في إحدى البلدان العربية قام أحد الرجال
الذي يملك لحية طويلة و لباساً قصيرا و لسانة دائم الذكر بالله ، قام
بإنشاء جماعة جهادية بشكل سري للجهاد ضد الطواغيت و تحرير البلاد و من ثم
الزحف نحو القدس و تحريرها من اليهود الغاصبين. و قام بفتح باب التطوع أمام
الشباب ليتم تجنيدهم لهذه المهمة المباركة و بدأ عشرات الشباب المخلصون
بتسجيل أسماءهم في هذه الجماعة ليكونوا مستعدين لهذه المهمة المباركة و
يأخذوا كافة الإحياطات و الضروريات لساعة الصفر و الإنطلاق.
ولكن فجأة تم إلقاء القبض على جميع هؤلاء
الشباب و تصفيتهم من قبل الداخلية، و تبين أن الرجل النوراني الذي قام
بإنشاء هذه الجماعة كان رجلا في المخابرات، وقام النظام بذلك للتخلص من
جميع الشباب الذين يفكرون في الجهاد أو التحرر من الطغيان!
وهؤلاء الشباب رغم اخلاصهم و علمهم الشديد
إلا أن إخلاصهم لم تنفعهم في السقوط بأيدي المخابرات، لأنهم فقدوا الذكاء ،
ولذلك يقول المفكر الإسلامي الشيخ محمد الغزالي " المسلم يحتاج إلى الذكاء
بقدر حاجته إلى الإخلاص في هذا الزمن"
أغلب الجماعات التي تحارب الماسونية و ترفع
شعار مواجهة الماسونية يتم إدارتها من قبل أشخاص و قيادات كبيرة في
الماسونية، و أغلب الجماعات التي تعادي الصهيونية و تحارب إسرائيل ظاهرا
يكون تمويلها من قبل اليهود أنفسهم لإمتصاص غضب اعداءها بحيث يختارون
الجلوس عندما يرون من يعادي اليهودية.
وهذا الأمر ينطبق تماما على الجماعات
الإسلامية التي ترفع شعارات جريئة و جذابة و تظهر على الساحة فورا و يتم
تضخيمها و تكبيرها بشكل غير عادي وغير مألوف، فهي تكون صنيعة الغرف المظلمة
في المخابرات العربية و الاجنبية لإصطياد خيرة الشباب في مجتمعاتنا الذين
يسهل اصطيادهم لقلة علمهم بمكر و خداع المخابرات و رجالها و عدم احاطتهم
بألاعيب الأنظمة القمعية في كيفية الاسقاط بهم .
ولذلك على جميع الشباب أن يحذروا كثيرا و
لا يدخلوا أي جماعة إلا بعدما يدققون من أفعال الجماعة و مصدر تمويلها و من
يديرها! وإذا لم يقدروا على معرفة ذلك فالأفضل عدم الدخول و التواصل مع
هذه الجماعات! و الأهم أن لا ينخدعوا بالشعارات و الأقوال و الصياح لأنها
مجرد أساليب للإيقاع بهم و النيل منهم و تلبيسهم تهمة الدخول في جماعة
إرهابية التي في الأصل صنعوها بأنفسهم!
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire