dimanche 13 avril 2014

ثلاثُ أمنيات على بوابةِ السنة الجديدة . مظفر النواب


Mothafar AlNawab Blog  / مدونة الشاعر مظفر النواب

ثلاثُ أمنيات على بوابةِ السنة الجديدة .
مظفر النواب

توطئة :
هذه القصائد لَمْ تُكتب لمناسبة , كُتَبَت لدهرٍ من الحزنِ و التحدي , لا خوفَ أن يطول , ما دمنا ننبض والأفضلون يحملون السلاح .
اغفروا لي حزني وخمري و غضبي وكلماتي القاسية بعضكم سيقول بذيئة لا بأس , أروني موقفا أكثر بذاءةً مما نحنُ فيه .

مَرَةً أُخرى على شباكنا تبكي
ولا شيءَ سوى الريحِ
وحباتٍ من الثلجِ على القلبِ
وحزنٍ مثلَ أسواقِ العراق
مرةً أُخرى أمدُ القلبَ بالقربِ من النَهْرِ زُقَاقْ
مرةً أُخرى أُحني نِصْفَ أقدامِ الكوابيسِ بقلبي
وأُضيءُ الشمعَ وحدي وأُوافيهِم على بُعْدٍ
وما عُدْنا رِفاق
لمْ يَعُدْ يذكُرُني منذ اخْتَلفنا أَحدٌ غيرَ الطريقْ
صارَ يكفي
*****
فرحُ الأجراسِ يأتي من بعيدٍ
و صهيلُ الفتياتِ الشُقْرِ يستنهِضُ عزمَ الزمنِ المُتْعَبِ
والريحُ من الرُقْعَةِ تغتابُ شموعي
رُقْعَةَ الشباكِ كم تُشْبِهُ جوعي
وأثينا كُلَها في الشارعِ الشِتْويِّ
تُرْخِي شَعْرَها للنَمَشِ الفِضِيِّ
وللأشرطةِ الزرقاءَ واللذةِ
هل أخرجُ للشارعِ ؟
مَنْ يَعرِفُني ؟
مَنْ تَشْتَريني بقليلٍ من زوايا عيْنِها ؟
تعرِفُ تَنْويني وشَدَاتي وَ ضَمِي و جُموعي ..
أيْ إلهي إنَّ لي أمنيةً : أنْ يسْقُطَ القمعُ بداءِ القلبِ
والمَنْفَى يعودون إلى أوْطانِهمْ
ثُمَّ رُجوعي
****
لم يَعُدْ يّذكُرِني منذُ اخْتَلَفنا
غيرَ قلبيْ والطريقْ
صارَ يكفي
كُلَُّ شيءٍ طَعْمُه طَعَمُ الفِراق
حينما لم يبقَ وَجْهُ الحزبِ وَجَهَ الناسِ
قد تَمَ الطلاقْ
حينما ترتفعُ القاماتُ لَحْناً أُمَمِيَّاً
ثُمَ لا يأتي العِراقْ
كانَ قَلْبِيْ يَضْطَرِبُ
كنتُ أبكي !
كنتُ أستفْهِمُ عن لَوْنِ عريفِ الحَفلِ ؟
عَمَنْ وَجَهَ الدعوةَ ؟
عَمَنْ وضعَ اللحنَ ؟
ومَنْ قادَ ؟ ومَنْ أنْشَدَ ؟
أستَفْهِمُ حتى عن مذاقِ الحاضرينْ !
يا إلهي .. يا إلهي .. يا إلهي ..
إنَ لي أمنيةً ثالثةً
أنْ يَرْجِعَ اللَحْنُ عراقياً
وإن كانَ حزينْ
****
ولَقَدْ شَطَ المَذَاق
لَمْ يَعُدْ يذكرني منذ اختلفنا أحدٌ في الحفلِ
غيرَ الاحتراقْ
كان حفلاً أُمَمِياً
إنَما قَدْ دُعِيَ النَفطُ ولم يُدْعَ العراقْ
يا إلهي .. رغبةٌ أخرى إذا وافقتَ
أن تغفرَ لي بُعْدِيّ أُمِي
والشُجَيراتِ التي لم أسْقِها منذُ سنين
وثيابي ..
فلقد غيرتُها أمس بثوبٍ دونَ أزرارٍ حزين
صارتْ الأزرارُ تُخفي
ولذا حذرتُ منها العاشقين
لا يقاسُ الحزنُ بالأزرارِ بل بالكشفِ
إلا في حسابِ الخائفين

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire