المهدي المنتظر ، والدجال ونزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان ، وكل ما يسمى علامات كبرى أو صغرى للساعة ،كلها كذب ودجل وافتراء ،
ورسول الله صلى الله عليه وسلم بريء من جميع الأحاديث التي تذكر فيها هذه العلامات ، سواء كانت عند السنة أو الشيعة أو غيرهم .
لو سألت أيـًّا ممن يعتقد أن كل ما في الصحيحين صحيح: هل يمكن أن تقوم
الساعة غدا ؟ سيقول لك وبدون تردد : لا, لأن الدجال لم يخرج بعد، ولم ينزل
المسيح عليه السلام،ولم تظهر النار التي
تحشر الناس إلى محشرهم، و...، و...، ولن تقوم الساعة حتى تظهر هذه الآيات.
فهو مطمئن إلا أن الساعة لن تأتي بغتة، ولن تأتي قبل ظهور علامات معينة
يسمونها علامات الساعة الكبرى.
والله سبحانه وتعالى يخبرنا في كتابه العزيز أن الساعة تأتي بغتة، بدون مقدمات ولا علامات، لا علامات صغرى ولا علامات كبرى :
يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها
إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها
قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون ( الأعراف: 187)
"هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ". ( الزخرف: 66)
" ولله غيب السماوات والأرض وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شيء قدير"(النحل:77) .
" فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها " (محمد:8)
فأشراط الساعة قد جاءت وانقضت ، ولعل من أهم هذه الأشراط بعث رسول الله
صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، ولسوف تأتي الساعةُ الناسَ
بغتة وهم لا يشعرون.
لنتأمل قوله سبحانه وتعالى :
"هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ". ( الزخرف: 66)
فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها " (محمد:8)
من هم المخاطبون في عبارة ( هل ينظرون) في الآيتتين الكريمتين ؟
لا شك أن المخاطبون هم الكفار والمنافقون الذين كانوا يعيشون في عهد رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، فهذا تحذير من الله سبحانه وتعالى لكفار مكة
وللمنافقين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من أن الساعة قد تأتيهم
بغتة (فجأة، بدون علامات).
ولما لم تأت الساعة عليهم بغتة في عهد رسول
الله صلى الله عليه وسلم انتقل التحذير إلى الذين يلونهم ثم الذين يلونهم
ويبقى التحذير ينتقل من زمن إلى زمن ، من لحظة إلى لحظة، حتى تقوم الساعة
على الناس بغتة وهم لا يشعرون
ولا يمكن القول إن المخاطبون بعبارة ( هل
ينظرون ) هم الكفار بعد مجيء علامات الساعة، وأن هذه العبارة ليست موجهة
على الكفار في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لا يمكن أن القول إن
المخاطبون بعبارة ( هل ينظرون ) هم الكغار بعد فتح القسطنطينية، وبعد خروج
الدجالن وبعد نزول عيسى عليه السلام، ووو....
يقول الله سبحانه وتعالى:"فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون، أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون" (الزخرف: 41 ،42)
ويقول سبحانه وتعالى : "وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِى نَعِدُهُمْ
أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ ٱللَّهُ شَهِيدٌ
عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ " ( يونس :46 )
ويقول سبحانه وتعالى : وَإِن
مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِى نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ
فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلَٰغُ وَعَلَيْنَا ٱلْحِسَابُ" ( الرعد : 40)
يتبين لنا من هذه الآيات الكريمة أن الله سبحانه وتعالى أخفى عن نبيه صلى
الله عليه وسلم ، إن كان ما وعد الله سبحانه وتعالى الكفارَ سيتحقق في حال
حياته أو بعد مماته صلى الله عليه وسلم.
وما الذي وعدهم سبحانه وتعالى ؟
وعدهم إما العذاب وإما الساعة.
"حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا
السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضْعَفُ جُنْداً"
(مريم: 75)
أي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم إن كانت الساعة ستقع في حال حياته أو بعد مماته صلى الله عليه وسلم.
وإذا كان الأمر كذلك ، فكيف يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة
بما كان وبما هو كائن إلى أن تقوم الساعة، عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة
منازلهم وأهل النار منازلهم
وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا
يعلم إن كانت الساعة ستقع حال حياته أو بعد مماته صلى الله عليه وسلم فكيف
يخبرهم بعلاماتها.
كيف يخبرهم بالمهدي والدجال ونزول عيسى عليه السلام وغير ذلك من العلامات؟
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة يوسف: "أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون" ( يوسف :107)
لنلاحظ كلمة ( أفأمنوا ) في الآية الكريمة.
من هو المخاطب بهذه الكلمة ؟
لا شك أن المخاطب هنا هم كفار مكة.
ولما لم تقع الساعة بغتة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، انتقل
الخطاب إلى من بعدهم من الكفار في عهد بني أمية ،ثم في عهد بني العباس ،
ويبقى الخطاب والتحذير ( أفأمنوا ) ينتقل لحظة لحظة، من زمن إلى زمن حتى
تقوم
الساعة على الناس بغتة وهم لا يشعرون
قد تأتي الساعةُ في
هذه اللحظة ، وقد تأتي غدا، وقد تأتي بعد غد ، قد تأتي في أي لحظة ، فهي
كما أخبر الله سبحانه وتعالى لا تأتي إلا بغتة.
المراجع
[1]
دفاعا عن السنة المطهرة، دعوة للتصحيح، ليس كل ما في الصحيحين صحيح. (الويب)
محمد مأمون رشيد (محمد مأمون)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire