يزور دبي حالياً، الطبيب الأميركي، الهندي الأصل ديباك شوبرا، الذي درس الطب في الهند ومارسه في الولايات المتحدة، إلى أن جاء يوم، قرر فيه الانتقال من ممارسة الطب كما نعرفه، إلى الحديث عن أن علاج الجسد والروح أمران مترابطان.
ألف شوبرا أكثر من 70 كتاباً حتى اليوم، تتركز على هذه الفلسفة، وباع منها ما يزيد عن 20 مليون نسخة حول العالم، وترجمت كتبه إلى أكثر من 35 لغة، كما احتلت 21 من مؤلفاته قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة.
وفي لقاء مع "العربية" وعن سر تحوله من طبيب لمروج للعلاج الروحاني، قال شوبرا "أنا طبيب بالأساس ودرست هرمونات الدماغ وكيمياءه، وخلال دراستي اكتشفنا هرمونات المشاعر والتي تعرف اليوم بالاندروفين وغيرها، ووقتها قارنت وتساءلت؟ أحيانا يكون لدينا مريضان اثنان، يتلقيان نفس العلاج، لنفس المرض عند نفس الطبيب، ولكن نتائج العلاج تكون مختلفة، وقتها أدركت المشكلة، عرفت أننا لا ننظر إلى الجسد بالطريقة الصحيحة، فنحن ننظر إلى الجسم كما لو أنه جهاز ونتجاهل الكثير من العوامل المهمة التي لها علاقة بالمرض، وأقصد بالتحديد العلاقات الشخصية للمريض، وحالته النفسية ومحيطه الاجتماعي والبيئي، تلقائيا وجدت نفسي أتجه من صحة الجسد إلى الصحة الروحية".
وانطلاقا من هذه الأفكار، يكرر ديباك شوبرا في كتبه دائما، أفكاره حول أهمية تحقيق التوازن بين العقل والجسد والروح، ويلخص فلسفته في هذا الشأن بمقوله "السعي إلى العيش لأطول فترة ممكنة ليس هدف العقل الأسمى، لأن الحياة تقاس بنوعيتها وليس بكميتها".

سر التوازن

 يشرح شوبرا مقولته هذه ومفهومه عن "التوازن"، قائلا: "السر لتحقيق هذا التوازن هو النوم الجيد المريح، والامتناع عن الكحول والمخدرات، وممارسة الرياضة اليومية، واستقرار المشاعر، وعلاقات صحية، ووزن وغذاء طبيعي متوازن، والتواصل الروحاني مع النفس".
انتشرت فلسفة ديباك شوبرا وكتبه بشكل كبير، ودعمها واتبعها الكثير من المشاهير، ومن أبرزهم أوبرا وينفري، التي استضافته في برنامجها العديد من المرات، بالإضافة إلى ليدي غاغا، التي قدمت شهادتها الخاصة في الدكتور شوبرا، معتبرة شوبرا أكثر شخص مؤثر في حياتها.
كما يأتي كيم كارداشيان وريان سيكريس في قائمة المتأثرين بشوبرا أيضاً، لكن صداقته بالنجم الأميركي مايكل جاكسون هي الأكثر إثارة للجدل، يقول شوبار: "حالة مايكل خاصة جدا، فبعد الحريق الذي أصابه خلال دعاية بيبسي أعطاه الأطباء أدوية لتخفيف الألم وأصبح يعتمد على هذه العقاقير، مايكل كان قريبا جدا مني، ولكن خلال فترات اعتماده على العقاقير لم يكن يتصل بي، كان يتصل بي فقط خلال الفترات التي يكون فيها واع".
كتابات شوبرا وفلسفته في الحياة واجهت الكثير من النقد وأثارت الكثير من الجدل، خاصة نظرته إلى الطب الحديث، وهو يدافع عن أفكاره في هذا الشأن قائلا: "أعلم الناس أنه مهما كان الموقف، ومهما بلغ حجم الفوضى حولك، من الممكن أن تداوي نفسك إذا بقيت متوازنا".
وأضاف شوبرا، أن "الطب كما نعرفه اليوم هو إلى زوال، والفوائد محدودة لنحو 80% من الأدوية التي نستخدمها هذه الأيام، ما يعني أنه إذا قرر الإنسان عدم استخدام هذه الأدوية، فلن يتغير شيء".

علاج السرطان

أما بالنسبة لأدوية السرطان، فيقول شوبرا: "هناك أنواع معينة من السرطان تتأثر بالعلاج الكيمياوي، ولكن هناك أدوية حديثة يتم العمل عليها تشجع العلاج الروحي، فبعد خمسين عاما من الآن، سيتذكر التاريخ هذه الفترة وكأنها فترة بربرية".
وأضاف، "عدد الأشخاص الذين يموتون بسبب الأخطاء الطبية يعادل عدد الأشخاص الذين يتوفون بسبب ارتطام طائرتين طراز جمبو كل 3 أيام، فنحن لا نقرأ هذه الأرقام لأننا نثق في الشخص الذي يرتدي المعطف الأبيض، فمعظم العلاجات لا حاجة لها".
وأوضح شوبار، أنه "على الناس إدراك أن أسلوب حياتك يحدد 95% من نوعية حياتك، الـ5% الباقية قد تحتاج فيها إلى العلاج وهذا يتضمن حتى الأمراض الجينية، فالتواجد في المستشفيات أكثر خطرا من التواجد في السجن.
يذكر أن شوبرا وضع نظرياته حول القيادة بعد معايشته للعديد من القادة كأوباما وكلينتون عن قرب، وقد وجدت عوامل مشتركة بين هؤلاء القادة أهّلتهم لهذا المنصب كما يقول، فحضور هؤلاء القادة قوي، وهم أصحاب كاريزما، ودائما حاضرون، ولديهم ثقة عالية بالنفس، ولا يهتمون كثيراً برأي الناس فيهم، ولا يؤثر فيهم المديح ولا النقد، لطيفون ويكونون صداقات في وقت سريع.