وقع أجره على الله ، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً ".

689- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يمنع أحدكم جاره أن يغرز خشبة في جداره ، فإن ذلك حق واجب عليه " .


---------------------------------------------
(1) خ : محرقة .
(2) خ : أنه لا يبقى بعده شيء .
(3) خ : ناساً .






باب ( 50 ) الوعيد في الأموال
690- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس(1) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " القليل من أموال الناس يورث النار " .

691- أبو عبيدة قال: سمعت ناساً من الصحابة يروون عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الذنوب على وجهين : ذنب بين العبد وربه ، وذنب بين العبد وصاحبه ، فالذنب الذي بين العبد وربه إذا تاب منه كان لا ذنب له ، وأما ذنب بين صحبه فلا توبة له حتى يرد المظالم إلى أهلها " .

692- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن المشي في الزرع وقال : " لا يمشي فيه إلا ثلاثة : ساقيه ، أو ناقيه ، أو واقيه ".
قال الربيع : الواقي : الحافظ ، والناقي : الذي يخرج (2) منه الكلأ .

693- أبو عبيدة من طريق ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يحلبن أحدكم ماشية أحد بغير إذنه ، أيحب أحدكم أن تؤتى مشربته (3) فتكسر خزانته فينقل طعامه ، فإنما تخزن لهم ضروع ماشيتهم أطعمتهم ، ولا يحل أن تحلب ماشية أحد من غير إذنه ".

694- الربيع عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ردوا الخيط والمخيط ، وإياكم والغلول ، فإنه عارٌ على أهله يوم القيامة ".

695- أبو عبيدة عن جابر عن ابن عباس أن أبا طيبة حجم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بصاع من تمر ، وأمر أهله (4) أن يخففوا عنه من خراجه .


-----------------------------------------------
(1) قوله : " عن ابن عباس " في نسخة: عن أنس بن مالك ، مكان ابن عباس .
(2) خ : يزيل .
(3) قوله : مشربته ، أي : غرفته .
(4) قوله : أمر أهله ، أي : أهل أبا طيبة ، يعني : أنه أمرهم أن يخففوا عنه الجعل ، الذي جعلوه عليه ، وهو الخراج الذي تأخذه السادة من عبيدهم .









باب ( 51 ) جامع الآداب
696- أبو عبيدة عن جابر عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تباغضوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخواناً ، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ".

697- أبو عبيدة عن جابر عن أبي سعيد الخدري قال : قال أبو أيوب الأنصاري : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا ، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ".

698- أبو عبيدة عن جابر عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إياكم والظن ، فإن الظن أكذب الحديث ، ولا تجسسوا ، ولا تحسسوا ، ولا تنافسوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تدابروا ، وكنوا عباد الله إخواناً " .
قال الربيع : ولا تجسسوا ، أي: لا يتبع بعضكم عورة بعض ، ولا تحسسوا ، أي: لا يمش أحدكم بالنمائم ، ولا تنافسوا ، أي: ولا ينتقم بعضكم من بعض بما جعل(1) فيه من السوء .

699- أبو عبيدة قال: بلغني عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إياكم والحسد ، والظن ، والبغي ، فإنه لا حظ في الإسلام لمن فعل ذلك ، ولا حظ في الإسلام لمن فيه إحدى هذه الخصال " .

700- أبو عبيدة قال: بلغني عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: من علمنا فيه خيراً قلنا فيه خيراً وظننا فيه خيراً ، ومن علمنا فيه شراً قلنا فيه شراً ، وظننا فيه شراً .

701- أبو عبيدة قال: سمعت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من حسد فلا يبغ ، ومن تطير فلا يرجع ، ومن تطير فلا يرجع ، ومن ظن فلا يحقق ، وهو فرق ما بين المسلم والمنافق " .


---------------------------------------
(1) خ : جاء .











باب ( 52 ) نسمة المؤمن ومثله
702- أبو عبيدة عن جابر قال : بلغني عن كعب بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجرة الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه " .

703- أبو عبيدة قال: بلغني عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها ، وهي مثل المؤمن المسلم ، فحدثوني ما هي؟ " قال: فوقع الناس في شجرة البراري ، فوقع في نفسي(1) أنها النخلة ، فاستحييت ، فقالوا : يا رسول الله حدثنا ما هي؟ فقال : " هي النخلة المباركة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها " يعني : في كل ستة أشهر(2) .

704- أبوعبيدة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من اتقى الله كفاه الله مؤونة الناس ، ومن اتقى الناس ، ولم يتق الله ، سلط الله عليه الناس ، وخذله ".

705- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من عظم نفسه للناس وضعه الله ، ومن تواضع لله رفعه الله ".

706- أبو عبيدة قال : بلغني عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من حفظ نفسه من اثنين أحرز دينه ". قيل : وما هما يا رسول الله؟ قال : " من حفظ ما بين لحييه وما بين رجليه ".
قال الربيع : يعني اللسان والفرج .

707- أبو عبيدة قال : بلغني عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم : " احذروا من ثلاث ، وأنا زعيم لكم بالجنة " قيل : وما هن يا رسول الله ؟ قال : " اللقلق ، والقبقب ، والذبذب ".
قال الربيع : اللقلق : اللسان ، والقبقب : البطن ، والذبذب : الفرج .

708- أبو عبيدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يموت لأحد ثلاثة من الولد فتمسه النار ". قالت امرأة : واثنان يا رسول الله؟ قال : " واثنان ".

709- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يموت لأحدكم ثلاثة من البنين فتمسه النار إلا تحلة القسم(3) " .

710- ومن طريقه(4) عنه عليه السلام قال: " ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب " .



----------------------------------------
(1) خ : قلبي .
(2) قوله : في كل ستة أشهر ، أي من حين حملها إلى وقت جذاذها ، وقيل : المراد بالحين سنة ، لأن النخلة تثمر من سنة إلى سنة ، والله أعلم .
(3) قوله : إلا تحلة القسم بفتح المثناة وكسر المهملة وتشديد اللام ، أي : ما ينحل به القسم ، وهو اليمين ، يقال: فعلته تحلة القسم ، أي قدر ما حللت به يميني ، وقد اختلف في معناه ، فجمهور قومنا على أن المراد ظاهره ، ومنهم من تأوله ، وقال : الاستثناء بمعنى الواو ، أي : لا تمسه النار قليلاً ولا كثيراً ، ولا تحلة القسم ، وهو الموافق للمذهب ، وقد جوز الفراء والأخفش مجيء إلا بمعنى الواو ، وجعلوا منه قوله تعالى ( لا يخاف لدي المرسلون * إلا من ظلم ) الآية ، ا هـ .
(4) قوله : ومن طريقه ، في نسخة القطب ذكر السند المتقدم .



باب ( 53 ) في الترويع والكلاب وإفشاء السر والشيطان
711- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من روع مسلماً روعه الله يوم القيامة ، ومن أفشى سر أخيه أفشى الله سره يوم القيامة على رؤوس الخلائق " .

712- أبو عبيدة عن جابر عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من اقتنى كلباً لا لزرع ولا لضرع نقص من أجره كل يوم قيراط " قال جابر: وفي رواية " قيراطان " والقيراط في المثل مثل جبل أحد .

713- أبو عبيدة عن جابر عن الحسن البصري قال: إنما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اقتناء الكلب ؛ لأنه يروع المسلمين ، ولذلك قال: بنقص القيراطين من الأجر .

714- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: سمعت جابر ابن عبدالله يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أغلقوا الباب، وأوكوا السقاء ، وغطوا الإناء ، وأطفئوا المصباح ؛ فإن الشيطان لا يفتح غلقاً ، ولا يحل وكاءً ، ولا يكشف إناءً ، وإن الفويسقة تضرم على أهل البيت ناراً(1) تحرق بيوتهم " . قال الربيع: الفويسقة : الفأرة ، وتضرم: تحرق البيوت ، تأخذ الفتيلة وتضعها في السقف .


------------------------------------------
(1) قوله : ناراً تحرق ، في أكثر النسخ إسقاط هاتين اللفظتين ، وهو الصواب .














باب ( 54 ) آداب المؤمن في نفسه والسنن
715- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن رسول الله قال: " أمرني حبيبي جبريل عليه السلام بمداراة الرجال " .

716- أبو عبيدة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان أحب الأعمال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يدوم عليه صاحبه .

717- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يمشين(1) أحدكم في نعل واحدة ، ولينتعلهما جميعاً ، أو ليخلعهما جميعاً ، وإذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين ، وإذا نزع فليبدأ بالشمال " .

718- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بإحفاء الشارب ، وإعفاء اللحى .
قال الربيع: يريد القطع(2) لما طال منهما .

719- أبو عبيدة قال: بلغني عن أبي هريرة قال: سن رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنن في الإنسان ؛ خمس في الرأس ، وخمس في الجسد ، فاللواتي في الرأس: فرق الشعر ، وقص الشارب ، والسواك ، والمضمضة ، والاستنشاق ، واللواتي في الجسد: نتف الإبطين ، وتقليم الأظافر ، والاستحداد ، والختان والاستنجاء .


------------------------------------------------
(1) خ : لا يمش .
(2) قوله : يريد القطع لما طال منهما ، أي : من الشارب واللحى ، فالأول مأمور بقطع ما طال منه ، والثاني منهيٌ عن قطع ما طال منه ، وهو المعبر عنه بالإعفاء ، ففي كلام المصنف – رضي الله عنه – إجمال ، هذا بيانه .












باب ( 55 ) في الآداب
720- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يتناجى اثنان عن واحد " .

721- ومن طريق أبي هريرة(1) قال: " لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل ؛ فيتمنى أن يكون مكانه " .

722- ومن طريقه عنه عليه السلام: " كل ابن آدم تأكله الأرض إلا عجب(2) الذنب ؛ فإنه منه خلق ، ومنه يركب " .

723- أبو عبيدة عن جابر عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه تماثيل ، أو صور " .

724- أبو عبيدة قال: بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما كان يظن أن تبلغ(3) ما بلغت ، فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه ، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت ، فيكتب الله له بها سخطه إلى يوم القيامة "

725- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: بلغني أن (4) رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أدرك والديه ولم يدخل بهما الجنة فلا أدركهما " .

726- وقال عليه السلام : " من هاجر أحد والديه ساعة من نهار كان من أهل النار إلا أن يتوب ".

727- أبو عبيدة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " شر الناس ذو الوجهين يأتي هؤلاء بوجه ، وهؤلاء بوجه ".

728- أبو عبيدة عن جابر (5) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بينما رجل يمشي في الطريق فاشتد (6) عليه العطش ، فوجد بئراً ، فنزل فيها ، فشرب ، وخرج ، فإذا بكلب يلهث ، ويأكل الثرى من العطش ، فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغني . فنزل البئر فملأ خفه بالماء ، فأمسكه بفيه ، فطلع ، فسقى الكلب ، فشكر الله ذلك ، وغفر له " فقالوا : يا رسول الله إن لنا في البهائم لأجراً ؟ فقال : " في كل كبد رطبة (7) أجر ".

729- أبو عبيدة قال : بلغني عن أبي بشير الأنصاري قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ، فأرسل رسولاً – والناس في مبيتهم – ألا يبقين (8) في رقبة بعير قلادة من وبر ولا غيره إلا قطعها . وذلك من العين ألا يصيب دوابهم ما يكرهون .

730- أبو عبيدة عن جابر عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسير مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم منها ".

731- أبو عبيدة عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من عارضه شوك في الطريق فأخرجه شكر الله له ، وغفر له ذنبه ".

732- أبو عبيدة عن جابر عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " السفر قطعة من العذاب ، يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه ، فإذا قضى نهمته من وجه فليعجل إلى أهله ".
قال الربيع : النهمة : الحاجة .

733- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغني (9) عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الشؤم في : الدار ، والمرأة ، والفرس ".

734- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : قال ابن عمر : يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا سلم عليكم أحد من اليهود فإنما يقول لكم : السام عليكم ، والسام هو : الموت ، ولكن قولوا : وعليكم ".

735- أبو عبيدة عن جابر قال : بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " قال الله تعالى : من وصل رحمه فقد وصلني ، ومن قطع رحمه فقد قطعني ".

736- أبو عبيدة عن جابر عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لن يدخل الجنة أحد بعلمه " قيل : ولا أنت يا رسول الله؟! قال : " ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته ".
قال الربيع : يعني يكسوني برحمته ، ويغمدني بها كما يُغمد السيف في جفنه .

737- أبو عبيدة قال : بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من قال : أنا من أهل الجنة فهو من أهل النار ".


-------------------------------------------------
(1) قوله : ومن طريق أبي هريرة ، في نسخة القطب ذكر السند ، وكذلك الحديث الذي يليه في نسخة القطب ذكر السند .
(2) خ : عجم .
(3) قوله : أن تبلغ ، أي : أنها تبلغ .
(4) قوله : أن " رسول الله " ، في نسخة : عن رسول الله .
(5) قوله : أبو عبيدة عن جابر ، في أكثر النسخ أبو عبيدة عن أبي هريرة .
(6) خ : إذ اشتد .
(7) خ : ذي كبد رطب .
(8) قوله : ألا يبقين ، في نسخة : ألا تقر ، وفي أخرى : يقر .
(9) قوله : بلغني ، في نسخة القطب إسقاط البلاغ .













باب ( 56 ) إثم من كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
738- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ".
قال الربيع : وليس بمخترع ذلك (1) ويفعله ، وإنما أراد ذلك جزاؤه (2) مكاناً يتخذه في النار .

739- الربيع عن يحيى بن كثير عن عطاء بن السائب قال : كنا عند عبدالله بن الحارث فقال : أتدرون لم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كذب عليَّ متعمداً في فليتبوأ مقعده من النار" ؟ قال: قلنا: لا . قال إنما قال ذلك من قبل عبدالله بن أبي جذعة ؛ أتى ثقيفاً بالطائف فقال : هذه حلة رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أتبوأ أي بيوتكم شئت . فقالوا : هذه بيوتنا فتبوأ أيها شئت . فانتظر سواد الليل ، فقال : وأتبوأ أي نسائكم شئت . فقالوا له : إن عهدنا برسول الله صلى الله عليه وسلم يحرم الزنى فسنرسل إليه . فأرسلوا إليه رسولاً ، فسار إليه ، وقدم عليه عند الظهر فقال : يا رسول الله أنا رسول ثقيف إليك ، إن ابن أبي جذعة أتانا ، فقال : هذه حلة رسول الله صلى الله عليه وسلم عليَّ أمرني أن أتبوأ أي بيوتكم شئت ، فقلنا : هذه بيوتنا فتبوأ أيها شئت ، فانتظر سواد الليل وقال : وأتبوأ أي نسائكم شئت . فقلنا : عهدنا برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحرم الزنى . فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضباً شديداً لم أر أشد منه ، وقال : " يا فلان ويا فلان اذهبا إليه ، فإن أدركتماه فاقتلاه وأحرقاه " ثم قال : " لا أراكما تأتيانه إلا وقد كفيتماه " قال : فخرج في ليلة مطيرة ليقضي حاجته ، فلدغته حية فقتلته ، فأحرقه الرسولان ، فلذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ".


---------------------------------------
(1) قوله : وليس بمخترع ذلك ، تفسير لقوله فليتبوأ ؛ لأن التبوأ الاتخاذ ، ومعنى كلام المصنف رضي الله عنه : أن الأمر على غير حقيقته ، وإنما المراد منه التهديد والتخويف ، وليس المراد الأمر باختراع منزل في النار يكونون فيه ، والله أعلم .
(2) قوله : " ذلك جزاؤه " في بعض النسخ : وإنما أراد جزاءه .... إلخ بإسقاط الإشارة ، وعلى نسختها فيكون قوله " مكاناً يتخذه " تفسيراً للجزاء ، فينبغي الوقف على جزاء .












باب ( 57 ) حلية (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم
740- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ، ولا القصير المتطامن ، ليس بالأمهق ولا بالآدم ، وليس بالجعد القطط ، ولا بالسبط ، بعثه الله على رأس أربعين سنة فأقام بمكة عشراً (2) وبالمدينة عشراً ، وتوفاه الله وهو ابن ستين سنة ، وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء صلى الله عليه وسلم .
قال الربيع : القصير المتطامن أقطر ما يكون ، والأمهق : الشديد البياض .

741- قال الربيع : عن أبي عبيدة عن جابر بن زيد قال : كانت عائشة رضي الله عنها تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت ست سنين ، وابتنى بها وهي بنت تسع سنين ، وما تزوج من نسائه بكراً إلا هي ، وتوفي عنها وهي بنت ثماني عشرة سنة ، وعاشت بعده ثمانياً وأربعين سنة ، وتوفيت في زمان معاوية وذلك في رمضان سنة ثمان وخمسين سنة ، وصلى عليها أبو هريرة ، ودفنت في البقيع ، وحديثها ثمان وستون حديثاً .

742- قال الربيع : قال أبو عبيدة : قال حيان بن عمارة : سمعت عبدالله بن عباس رضي الله عنه يقول بالمسجد الحرام : جابر بن زيد أعلم الناس بالطلاق .

قال الحصين : لما مات جابر بن زيد بلغ موته أنس بن مالك فقال : مات أعلم من على ظهر (3) الأرض أو مات خير أهل الأرض ، قال الربيع : قال أبو عبيدة : وكان أنس عند ذلك مريضاً فمات هو وجابر بن زيد في جمعة واحدة ، وكان ذلك في سنة ثلاث وتسعين من هجرة التأريخ ، وحديث أنس بن مالك أربعون حديثاً .

قال الربيع : قال أبو عبيدة : كان ابن عباس فقيهاً عالماً لم نعلم في زمانه أعلم منه ، وكان الناس يسمونه البحر لما فيه من كثرة فنون العلم ، وقيل : إنه قعد ذات يوم مع أصحابه ، فقال لهم : سلوني عما شئتم عما دون السماء السابعة والأرضين السفلى أخبركم به .

قال أبو عبيدة: بلغنا عن ابن عباس أنه مات بالطائف في زمان عبد الملك بن مروان سنة ثمان وستين وهو ابن اثنتين وسبعين سنة ، وكان يصفر لحيته ، فخلف ولداً له يقال له عليٌ له ورع وعفةٌ ، وكان يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة ، وكانوا يسمونه السجاد .

وحديث ابن عباس رضي الله عنه مئة وخمسون حديثاً ، وحديث أبي سعيد الخدري ستون حديثاً ، وحديث أبي هريرة اثنان وسبعون حديثاً ، ومراسيل جابر زيد أربع وثمانون ومئة حديث . وحديث أبي عبيدة مسلم ثمانية وثمانون حديثاً ، وعدة ما في هذين الجزءين من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ستمئة حديث وأربعة وخمسون حديثاً سوى ما رواه الربيع .قال الربيع : بلغنا أن عدة ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة آلاف حديث ، منها تسعمئة في الأصول والباقي في الآداب والأخبار ، وأما عدة من روي عنه الرواة فتسعمئة رجل ، وامرأة وهي عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ، والذي ذكرناه من عدة الأحاديث في هذين الجزءين ، خلا ما روى الربيع عن أبي أيوب وعن عبادة بن الصامت وعن أبي مسعود رواة هو بنفسه ، والله أعلم .
تم الجزء الثاني من كتاب الترتيب يتلوه الجزء
الثالث منه إن شاء الله تعالى بمنه وكرمه

* * *
----------------------------------
(1) خ : هيئته .
(2) قوله : بمكة عشراً ، أي : بعد تواتر الوحي ، ومدة قيامه فيها من أول الوحي ثلاث عشر سنة ، فتر الوحي في ثلاث ، وتتاابع في العشر ، وفيها تتابع نزول القرآن ، والله أعلم .
(3) خ : وجه .

الجزء الثالث

 الباب الأول : الحجة على من قال أن أهل الكبائر ليسوا بكافرين
في الصحيح من حديث الرسول عليه السلام(1)


743- قال الربيع بن حبيب : قال جابر بن زيد : يروى(2) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( لا يدخل الجنة مخنث ولا ديوث ولا فحلة النساء ولا الركاضة )) قيل : وما الركاضة يا رسول الله ؟ قال : (( التي لا تغار )) .

744- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اقتلوا الحيات صغارها وكبارها فإنا ما سالمناهن منذ حاربناهن فمن تركهن خشية الثأر فقد كفر )) .

745- وقال صلى الله عليه وسلم : (( من خرج من بيته فرأى ما(3) يكرهه فرجع تطيرا من أجله رجع كافرا ))

746- وقال صلى الله عليه وسلم : (( إذا قال رجل لرجل أنت عدوي فقد كفر أحدهما )) .

747- وقال صلى الله عليه وسلم : (( يقول ربنا تبارك وتعالى أنا بريء ممن تطير أو تكهن له أو تسحر أو تسحر له )) .

748- وقال صلى الله عليه وسلم : (( من أتى رجلا شهوة من دون النساء أو أتى النساء في أعجازهن فقد كفر )) .

749- وقال صلى الله عليه وسلم : (( من أدعى غير أبيه أو تولى غير مواليه فالجنة عليه حرام وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل )) . قال الربيع : يعني فريضة ولا نافلة .

750- وقال صلى الله عليه وسلم : (( ثلاث لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم : أشمط زان ، ومفلس مرح مختال ، ورجل اتخذ الله بضاعة لا يشتري ولا يبيع إلا باليمين )) قال الربيع : الأشمط ذو الشيبة .

751- وقال صلى الله عليه وسلم : (( لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت والنار أولى به )) .

752- وقال صلى الله عليه وسلم : (( ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة : المنفق سلعته بالحلف الفاجر ، والمسبل إزاره الذي يجره خيلاء والمنان )) .

753- وقال صلى الله عليه وسلم : (( من غشنا فليس منا ، ومن لم يؤثرنا فليس منا ، ومن أحدث في الإسلام حدثا أو آوى محدثا فليس منا ، ومن لم يوقر كبيرنا ولم يرحم صغيرنا فليس منا )) قال الربيع : معنا هذا كله البراءة منه .

754- وقال صلى الله عليه وسلم : (( الجنة حرام على من قتل ذميا أو ظلمه أو حمله مالا يطيق وأنا حجيج الذمي فكيف المؤمن )) .

755- وقال صلى الله عليه وسلم : (( من أعان على قتل امرئ مسلم ولو بشطر كلمة لقي الله يوم القيامة آيسا من رحمته )) .

756- وقال صلى الله عليه وسلم يوما لأصحابه : (( لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض )) .

757- وقال صلى الله عليه وسلم : (( لو أن أهل السماوات والأرض اشتركوا في دم امرئ مسلم حراما لكبهم الله جميعا على مناخرهم في النار )) .

758- وقال صلى الله عليه وسلم : (( من آذى مؤمنا أو روعه أطال الله روعته في جهنم )) .

759- وكان ابن مسعود يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( الرشوة في الحكم كفر )) .

760- وقال صلى الله عليه وسلم : (( من صلى وصام وتصدق رياء فقد أشرك )) . وكان يسمى الرياء الشرك الأصغر .

761- وقال صلى الله عليه وسلم : (( من قتل بعد العفو أو أخذ الدية فهو خالد مخلد في النار )) .

762- وقال صلى الله عليه وسلم : (( من مات وعليه دين لم يدخل الجنة )) وقيل : ولو قتل في سبيل الله ؟ قال : (( ولو قتل سبعين مرة ثم أحيى ثم قتل وعليه دين فلا (4) يلج باب الجنة )) .

763- قال الربيع : وأتى النبي صلى الله عليه وسلم بميت ليصلى عليه فقال : (( عليه دين )) فقالوا : نعم ، فقال : (( وهل ترك وفاء )) قالوا : لا ، قال : (( صلوا على صاحبكم )) .

764- وقال صلى الله عليه وسلم : (( ما من رجل يموت وفي قلبه مثقال حبة من خردل من كبر لم يدخل الجنة ولم يرح ريحها ولم يرها ، ومن لبس لأخيه ثوبا من غضب(5) ألبسه الله يوم القيامة ثوبا من نار جهنم )) .

765- وقال صلى الله عليه وسلم : (( من سمع بأخيه المسلم في الدنيا سمع الله به في الآخرة )) .

766- وقال صلى الله عليه وسلم : (( إذا زنى الزاني سلب الإسلام فإذا تاب ألبسه ))

767- وقال صلى الله عليه وسلم : (( إن أهل النار يتأذون بريح الزاني في النار )) .

فهذه الأحاديث كلها ثبت الكفر لأهل القبلة(6) وهي أكثر من أن تحصى والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .


_____________________________________________-
(1) قوله في الصحيح من حديث الرسول الخ هذا حكم منه رضي الله عنه بصحة ما جمعت أجزاء الكتاب من الحديث أما ما ذكر سنده منها متصلا فظاهر وأما المرسل منها ففي حكم المتصل قطعا لأن غيره قد أوصله ولأن مرسله لم يرسله إلا بعد تثبت وتيقظ واحتياط فمرسله أقوى من متصل غيره وأما ما لم يذكر سنده منها وهي غالب أحاديث هذا الجزء فان صحته معلومة عند الكل لأن الربيع رضي الله عنه ساقه مساق الاحتجاج على الخصم والاحتجاج به عليهم دليل تسليمهم له إذ لا يحتج على أحد بما لا يسلمه فالاحتجاج بالحديث من العالم المتقن عند أهل الدرجة الأولى أقوى من ذكر سنده والله أعلم .
(2) خ : بلغنا .
(3) خ : شيئا .
(4) خ : فلن .
(5) ثوبا من غضب أي أظهر له وجه الغضب حتى كأنه ثوب يلبسه وفي نسخة ثوبا من غضب وفي أخرى ثوبا غضيبا .
(6) قوله ثبت لأهل القبلة أي إذا فعلوا شيئا من موجبات الكفر والمراد بالمفر هاهنا كفر النعمة وفي نسخة تثبت الكفر لأهل الكبائر وعليها فالمعنى ظاهر .



الباب الثاني : الحجة على من قال أن الإيمان قول بلا عمل
768- قال الربيع بن حبيب : بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لعن الله المرجئة على لسان سبعين نبيا قبلي )) قيل : وما المرجئة يا رسول الله ؟ قال : (( الذين يقولون الإيمان قول بلا عمل )) .

769- قال جابر بن زيد : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس مع أصحابه إذ أتاه آت حسن الوجه طيب الرائحة فقال : أدنوا منك يا رسول الله ؟ قال : (( نعم )) فدنا فقال له : ما الإيمان ؟ فقال له عليه السلام : (( أن تؤمن بالله وملائكة وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر(1) خيره وشره أنه من الله )) فقال : صدقت ، قال : وما الإسلام يا رسول الله ؟ قال : (( إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام شهر رمضان والاغتسال من الجنابة وحج البيت من استطاع إليه سبيلا )) قال : صدقت ، ثم تغيب فإذا هو جبريل عليه السلام .

770- قال الربيع : سأل رجل أبا ذر ما الإيمان ؟ فتلا عليه أو ذر هذه الآية : ( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب .... ) إلى قوله ( وألئك هم المتقون ) فقال الرجل : إني لم أسألك عن البر ، فقال أبو ذر : إن رجل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عما سألتني عنه فتلا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية .

771- وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقال : (( الصبر والسماحة )) .

772- وسئل النبي صلى الله عليه وسلم أي المؤمن أفضل إيمانا فقال : (( أحسنهم خلقا )) .

773- وقال صلى الله عليه وسلم : (( الإيمان مائة جزء أعظمها قول لا اله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق )) .

774- وسئل النبي صلى الله عليه وسلم يوما عن الإيمان وكان متقنعا بردائه فطرح رداءه عن رأسه ثم ضرب بيده على صدره وقال : (( الإيمان هاهنا الإيمان في القلب )) .

775- وقال صلى الله عليه وسلم : (( ما آمن من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان في قلبه )) .

بهذه الأحاديث كلها تدل على الإيمان أنه قول وعمل ومن قال غير ذلك فقد كفر بمقالته .


______________________
(1) خ : بالقدر .








الباب الثالث : الحجة على من لا يرى الصلاة على موتى أهل القبلة ولا يرى الصلاة خلف كل بار وفاجر
776- قال الربيع بن حبيب رحمه الله سمعت(1) جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( الصلاة جائزة خلف كل بار وفاجر وصلوا عل كل بار وفاجر )) .

777- وقال صلى الله عليه وسلم : (( الصلاة على موتى أهل القبلة المقرين بالله ورسوله واليوم الآخر واجبة فمن تركها(2) فقد كفر )) .

778- وقال صلى الله عليه وسلم : (( رحم الله من سكت فسلم أو قال فغنم )) .

779- وقال صلى الله عليه وسلم : (( لا تكن طعانا ولا لعانا ولا تقل في الدين ما لم يأذن به الله )) .

780- وقال صلى الله عليه وسلم : (( ستكون بعدي أئمة لا يستنون بسنتي ولا يهتدون بهداي )) فقالوا : كيف المخرج يا رسول الله ؟ فقال : (( أطيعوهم ما لم يمنعوكم الصلوات الخمس )) قال عمر رحمه الله : أطع الإمام وان ضربك أو حرمك أو ظلمك(3) وقد أمر سول صلى الله عليه وسلم الله بطاعة الأمير وان كان فاجرا والصلاة عليه إذا مات فكيف غيره من أهل القبلة المقرين بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ومن قال غير ذلك فقد كفر كفرا دون الشرك .

781- وقال صلى الله عليه وسلم : (( ليؤمكم خياركم فانهم وفدكم إلى ربكم )) .

782- وقال صلى الله عليه وسلم : (( لا صلاة لإمام(4) أم قوم وهم له كارهون )) .

783- وقال صلى الله عليه وسلم : (( ليليني في الصف الأول أولو النهى منكم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )) .

784- وقال صلى الله عليه وسلم : (( تخيروا لإمامتكم وتخيروا لنطفكم )) .

785- وقال صلى الله عليه وسلم : (( لعن الله المسلط على أمتي بالجبروت والمستأثر بفيئها )) .

786- وقال صلى الله عليه وسلم : (( أيما أمير ظالم فهو خليع وأيما أمير ظالم فلا إمارة له فليستخر الله من بحضرته من المسلمين أو ليولوا عليهم أفضل فضلائهم من أنفسهم )) .
787- وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لا يصلح هذا الأمر إلا لمن جمع خمسا(5) إن نقصت واحدة لم تصلح الأربعة إلا بها : جمع المال من حله ، والعفة عنه بعد جمعه ، ووضعه بعد جمعه في حقه ، ولين لا ضعف معه(6) ، وشدة لا جبروت(7) فيها .
788- وقال علي بن أبي طالب لما وجه رسله إلى معاوية بن أبي سفيان : صلوا في رحالكم واجعلوا صلاتكم معهم سبحة فان الله لا يقبل إلا من المتقين وكان الحسن البصري وسعيد بن جبير يصليان في بيوتهم الجمعة ثم يخرجان إلى المسجد فيصليان مع والي بني أمية ويجعلان صلاتهما معه سبحة .

_______________________________
(1) قوله سمعت جابرا وفي بعض النسخ سمعت عن جابر والنسخة الأولى مصرحة بسماع الربيع عن جابر وهو قد أخذ عنه كما ذكر ذلك أبو عبد الله رضي الله عنه .
(2) قوله فمن تركها في بعض النسخ فمن أنكرها .
(3) قوله أو حرمك أو ظلمك أي فيما بينك وبينه بحديث يكون الأمير في حكم الظاهر عادلا فان الدعوى على الإمام العادل غير مسموعة وقد أباح له الشرع بسط اليد في رعيته بحسب مقتضى العدل فلو خان الله في السريرة وظلم أحدا من رعيته لما جاز للمظلوم الخروج عن طاعته لأن الشرع قد أوجبها عليه في حكم الظاهر ولولا ذلك لما استقام الأمر ولما انتظمت الرعية ولما اتحدت الكلمة وهو معنى الحديث الذي استدل به المصنف في طاعة الأمير وان كان فاجرا أي فيما بينه وبين الله فأما إن ظهر فجوره للناس واشتهر ذلك عندهم حتى خرج به عن حكم أئمة العدل فلا طاعة له إن أصر على الفجور ويحتمل وجها آخر وهو أن تقول إن الأمير الفاجر يطاع في غير فجوره فإذا أمر بالمعروف أو نهى عن منكر أو أقام حدا أو أنفذ حكما على وفق الشرع وجب الانقياد له ولا يحل لأحد خلافه في ذلك الوجه وان ظلمه أو حرمه وهذا أسعد بظاهر الكلام وهو لازم مذهب أبي الشعثاء رضي الله عنه في تجويز إنفاذ الحدود للجبابرة والله أعلم .
(4) خ : لمن .
(5) خ : خمس خصال .
(6) خ : فيه .
(7) خ : جور .

ما جاء في إنكار المنكر
789- قال الربيع : قال أبو عبيدة : بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يمنعن أحدكم مخافة الناس أن يتكلم بالحق إذا شاهده وينكر الباطل إذا قدر عليه )) .

790- وقال صلى الله عليه وسلم : (( قل الحق وان كان مرا ولا تشرك بالله شيئا وان عذبت أو أحرقت(1) )) قال الربيع : عن أبي عبيدة عن جابر بن زيد يعني بذلك الشرك بالقلب وأما باللسان فقد أباحه الله لمن أكره .

______________________________
(1) خ : وان قتلت أو عذبت أو حرقت .

















ما جاء في النهي عن قتل الذراري والنساء
791- أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إياكم وقتل ذراري المشركين ونسائهم إلا من قاتل منهن فإنها تقتل )) قال : حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل حصن وكانت امرأة تقوم فتكشف فرجها بحذاء النبي صلى الله عليه وسلم وهي تقاتل فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الرماة أن يرموها فرماها سعد بن أبي وقاص فما أخطأها فسقطت من الحصن ميته .

ما جاء في الدعوة إلى الإسلام والنهي عن القتال قبلها
792- أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عليا في سرية فقال : (( يا علي لا تقاتل القوم حتى تدعوهم وتنذرهم فبذلك أمرت )) قال : وجيء بأسارى من حي من أحياء العرب فقالوا : يا رسول الله ما دعانا من أحد ولا بلغنا ، فقال : (( الله )) فقالوا : الله ، فقال : (( خلوا سبيلهم )) فخلوا سبيلهم ثم قال : (( حتى تصل إليهم دعوتي فان دعوتي تامة لا تنقطع إلى يوم القيامة )) ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ( وأحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ أئنكم لتشهدون ... ) إلى آخر الآية .

793- قال : قال ابن عمر والحسن البصري أن دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تمت في حياته وانقطعت بعد موته فلا دعوة اليوم . قال الربيع : قال أبو عبيدة : الدعوة غير منقطعة إلى يوم القيامة إلا من فاجأك بالقتال فلك أن تدفع عن نفسك بلا دعوة .

ما جاء في التقية
794- قال جابر : سئل ابن عباس عن التقية فقال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( رفع الله عن أمتي الخطأ والنسيان وما لم يستطيعوا وما أكرهوا عليه )) .

795- قال : وقال ابن مسعود ما من كلمة تدفع عني ضرب سوطين إلا تكلمت بها وليس الرجل على نفسه بأمين إذا ضرب أو عذب أو حبس أو قيد(1) .


_______________________________
(1) خ : قتل .






ما جاء في الحجة على القدرية
796- قال جابر : سئل ابن عباس عمن قال أن يعمل بما أمر الله به ويكف عما نهاه الله عنه من غير أن يخلق الله فعله فقال : سأل سراقة بن جشعم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما العمل يا رسول الله في أمر مبتدأ مستأنف أم في شيء قد فرغ منه فقال : (( بل في شيء قد فرغ منه )) ثم قال ففيم العمل إذا يا رسول الله ؟ فقال : (( اعملوا فكل ميسرا لما خلق له )) .

797- وقال صلى الله عليه وسلم : (( ما كان كفر إلا مفتاحه تكذيبا بالقدر )) .

798- وقال صلى الله عليه وسلم : (( القدرية مجوس هذه الأمة إن مرضوا فلا تعودوهم وان ماتوا فلا تصلوا عليهم )) .

799- وقال ابن عباس : خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوما وبيده صحيفة فقال : (( بسم الله الرحمن الرحيم كتاب من الله الرحمن الرحيم بأسماء أهل الجنة وأسماء أهل النار وأسماء آبائهم وأنسابهم ومنازلهم )) .

800- وقال صلى الله عليه وسلم : (( أول ما خلق الله القلم فقال له : أكتب ، فقال يارب وما أكتب ، قال : القدر فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة )) .

801- وقال صلى الله عليه وسلم : (( إذا وقعت النطفة في الرحم أوحى الله إلى ملك الأرحام أن يكتب فيقول يا رب وما أكتب فيقول اكتبه سعيدا أو شقيا بعمله واكتب أثره وعمله وأجله ورزقه )) .

802- وقال صلى الله عليه وسلم : (( لما خلق الله آدم عليه السلام أخرج من ظهره ذريته كالذر فأخذ مواثيقهم وأمرهم بالسجود فأبت طائفة وأجابت طائفة فمن أجاب يومئذ فهم المؤمنون وهم السعداء ، ومن أبى يومئذ فهم الكافرون وهم الأشقياء )) .
فهذه الروايات تدل على أن الله خلق فعل العبد وأن العبد لم يفعله دون الله إذا قدره وعمله وعلم ما هو صائر إليه .

803- قال جابر بن زيد سئل ابن عباس عمن زعم أن العباد لا يقدرون على الأخذ بما أمروا به وعلى الكف عما نهوا عنه ولا يستطيعون ذلك وإنما هو معمول بهم فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ستكون بعدي شياطين في جثمان الرجل يأتون المجالس وكلهم يكذب على الله ورسوله فتلك الأحاديث الكاذبة ونحوها من أولئك الشياطين من الإنس يوحيها إليهم إخوانهم الشياطين من الجن ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم )) .

804- وقال صلى الله عليه وسلم : (( إن الله أمرني أن أعلمكم مما علمني في هذا اليوم قال خلقت عبادي ليعبدوني فأتتهم الشياطين فاغتالتهم عن دينهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا وحرمت عليهم ما حللت لهم )) .

805- وقال عبدالله بن دينار : كنت جالسا مع عبدالله بن عمر فاستسقى فأتى بلبن فلما أراد أن يشرب قلت انك صائم فقال : أراد الله أن يسقيني فمنعتني وكان عمر وابن مسعود وأبي بن كعب جالسين فقال عمر : سبق الشقاء للشقي وشقي في بطن أمه . فقال أبي : أنه ليس كذلك ولكنهم شقوا وسعدوا بأعمالهم التي عليها حمدوا ودموا . قال عمر : صدقت سبقت رحمة الله غضبه ولولا ذلك لهلكوا .

806- وقال صلى الله عليه وسلم : (( صنفان من أمتي لا تنالهم شفاعتي يوم القيامة لعنهم الله على لسان سبعين نبيا قبلي )) قيل : فمن هم يا رسول الله ؟ قال : (( القدرية والمرجئة )) قيل : فمن المرجئة ؟ قال : (( الذين يقولون الإيمان قول بلا عمل ، والقدرية الذين يعملون بالمعاصي ويقولون هي من الله إجبارا أما ولو شاء الله لما أشركنا ولا عصينا )) .

807- قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه في شيء سئل عنه : أقول برأيي فان يكن صوابا فمن الله وان يكون خطأ فمني ومن الشيطان .

808- قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم بين نسائه ويعدل وقول : (( اللهم هذا فعلي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك )) .

809- قال جابر سئل ابن عباس عن القرآن أيزداد فيه أو ينقص منه فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لعن الله الزائد في كتاب الله )) قال : (( ومن كفر بحرف فقد كفر بالقرآن أجمع )) .

810- قال : وقال عقبة بن عامر الجهني : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الغداة فقرأ بالمعوذتين فقال : (( يا عقبة إن هاتين أفضل سورة في القرآن والزبور والإنجيل والتوراة )) وقد قال قوم(1) انهما ليستا من القرآن فقد كذبوا وأثموا .

811- قال ابن عباس : لو أن أحدا زاد فيه أو نقص منه كان عند الأمة كافرا والقرآن على ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم لم يزد فيه ولم ينقص منه وأن الله أحاطه من ذلك فقال : ( وانه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) والعزيز الذي عز أن يأتوا بمثله أو يشبهه أو بشيء في معناه ولم يكن الله ليمكن أحدا من أن يزيد فيه أو ينقص منه وهو كلامه وحجته على عباده وأمام عباده الذي يكون يوم القيامة عليهم شهيدا ولو نقص منه شيء أو زيد فيه شيء لتبين ذلك من تأليفه حتى يعلم أنه ليس بقرآن لأن الخلق لا يستطيعون أن يأتوا بمثل تأليفه ووصفه ووضعه أبدا .

___________________________________
(1) قوله وقد قال قوم الخ هذا من كلام عقبة وليس من الحديث .
















الباب الرابع : في عذاب القبر والشهداء وولاية قريش والطاعة للأمير
812- قال جابر بن زيد : سئل ابن عباس عن عذاب القبر فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن للقبر ملكين يقال لهما منكر ونكير يأتيان كل إنسان في قبره بعد موته يمتحنانه ثم يحاكمانه )) .

813- قال ابن عباس : قال النبي صلى الله عليه وسلم(1) : (( لو نجا من عذاب القبر أحد لنجا منه سعد بن معاذ ولقد ضغطه القبر ضغطة اختلفت فيه أضلاعه(2) )) .

814- قال ابن عباس : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( الشهيد يغفر له عند أول قطرة تقطر من دمه ويجار من عذاب القبر )) .

815- وقال صلى الله عليه وسلم : (( من مات يوم الجمعة أجير من عذاب القبر )) .

816- وقال صلى الله عليه وسلم : (( إن لم يكن الشهداء من أمتي إلا من قتل بالسيف فهم إذا قليل )) ثم قال صلى الله عليه وسلم : (( القتيل شهيد )) وذكر الحديث(3) .

817- قال جابر بن زيد : سئل ابن عباس عن فضل قريش فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اللهم كما أذقت أول قريش نكالا فأذق آخرهم نوالا )) .

818- وقال صلى الله عليه وسلم : (( لن يزال هذا الأمر في قريش ما لم يحدثوا أحداثا ثم يزيحه الله عنهم ويلحاهم كما يلحى هذا القضيب )) لقضيب كان في يده .

819- وقال صلى الله عليه وسلم : (( إن أمر عليكم عبد حبشي مجدوع الأنف فاسمعوا وأطيعوا ما أقام فيكم كتاب الله )) .

820- وقال صلى الله عليه وسلم : (( يا فاطمة بنت محمد ، ويا صفية عمة محمد اشتريا أنفسكما من الله فإني لا أملك لكما من الله شيئا )) فإذا قال صلى الله عليه وسلم هذا لابنته وعمته فكيف يطمع من سواهما أن يغفر له وهو مقيم على الفجور غير تائب منه .


________________________________
(1)-قوله قال ابن عباس قال النبي هكذا وقع في نسخة مرفوعا وهو في غالب النسخ موقوف على ابن عباس وعلى أي حال فحكمه حكم الرفع .
(2)-خ : فيها وأخرى منه وفي أخرى منها .
(3)-قوله وكر الحديث إشارة إلى تقدمه في عدة الشهداء من كتاب الجهاد .







الباب الخامس : السنة في التعظيم لله عز وجل
فيما روي(1) عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه والتابعين لهم بإحسان
821- قال جابر عن ابن عباس أن رجلا من بني عامر بن ربيعة يقال له اربد جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد أخبرني من أي شيء ربك أمن ذهب أو من فضة أو من نحاس أو من حديد وهو يقول(2) : (( سبحان الله )) إذا جاءت رعدة وبرقة فأرعدت وأبرقت ثم جاءت صاعقة حتى وقعت على(3) رأسه فوقع ميتا قال الله عز وجل(( ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال )) يعني العقاب(4) .

822- قال جابر بن زيد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : سألت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صفة الله فسكت قليلا رجاء أن ينزل عليهم عذابه ونزل عليه جبريل عليه السلام بسورة الإخلاص ( بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد ...) إلى آخرها .

823- وقال صلى الله عليه وسلم : (( تفكروا في الخلق ولا تتفكروا في الخالق فانه لا يدرك إلا بتصديقه )) .

824- قال الربيع : أخبرنا بشر عن إسماعيل بن علية عن داود بن أبي عقيل عن أبي هند عن الشعبي عن مسروق قال : كنت عند عائشة رضي الله عنها فقالت : ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية : من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية . قال : وكنت متكئا فجلست وقلت يا أم المؤمنين انظري ولا تعجلي ألم يقل الله : ( ولقد رآه نزلة أخرى * ولقد رآه بالأفق المبين ) فقالت عائشة رضي الله عنها : أنا أول هذه الأمة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : (( ذلك جبريل عليه السلام ولم أره في صورته التي خلق عليها إلا مرتين رأيته قد هبط من السماء فسد جسمه ما بين السماء والأرض )) ألم تسمع لقوله تعالى : ( لا تدركه الأبصار وهو يدك الأبصار وهو اللطيف الخبير ) قال مسروق تفسير هذه الآية دليل على ما روت عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما كذب الفؤاد ما رأى لقد رأى من آيات ربه الكبرى ) ثم عاد الحديث إلى ابن علية فقال : قالت عائشة رضي الله عنها : ومن زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يبلغ ما أنزل إليه من ربه فقد أعظم على الله الفرية لأن الله تعالى يقول : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالاته والله يعصمك من الناس ) ومن زعم أن محمدا يعلم ما في غد فقد أعظم على الله الفرية لأن الله تعالى يقول : ( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون ) .

825- وأخبرنا أبو ربيعة زيد بن عوف العامري البصري قال : أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أبي عثمان النهدي أن أبا موسى الأشعري قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فلما دنونا إلى المدينة كبر الناس ورفعوا أصواتهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( يا أيها الناس إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إن الذي تدعونه بينكم وبين أعناق ركابكم )) ثم قال صلى الله عليه وسلم : (( يا أبا موسى هل أدلك على كنز من كنوز الجنة )) قال : قلت وما هو يا رسول الله ؟ قال : (( لا حول ولا قوة إلا بالله )) قال جابر : ومعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم عندنا (( إن الذي تدعونه بينكم وبين أعناق ركابكم )) وذلك أن الله يقول : ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ) وقال(5) : ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) التشبيه والتحديد لا يكون إلا لمخلوق إذا قرب من موضع تباعد من غيره وإذا كان في مكان عدم من غيره لأن التحديد يستوجب الزوال والانتقال والله تعالى عز عن ذلك .


________________________________
(1)-خ : مما يروى .
(2)-خ : والنبي يقول .
(3)-خ : بحذاء .
(4)-قوله بمعنى العقاب وفي نسخة يعنى شديد العقاب وفي أخرى يعني العذاب .
(5)-خ : قال .



الباب السادس : علمني من غرائب العلم
826- الربيع بن حبيب عن أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : علمني من غرائب العلم ، قال : (( وما صنعت في رأس العلم حتى تسأل عن غرائبه )) قال : وما رأس العلم ؟ قال : (( معرفة الله حق معرفته )) قال : وما معرفة الله حق معرفته ؟ قال : (( أن تعرفه بلا مثل ولا ند واحدا أحدا ظاهرا باطنا أولا أخرا لا كفؤ له فذلك معرفة الله حق معرفته )) وقال صلى الله عليه وسلم : (( إن الله لا يعرف بالأمثال ولا بالأشباه وإنما يعرف بالدلائل والأعلام الشاهدة على ربوبيته النافية عنه أثار صنعته(1) )) .

______________________________________
(1) قوله النافية عنه أثار صنعته أي هذه الدلائل تشهد أنه سبحانه وتعالى لا تؤثر فيه الأشياء .


















الباب السابع : النهي عن الفكرة في الله عز وجل
827- قال جابر بن زيد : حدثنا(1) رجل من أئمة أهل الكوفة يكنى أبا أمية أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على قوم(2) وهم يتذاكرون فلما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم سكتوا فقال : (( ما كنتم تقولون )) قالوا : نتذاكر(3) في الشمس وفي مجراها قال : (( كذلكم فافعلوا تفكروا في الخلق ولا تتفكروا في الخالق )) وزاد فيه الحسن (( إن الله لا تناله الفكرة )) .

828- قال : وأخبرني محمد بن يعلى عن سليمان العامري عن عطاء عن سعيد بن حبير عن ابن عباس قال : لا تتفكروا في الله ولكن تفكروا في خلقه فانه لا يعرف بالأشباه والأمثال ولكن بتصديقه .

829- قال : وأخبرنا جويبر عن الضحاك أن ابن عباس قال : قال سول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تتفكروا في الله فان التفكر في خلقه شاغل فانه لا تدركه فكرة متفكر إلا بتصديقه )) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن أقواما(4) من الأمم السالفة أتوا نبيا لهم ليعنتوه فسكت عنهم انتظار أمر الله فنزلت عليهم صاعقة فأحرقتهم )) .

______________________________________
(1)-خ : حدثني .
(2)-خ : أصحابه .
(3)-خ : نتفكر .
(4)-خ : قوما .















الباب الثامن : الشرك أخفى من دبيب النمل
830- قال : وأخبرنا محمد بن المنكدر عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( يأتي على الناس زمان الشرك فيه أخفى من ذرة سوداء(1) على صخرة سوداء في ليلة ظلماء )) .

831- قال جابر بن زيد : حدثنا أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( يوشك الشرك أن ينتقل من ربع إلى ربع ومن قبيلة إلى قبيلة )) قيل : يا رسول الله وما ذلك من الشرك ؟ قال : (( قوم يأتون بعدكم يحدون الله حدا بالصفة )) .

832- قال : وحدثنا الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود(2) قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم ؟ قال : (( أن تجعل لله ندا وهو خلقك والله العدل )) .

833- قال : وأخبرنا سفيان بن عيينة عن مجالد بن سعيد عن الشعبي عن جابر بن عبدالله قال : قالت اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم : يا محمد لقد غلب أصحابك اليوم قال : (( بأي شيء )) قالوا : سألتهم اليهود هل يعلم نبيكم عدد خزنة النار ؟ قالوا : لا ندري حتى نسأل نبينا ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( نعم ما فعلوا قوم يسألون(3) عما لا يدرون فقالوا لا ندري حتى نسأل نبينا )) ثم قال صلى الله عليه وسلم : (( يا أعداء الله ولكن تسألون(4) نبيكم أن يريكم(5) الله جهرة )) فأنبأهم إذ سألوه أن يجاهروا الله إن الله لا يرى جهرة .

834- قال الربيع : وبلغنا عن أبان بن عياش عن أنس بن مالك قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم على قوم جلوس فقال : (( ما أجلسكم )) فقالوا نتفكر في الله فقال صلى الله عليه وسلم : (( لا تتفكروا في الله فانه لا مثل له ولا شبيه ولا نظير ولا تضربوا لله الأمثال ولا تصفوه بالزوال فانه بكل مكان وتفكروا في خلقه ولأخبرنكم ببعض خلقه أن ملكا من الملائكة له جناح بالمشرق وجناح بالمغرب وقد خرقت رجلاه الأرضين(6) السفلى ورأسه في السماء السابعة )) .

__________________________________________
(1)-صماء .
(2)-قوله عن ابن مسعود في نسخة عن أبي مسعود والأولى أكثر وأبو وائل يروي عن هذا وهذا واسم أبي شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي كان من سادة التابعين .
(3)-خ : سئلوا .
(4)-ساءلوا نبيهم .
(5)-خ : يريهم .
(6)-قوله الأرضين وفي نسخة الأرض وفي أخرى قد خرجت رجلاه من الأرض السفلى .









الباب التاسع : ما روي عن علي بن أبي طالب في ...
الباب التاسع : ما روي عن علي بن أبي طالب في التعظيم لله عز وجل ونفي التشبيه له سبحانه عن الأشباه

830- قال الربيع : بلغني عن ابن مسعود بن عثمان بن عبدالرحمن المدني عن أبي إسحاق والشعبي قال : كان علي بن أبي طالب يقول في تمجيد الله عز وجل : الحي القائم الواحد الدائم فكاك المقادم ورزاق البهائم القائم بغير منصبة الدائم بغير غاية الخالق بغير كلفة فأعرف العباد به الذي بالحدود لا يصفه ولا بما يوجد في الخلق يتوهمه لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار .

الباب العاشر : خطبة علي
836- قال الربيع : وأخبرنا أبان قال : حدثنا يحيى بن إسماعيل عن الحارث الهمداني قال : بلغ عليا أن قوما من أهل عسكره شبهوا الله وأفرطوا قال : فخطب علي الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس اتقوا هذه المارقة(1) ، فقالوا يا أمير المؤمنين وما المارقة ؟ قال : الذين يشبهون الله بأنفسهم ، فقالوا : وكيف يشبهون الله بأنفسهم ؟ قال : يضاهئون بذلك قول الذين كفروا من أهل الكتاب إذ قالوا خلق الله آدم على صورته سبحانه وتعالى عما يقولون سبحانه وتعالى عما يشركون بل الله الواحد الذي ليس كمثله شيء استخلص الوحدانية والجبروت وأمضى المشيئة والإرادة والقدرة والعلم بما هو كائن لا منازع له في شيء ولا كفؤ له يعادله ولا ضد له ينازعه ولا سمي له يشبهه ولا مثل له يشاكله ولا تبدوا له الأمور ولا تجري عليه الأحوال ولا تنزل به الأحداث وهو يجري الأحوال وينزل الأحداث على المخلوقين لا يبلغ الواصفون كنه حقيقته(2) ولا يخطر على القلوب مبلغ جبروته لأنه ليس له في الخلق شبيه ولا له في الأشياء نظير ولا تدركه العلماء بألبابها ولا أهل التفكير(3) بتدبيرها إلا بالتحقيق أيمانا بالغيب لأنه لا يوصف بشيء من صفات المخلوقين وهو الواحد الذي لا كفؤ له ( وان ما تدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير ) .

__________________________________
(1)-قوله المارقة وفي نسخة الفارقة وكذلك في قوله وما الغارقة وفي نسخة الفارقة .
(2)-خ : عظمته .
(3)-خ : التفكير .
الباب الحادي عشر : قصة اليهودي مع علي بن أبي طالب
837- قال : ,اخبرنا إسماعيل بن يحيى قال : حدثنا سفيان(1) عن الضحاك قال : جاء يهودي إلى علي بن أبي طالب فقال : يا علي متى كان ربنا ؟ فقال علي : إنما يقال متى كان لشيء لم يكن فكان وهو كائن بلا كينونة كائن بلا كيفية ولم يزل بلا كيف ليس له قبل وهو قبل القبل بلا غاية ولا منتهى غاية تنتهي إليها غايته انقطعت الغايات عنده وهو غاية الغايات .

___________________________________
(1)-خ : سنان .
الباب الثاني عشر : قصة القصاب مع علي بن أبي طالب
838- أخبرنا أبو قبيصة عن عبد الغفار الواسطي عن عطاء أن علي بن أبي طالب مر بقصاب يقول لا والذي احتجب بسبع سماوات لا أزيدك شيئا ، قال : فضرب علي بيده على كتفه فقال ك يا لحام إن الله لا يحتجب عن خلقه ولكن(1) حجب خلقه عنه . فقال : أكفر عن يميني ؟ فقال : لا لأنك حلفت بغير الله(2) .

___________________________________
(1)- خ : ولكنه .
(2)- قوله إنما حلفت بغير الله هذا منه اعتبار بظاهر اللفظ إنكارا لما سمع وتغليظا على القائل وإلا فان الحالف إنما قصد الحلف بالله عز وجل وان أخطأ في وصفه والله أعلم .

الباب الثالث عشر : ما روي عن ابن عباس في ..
839- الباب الثالث عشر : ما روي عن ابن عباس في التعظيم لله عز وجل والتنزيه له سبحانه
أخبرنا أبو قبيصة عن عمير وعن محمد بن يعلى عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أن نجدة الحروي أتاه فقال : يا ابن عباس كيف معرفتك بربك فان من قبلنا قد اختلفوا علينا . فقال ابن عباس : أعرفه بما عرف به نفسه من غير رؤية ، وأصفه بما وصف به نفسه من غير تثبيت(1) صورة ، لا يدرك بالحواس ، ولا يقاس بالناس ، معروف بغير تشبيه ، متدان في بعده ،لا ينظر ولا يتوهم ديمومته(2) ولا يمثل بخلقه ولا يجور في قضيته فالخالق إلى ما علم منقادون وعلى ما سطر في المكنون من كتابه ماضون لا يعلمون بخلاف ما منهم علم ولا إلى غيره يردون وهو قريب غير ملتزق بعيد غير منفصل يحقق ولا يتمثل يوحد ولا يبعض يعرف بالآيات ويثبت بالعلامات . قال : فقام نجدة مفحما مخصوما متعجبا بما جاء به ابن عباس رضي الله عنه .
________________________________
(1)-خ : شبه .
(2)-خ : تتوهم ديمومته
















الباب الرابع عشر : قصة نافع بن الأزرق مع ابن عباس
840-قال الربيع : وأخبرنا محمد بن علي الكوفي عن أبي بكر الهذلي عن سعيد بن جبير قال : لما رأى ابن الأزرق أنه لا يسأل ابن عباس عن شيء إلا أجاب فيه قال : ما أجرأك يا ابن عباس قال : وما ذلك يا ابن الأزرق . قال : أراك لا تسأل عن شيء إلا أجبت فيه . قال : ويلك وهو علم عندي أخبرني عمن كتم علما عنده ورجل تكلم بما لا يعلم . قال : أفكل ما تقول به تعلمه ؟ قال : نعم إنا أهل بيت أوتينا الحكمة . قال نافع : أسألك عن الذي تعبده كيف هو ؟ فسكت عنه ابن عباس استعظاما لما قال ثم قال له : أخبرك أن الله هو الواحد بغير تشبيه والواجد بغير تفكير والخالق بغير تكييف العالم بغير مثال الموصوف بغير تشبيه الدائم بغير غاية المعروف بغير تحديد البائن بغير نظير عزيز قدير لم يزل ولا يزال وجلت القلوب لمهابته وذلت الأرباب لعزته وخضعت الرقاب لقدرته لا يخطر على القلوب مبلغ كنه عظمته ولا تنعقد القلوب على ضمير يبلغه لا تبلغه العلماء بألبابها ولا المتفكرون بتدبير تفكيرها فأعلم الخلائق به الذي لا يصفه بصورة ولا بمثل فيقع الوهم للخلائق عليه . قال نافع : صدقت بابن عباس .

841- قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( اللهم فقه ابن عباس في الدين وعلمه التأويل )) .

842- جابر قال : جاءنا نافع بن الأزرق إلى ابن عباس فقال : يا ابن عباس أخبرني عن ربك كيف هو وأين هو ؟ فقال ابن عباس : ثكلتك أمك يا ابن الأزرق إن الله لا كيف له غير الخلق(1) خلق الخلق وهو خالق لكيفيتهم وهو بكل أين(2) – يعني بكل مكان – قال : فسكت ابن الأزرق قال ابن عباس : لا تمضي الليالي والأيام حتى يتفقه قوم في الشرائع وهم عن توحيد الله غافلون قوم يصفون ربهم بالبشر ويسمون من خالفهم كافرين وهم أولى بذلك وهم الظالمون(3) يختلفون من بعد ما جاءتهم البينات ويأخذون بالشبهات والمتشابهات وروايات أهل الكتاب ويسمون المتفقهة وليسوا كذلك وعند ذلك تمنع السماء قطرها والأرض نباتها وتنقص من أطرافها وعند ذلك يحبط الله أعمالهم ويسلط عليهم من يسومهم سوء العذاب .

843- قال جابر بن زيد : قال ابن عباس : يقول الله أنا ربكم لا تعبدون غيري ولا تشركوا بي شيئا ولا تجعلوا لي شبيها يكون في السماء والأرض فإنكم لن تروني .

_______________________________
(1)- قوله غير الخلق يعني أن الخلق له تعالى بمنزلة الكيف لغيره فكما أن سواه تعالى يعرف بالكيف فهو سبحانه وتعالى يعرف بخلقه فالخلق دال عليه كالكيف دال على الخلق والله أعلم .
(2)-قوله بكل أين أي بكل مكان يعني بعلمه وقدرته اه . وفي بعض النسخ لا كيف له غير الحق بالحاء المهملة ومعناه الثبوت أي ليس له كيف إلا نفس وجوده تعالى والله أعلم .
(3)-خ : الضالون .









الباب الخامس عشر : قوله خلق الله آدم على صورته
844- قال : وأخبرنا بشر المريسي عن محمد بن يعلى قال : أخبرنا الحسن بن دينار عن خصيب بن جحدر عن اسحق بن عبدالله أن الحارث بن نوفل قال : قلت لابن عباس : سمعت أبا هريرة يقول : خلق الله آدم على صورته وهو ستون ذراعا قال ابن عباس : صدق أبو هريرة خلق الله آدم على صورته التي في علمه أنه يخلقه عليها لم يحوله منها إلى غيرها . قال بشر : وعنى آخر خلق الله آدم على صورته التي كان في علمه أن يخلقه عليها بالغا لم ينقله من نطفة إلى علقة ولا من علقة إلى مضغة ولا من مضغة إلى عظام ، ومعنى آخر وذلك أن الله كان ولا شيء غيره وقد علم ما يخلق من الصور والبقاع والأرواح والرسل واصطفى الله آدم على صورته أي الصورة المصطفاة المعلومة واتخذ من البقاع الحرم وجعله نسكا لعباده وجعل فيه بيتا تعبد خلقه بالطواف حوله والحج إليه وقيل بيت الله للذي اصطفاه واصطفى الأرواح روحا وقيل روح الله للذي اصطفاه .

845- قال الربيع : قال أبو عبيدة : بلغني عن سعيد بن جبير قال : قال ابن عباس : انه كائن قبل الساعة زمان أهله الجهلة علماؤهم السفهاء وأمراؤهم المتكبرون وقراؤهم المتصنعون فعند ذلك يضع الشيطان مصايده إذا تفكروا في الخالق شبهوه بالمخلوقين يأتون بروايات فيذكرون أنها عن النبي صلى الله عليه وسلم ويحدون الله حدا يصفونه بصفات المخلوقين فإذا رأيتم تلك الفتنة ولا فتنة أضر منها فاعتصموا منها بالقرآن فان فيه النور من الظلمة والبيان من الشبهة والنجاة من كل هلكة وفيه الهدى من الضلالة .

846- قال : بلغني عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يفكروا في الخلق ولا تتفكروا في الخالق فان فتنة كل أمة بعد نبيها تفكيرها في الخالق وكذلك فتنة أمتي بعدي )) .

الباب السادس عشر : ما روي عن عمر بن الخطاب ..في تنزيه الباري سبحانه
الباب السادس عشر : ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

وعن عبد الله بن مسعود رحمه الله في تنزيه الباري سبحانه
847- قال الربيع : بلغني عن ابن عمر عن أبيه عمر أنه سأل كعبا(1) فقال : يا كعب ما تستطيع أن تصف لنا عظمة ربك ؟ فقال : يا أمير المؤمنين فيما ذكر الله في كتابه من التعظيم لنفسه ما هو كاف قال الله عز وجل : (( هو الله الأول والآخر والظاهر والباطن )) فقال عمر : ما يعني بقوله ( والظاهر والباطن ) قال كعب : الظاهر الذي ليس ما ظهر من الأشياء بأقرب إليه مما بطن منها وما بطن من الأشياء ليس بأبعد عنه مما ظهر منها كما أنه ليس ما طهر من الأشياء بأعلم منه مما خفي منها ، ثم أن كعبا بكى بكاء شديدا فقال له عمر : وما يبكيك يا أبا اسحق ؟ قال : أبكاني حديث سمعته(2) عن داود النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في دعائه ( الهي إن ارتفعت فوق سبع سماوات فأنت ثم وان كنت في أسفل أرضك فأنت ثم فهل يستطيع أهل الخطايا أن يستتروا بخطاياهم دونك وأنت معهم أينما كانوا . ثم قال(3) : إن في التوراة مكتوبا الثور يعرف مربطه والحمار يعرف آريه(4) وبنوا إسرائيل لا يعرفون ربهم يشبهونه بخلقه سبحانه وتعالى عما يصفون .

848- وحدثنا إسماعيل بن صالح المكي قال : سمعت الحسن يقول : سمع عمر بن الحطاب رضي الله عنه رجل يقول : والله حيث كان فقال له عمر : ويحك كأنك تلتمسه ، إن الله بكل مكان . وفي حديث حماد بن زيد فعلاه بالدرة فقال : أوليس الله بكل مكان ؟ .

849- قال الربيع : بلغني عن الضحاك قال : إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مر ذات ليلة برجل هو مستقبل القبلة فقال : ما تخلفك بهذه الساعة فقال : صليت يا أمير المؤمنين العشاء ثم صليت ما قضي لي فجلست أتفكر في الله فعلاه بالدرة . فقال : ثكلتك أمك أفي الله أمرت بالتفكر أم في خلقه ؟ ثم تلا عمر ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ) .

850- وقال عبدالله بن مسعود : ما عرف الله من شبيه بخلقه وقالت عائشة أم المؤمنين والحسن ما عرف الله من شبيه بخلقه .
851- وعن الضحاك بن مزاحم قال : قال رجل لابن مسعود : كيف أعرف الله ؟ فقال : اعرفه أنه خالق الخلق ولا تتوهم أنه يشبهه شيء من خلقه ولا تدع قلبك يتوهمه بشيء من الأشياء لأنه ليس كمثله شيء .

852- قال : وأخبرني أبي هلال(5) الراسبي قال : شهدت الحسن فأتاه عبدالله بن رواحة المدني فقال : يا أبا سعيد أتنعت ربك ؟ فقال الحسن : بغير صفة ولا مثال ولا صورة ، تعالى من لا عدل له(6) ولا ند له عما قال الذين كفروا وهم بربهم يعدلون فمن شبهه بخلقه فقد عدل به .

_________________________________
(1)- قوله كعبا أي كعب الأحبار .
(2)- خ : بلغني .
(3)- خ : كعب الأحبار .
(4)- قوله آريه بهمزة ممدودة وراء مكسورة وياء مشدودة أي محبسه .
(5)- خ : بلال .
(6)- قوله من لا عدل له بكسر فسكون هو المثل .

















الباب السابع عشر : ما روي ... في قوله تعالى : ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )
الباب السابع عشر : ما روي عن ابن عباس رضي الله عنه
في قوله تعالى : ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )

853- قال الربيع : بلغني عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أنه خرج ذات يوم فإذا هو برجل يدعوا ربه شاخصا بصره إلى السماء رافعا يده فوق رأسه فقال له ابن عباس : ادع ربك بإصبعك اليمنى واسأل بكفك اليسرى واغضض بصرك وكف يدك فانك لن تراه ولن تناله . فقال الرجل : ولا في الآخرة ؟ قال : ولا في الآخرة . فقال الرجل : فما وجه قول الله تعالى : ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) قال ابن عباس : ألست تقرأ قوله تعالى : ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ) ثم قال ابن عباس : إن أولياء الله تنضر وجوههم يوم القيامة وهو الإشراق ثم ينظرون إلى ربهم متى يأذن لهم في دخول الجنة بعد الفراغ من الحساب ، ثم قال : ( وجوه يومئذ باسرة – يعني كالحة – تظن أن يفعل بها فاقرة ) قال : يتوقعون العذاب بعد العذاب وكذلك قوله : ( إلى ربها ناظرة ) ينتظر أهل الجنة الثواب بعد الثواب والكرامة بعد الكرامة .

854- قال : حدثنا أفلح بن محمد عن أبي معمر السعدي عن علي بن أبي طالب في قوله ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) قال : تنضر وجوههم وهو الإشراق ( إلى ربها ناظرة ) قال : تنتظر متى يأذن لهم ربهم في دخول الجنة ولا يعني الرؤية بالأبصار لأن الأبصار لا تدركه كما قال ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ) روى مكتف(1) المدني قال : بلغني عن أبي حازم قال : كنت عند محمد بن المنكدر جالسا فذكروا عنده أن العباد ينظرون إلى ربهم فقال محمد : ما رأيت أحدا له عقل يقول إن الله يراه أحد من خلقه وتلا هذه الآية ( وقال الذين لا يرجون لقائنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتو عتوا كبيرا ) وقال مكتف أيضا : كنت جالسا عند مالك بن أنس فسأله سائل : هل يرى الله أحد من خلقه فتلا هذه الآية ( وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا ) .

_______________________________
(1) خ : وروي عن مكتف .

الباب الثامن عشر : عن ابن عباس رضي الله عنه في النظر أيضا
855- قال : وأخبرنا أبو نعيم عن العباس عن أبي إسحاق(1) عن سعيد بن جبير عن نافع بن الأزرق أنه سأل ابن عباس عن قوله تعالى ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) قال ابن عباس : هو الذي لا كفؤا له أي لا ينظر إلى أهل النار برحمته وأهل الجنة ينظرون إليه في ثوابه وكرامته ورحمته ولا يرونه بأبصارهم لأنه قال : ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ) قال : وقال مجاهد وإبراهيم ومكحول والزهري : ينظرون الثواب ولا يرى الله أحد من خلقه قال : وقال الحسن : ناظرة إلى سلطان ربها وقدرته وتدبيره ، وقال : ناضرة نضرة في الوجوه وسرور في القلوب(2) وقال سعيد بن جبير : ناضرة بهجة إلى ربها ناظرة تنتظر ثواب ربها ولا يرى الله أحد وقال : سعيد بن المسيب : ناضرة ناعمة ناظرة تنتظر ثواب ربها ولا يرى الله أحد ، وقال عطاء بن يسار مثله ، وقال سفيان بن عيينة عن الأعمش عن أبي راشد أن مولاة لعتبة بن عمير قالت : إنما أنظر إلى الله واليك فقال لها : لا تقولي كذلك ولكن قولي إنما أنظر إلى الله ثم إليك ، وقال علي ين أبي طالب وعبد الله بن عباس وعائشة أم المؤمنين ومجاهد وإبراهيم والنخعي ومكحول والدمشقي وعطاء بن يسار وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير والضحاك بن مزاحم وأبو صالح صاحب التفسير وعكرمة ومحمد بن كعب وابن شهاب الزهري إن الله لا يراه أحد من خلقه .

856- وروى محمد بن الشيباني أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل هل ترى ربك فقال : (( سبحان الله وأنى أراه )) .

857- قال : وروي عن فضيل بن عياض وخليل بن عبد المجيد(3) الطائي وعمار ابن أخت سفيان الثوري ومنصور بن المعتمر بن سليمان عن أبيه عن وكيع بن الجراح وأسباط بن محمد عن يحيى بن زكريا بن أبي زياد عن إسرائيل بن يونس وعيسى بن أبي يونس عن الليث عن مجاهد أن الله لا يراه أحد من خلقه وقال الربيع : ومصداق ما قالوا جميعا في كتاب الله تعالى ولغة العرب أن الله تعالى أخبر عن نفسه أنه ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) فنفى عن نفسه أن تدركه الأبصار لأنه لو أدركته لكان قد ساواها لأن كل مدرك محاط به محدود موصوف عز الله وجل عما انتحله المبطلون قال الله عز وجل ( لا تدركه الأبصار ) فأخبر أنه لا تناله الأبصار .

858- قال جابر : سئل ابن عباس عن الله هل هو يخلو منه مكان ؟ قال : قال الله تعالى : ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ) فأخبر عز وجل أنه لا يخلوا منه مكان وأنه شاهد(4) لكل مكان حاضر(5) بكل مكان على الإحاطة والتدبير ( لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ) وقال : ( وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون ) وقال لموسى وهارون : ( إنني معكما أسمع وأرى ) وقال : ( يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول ) وقال : ( ولا يحيطون به علما ) وقال : ( ولم يكن له كفؤا أحد ) وقال : ( هل تعلم له سميا ) وقال : ( على العرش استوى ) وقال : ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح ) وقال : ( أأمنتم من في السماء ) وقال : ( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ) ونحو ذلك من القرآن فأخبر عنه تعالى لا يخلوا منه مكان في السماوات العلى و الأراضين السفلى ولا يجوز أن يأخذوا ببعض القرآن دون بعض لأنه يصدق بعضه بعضا وهو على العرش استوى وهو على كل شيء شهيد وهو بكل شيء محيط بلا تكليف ولا تحديد ولا تمثيل ولا تشبيه ولا توهيم .

________________________________
(1)- خ : عن أبي اسحاق الشعبي .
(2)- قوله نضرة في الوجوه وسرور في القلوب في نسخة القطب تعريف النضرة والسرور وافراد القلب .
(3)- وجليل بن عبد المجيد .
(4)- خ : مشاهد .
(5)- خ : محاضر .















الباب التاسع عشر : في النظر في اللغة
859- قال الربيع : ومصداق ما روينا عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين بإحسان من أن النظر هو الانتظار قول الله عز وجل : (( ما ينظرون إلا صيحة واجدة تأخذهم وهم يخصمون )) يعني ما ينتظرون وليس بمعنى النظر بالأبصار ، وقال : (( ما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق )) وقال : (( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة )) ونحوه من القرآن ومصداق ذلك في اللغة قول القائل إنما أنظر إلى الله ثم إليك يعني أنه ينتظر ما يأتيه من قبله وأما الرؤية فقد تكون بغير بصر قال الله عز وجل : (( ألم تر إلى ربك كيف مد الظل )) . (( ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه )) وقال : (( ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم )) وقوله (( أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة )) وقال : (( ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون )) وإنما يعني هذا كله وأشباهه العلم واليقين ولا يريد به الأبصار . ومصداق ذلك في لغة العرب يقول القائل لقد رأيت لفلان عملا وورعا وفهما وعلما ورأيت له أدبا ومعرفة وهذه الأشياء لا تعاين بالإبصار ولكنها تعرف وتعلم بما ظهر من أعلامها الدالة عليها واذا رأيت رجلا عالما يأتي وما يذر حكيما في أمره مصيبا في فعله قلت : رأيت لفلان عقلا ومعرفة وأحكاما وان كان كافا عن المحارم قلت : رأيت له ورعا وأدبا صالحا قال الكميت بن زيد :

أي مقيمين وقال أيضا :


وحدثنا أبو قبيصة عن عمير بن إسماعيل عن أبي سنان عن الضحاك عن علي وابن عباس في قوله تعالى (( كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون )) فلم يزل يحجبهم عن رحمته ونواله ولا ينظر إليهم برحمه . وعن عمير بن سفيان الثوري عن ليث عن مجاهد مثله .

__________________________________
(1) خ : سمى .

الباب العشرون : في قوله تعالى : (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ))
860- قال جابر بن زيد سئل ابن عباس عن قوله تعالى : (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )) قال غرفة من لؤلؤة واحدة لها أربعة أبواب .

861- قال : وحدثني موسى بن جبير عن عبد المجيد والفضيل بن عياض عن منصور بن المعتمر عن الحكم عن ابن عيينة عن علي بن أبي طالب مثل قول ابن عباس .

862- قال الربيع : روى أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن أهل الجنة لا يزالون متعجبين مما هم فيه حتى يفتح الله لهم المزيد فإذا فتح لهم كان لا يأتيهم منه شيء إلا هو أفضل(1) مما في جنتهم )) قال الله عز وجل : ( ولدينا مزيد ) قال جابر : قال ابن عباس والحسن البصري الحسنى بالحسنة(2) والزيادة بالتسع قال الله عز وجل : ( من جاء بالحسنة فله خير منها – ولها عشر أمثالها )) وقال مجاهد مثلها الحسنى والزيادة قال مغفرة ورضوان . وقال الشعبي : الزيادة دخول الجنة وقال محمد بن كعب : الزيادة التي يزيدهم الله من الكرامة والثواب . وقال عبد الرحمن ابن أبي ليلى : أحسنوا أي وحدوا الله والحسنى هي الجنة والزيادة ما يزيدهم الله من فضله ورحمته. وقال أبو حازم المدني : الزيادة نعم الله التي أنعم بها عليهم وأعطاهم إياها لم يحاسبهم بها ولم يصنع بهم مثل ما صنع بالآخرين أغمرهم بالنعم(3) .
_______________________________
(1)- قوله وهو أفضل الخ في نسخة الاكان أحسن مما في جنتهم .
(2)- قوله الحسنى بالحسنة الخ يعني أنه استحق الحسنى وهي الجنة بالحسنة التي هي ثواب أعمالهم واستحق الزيادة بالتوسع التي زادهم الله إياها في قوله : ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) وفي نسخة أخرى الحسنى الحسنة والزيادة التسع والمعنى ظاهر والله أعلم .
(3)- قوله أغمرهم بالنعم جملة مستأنفة والمعنى لكن أغمرهم بالنعم ولم يصنع بهم مثل ما صنع بالآخرين .

الباب الحادي والعشرين : قوله عز وجل : (( وما قدروا الله حق قدره ))
863- قال جابر بن زيد : سئل ابن عباس عن قول الله عز وجل : ( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة ) الآية فقال : كانت اليهود أعداء الله أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا محمد صف لنا ربك فارتعد النبي صلى الله عليه وسلم وقال : (( كيف أستطيع أن أصف ربي الذي خلق السماوات والأرض )) فقالوا : لو كنت نبيا لوصفته ثم قالوا : هل هو كذا وكذا فأنزل الله تكذيبا لقولهم ( وما قدروا الله حق قدره ) أي وما عظموا الله حق عظمته ( والأرض جميعا قبضته ) أي في قدرته ( والسماوات مكويات بيمينه ) أي في ملكه كيف يستطيع أن يصفني هؤلاء الفسقة ولم يروا سماواتي ولا أرضي ثم نزه نفسه فقال : ( سبحانه وتعالى عما يشركون ) لأن الصفة التي كانت منهم شرك . قال ابن عباس : فمن زعم أن الله خنصرا أو بنصرا فقد أشرك لأن الله ليس كمثله شيء ولو كان كما قالت اليهود لما قال : ( سبحانه وتعالى عما يشركون ) ولكنهم وصفوه بغير صفته فنزه نفسه عما يقولون وقالوا ان قول الله ( وما قدروا الله حق قدره ) أي ما عظموا الله حق عظمته اذ قالوا ان الأرض جميعا قبضته وعنوا الأصابع وما قدروا الله حق قدره اذ قالوا السماوات مطويات بيمينه على ما ذكروا على التحديد والتشبيه قال الله : ( سبحانه ) فنزه نفسه عما يقولون ويشركون .

الباب الثاني والعشرين : في القبضة
864- شرك ابن عباس من ذهب إلى أن القبضة غير الملك لقوله : ( سبحانه وتعالى عما يشركون ) وقد قال : ( الله يقبض ويبسط ) يعني يعطي ويمنع وقال في آية الظل : ( ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا ) وقالت العرب قبض الله فلانا إليه أي أماته ويقولون قبض فلان داره وأرضه يعنون بذلك حازها ومنعهما وقولون ما فلان إلا في قبضتي من جهة القدرة عليه ويقولون الخلق متقلبون في قبضة الله .

الباب الثالث والعشرين : في اليد
875- وقوله يد الله والنواصي بيده يعنون بذلك ملكه وقدرته ولا يعنون بذلك ما عنت اليهود لأن قول اليهود شرك على معناهم مخالف لمعنى اليهود إنما يعنون الملك والقدرة وعنت اليهود التشبيه والتحديد وهو قول الله : ( تبارك الذي بيده الملك ) أي به لا غيره ولا يعني قابض عليه كما يجعل الرجل الشيء في يده ومصداق ذلك قول العرب نحن تحت يد فلان وأمرنا بيد الله وحوائجنا بيد الله وقال الله : ( أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح ) ونما يريد بهذا كله في القرآن واللغة الملك والقدرة .

الباب الرابع والعشرين : في قوله تعالى : (( ولأخذنا منه باليمين ))
866- قال ابن عباس : باليمين أي القدرة وقال الحكم بن عيينة أي بالحق ( ثم لقطعنا منه الوتين ) نياط القلب ، وقال الضحاك باليمين أي بالقدرة وقال الكلبي مثله ، وقال الحسن مثل ذلك .


الباب الخامس والعشرين : في اليد أيضا
867- قال جابر بن زيد : سئل ابن عباس رضي الله عنه عن قوله عز وجل : ( وقالت اليهود يد الله مغلولة ) فقال : قالت اليهود : رزقه محبوس ، قال الحسن : قد حبس الله رزقه(1) قال الله : ( بل يداه مبسوطتان ) أي بل رزقه مبسوط على جميع خلقه ( ينفق كيف يشاء ) يعني يعطي أقواما ويمنع آخرين وهو قوله : ( يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ) كقوله لنبيه عليه السلام ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط ) فنهى عن التقتير والتبذير . وقال الضحاك : ( بل يداه مبسوطتان ) أي بل نعمتاه مبسوطتان ( ينفق كيف يشاء ) .

______________________________
(1)- قوله قد حبس الله رزقه هذا بيان لمقالة اليهود في قولهم يد الله مغلولة يعني أنهم عنوا ذلك أنه تعالى حبس رزقه .



















الباب السادس والعشرين : في قوله تعالى : (( الله نور السماوات والأرض ))
868- قال جابر بن زيد : سئل ابن عباس رضي الله عنه عن قول الله : ( الله نور السماوات والأرض ) قال ابن عباس والحسن(1) وقتادة وعمرو بن محمد(2) وأبو مسلم المكي ومجاهد : الله عدل السماوات والأرض وهو هادي من في السماوات والأرض كقوله : ( مثل نوره ) وليس له مثل إنما يعني مثل عدله . وأما قوله ( إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة ) فان الكلبي(3) روى عن أبي صالح قال : يأتيهم بأمره وقضائه فيفصل بينهم وهو قول الحسن ومجاهد وكذلك قوله ( وجاء ربك ) يعني بأمره وقضائه قال ابن عباس والحسن وأبو صالح وعمرو(4) ومعنى ( جاء ربك ) أي جاء أمر ربك أي قضاؤه وقال الله عز وجل : ( ولقد جئناهم بكتاب ) يعني جاءتهم الرسل والدليل على ذلك قول الله عز وجل في الآية الأخرى (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربك ) وسئل هشيم عن ذلك فقال كانوا يقولون : ( وجاء أمر ربك ) أي قضاؤه وقال تعالى : ( أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ) وقال : ( فأتى الله بنيانهم من القواعد ) وقال ك ( فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا ) .

____________________________________
(1)- قوله والحسن الخ الجواب إنما هو لابن عباس والحسن ومن بعده تابعون لقوله أو ان اجتهادهم وافق اجتهاده فذكرهم بعده .
(2)- خ : عمر .
(3)- قوله فان الكلبي روى في بعض النسخ قال الكلبي روى .
(4)- خ : عمر .















الباب السابع والعشرون : في قوله تعالى : (( رب أرني أنظر إليك ))
869- قال جابر : سئل ابن عباس رضي الله عنه عن قول الله : (( رب أرني أنظر إليك )) فقال : ذلك على وجه الاعتذار لقومه ليريهم الله آية من آياته فيئسوا من رؤية الله .

870- عمير بن إسماعيل عن إبراهيم قال : حدثنا أبو صالح(1) عن ابن عباس عن جويبر(2) عن الضحاك في قوله تعالى : سبحانك تبت إليك ) أي من مسألتي أني أنظر إليك ( وأنا أول المؤمنين ) المصدقين بأنك لا يراك أحد وقال مجاهد : مثل ذلك وقال الحسن : لن تراني ولا ينبغي لبشر أن يراني ، قال الربيع بن حبيب : لن حرف من حروف الاياس عند النحويين وأهل اللغة أي لن يراه في الدنيا ولا في الآخرة وأما قوله ( فلما تجلى ربه للجبل ) أي فلما تجلى ببعض آياته فلم يحتملها الجبل حتى صار دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك من مسألتي وأنا أول المؤمنين . فلا ينبغي لبشر أن يراه(3) . وقال مجاهد تجلى أمره للجبل فجعله دكا . وقال ابن عباس : أول المؤمنين بأنك لا ترى في الدنيا والآخرة .

____________________________________
(1)- قوله حدثنا أبو صالح في أكثر النسخ وحدثنا عن أبي صالح .
(2)- قوله عن جويبر لعله الصواب وجويبر .
(3)- قوله فلا ينبغي لبشر أن يراه أي لا تصح رؤيته لأحد فلا يراه أحد من الدارين وفي بعض النسخ فانه لا ينبغي لبشر أن يراك فعلا النسخة الأولى يكون الكلام مسستأنفا مرتبا على كلام موسى عليه السلام ، وعلى النسخة الثانية تكون هذه لجملة من كلام موسى عليه السلام . وفي نسخة القطب بأنه لا ينبغي لبشر أن يراك هو ظاهر المعنى .















الباب الثامن والعشرين : في قوله تعالى : (( الرحمن على العرش استوى ))
871- قا ل جابر بن زيد : سئل ابن عباس عن قوله تعالى : (( الرحمن على العرش استوى )) فقال ارتفع ذكره وثناؤه على خلقه لا على ما قال المنددون أن له أشباها وأندادا تعالى الله عن ذلك .

872- قال : وحدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال : حدثنا ليث(1) بن أبي سليم عن مجاهد عن عبد الله بن عمر أنه سئل عن الصخرة التي كانت في بيت المقدس فقال له : إن ناسا يقولون فذكر قولهم : (( سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا )) فارتعد ابن عمر فرقا(2) وشفقا حين وصفوه بالحدود والانتقال فقال ابن عمر : إن الله أعظم وأجل من أن يوصف بصفات المخلوقين هذا كلام اليهود أعداء الله إنما يقول : (( الرحمن على العرش استوى )) أي استوى أمره وقدرته فوق بريته . قال ليث : قال محمد بن الحنيفية قاتل الله أهل الشام ما أكفرهم أو قال : ما أضلهم يقولون وضع الله قدمه على صخرة بيت المقدس وقد وضع عبد من عباده يعني إبراهيم عليه السلام قدمه على حجر فجعله قبلة للناس تكذيبا لقولهم وردا لباطلهم وقال الحسن : ارتفع ذكره وثناؤه ومجده على خلقه ولا يوصف الله تبارك وتعالى بزوال من مكان إلى مكان قال : وسئل هشيم(3) عن ذلك وقال كان أصحابنا يقولون قهر العرش . وقال الحسن في قوله (( ثم استوى إلى السماء وهي دخان )) أي استوى أمره وقدرته إلى السماء وقوله (( ثم استوى على العرش )) يعني استوى أمره وقدرته ولطفه فوق خلقه ولا يوصف الله بصفات الخلق ولا يقع عليه الوصف كما يقع على الخلق وكان عبد الله بن مسعود وعائشة وابن عمر وابن الحنيفية وعروة وابن الزبير ينكرون ما يقول أهل الشام في الصخرة وينهون عنه ويشددون فيه .

_________________________________
(1)- خ : الليث .
(2)- خ : فزعا .
(3)- قوله هشيم في نسخ عديدة هشام .













الباب التاسع والعشرين : ما قيل في الوجه
873- قال جابر : سئل ابن عباس عن قوله تعالى : (( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )) قال ابن عباس : يعني كل شيء يفنى ويبقى الله وحده وكذلك قال الضحاك ومجاهد وأنس بن مالك .

الباب الثلاثين : ما قيل في العين
874- وأما قوله تعالى : (( ولتصنع على عيني )) قال ابن عباس ولتربى بأمري . قال الحسن : ولتربى بعلمي . وقال مجاهد والضحاك : بعلمي ، و كذلك قوله : (( تجري بأعيننا )) يعني بعلمنا وحفظنا فحفظ سفينة نوح عليه السلام من الطوفان وحفظ موسى عليه السلام من فرعون وقومه حتى بلغ الله به أن جعله رسولا مكلما فتلك الخاصة التي اختص(1) الله بها موسى عليه السلام ولو كان قوله (( ولتصنع على عيني )) على ما قال الجاهلون من أنه يراه بعينه لما كان لموسى عليه السلام فضيلة لأنه يرى فرعون كما يرى موسى ولكنه أراد تصنع بحفظي وكلاءتي وحرزي حتى يبلغ عن الله ما أراد من رسالاته وأمره .

_______________________________
(1) خ : خص .

الباب الحادي والثلاثين : ما قيل في النفس
875- وأما قوله : (( تعلم ما في نفسي ولا علم ما في نفسك )) قال ابن عباس : تعلم ما في علمي ولا أعلم ما في علمك وجاء عنه من وجه آخر تعلم ما في غيبي ولا أعلم ما في غيبك (( انك أنت علام الغيوب )) .

الباب الثاني والثلاثين : ما قيل في اليد
876- وأما قوله تعالى : (( يد الله فوق أيديهم )) قال ابن عباس : يد الله فوق أيديهم كانت للقوم عند الله بيعة حسنة وكانت اليد من الله الجزاء والثناء أفضل من التي كانت لهم عند الله . وقال الحسن : يد الله النعمة عليهم أن هداهم للإيمان أفضل من قبولهم قال ابن عباس (( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي )) أي بقدرتي وصنعي . قال علي ابن أبي طالب : لما خلقت أنا وكذلك (( مما عملت أيدينا أنعاما )) يقول مما عملنا ، وقال الضحاك مثل ذلك ، وقال الحسن : بأمري كقوله (( إنما أمرنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون )) وكقوله (( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون )) .

الباب الثالث والثلاثين : في الصمد
877- وأما قوله الصمد فان أبي بن كعب قال : الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد ليس له عدل ولا مثل كمثله شيء . وسئل ابن مسعود عن الصمد فقال : المصمود إليه في الحوائج . وقال الحسن : صمد هو العباد يصمدون إليه في حوائجهم ودعائهم ومسألتهم . وقال سعيد بن جبير : المصمود إليه في الحوائج وقال سعيد ما وحد الله من زعم أنه لا جوف له ، وهو أعظم من أن تقع الأوهام على صفته أو تدرك العقول كنه عظمته ، ولكن الصمد السيد . قال عكرمة : الصمد القاهر فوق عباده .


الباب الرابع والثلاثين : قوله تعالى : (( يوم يكشف عن ساق ))


878- قال عباد بن العوام روى عن عاصم بن كليب أنه فال رأيت ابن عباس غضب غضبا شديدا لم أره غضب مثله قط فقال : إنكم لتقولون قولا عظيما يعني التشبيه الذي ذكروا وإنما يعني يكشف عن الأمر الشديد ، وقال سعيد في حديث عاصم بن كليب لو علمت من قال(1) هذا التشبيه لفعلت به وفعلت ، وقال علي بن عاصم هو الحق فأعجبه قول سعيد وأنكر رواية الآخرين . وقال ابن عباس عن الأمر الشديد أما سمعت قول الأول : قامت الحرب على ساق أي على شدة . وقال عكرمة ألا ترى أن الحرب ذا اشتدت قالوا : قامت الحرب على ساق . قال الشاعر :


وقال الحسن وعكرمة : يكشف عن الأمر الشديد . قال : وأخبرنا عمير عن محمد بن يعلى عن جويبر عن الضحاك عن ابن مسعود ، وعن ليث عن طاوس عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنهما قالا : يوشك أن يكون شيطان كان لسليمان بن داود عليه السلام أوثقه في البحر أن يظهر للناس فيحدثهم ويعلمهم التشبيه(2) يزينون أحاديثهم بأحاديث أهل الكتاب في صفتهم ربهم . وقال ابن مسعود لا تسألوا أه الكتاب عن شيء فلن يهدوكم وقد ضلوا إنما هو كذب يصدقونه أو صدق يكذبونه .

________________________________
(1)- خ : يقول .
(2)- قوله ويعلمهم التشبيه في نسخة ويعلمهم ويظهر لهم التشبيه .













الباب الخامس والثلاثين : صخرة بيت المقدس
879- قال مر ابن مسعود بشيخ يحدث عن التوراة فلما رأى ابن مسعود سكت فقال : وبم يحدثكم صاحبكم ؟ فقالوا : ذكر أن الله لما خلق السماوات والأرض صعد الى السماء من بيت المقدس ووضع رجله على صخرة بيت المقدس فاسترجع ابن مسعود رضي الله عنه ثم قال : اللهم لا كفر بعد إيمان يقولها مرارا ثم قال : (( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء )) ما أظنه إلا إبليس تمثل في صورته ثم قال : فهلا أنكرتم عليه وقلتم كما قال العبد الصالح إبراهيم عليه السلام (( لا أحب الآفلين )) – يقول الزائل المنتقل – فانهمو اليهود على دينكم وقال يأتي على الناس زمان يصلون فيه ويصومون ويحجون ولو رميت فيهم سهمك لم تصب إلا كافرا أو منافقا لأن(1) الشرك أخفى من دبيب النمل على الصخرة السوداء في الليلة الظلماء وذلك في إنكارهم ربهم بقلوبهم حيث وصفوه بالحدود والزوال .

880- قال الربيع بن حبيب : بلغني عن ابن مسعود والضحاك بن مزاحم أنهما قالا : (( استوى على العرش )) أي استوى عليه وعلى الأشياء كلها فخضعت ودانت(2) وقد تقول العرب استوت لفلان دنياه على ما يريد واستوى بشر على العراق والحجاز واستوى فلان على مال فلان يريدون أنه احتوى عليه وحازه و نحو ذلك .

___________________________________
(1)- قوله لأن في بعض النسخ إلا أن والمعنى ظاهر على كلا النسختين .
(2)- خ : ذلت .















تنبيه
فان سأل المسترشد عن تفسير الآي المتشابهات والدلالة على معانيها من قول الله عز وجل : (( الرحمن على العرش استوى )) وقوله : (( وجاء ربك والملك صفا صفا )) وقوله : (( بل يداه مبسوطتان )) وقوله : (( لما خلقت بيدي )) وما أشبه ذلك من كتاب الله الذي فسرناه فيما مضى من كتابنا بالرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين بإحسان فقال السائل : ما الدليل على صدق تفسيركم وما الشهادة عليه من الكتاب واللغة المعقولة فإنما خاطبنا الله بما نعقل وإلا فليس للمخاطبة عندنا معنى في الاستواء واليد والعين وما أشبه ذلك ولا يجوز أن يكون إلا على ما نعقل . قيل للسائل : أن جميع ما سألت عنه متشابه لا يدرك علمه بظاهره ولا بنصه لأن النص واحد والمعاني متباينة فلا بد من كشف معانيها وإيضاح سبلها وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما من كلمة إلا ولها وجهان فاحملوا الكلام على أحسن وجوهه )) وقيل لن يتفقه الرجل حتى يرى للقرآن وجوها . وقال الحسن : تعلم(1) العربية وحسن العبارة وقيل : ليس من كلمة إلا ولها وجه ، وقفا ، وظهر ، وبطن وإنما معنى ذلك عندنا الكلام المتشابه الذي يتفق لفظه ويختلف معناه فجوابنا في ذلك وبالله التوفيق والعصمة في قوله تعالى : (( الرحمن على العرش استوى )) ما قاله عبد الله بن عباس وابن عمر والحسن ومجاهد أنه ارتفع ذكره وثناؤه ومجده وعظمته تعالى عما قال المندد(2) أن له أندادا وأشباها تعالى الله عن ذلك .
وأن ابن عمر في حديث الصخرة ارتعد فرقا(3) وشفقا حين وصف الله بالزوال والانتقال وقال : هذا كلام اليهود أعداء الله وقد وصفنا أباطيلهم فيما مضى من كتابنا . وجميع ما قالوا موجود في لغة العرب ، يقال استوى فلان على العراق أي استولى أمره وملكه ، ويقال استوى فلان على مال فلان أي احتوى عليه وحازه ، ويقال استولى فلان على سريره ومجلسه ، ويقال لمن كان مائلا فاعتدل قد استوى يريدون انتصابه بعد ميله واعتداله بعد عوجه ، ويقال استوى فلان وفلان أي اتفقا في الصفة والنعت فلما كانت الكلمة محتملة المعاني وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( احملوا الكلام على أحسن وجوهه )) قلنا لا يخلو قوله : (( على العرش استوى )) من أحد معنيين : إما ما قال ابن عباس وابن عمر والحسن ومجاهد من علو الذكر واستواء المجد والقهر أو يكون على ما قالت اليهود المشبهة لله بأوصاف خلقه إذ قالت انه لما فرغ من خلق السماوات والأرض استوى على العرش ووضع إحدى فخذيه على الأخرى واستراح فكذبهم الله بقوله : (( وما مسنا من لغوب )) وبقوله : (( ليس كمثله شيء )) وما أشبه ذلك من كتاب الله عز وجل فألزموه الوهن والعجز والتعب والنصب قاتلهم الله أنى يؤفكون لو جاز أن يكون قوله : (( على العرش استوى )) على ما قال المشبهة أن ذلك عل ما نعقل من استواء الرجل على سريره ومجلسه لجاز أن يكون قوله : (( ثم استوى إلى السماء )) يعني الاستواء الميل والعوج(4) وفي ذلك ما يوجب عليه الميلان والاعوجاج تعالى الله عن ذلك وتقدس فإذا بطلت هذه الصفة وهذا التأويل لما فيه من النقص ثبت ما قال ابن مسعود وابن عمر وبطل ما قالت اليهود المشبهة . ووجه آخر لو جاز أن يكون الاستواء على ما تعقل المشبهة من أنفسها لوجبت الممارسة والحدود والنهاية وفي هذه الصفة إبطال قوله : (( ليس كمثله شيء )) ولو جاز أن يكون الاستواء على ما تعقل المشبهة من أنفسها لجاز أن يكون قوله : (( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم )) إنما يعني به فيما زعمت المشبهة على ما تعقل من كون الرجل مع الرجل وفي ذلك يثبت التحديد(5) والنهاية والانتقال وهذه صفة الخلق تعالى الله عن هذه الصفة ولكنه على العرش ومعهم أينما كانوا في وقت واحد بلا كيف ولا تحديد ولا وصف كما شاء على خلاف ما تعقل من أنفسها لكنه معهم بالتدبير والإحاطة والعلم لا يمثل ولا يتوهم تعالى الله عما يتوهم(6) الجاهلون ولو جاز لقائل (7) أن يقول وهو معكم أينما كنتم أن علمه معنا أينما كنا وليس ذلك في نص الآية لجاز لمن خالفهم(8) إنما يعني بقوله استوى على العرش أن علمه مستو على العرش وان لم يكن في نص الآية فلما لم يجز لقائل أن يقول ذلك ولم يتأول لم يجز للمشبهة تأويلها ومن أين جاز له أن يتأول قوله استوى على العرش على ما يعقل ولم يجز أن يتأول قوله وهو معهم على ما يعقل(9) .
______________________________________
(1)- خ : تعلموا .
(2)- خ : يقول المنددون .
(3)- فزعا .
(4)- قوله الميل والعوج أي إلى السماء والمعنى إذا جاز تفسير الاستواء في قوله تعالى : ثم استوى على العرش )) بما يزعمه المشبهة من الاستقرار على العرش جاز تفسير الاستواء في قوله تعال : (( ثم استوى إلى السماء )) بالميل إليها والعوج والكل باطل لا يصح والله أعلم .
(5)- خ : تثبت الحدود .
(6)- خ : يتأول .
(7)- قوله ولو جاز لقائل الخ . هذا منه رضي الله عنه إلزام للخصم بنظير قوله فان المشبهة يعترفون في تفسير قوله تعال : (( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم )) أنه تعالى معهم بالعلم لا بالذات ولكنهم لا يقولون بذلك في تفسير قوله تعالى : (( الرحمن على العرش استوى )) بل يزعمون في تفسيرها أشياء ساقهم إليها محض الوهم والحال أنهم فسروا الآية الأولى بالعلم ولم يرد نص فيها فيلزمهم مثل ذلك في الآية الثانية .
(8)- خ : خالفه .
(9)- معكم .

الباب السادس والثلاثين : في قوله تعالى : (( هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء ))

881- وأما ما سألت عنه من قول الحواريين لعيسى صلوات الله عليه (( هل يستطيع ربك لأن ينزل علينا مائدة من السماء )) وذكرت أن ذلك يدل على أن الله في السماء دون الأرض فدل ذلك على أنه ليس على العرش لأنهم سألوا إنزالها من السماء ولم يسألوه من العرش ولو كان ذلك يدل على أنه في السماء دون الأرض دون الأرض لكان قول بني إسرائيل لموسى (( ادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها )) الآية تدل على أن الله في الأرض دون السماء لأن الإخراج من الأرض كالإنزال من السماء ولم يكن في قول الحواريين ما يدل على أن في السماء دون الأرض والله تعالى المقدر للأشياء على ما أراد فمنها ما يقدره من السماء ومنها ما يقدره من الأرض فهو المنشئ لذلك والمدبر له جل جلاله وتقدست أسماؤه وتعالى ذكره ، ومعنى مسألة الحواريين من السماء لأن ذلك أدل للخلق وأعظم للإجابة وأوضح للدلالة(1) لأن ذلك معنى لا يقدر للخلق أن يدعوه لا ساحر ولا كاهن فأراد القوم أن يأتي من ذلك ما لا يقدر الخلق على ادعائه وليس في تدبير المنشيء من موضع ما يدل على أنه في ذلك الموضع دون غيره ولو جاز ذلك لكان قوم موسى عليه السلام إذ سألوه أن يخرج لهم مما تنبت الأرض من بقلها الآية . على أنه في الأرض دون السماء ولكان قوم صالح عليه السلام إذ سألوه أن يخرج لهم ناقة عشراء من صخرة يدل على أنه هناك دون ما سواه لكن الله بمنه وفضله يدبر الأمر من حيث يشاء بلا زوال(2) وانتقال .


____________________________________
(1)- خ : الآية .
(2)- قوله بلا زوال أي بلا مزاولة أو المراد أنه تعالى يفعل ذلك من غير أن يزول من مكان إلى مكان أي ينتقل وعليه فيكون عطف الانتقال تفسيرا .














الباب السابع والثلاثين : في قوله تعالى : (( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ))

882- فإنما يقول وعمدنا إلى ما عملوا من عمل وكذلك ذكر مجاهد والحسن فلا يجوز أن يكون ذلك على الزوال فانه لو جاز أن يتوهم قدومه على ما يتوهم من قدوم الرجل إلى مكان لم يكن فيه وجب أن يكون القدوم بالسعي والمشي والركوب تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، ولو جاز أن يكون النزول في المائدة على الانتقال والزوال لجاز أن يكون قوله : (( وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج )) إنما هو على الزوال والانتقال .
تم الجزء الثالث من كتاب الترتيب بعون الله ومنه وكرمه وإعانته
وجميل صنعه والحمد لله وحده وصلى الله على من لا نبي
بعده محمد وآله وصحبه وسلم


















الجزء الرابع
 رواية أبي سفيان
الجامع الصحيح مسند الإمام الربيع بن حبيب بن عمر الأزدي البصري


بسم الله الرحمن الرحيم

رواية أبي سفيان محبوب بن الرحيل عن الربيع بن حبيب
زيادة في الترتيب

883- أبو سفيان عن الربيع بن حبيب عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يخرج من المسجد بعد النداء يوم الجمعة إلا منافق إلا رجل أخرجته حاجة وهو يريد أن يرجع فيصلي )) .

884- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( سيد الأيام يوم الجمعة وهو الشاهد والمشهود يوم عرفة ))

885- الربيع عن محمد بن عمير العبدي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ألا إن التواضع للعبد لا يزيده إلا رفعة فتواضعوا يرفعكم الله ، وان العفو لا يزيد العبد إلا عزا فاعفوا يعزكم الله ، وان الصدقة لا تزيد المال إلا كثرة فتصدقوا يرحمكم الله )) .

886- الربيع عن عامر ابن وائل عن ربيعة ابن مسعود(1) قال : عدلت شهادة الزور بالشرك ثم قرأ (( فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور )) .

887- الربيع عن الأعمش عن سالم بن صفوان عن جويشة بن الحر عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : المنفق سلعته بالحلف الفاجر والمسبل إزاره والمنان الذي لا يعطي شيئا إلا منّ )) .

888- الربيع عن مجاهد قال : خصلتان من حفظهما حفظ الله له صومه : النميمة(2) ، والكذب .

889- الربيع(3) عن ابن مسعود(4) أن الغم والحزن من الشك ، والروح والفرح(5) من اليقين والرجاء .

890- الربيع عن أبي هريرة قال : جاءت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها : (( يا بنيتي اعملي لنفسك فإني لا أغني عنك من الله شيئا )) .

891- الربيع بن حبيب أن أبا محمد(6) قال لابن عمر : إني أقيم بالمدينة ثمانية أشهر أو تسعة أشهر كيف أصلي ؟ فقال : صلي ركعتين إلا أن تصلي في جماعة المقيمين .

892- الربيع عن ابن عمر قال : من مات صحيحا موسرا ولم يحج كان سيما بين عينيه كافرا ثم تلا (( ومن كفر فان الله غني عن العالمين )) .

893- الربيع ابن حبيب عن مجاهد عن ابن عمر قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القزع(7) .

894- الربيع بن حبيب عن يحيى بن عامر عن عتاب ين أسيد قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (( انطلق إلى أهل أيلة فانههم عن أربع خصال : عن بيع ما لم يقبض ، عن ربح ما لم يضمن ، وعن شرطين في بيع ، وعن بيع وسلف )) .

895- الربيع عن إبراهيم قال : ما أحب أني تركت الوتر ولي حمر النعم .

896- الربيع بن حبيب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه : (( اغتنم خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك )) .

897- الربيع بن حبيب عن بلال بن سعيد : رب مسرور مغبون ، ورب مفتون لا يشعر ويل لمن له الويل وهو لا يشعر يأكل ويشرب ويضحك وهو في الكتاب من وقود النار .

898- أبو سفيان قال : دخل جابر بن زيد على عائشة رضي الله عنها قال : فأقبل يسألها عن مسائل لم يسألها عنها من قبل(8) سألها عن جماع النبي صلى الله عليه وسلم(9) كيف كان يفعل وأن جبينها(10) يتصبب عرقا وتقول : سل يا بني، ثم قالت له : ممن أنت ؟ قال : من أهل المشرق من بلد يقال لها(11) عمان . قال أبو سفيان : فذكرت له شيئا لم أحفظه إلا أني أظن أنها قالت : أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكره لي وأشباه هذا .

899- أبو سفيان عن أزور رجل من المسلمين من أهل عمان من خيار من أدركته من مشايخ المسلمين قال : نسوة من نساء أهل عمان استأذن على عائشة رضي الله عنها فأذنت لهن فدخلن عليها وسلمن عليها(12) ثم قالت : من أنتن(13) قلن من أهل عمان . قال : فقالت لهن : لقد سمعت حبيبي عليه السلام يقول : (( يكثر(14) ورواد حوضي من أهل عمان )) . أبو سفيان قال : بلغني أن نسوة من أهل الشام دخلن على عائشة رضي الله عنها فسألتهن من أين هن ؟ فقلن من أهل الشام . قال : فقالت لهن: لعلكن من أصحاب الحمامات فسكت النساء .

900- أبو سفيان قال : بلغني أن امرأة لمعاوية ابن أبي سفيان دخلت على عائشة رضي الله عنها قال : وألقت تحتها وسادة من الادم والتفتت إلى ناحية فأذنت صحفة فيها خبز قد تردته وصبت عليه لبنا ثم قالت : كلي فتبسمت امرأة معاوية وقالت : يا أماه انا نرجع إلى ما هو ألين من هذا تعني من طيب الطعام قال : فتنفست عائشة الصعداء وقالت : إن نبي الله مات ولم يشبع مما ثرد(15) ثم قالت إن نبي الله مات ولم يشبع من خبز الشعير(16) أي مرتين(17) .

901- أبو سفيان قال : حدثني عبد الملك قال : سمعت حماد(18) بن إسحاق الخوارزمي أنه لما نزلت هذه الآية (( واتقوا فتنة لا تصبين الذين ظلموا منكم خاصة )) وعند النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعلي وعثمان فقال أبو بكر : أين أنا يومئذ يا رسول الله فقال : (( تحت التراب )) ثم قام عمر فقال : وأين أنا يومئذ يا رسول الله فقال : (( تحت التراب )) ثم قام عثمان فقال : وأين أنا يومئذ يا رسول الله فقال : (( بك تفتح وبك تنشب )) فقام علي وقال : أين أنا يومئذ يا رسول الله فقال : (( أنت إمامها وزمامها وقائدها تمشي فيها مشي البعير في قيده )) .

_______________________________
(1) الربيع عن ابن مسعود خ عاصم مكان عامر .
(2) خ : الغيبة .
(3) خ : إلى .
(4) قوله عن ابن مسعود في بعض النسخ عن أبي مسعود والأول عبد الله بن مسعود والثاني عقبة بن عمر البدري .
(5) خ : الفرج .
(6) قوله : أبا محمد . هو مسعود بن أوس بن زيد بن اصرم بن زيد بن ثعلبة بن عثمان بن مالك بن النجار وقيل مسعود بن زيد بن سبيع يعد في الشاميين وقد عده الواقدي وطائفة من البدريين ولم يذكره ابن إسحاق فيهم وذكره جماعة من الصحابة .
(7) القزع : أن يحلق رأس الصبي ويترك منه مواضع متفرقة غير محلوقة تشبيها بقزع السحاب وهو تفرقه الى قطع غير متراكمة ولا مطبق . أبو إسحاق .
(8) قوله : من قبل . في نسخة القطب لم يسألها عنها أحد حتى سألها عن جماع النبي صلى الله عليه وسلم الخ وصوابها ظاهر .
(9) قوله عن جماع النبي صلى الله عليه وسلم الخ أي عن مقدمات الجماع لأنها من آداب الجماع يجوز السؤال عنها والاخبار بها كما دونها العلماء في مؤلفاتهم وبهذا المعنى أو ما يقرب منه وجه شيخنا القطب رحمه الله هذه الرواية وليس كما زعم بعض الكاشحين وظن أنه وجد منفذا الى القدح في هذا الامام العظيم الذي أجمعت الأمة على توثيقه وتثبته في الرواية وانما هذا من حرصه رحمه الله على تتبع دقائق السنة حتى ينقل الى الأمة ما استطاع من جليلها ودقيقها ولا غرو فقد جمع ديوانه العظيم الذي هو أول ما جمع في الحديث على الإطلاق ويبلغ نحو عشر مجلدات ضخمة ، وقد بسطنا الكلام على هذا في ذكرى أبي الشعثاء . أبو إسحاق .
(10) خ : جبينه والضمير لجابر بن زيد .
(11) خ : له .
(12) قوله وسلمن عليها في أكثر النسخ وسلمت عليهن وحينئذ فيكون السلام سلام ترحيب وتقريب والله أعلم .
(13) قوله : من أنتن . في بعض النسخ من أين أنتن .
(14) خ : لكثرن .
(15) خ : ترين .
(16) خ : البر .
(17) خ : إسقاط أي .
(18) خ : جميل .

زيادة
902- عن الإمام أفلح بن عبد الوهاب رضي الله عنهما حكاية عن(1) كتاب أخذه عن(2) أبي غانم الخرساني من تأليف أبي يزيد الخوارزمي في السير رفع فيه أبو يزيد الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلا من الأنصار وجد مع رجل سيفا(3) لأخيه في السوق فسأله من أين هو ؟ فقال : أصابني من سهم من غنيمة . فرافعه الأنصاري إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقص عليه الرجل القصة ومن أين صار له(4) السيف فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (( ابتغ الغنيمة في غير مال أخيك )) .

903- وذكر الخوارزمي في كتابه ذلك أن رجلا وجد فرسا يباع في السوق فسأل عن شأنه فقال له صاحبه : أصابني في سهمي من غنيمة . فرافعه الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( المسلمون يد(5) يرد بعضهم على بعض )) .

904- وروى الإمام أفلح في تفسير ه هذه الآية (( الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك )) حديث رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( الزاني المجلود لا ينكح إلا زانية مجلودة والزانية المجلودة لا ينكحها إلا زان مجلود مثلها وحرم ذلك على المؤمنين )) وكذلك تأويل الحسن بن أبي الحسن البصري إلا أنه قال : نسخ منه المشرك والمشركة .

905- وقال الإمام : مما يؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( إن أعلم الناس الذي يزداد من علم الناس إلى علمه وستفيد علما لم يكن يعلمه )) .

906- ومما يؤثر عنه عليه السلام أنه قال : (( رب حامل علم ليس بعالم ورب حامل علم إلى من هو أعلم منه )) .

907- وعن الإمام رضي الله عنه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من طريق جابر بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقنت قط في صلاته ولا الخليفتين بعده .

908- وروى الإمام قال : أخبرني محمد بن الحسن عن محمد بن أبان بن صالح القرشي عن حماد بن إبراهيم عن علقمة والأسود بن يزيد قالا : لم يقنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الصبح حتى مات إلا إذا حارب المشركين فانه كان يقنت في الصلاة ويدعو عليهم .

909- وعن الإمام عن محمد بن الحسن عن هشام بن عبد الله الدستوائي(6) عن قتادة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما(7) كان يقنت(8) شهرا بعد الركوع الآخر(9) يدعو على حي من أحياء العرب ثم تركه ولم يقنت قبله ولا بعده .

910- الإمام عن أبي غانم الخرساني عن حاتم بن منصور قال : حدثني من لا أتهم قوله من أصحابنا وأنا بمصر أو في طريق مصر عن أبي أهيف(10) الحضرمي فقيه أهل مصر عن ابن عمر أنه قال : كان في الزمان الذي كان فيه أقرب إسنادا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من غيره . قال حاتم بن منصور : حدثني عن القنوت في صلاة الصبح بعد ما سألته هل بلغك أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قنت . قال : فقال لي : لم يصنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال حاتم : فقلت له كيف كان يصنع فيما بلغك ، قال : بلغني أنه كان إذا فرغ من القراءة الأخيرة قرأ بقل هو الله أحد ولا يقنت . قال الإمام رضي الله عنه وهذا شيء لم نكن رأيناه في كتب أصحابنا ولا سمعناه عنهم حتى أتانا به أبو غانم فرويناه عنه .

911- وعن الإمام قال : بلغني عن رسول الله أنه وجه سرية فأمر عليها رجلا من أصحابه فكان ذلك الأمير يصلي بأصحابه من حين انصرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن رجع إليه الصلوات(11) كلها بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد في جميع صلواته الصبح وغيره في جميع ما يسمعهم به مما يجهر فيه بالقراءة فلما قدموا على(12) النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه أن أميرهم إنما كان يصلي بهم بالفاتحة وقل هو الله أحد ولم يقرأ بهم في جميع صلواته غيرها ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أمعك شيء من القرآن )) فقال : نعم فقال : (( ما منعك أن تكون قرأت به في صلاتك )) فقال : يا رسول الله إني أحب قل هو الله أحد حبا شديدا فسكت رسول الله ثم التفت إلى الرجل فقال : (( إن الله يحبك لحبك(13) قل هو الله أحد )) .

912- قال الإمام وعند أصحابنا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه دخل المسجد فرأى قوما رافعي(14) أيديهم في الصلاة فقال : (( ما بال قوم رافعين أيديهم في الصلاة كأنها أذناب خيل شمس اسكنوا في صلاتكم واعلموا أن الله أقرب إليكم من حبل الوريد )) رواه عن أبي غانم الخرساني عن حاتم بن منصور عن أبي يزيد الخوارزمي عمن حدثه عن جابر بن سمرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : خرج علينا ونحن رافعون أيدينا في الصلاة فقال : (( ما لهم(15) رافعي أيديهم في الصلاة كأنها أذناب خيل شمس أسكنوا في صلاتكم )) .

913- الإمام عن أبي غانم الخرساني عن حاتم بن منصور عن أبي يزيد الخوارزمي عن مجاهد أو عمن حدث عن مجاهد شك في ذلك أبو غانم عن ابن عمر أنه رأى ناسا في المسجد مستقبلين القبلة بوجوههم رافعين أيديهم إلى السماء يدعون فضاق ابن عمر ضيقا شديدا وغضب عليهم وقال لهم : لا تفعلوا مثل هذا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( لا تفعلوا فعل أهل الكتاب في بيعهم وكنائسهم )) .

914- الإمام عن عمر بن عمير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أقام في بعض غزواته في قرية يقصر الصلاة .

915- الإمام عن أبي ثور أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام بتبوك عشرين ليلة يقصر الصلاة .

916- الإمام عن الحسن بن أبي الحسن البصري قال : مضت السنة أن يقصر المسافرون في بلد أقاموا فيه وإن أقاموا عشر سنين(16) ما لم يتخذوه وطنا .

917- الإمام قال أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر بالمدينة وصلى العصر بذي الحليفة ركعتين وبينهما في القياس والتقدير خمسة أميال إلى ستة .

918- الإمام قال في الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا يجب(17) الصوم على من لم يبيته بالليل )) .

919- الإمام قال : جاء حديث مشهور مستفاض عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره العلماء عن شداد بن أوس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( أخوف ما أخاف على أمتي الشهوة الخفية )) قال : قلنا : يا رسول الله وما الشهوة الخفية ؟ قال : (( يصبح أحدكم صائما فتعرض له شهوة فيواقعها فيدع صومه )) .

920- الإمام في قوله عز وجل : ( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ) إنما أنزلت في قوم ذبحوا يوم النحر قبل أن يصلي النبي صلى الله عليه وسلم .

921- الإمام قال : ذكر عامة من الفقهاء أن رجلا من الأنصار ذبح قبل أن يصلي النبي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (( شاتك شاة لحم )) .

922- الإمام قال : بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( أول ما نبدأ به يومنا هذا أن نصلي ثم ننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتي ومن ذبح قبل الصلاة فإنها شاة لحم وليست من النسك في شيء )) .

923- الإمام روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار )) .

____________________________________
(1) و (2) خ : من .
(3)خ : يباع .
(4)خ : إليه .
(5)خ : إسقاط يد .
(6)الدستواني .
(7)خ : أنه .
(8)خ : قنت .
(9)خ : الأخير .
(10)خ : لهيعة .
(11)خ : الخمس .
(12)خ : إلى .
(13)خ : يحبك .
(14)خ : رافعين .
(15)خ : ما بالهم .
(16)خ : عشرين سنة .
(17)قوله : لا يجب أي يثبت أو على بمعنى اللام أو المعنى لا ينعقد ويلزم إلا على من بيته من الليل ومن لم يبيته فلا ينعقد له ، وليس المراد نفي الواجب الذي يعاقب تاركه ، والله أعلم .


















الأخبار المقاطيع عن جابر بن زيد رحمه الله
924- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن لا اله إلا الله كلمة ألف الله بها قلوب المؤمنين فمن قالها وأتبعها بالعمل الصالح فهو مؤمن ، ومن قالها وأتبعها بالفجور فهو منافق )) .

925- جابر بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له أن الناس قد قالوا ( لا اله إلا الله ) فخفي بها المؤمن من المنافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ألا أنبئكم بفضل ما بينهما : المؤمن إذا أصبح فهمه الله والجنة والنار ، وأما المنافق إذا أصبح فهمه بطنه وفرجه ودنياه )) .

926- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا تقوم الساعة حتى يسود كل أمة منافقوها )) .

927- جابر بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ثلاثة لا يستخف بحقهم إلا منافق حامل العلم وذو الشيبة والإمام العدل(1) )) .

928- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( خصلتان لا يجتمعان في منافق : حسن سمت ، وفقه في سنة )) .

929- جابر بن زيد عن حذيفة بن اليماني أنه قدم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فصادف جنازة فلم يحضرها فقال عمر : يا حذيفة يموت رجل من المسلمين من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ولا تشهد جنازته ! فقال حذيفة : يا أمير المؤمنين أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسر إلي سرا . فقال عمر : أنشدك الله أمنهم كان ؟ قال : اللهم نعم . فقال : أنشدك الله أمنهم أنا ؟ فقال : لا والله يا أمير المؤمنين ولا أؤمن بها أحدا أبدا . وقيل لجابر بن زيد : أتخاف النفاق ؟ فقال : وكيف لا أخافه وقد خافه عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

930- وكان جابر بن زيد يذكر عن عمر أنه قال : غلبني المنافقون خيانة أما والله لولا خيانتهم ما أمرت على الناس غيرهم ولخليت بين المسلمين وبين عبادة الله .

931- جابر بن زيد أن رجلا قال لحذيفة : يا أبا عبد الله ما النفاق ؟ فقال : أن تتكلم بالإسلام ولا تعمل به .

932- جابر بن زيد : أن رجلا قال لحذيفة : النفاق اليوم أكثر أم إذ كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : سبحان الله هو اليوم أكثر هو اليوم أشد .

933- جابر بن زيد عن حذيفة قال : لمنافقوكم اليوم أشد من المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقيل له : لم ذلك يا أبا عبد الله ؟ قال : أن أولئك كان ذنبهم يومئذ مغفورا(2) وحسناتهم مقبولة .

934- جابر بن زيد سأله الحجاج بن يوسف وقال : يا أبا الشعثاء أخبرني عن أول آية من سورة البقرة قال : تلك للمؤمنين قال : والثانية قال : تلك في الكافرين قال : والثالثة قال : فيك وفي أصحابك .

935- جابر بن زيد قال : بلغني عن عبيدة بن الجراح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( ما أخاف عليكم بعدي مؤمنا ولا كافرا أما المؤمن فيحبسه إيمانه وأما الكافر فقد أذله الله بكفره ولكن أخاف عليكم منافقا عالم اللسان جاهل القلب يتكلم بما تعرفون ويفعل ما تنكرون )) .

936- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ثلاث من كن فيه فهو منافق حقا وان صلى وصام وزعم أنه مسلم : من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان )) .

937- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن(3) المختلعات والمنتزعات من المنافقات )) والمختلعة التي تفتدي بمالها ، والمنتزعة التي تفر من زوجها .

938- جابر بن زيد أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم علمني شيئا ينجيني من عذاب جهنم ويدخلني الجنة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (( لئن كنت أوجزت في المسألة فقد أعظمت وطولت ، أعبد الله ولا تشرك به شيئا وتصلي الصلاة المكتوبة وتزكي مالك إن كان لك مال وتصوم شهر رمضان وتحج البيت إن وجدت زادا وراحلة وتحب للناس ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك )) .

939- جابر بن زيد أن رجلا قدم على رسول الله وهو من أخواله واسمه ضمام بن ثعلبة فقال له : يا رسول الله إني من أخوالك من بني جشيم وكان النبي صلى الله عليه وسلم مسترضعا فيهم فقال : سائلك ومشدد عليك في مسألتي فلا تجد علي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (( سل عن حاجتك )) فقال من خلقك وخلق من كان قبلك وخلق من كان بعدك ؟ قال : (( الله )) فقال : أنشدك به أهو بعثك ؟ قال نبي الله : (( نعم )) قال : ومن خلق السبع السماوات سبع الأرضين ، ومن أجرى بينهما من الرزق ؟ قال : (( الله )) قال : فأنشدك(4) به أهو بعثك ؟ قال : (( نعم )) قال : أخبرتنا رسلك ووجدنا في كتبك أن نصلي في كل يوم وليلة خمس صلوات فأنشدك به أهو أمرك به ؟ قال : (( نعم ))(5) قال : أخبرتنا رسلك ووجدنا في كتبك أن تأخذ الزكاة من أغنيائنا وتضعها في فقرائنا فأنشدك به أهو أمرك ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( اللهم نعم )) قال : أخبرتنا رسلك ووجدنا في كتبك أن نصوم في كل سنة شهر رمضان فأنشدك به أهو أمرك به ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : (( اللهم نعم )) قال : أخبرتنا رسلك ووجدنا في كتبك أن نحج بيت الله إن وجدنا زادا وراحلة فأنشدك الله أهو أمرك به ؟ قال : (( اللهم نعم )) قال الرجل : والخامسة لا أرب لي أن أسألك عنها يعني المحارم يقول لو أحللتها لم تقم عليها الدنيا ، ولو لم تجتنبها لم يقم عليها الدين ثم قال : إني راجع إلى قومي وأعمل بهن ومن تبعني من قومي فقال النبي صلى الله عليه وسلم لما مضى : (( ان صدق الرجل يلج(6) الجنة )) .

940- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خرج على أناس من أصحابه وهم يتداكرون فنون العلم فيما بينهم فقال : (( تعلموا ما شئتم أن تتعلموا لن تكونوا بالعلم علماء حتى تملوا به )) .

941- جابر بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة : (( يا كعب كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به )) .

942- جابر بن زيد أن داود عليه السلام كان يؤتى بمشربة(7) من لبن فيضعها في كفه ويقول : أين رعت هذه ؟ فيسأل عن مرعاها فاذا وجده حلالا شرب فيقول : انما أمرنا أن نأكل حلالا ونعمل صالحا .

943- جابر بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا ظهرت البدع في أمتي فعلى العالم أن يظهر علمه فإن لم يفعل فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل(8) )) .

944- جابر بن زيد قال : المرجئة يهود أهل القبلة لأنهم يعدون(9) أهل المعصية الجنة وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة كما قالت اليهود والنصارى .

945- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ما من نبي إلا وقد كذب عليه من بعده ألا وسيكذب علي من بعدي كما كذب على من كان قبلي فما أتاكم عني فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فهو عني وما خالفه فليس عني )) .

946- جابر بن زيد عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن أصل النفاق الذي يبنى عليه النفاق الكذب .

947- جابر بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( العلم علمان علم باللسان فذلك حجة الله على ابن آدم ، وعلم بالقلب فذلك العلم النافع )) .

948- جابر بن زيد أن الله خلق ملكا رأسه في السماء السابعة ورجلاه في الأرض السفلى إحدى زوايا العرش على كاهله يقول سبحانك ما أعظمك .

949- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( يا أيها الناس آمنوا بالله فان الإيمان بالله أن تعملوا له وان الشك في الله أن تعملوا لغيره )) .

950- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لو آخذني الله أنا وأخي عيسى بما عملت(10) هاتات الاصبعان لعذبنا بالنار ولا يظلم ربك(11) شيئا )) .


تابع هذا الموضوع >>>
____________________________
(1) خ : العدل
(2) قوله : كان ذنبهم يومئذ مغفور الخ يعني إذا تابوا من نفاقهم غفر الله ذنوبهم وتقبل منهم لأن ذنبهم إنما كان بينهم وبين الله بخلاف المنافقين بعد ذلك الزمان فان غالبهم غريق في تبعات المسلمين ولا تنفع التوبة من غير رد المظالم والله أعلم .
(3) في نسخة إسقاط إن .
(4) خ : أنشدك .
(5) اللهم نعم .
(6) خ : دخل .
(7) بشربة .
(8) قوله : لا يقبل منه صرف ولا عدل في نسخة لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا .
(9) خ : يؤوا .
(10) خ : كسبت .
(11) ربنا .











951- جابر بن زيد عن ابن عمر أنه اتبع جنازة رجل فقال من كان في الجنازة أن هذا الرجل الميت كان صيرفيا(1) قال فرجع ابن عمر فقال : لا أراني اليوم في جنازة رجل يضرب وجهه ودبره .

952- جابر بن زيد عن مجاهد قال : قدمت على ابن عمر من غزوة لي فقال ابن عمر : يا مجاهد أشعرت أن الناس قد كفروا بعدك ؟ فقلت : وما ذاك يا أبا عبد الرحمن قال : عبد الملك ابن مروان يقاتل ابن الزبير يضرب رقابهم رقاب بعض على الدنيا .
953- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ويل لمن يعلم ولم يعمل سبع مرات وويل لمن لم يعلم ولم يعمل مرة واحدة )) .

954- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول هو وأصحابه : (( من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بها من الله الا بعدا )) .

955- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة )) .

956- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من قتل معاهدا لم يجد ريح(2) الجنة وان ريحها يوجد من مسيرة خمسمائة عام )) .

957- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لو أن أهل السماوات والأرض اشتركوا في قتل مؤمن لكبهم الله جميعا في النار )) .

958- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ليحولن بين أحدكم وبين الجنة بعد أن يراها كف من دم مسلم يهرقها )) .

959- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة إلا من يأمن جاره بوائقه )) . قال جابر : ظلمه وغشمه .

960- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيسا(3) من رحمة الله )) .

961- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قطع سارقا فلما قطعه قال له : (( إن يمينك سبقتك إلى النار فان تبت رد الله عليك يمينك وإلا يتبع آخر جسدك أوله )) .

962- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( قال ربكم خلقت الجنة عرضها السماوات والأرض وأقسم ربنا لا يدخلها قاطع لرحمه ولا مدمن خمر ولا ديوث )) . يعني الذي يقود أهله .

963- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يجيء أقوام يوم القيامة ومعهم من الحسنات أمثال جبال تهامة فجعلها الله هباء(4) ويصيرهم إلى النار )) . قال سالم مولى أبي حذيفة : حلهم(5) لنا يا رسول الله خفت(6) أن أكون منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( هؤلاء قوم يصلون ويصومون ويحجون ويأخذون وهنا من الليل ولكن إذا رأوا شيئا من الحرام في السر وثبوا عليه فأبطل الله أعمالهم إذ لم تكن لهم سرائر وصيرهم إلى النار )) .

964- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من تعلم العلم ليباهي به العلماء أو يماري(7) به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس إليه فهو في جهنم )) .

965- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ألا أخبركم بأول الناس في النار )) قالوا : ومن هو يا رسول الله ؟ قال : (( فاسق قرأ كتاب الله ولم يدع(8) منه شيئا )) .

966- جابر بن زيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله(9) فلا يطلبنك الله في شيء من ذمته فيكبك به على وجهك في النار )) .

967- جابر بن زيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة ، والبذاء من الجفاء والجفاء في النار )) .



تابع هذا الموضوع >>>
_______________________________
(1) قوله كان : كان صيرفيا أي يبيع الدنانير بالدراهم والعكس وانما رجع ابن عمر عن جنازته لما وقع من سوء معاملة الصيرفيين في ذلك فحمل المفرد منهم على الأغلب ويمكن أنه كان يرى تحريم الزيادة في ذلك وان كان يدا بيد وان الصيرفي لا ينفك غالبا منها فان غرضه من ذلك ما يكتسبه من الزيادة .
(2) خ : رائحة .
(3) خ : آيس .
(4) خ : منثورا .
(5) قوله حلهم أي بينهم لنا بالصفة الخاصة بهم .
(6) خ : فاني أخاف .
(7) خ : ليماري .
(8) قوله ولم يرع أي لم يخف والمعنى أنه لم يخف شيئا من العقوبات المذكورة في القرآن ولم يزدجر بشيء من زواجره وان إمرءا هذه صفته لحقيق بما ذكر .
(9) قوله في ذمة الله أي في أمانه وقيل في ضمانه ، وقوله فلا يطلبنك الله في شيء من ذمته نهي عن التعرض لإيذاء المصلين حيث كانوا في أمان الله أو ضمانه والمعنى لا تتعرضوا لمن كان من أهل الصلاة فانه يحرم التعرض له لأنه في ذمة الله وأنه تعالى يطلب من تعرض لمن كان في ذمته وهذا حيث لم يكن للمصلين موجب يبيح أذاهم فان كان ذلك جاز الإيذاء في موضع والقتال في موضع آخر وربما وجب ذلك في أحيان وذلك الموجب مثل البغي على الإمام والفساد في الأرض وموجبات الحدود فان هؤلاء لا ذمة لهم تمنعهم من إنفاذ الواجب فيهم والله أعلم .













968- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( تحشر الظلمة وأعوانهم على بري قلم أو بمدة ليقة(1) في النار )) .

969- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أنها بلغت ما بلغت فيهوى بها في النار سبعين خريفا )) .

970- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : (( من غشنا فليس منا ، ومن حمل علينا السلاح فليس منا ، ومن إنتهب مالنا فليس منا ، ومن لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا فليس منا ، ومن ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية فليس منا )) .

971- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من أتى عريفا(2) أو كاهنا أو ساحرا فصدقه فيما يقول فهو بريء مما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم )) .

972- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة : (( أعيذك بالله من أمراء يكونون من بعدي من دخل عليهم فأعانهم على ظلمهم أو صدقهم في قولهم فليس مني ولست منه ولا يرد علي حوضي ))(3) .

973- جابر بن زيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من حقر مسلما فليس بمسلم )) .

974- جابر بن زيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( أبرأ إلى الله من القدرية أبرأ إلى الله من المرجئة بريء الله منهما ورسوله )) .

945- جابر بن زيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لعن الله الواشمة والمتوشمة والواصلة والمستوصلة والنامصة والمستنمصة(4) والواشرة والمستوشرة والمانع للصدقة )) .

946- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لعن الله الخمر وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وآكل ثمنها )) .

977- جابر بن زيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لعن الله من أحدث في الإسلام حدثا أو آوى محدثا لا يقبل منه صرف ولا عدل ))(5) .

978- جابر بن زيد عنه عليه السلام : (( من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ولا يقبل منه صرف ولا عدل )) .

جابر بن زيد عنه عليه السلام : (( من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في ملكه وخاض في سخطه وان لعنة الله تتابع عليه إلى يوم القيامة(6) )) .

980- جابر بن زيد عنه عليه السلام قال : (( لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )) .

981- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ملعون من آذى المسلمين في طريقهم ملعون من أتى بهيمة )) .

982- جابر بن زيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - وذكره عنه غيره - أنه عليه السلام قال : (( إذا وضع الميت في قبره وسوي عليه فإنه يسمع نعال القوم حين ينصرفون عنه لأنه حمل من بيته وروحه مع الملائكة فإذا وضع في قبره يأتيه ملكان أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف فيقعدانه فيقولان : يا هذا من ربك وما دينك ومن نبيك فان كان مؤمنا قال : الله ربي ، والإسلام ديني ، ومحمد نبيي فيقال له : على هذا أحييت وعليه أمت وعليه تبعث أنظر عن يسارك فيفتح له باب في قبره إلى النار فيقال له : هذا منزلك لو عصيت الله فأما إذ قد أطعته فانظر عن يمينك فيفتح له باب في قبره إلى الجنة فيدخل عليه برد منزله ولذته فيريد أن ينهض فيقال له لم يأت أوان ذلك نم سعيدا نم نومة العروس فما شيء أحب إليه من قيام الساعة حتى يصير إلى أهل ومال والى جنة النعيم(7) وأما إذا كان كافرا فيقعدانه فيقولان : من ربك ؟ فيقول : ما أدري فيقولان : ما تقول في هذا الرجل – يعني محمد صلى الله عليه وسلم – فيقول : كنت أقول فيه كما(8) يقول الناس فيقولان لا أرديت ولا تليت وعلى هذا عشت وعليه مت وعليه تبعث أنظر(9) عن يمينك فيفتح له باب من الجنة فيقال له هذا منزلك لو أطعت الله فأما إذ قد عصيته فانظر عن شمالك فيفتح له باب من قبره إلى جهنم فيدخل عليه غم منزله وأذاه وما شيء أبغض إليه من قيام الساعة فيصير إلى العذاب )) .

983- جابر بن زيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن فان تاب تاب الله عليه )) .

984- جابر بن زيد عن النبي صلى الله علي وسلم قال : (( إن أمتي سيكفرون من بعدي أما انهم لا يعبدون شمسا ولا قمرا ولا حجرا ولا وثنا ولكن يراؤن بأعمالهم )) .

985- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يصير الرياء نفاقا والنفاق أخفى في أمتي من دبيب الذر )) .

986- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يدعى المرائي يوم القيامة بأربعة أسماء على رؤوس الخلائق : يا غادر ، يا فاجر ، يا خاسر بطل عمل وخسر أجرك فخذ أجرك ممن عملت له فلا أجر لك عندي يا مرائي )) .

987- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا أتاه فقال : يا رسول الله أتصدق بصدقة ألتمس بها الحمد والأجر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا شريك له تعالى )) فأنزل الله تعالى هذه الآية ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) .

988- جابر بن زيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من قبل الله منه حسنة عصمه إلى آخر الأبد )) .

989- جابر بن زيد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه كان يمشي في بعض الطريق وهو ينحي الأذى عن الطريق فرآه رجل يصنع ذلك فأقبل يصنع صنعه فالتفت إليه معاذ وقال : إنما صنعت لشيء بلغني ولأي شيء صنعت ما صنعت فقال الرجل رأيتك تصنع ذلك فأحببت أن أصنع كصنيعك(10) قال : نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( من نحى عن(11) طريق المسلمين أذى كتب الله له حسنة ومن كتب الله له حسنة أدخله الجنة )) ثم تلا معاذ : ( إن الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما )) .

990- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن اتقى النار ولو بشق تمرة وقاه الله شر ما اتقى )) .

991- جابر بن زيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن الله أرحم بعباده المؤمنين من الوالدة الرحيمة بولدها )) .

992- جابر بن زيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن )) قال رجل : يا أبا الشعثاء يزني وهو مؤمن قال : والله لو أدركك عمر بن الخطاب رضي الله عنه لجلدك الحد حين تقذف ولي الله بالزنى قال الله عز وجل في كتابه : ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا ) .

993- جابر بن زيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سأله رجل فقال : يا رسول الله من أشد الناس بلاء ؟ قال : (( الأنبياء ثم المؤمنون ثم الأفضل فالأفضل ثم(12) يبتلى العبد على قدر ذلك )) .

994- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يتمن أحدكم الموت ولا يدعوا به إلا أن يكون قد وثق بعلمه(13) )) .

995- جاب بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( الإيمان أثبت في قلوب أهله من الجبال الرواسي على قرارها )) .

996- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( مثل قلب المؤمن كمثل المرآة المتجلية لا يأتيه الشيطان من وجه إلا أبصره ومثل قلب المؤمن كمثل الفضة الجيدة إذا أدخلت النار وأحميت لم تزدد إلا خيرا )) .

997- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( الإيمان قيد الفتك لا يفتك مؤمن ))(14) .

998- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( عجبت من المؤمن ومنزلته عند ربه إذا أحسن قبل منه وإذا أساء غفر له )) .

999- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ما من عبد خرج من ذل إبليس إلى عز الله إلا أعطاه الله ثلاثا اليسر من غير كثرة والغنى من غير مال والعلم من غير تعلم )) .

1000- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ما من عبد زهد في الدنيا إلا أثبت الله الحكمة في قلبه وانطلق بها لسانه وبصره عيوب الدنيا وداءها ودواءها وأخرجه منها سالما إلى دار السلام )) .

1001- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ما منكم من أحد يدخل الجنة إلا بعمل صالح وبرحمة الله وشفاعتي )) .

1002- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا تنال(15) شفاعتي سلطانا(16) غشوما للناس ورجلا(17) لا يراقب الله في اليتيم )) .

1003- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا تنال(18) شفاعتي الغالي في الدين ولا الجافي عنه )) .

1004- جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ليست الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي )) يحلف(19) جابر عند ذلك ما لأهل الكبائر شفاعة لأن الله قد أوعد أهل الكبائر النار في كتابه وان جاء(20) الحديث عن أنس بن مالك أن الشفاعة لأهل الكبائر فوالله ما عنى القتل(21) والزني والسحر وما أوعد الله عليه النار وذكر أن أنس بن مالك يقول : إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر ما كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من الكبائر .

____________________________________
(1) الليقة القطعة من الصوف تجعل في الدواة لإصلاح مدادها وألاق للدواة جعل لها الليقة أو أصلح لها مدادها : أبو إسحاق .
(2) قوله : عريفا وفي بعض النسخ عرافا وهما بمعنى واحد وهو المنجم والكاهن وقيل العراف يخبر عن الماضي والكاهن يخبر عن الماضي والمستقبل .
(3) قوله : ولا يرد علي بتشديد الياء أي يحضر عندي في ذلك الموضع من قولهم ورد زيد علينا إذا حضر معهم ، ويحتمل تخفيف الياء والمعنى لا يصل إلى الحوض حتى يشرب منه والله أعلم .
(4) خ : والمتنمصة .
(5) قوله : لا يقبل منه صرف ولا عدل في نسخة لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا .
(6) خ : الدين .
(7) خ : نعيم .
(8) خ : ما .
(9) خ : فانظر .
(10) خ : صنعك .
(11) خ : من .
(12) خ : حتى .
(13) قوله : إلا أن يكون قد وثق بعلمه أي ولا يثق بعلمه مؤمن ففي هذا الاستثناء تأكيد للنهي ومثله قوله تعالى : ( إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ) إذ المعنى والله أعلم أن خروجهن هو الفاحشة البينة وقيل غير ذلك والله أعلم .
(14) خ : المؤمن .
(15) خ : ينال .
(16) في نسخة سلطان غشوم .
(17) خ : رجل .
(18) خ : ينال .
(19) خ : ثم حلف .
(20) خ : كان .
(21) قوله : ما عنى القتل في بعض النسخ ما هي عن القتل وفي بعضها ما عن القتل وفي نسخة ما نوي القتل .

وذكر لنا في حديث الشفاعة(1)


أن أهل الإيمان يحبسون في الموقف بعد ما بشروا(2) عند الموت وبعد ما أجابوا عند المحنة في القبور أن الله ربهم قد غفر لهم وأخذهم كتبهم بإيمانهم وابيضت وجوههم وثقلت موازينهم وأراد الله أن يدخلهم الجنة بالشفاعة والشفاعة مخزونة لا يصل إليها نبي ولا ملك حتى يفتحهها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال الأنبياء ومن اتبعهم(3) محبوسون والأولون والآخرون ، قال فبينما هم كذلك فيقولون : (لو استشفعنا إلى ربنا فيريحنا من هذا المقام ) فيقول بعضهم لبعض : ( عليكم بآدم ، فيأتونه فيقولون : أنت الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته فلو استشفعت لنا إلى ربك فيريحنا من هذا المقام فيقول : إني أكلت من الشجرة التي نهاني الله عنها وإني استحيي من لقاء ربي ولكن عليكم بنوح فانه أول نبي أرسله الله . فيأتون نوحا فيقولون : لو استشفعت لنا إلى ربك فيقول : إني سألت ربي ما ليس لي به علم وأنا أستحيي من لقاء ربي ولكن عليكم بإبراهيم خليل الرحمن . فيأتونه فيقولون له : لو استشفعت لنا إلى ربك فيقول : إني أستحيي من لقاء ربي ولكن عليكم بموسى كليم الله . فيأتونه فيقولون له : لو استشفعت لنا إلى ربك فيقول : إني قتلت نفسا فأنا أستحيي من لقاء ربي ولكن عليكم بعيسى فانه روح الله وكلمته . فيأتونه فيقولون له : لو استشفعت لنا إلى ربك فيقول : إني عبدت من دون الله فأنا أستحيي من لقاء ربي ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم عبد قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر . قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( فيأتونني فأمشي بين سماطين من المؤمنين فأقرع باب الجنة فإذا فتح لي(4) ثم يقال لي : يا محمد اشفع نشفعك(5) فيقول : يا رب ما بقي إلا من حبسه القرآن )) يعني أوجب عليه الخلود في النار قال أهل العلم : هو المقام المحمود الذي يحمده فيه الأولون والآخرون حيث نجاهم الله من ذلك المقام ويحمده الأولون بما فتح لهم من الشفاعة وكانت مخزونة لا يصل إليها أحد ، حتى يفتحها رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا شفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يشفع آدم في وقت وقت له في ولده ثم يشفع(6) الأنبياء كل نبي يشفع لأمته ويشفع المؤمنون وكذلك شاء الله أن يدخل المؤمن الجنة بالشفاعة حتى بلغنا أن الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته إذا كانوا مؤمنين متقين .

1005- جابر بن زيد قال : لما نزلت هذه الآية ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفخذ أفخاذ قريش فخذا فخذا حتى أتى إلى(7) بني عبد المطلب فقال : (( يا بني عبد المطلب إن الله أمرني أن أنذركم فإني(8) لا أغني عنكم من الله شيئا ألا إن أوليائي منكم المتقون ألا لأعرفن ما جاء الناس غدا بالدين فجئتم بالدنيا تحملونها على رقابكم يا فاطمة بنت محمد ويا صفية عمة محمد اشتريا أنفسكما من الله فإني لا أغني عنكما من الله شيئا )) .

_______________________________

(1) قوله : وذكر لنا معطوف على قوله : وذكر أنس في الحديث قبله أو معطوف على جملة الحديث فعلى الأول يكون الفعل مبنيا للفاعل والذاكر جابر ، وعلى الثاني يكون الفعل مبنيا للمفعول والذاكر مجهول الاسم وهو بعض الصحابة ، والمخبر عن ذلك جابر بن زيد وعلى الوجهين فالحديث مرسل وقد ثبت في الصحاح المتفق عليها والله أعلم ا ه مصححه .
(2) قوله : بشروا بموحدة مضمومة فشين مشدودة مكسورة مبني لما يسم فاعله والمعنى بعد أن بشرتهم الملائكة عند الموت وعند المحنة في القبر بأن الله قد غفر لهم .
(3) خ : تابعهم المؤمنون .
(4) قوله : فإذا فتح بالبناء لما لم يسم فاعله وإذا للمفاجأة والمعنى أنه يفاجئه باب الجنة مفتوحا والله أعلم اه مصححه .
(5) خ : تشفع .
(6) خ : تشفع .
(7) خ : على .
(8) خ : أني .



تم الجزء الرابع من كتاب الترتيب من الصحيح في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين 


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire