زيدان ويوسف: "البحوث الإسلامية" لا يملك حق مصادرة الكتب
سميرة سليمان
استنكر الروائي الدكتور يوسف زيدان ما
تناقلته وسائل الإعلام من منع ومصادرة مجمع البحوث الإسلامية لأحد مؤلفات
د.حسن حنفي، وقال زيدان على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس
بوك”: “مَن الذي ادّعى أن “مجمع البحوث الإسلامية” التابع للمشيخة
الأزهرية، هو اللسانُ الناطقُ في مصر باسم الإله الواحد ؟ ومَن الذي دعا
هذا المجمع لإبداء الرأي في المؤلفات الفلسفية التي كتبها أستاذنا الجليل د
. حسن حنفي ؟ و مَن الذي يقبل قرار هذا المجمع بمصادرة كتاباته التي صدر
آخرها قبل سنواتٍ تُعدُّ بالعشرات؟ و مَن الذي سيجرؤ على التفكير الحُرّ،
والإبداعي ، فى زمن انكفأت فيه البديهياتُ و أقيم في العلن سوقُ المتاجرة
بالدين؟.
من جانبه أكد عضو الجبهة الوطنية للدفاع عن حرية
الإبداع الناقد والشاعر شعبان يوسف في تصريحات لـ”محيط” أن مجمع البحوث
الإسلامية ليس لديه حق المصادرة، فالقضاء ألغى هذا، مؤكداً أنه إذا توافرت
لديهم سلطة المصادرة لفعلوا. ووصف ما يحدث بأنه ظاهرة تماثل “الضرب تحت
الحزام”، واستكمالاً لمسلسل تقييد الحريات، بدأها عضو مجلس الشورى بالحديث
عن ضرورة إلغاء فن الباليه بوصفه “عرياً”، ووزير الثقافة يقيل القيادات
المستنيرة ويتحدث عن ضرورة تغيير الثقافة، ومن ثم هناك استقواء واضح
بالسلطة رغبة في تنفيذ مخطط تغيير الثقافة على حد قوله.
وأشار يوسف إلى أن ما يحدث لحنفي بداية لما حدث لفرج فودة
ونجيب محفوظ، فالشباب لا يقرأ ويستمع فقط إلى قياداته الدينية التي تخرج
هذا من الدين، وتكفر هذا ومن ثم يتحمس الشباب لمقاتلة الكافرين. ولفت يوسف
إلى أن كاتب التقرير الخاص بدكتور حسن حنفي هو د.محمد عمارة الذي وصفه يوسف
بأنه أحد التحريضيين الكبار.
وأكد يوسف أن ما يحدث الآن على الساحة الثقافية يأتي نتيجة
تشجيع السلطة لمثل هذه الأمور، ونتيجة وجود معظم العناصر المتطرفة في كافة
مرافق الدولة، وكأن الجميع يعزف معزوفة واحدة في نفس الوقت، من أجل تغيير
مناخ مصر لتقبل هذه الأفكار تمهيدا للخلافة المزعومة التي يريدونها.
من جانبه قال الدكتور حسن حنفي، أستاذ الفلسفة الإسلامية
بجامعة القاهرة أمس الجمعة، إنه لم يتلق أي إخطار بقرارات صدرت عن مجمع
البحوث الإسلامية، أو توصيات بمصادرة كتبه بدعوى أنها تعيب في الذات
الإلهية.
وقد نفت مشيخة الأزهر أن يكون مجمع البحوث العلمية التابع لها
قد أصدر قرارا بمصادرة كتب الكاتب المعروف، حسن حنفي، بتهمة شمولها على ما
يشير إلى “إنكار وجود الله” و”الإلحاد الصريح”. وقال محمود عزب، مستشار
شيخ الأزهر، أنه بسؤال أحد أعضاء مجمع البحوث الإسلامية، فإن المجمع “لم
يصادر كتب الدكتور حسن حنفي كما أشيع صباح أمس ولم يصدر بيانًا بهذا
الأمر”.
وكانت تقارير إخبارية قد أشارت صباح أمس إلى أن المجمع الذي
يرأسه شيخ الأزهر، أحمد الطيب، أمر بمصادرة كتب حنفي، أستاذ الفلسفة
الإسلامية بجامعة القاهرة، ‘لإنكاره وجود الله وتضمن كتبه إلحاداً صريحاً.
يذكر ان دكتور حسن حنفي، هو مفكر مصري متخصص بأبحاث الفلسفة
الإسلامية، من أبرز مؤلفاته “مقدمة في علم الاستغراب” و”من العقيدة إلى
الثورة”، و”ظاهريات التأويل”.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire