===================
السلفية اليسارية وداء الشيخوخة المبكرة !
· عبارة " السلفية اليسارية " ليست من قبيل المماحكة السجالية أو محاولة
لاستفزاز المحاور لأنه ذو مواقف متشنجة جدا في الشأن الديني بل إنني جاد كل الجدية
في إيرادها كاصطلاح فكري وبالمضمون الحرفي الذي تحيل إليه مباشرة . إن السلفية أو
الأصولية التي اعتبرت حتى الآن لصيقة بالتيارات والحركات الدينية الطائفية تستغرق
أيضا التيارات والحركات القومية أو تلك اليسارية الماركسية وغير الماركسية حيث
العودة الى السلف الصالح " الثوري " والى العصر الذهبي والى العقيدة النقية والأصول
التقية هي لحمة وسدى الخطاب السلفي . ولأننا في سجال مع الأصدقاء في الشيوعمالية
فسوف نسمح لأنفسنا باقتباس بضعة أسطر من التقرير الذي قدمه مؤسس الشيوعية العمالية في إيران والعراق
الفقيد منصور حكمت الى المؤتمر الثالث للحزب الشيوعي العمالي الإيراني سنة 1989 . و
سوف يعطينا هذا المقبوس فكرة واضحة
عما أطلقنا عليه السلفية أو الأصولية اليسارية .كتب الفقيد (( إنني أفهم الماركسية
بوصفها النظرية والنقد الشيوعيين ، إنني أدافع عن الأرثوذكسية الماركسية وحين
يقولون لنا ، هنا وهناك ، إن الشيوعية العمالية لم تطرح أبحاثها بشكل جيد ولم يتم
توضيح نظرتها بصورة صحيحة ، سأجيبهم إن نظراتنا مطروحة في "الأيدلوجيا الألمانية"
و" رأس المال" وعشرات الكتابات الأخرى المماثلة . إنني لست مسئولا عن إعطاء الأجوبة
الجديدة لذلك الشخص الذي يستنبط اشتراكيته من الدكتور أراني ومن التاريخ الموجز ،
بل إن جوابي هو اتركوا هذه المؤلفات
المستهلكة واذهبوا والقوا بأنظاركم ولو مرة
واحدة على "الأيديولوجيا الألمانية " لتروا صحة النظرات الماركسية وانتقادها
الحاسم والمؤثر في توضيح معضلات يومنا هذا . وعليه ، فإن بحث الشيوعية
العمالية من الناحية النظرية ما هو
أساسا إلا العودة الى الماركسية والأصالة الماركسية والماركسية اللينينية التي قامت
بتنظيم ثورة أكتوبر . ص35 / سلسة أبحاث الشيوعية العمالية / الكتاب الأول)) .
وبالمناسبة فالأيديولوجيا الألمانية هو
أحد المؤلفات المشتركة لماركس
وإنجلز انتهيا من تأليفه في شهر حزيران 1846 أي قبل مائة و ستة وخمسين عاما من الآن
ولم يطبع في حياتهما بسبب الرقابة ولماركس مزحة طريفة حول هذا الكتاب قال فيها أنهما تركا كتاب "الأيديولوجية
الألمانية" بعد الفشل في طبعه الى نقد الفئران القارض بكل طيبة خاطر !!
علاء اللامي
السلفية اليسارية وداء الشيخوخة المبكرة !
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire